العلاقات الجزائرية - الفرنسية ما زالت على حالها ومرشحة لمزيد من التوتر

فرنسا تريد التهدئة لكنها ترمي الكرة في الملعب الجزائري

الرئيسان الجزائري والفرنسي بمتحف الجيش في العاصمة الجزائرية قبل تفاقم التوترات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي بمتحف الجيش في العاصمة الجزائرية قبل تفاقم التوترات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)
TT
20

العلاقات الجزائرية - الفرنسية ما زالت على حالها ومرشحة لمزيد من التوتر

الرئيسان الجزائري والفرنسي بمتحف الجيش في العاصمة الجزائرية قبل تفاقم التوترات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي بمتحف الجيش في العاصمة الجزائرية قبل تفاقم التوترات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)

تريد باريس فتح صفحة جديدة مع الجزائر، بعد أن تدهورت العلاقات معها منذ الصيف الماضي، إثر الانعطافة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون في ملف الصحراء، والتي لم تستطع الإدارة الجزائرية «هضمها» حتى اليوم.

ماكرون عدّ في رسالة شهيرة إلى العاهل المغربي محمد السادس، بمناسبة الاحتفال بصعوده إلى العرش، أن «حاضر الصحراء الغربية ومستقبلها يندرجان في إطار السيادة المغربية». وبعد مرور 8 أشهر على هذه الرسالة، ورغم المحاولات «الخجولة» التي قامت بها فرنسا لإعادة التواصل مع الجزائر، ما زالت العلاقات بين الطرفين متشنجة. ولكل من الطرفين مآخذ على الطرف الآخر، وما يعرقل «التهدئة» أن الملف المذكور لا يندرج في إطار العلاقات الخارجية فقط، بل له بعد داخلي، وأحياناً شخصي، ويوظف في غالب الأحيان لأغراض سياسية.

وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو (يسار) مع الرئيس إيمانويل ماكرون ومديرة المخابرات الداخلية سلين برتون (أ.ب)
وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو (يسار) مع الرئيس إيمانويل ماكرون ومديرة المخابرات الداخلية سلين برتون (أ.ب)

يوم الثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بمناسبة جلسة في البرلمان، إنه «من المؤكد أن فرنسا تتطلع إلى إقامة علاقات جيدة مع الجزائر، وهي دولة مجاورة تربطنا بها علاقات وثيقة». مضيفاً: «لكن لكي يحدث هذا، لا بد أن تهدأ العلاقات، ولا يمكن التوصل إلى الهدوء من جانب واحد». وبكلام آخر، فإن الوزير الفرنسي يحمّل مسؤولية التوتر للطرف الجزائري، وإذا كانت باريس تريد وضع حدّ لحالة التوتر، فذلك يجب أن يتم «بشروط ومن غير أي ضعف».

مآخذ باريس على الجزائر كثيرة، ومن بينها توقيف الكاتب الجزائري - الفرنسي المسن والمريض بوعلام صنصال، الخريف الماضي، لدى نزوله من الطائرة في مطار الجزائر، ورفض التعاون في ملف تسلم المواطنين الجزائريين، الذين صدرت بحقّهم مذكرات ترحيل إلى الجزائر، والأنشطة التي يقوم بها «مؤثرون» جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي، وتوقف التعاون الأمني بين أجهزة البلدين.

رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو لدى وصوله إلى قصر الإليزيه الخميس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو لدى وصوله إلى قصر الإليزيه الخميس (أ.ف.ب)

وآخر مستجد هو ما صدر، الخميس، عن مكتب المدعي العام في باريس حول إطلاق تحقيق بحقّ موظف في وزارة المالية الفرنسية، يشتبه بأنه قدّم معلومات لموظف جزائري في القنصلية الجزائرية في مدينة «كريتي»، تتعلق بطالبي لجوء جزائريين معروفين بمعارضتهم، ما يرقى إلى مرتبة الجريمة. وسبق أن وجّهت تهمة كشف معلومات سرية عن طالبي اللجوء لموظفة تعمل في المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج. الأمر الذي يعدّ انتهاكاً لقواعد السرية.

 

* مآخذ متبادلة

 

في الجانب المقابل، فإن الجزائر ناقمة على فرنسا بخصوص قضية الصحراء بالدرجة الأولى، لكنها تشكو أيضاً من «المناخ السام» القائم بين البلدين، وفق تشخيص الرئيس عبد المجيد تبون، في مقابلة شهيرة مع صحيفة «أوبينيون». وقد تم تداول معلومات مؤخراً عن معاملة «غير لائقة» تعرض لها جزائريون لدى نزولهم في مطارات فرنسية. كما تشكو الجزائر من مناخ عام «معادٍ لها ولمصالحها».

لويس ساركوزي هدّد بإحراق السفارة الجزائرية (غيتي)
لويس ساركوزي هدّد بإحراق السفارة الجزائرية (غيتي)

وجاءت تصريحات الصحافي لويس ساركوزي، ابن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، التي هدّد فيها بـ«إحراق السفارة الجزائرية»، بمثابة دليل على المناخ المعادي للجزائر. ونقلت صحيفة «لو موند» منتصف الشهر الماضي عن ساركوزي الابن قوله: «لو كنت في الحكم، وتم توقيف بوعلام صنصال لقمت بحرق السفارة الجزائرية، وأوقفت منح التأشيرات، ورفعت التعريفات الجمركية بـ150 بالمائة». وبسبب ذلك، عمدت الجزائر إلى رفع دعوى قضائية عبر سفارتها في باريس ضد ساركوزي.

وتتهم أصوات جزائرية وزير الداخلية برونو روتايو، بأنه يلعب من خلال سياسته دوراً لا يستهان به في الوصول إلى هذه الحالة. فمنذ ولوجه إلى الوزارة خلفاً لجيرالد دارمانان، اعتمد سياسة متشددة إزاء ملف الهجرات والترحيل، ويرى أن سياسته تتواءم مع ما يريده الرأي العام. ولروتايو طموحات كبرى، فقد أعلن من جهة ترشحه لرئاسة «الحزب الجمهوري» اليميني التقليدي، ويرى في ذلك رافعة للترشح لاحقاً لرئاسة الجمهورية، التي ستحصل انتخاباتها في ربيع عام 2027.

فرنسا انتقدت بشدة الجزائر بسبب سجن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال (أ.ف.ب)
فرنسا انتقدت بشدة الجزائر بسبب سجن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

وقبل أسابيع قليلة، لم يتردد روتايو في إخراج «المدفعية الثقيلة»، داعياً إلى إعادة النظر في الاتفاقيتين، اللتين تنظمان مجيء وإقامة الجزائريين على الأراضي الفرنسية، ومنها اتفاقية سنة 1968، التي تتضمن تسهيلات لهم. فضلاً عن إلغاء اتفاقية أخرى تمكن حاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية من غير الدبلوماسيين من التنقل بسهولة. كما طالب روتايو بأن تبرز فرنسا «عضلاتها» من خلال ما سماه «ميزان قوة» في التعامل مع مستعمرتها السابقة.

 

* ترحيل الجزائريين: عقدة العقد

 

تحوّلت اليوم إشكالية تجاوب الجزائر مع ترحيل مواطنيها إلى عملية ليّ ذراع بين الطرفين. وهناك معلومات متقاطعة تفيد بأن باريس قدّمت مؤخراً قائمة تضم ما لا يقل عن 100 شخص، تريد فرنسا ترحيلهم إلى الجزائر. ونقلت وسائل إعلام فرنسية أخباراً تؤكد أن اللائحة سترسل سريعاً. علماً أن رئيس الحكومة، فرنسوا بايرو، سبق له أن أعلن، عقب عملية إرهابية قام بها جزائري في 22 فبراير (شباط) الماضي في مدينة ميولوز، صدرت بحقّه مذكرة ترحيل لم توافق عليها السلطات الجزائرية، أن حكومته سترسل لائحة جديدة، وستعطي الجزائر مهلة «شهر أو 6 أسابيع». وإذا لم تتجاوب معها فإن الردّ سيكون بإعادة النظر في الاتفاقيات السابقة المبرمة مع الطرف الجزائري.

البرلمان الفرنسي في جلسة سابقة لبحث اتفاق الهجرة الجزائري الفرنسي (صورة أرشيفية لجلسة عامة بالجمعية الوطنية)
البرلمان الفرنسي في جلسة سابقة لبحث اتفاق الهجرة الجزائري الفرنسي (صورة أرشيفية لجلسة عامة بالجمعية الوطنية)

وكان بارو قد أشار إلى هذه اللائحة، الثلاثاء الماضي، وقال للنواب: «نأمل أن تطّلع السلطات الجزائرية على هذه القائمة، وتبادر لفتح مرحلة جديدة في علاقاتنا، ستسمح لنا بتسوية خلافاتنا، وبدء تعاون استراتيجي محتمل».

إزاء ما سبق، تبدو الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة، وستنظر باريس بكثير من التدقيق في طبيعة الردّ الجزائري على اللائحة المرسلة.

لكن ثمة مؤشرات أخرى تدل على تصعيد إضافي، أولها المعلومات التي توافرت عن تعليق الجزائر العمل في 3 من قنصلياتها الرئيسية في 3 مدن (مرسيليا، ونيس، ومونبيلييه)، تعدّ مناطق وجود كثيف للجزائريين. ويعني وقف العمل القنصلي أن حصول فرنسا على وثيقة سفر قنصلية لإتمام ترحيل أي جزائري يقيم بشكل غير شرعي في فرنسا، وصدرت بحقّه مذكرة ترحيل، ولا يحمل جوازاً، سيصبح أمراً مستحيلاً.

والحال، وفق وسائل إعلامية فرنسية، أن العدد الأكبر من الجزائريين المرشحين للترحيل موجودون في الجنوب الفرنسي. وبكلام آخر، فإن الإجراء المذكور يذهب عكس ما تريده باريس. ولم يعرف إذا ما كان الإجراء مؤقتاً، وغرضه التحذير فقط، أم أنه قرار مرشح له أن يطول. ويضاف هذا الإجراء إلى بقاء السفارة الجزائرية في باريس من غير السفير، الذي سُحب بعد شيوع رسالة ماكرون لمحمد السادس.

الرئيس الجزائري هاجم اليمين الفرنسي بسبب ممارسته الضغوط لإلغاء اتفاق الهجرة (الرئاسة)
الرئيس الجزائري هاجم اليمين الفرنسي بسبب ممارسته الضغوط لإلغاء اتفاق الهجرة (الرئاسة)

علاوة على ذلك، فإن باريس تشكو أيضاً من غياب التعاون الأمني مع الجزائر. وقالت مديرة الأمن الداخلي الفرنسي، سيلين برتون، الأربعاء الماضي، إن التعاون المذكور «في أدنى مستوياته حالياً»، واصفة الوضع بـ«الصعب». وعبّرت عن أملها في أن يجد الطرفان المعنيان «حلاً سريعاً» للتوتر القائم بينهما، لما له من انعكاسات حول تعاونهما الأمني في منطقة الساحل، على اعتبار أن التطورات الحاصلة فيها تعدّ مصدر قلق للطرفين.



«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

إعلان إسرائيلي جديد بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، يقابله تعهد من «حماس» بعدم رفع «الراية البيضاء» ما يفتح سيناريوهات عديدة بشأن قدرة الوسطاء على البحث عن «حلول ممكنة»، تُنهي حالة الحرب المستمرة منذ نحو 18 شهراً.

ذلك التصعيد الإسرائيلي، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يهدد جهود الوسطاء نحو تحقيق تهدئة قريبة، ويفتح المخاوف من توسع الصراع بالمنطقة.

واستأنفت إسرائيل القصف المكثف على غزة في 18 مارس (آذار) الماضي، منهيةً بذلك وقفاً لإطلاق النار، استمر نحو شهرين في الحرب مع «حماس»، بعدما وصلت المفاوضات بشأن مراحله التالية إلى طريق مسدود، ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها «حماس»، مقتل 1042 شخصاً على الأقل، في الهجمات الإسرائيلية.

وفي خطوة جديدة للتصعيد، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، في بيان، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة بشكل كبير، وقال إنه «من المقرر السيطرة على مساحات واسعة من القطاع، مع إجلاء سكانها وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية»، فيما ندد «منتدى عائلات الرهائن»، بالإعلان، ووصفه في بيان بـ«المروع».

وجاء ذلك التصعيد بعد ساعات من تأكيد عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، سهيل الهندي، في تصريحات متلفزة، أن الحركة «لن ترفع الراية البيضاء»، مشدداً على أن «إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة؛ لن يتم إلا عبر صفقة تبادل عادلة وشاملة».

وبرأي الهندي، فإن «حماس» جاهزة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لكن بشرط وقف الحرب، وفتح المعابر، وإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن الحركة رفضت «الشروط التعجيزية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تضمنت تسليم سلاح المقاومة وخروج قادة الحركة من غزة».

وتحدثت «قناة i24NEWS» الإسرائيلية، الاثنين، أن «إسرائيل تخطط لزيادة الضغوط على (حماس) لحملها على الموافقة على الاتفاق، وسط تكهنات بإمكانية توقيع الاتفاق قبل عيد الفصح (20 أبريل/نيسان) الحالي».

تصاعد الدخان في الأفق شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان في الأفق شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبتقديرات المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، فإن إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يتماشى مع خطة حكومة نتنياهو بممارسة سياسة الضغوط القصوى لإجبار «حماس» على تلبية شروط التفاوض، غير أن الحركة بالمقابل، ليس لديها ما تخسره أكثر مما خسرته، وبالتالي فإن ذلك التصعيد غير المهتم بحياة الرهائن «لن يُسهم في نجاح أي مساعٍ للتهدئة».

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فإن «توسيع العملية العسكرية غير مرتبط بالتهدئة، وتستغله إسرائيل في تعزيز فرص تهجير سكان غزة، فهذه الأولوية الآن لديها»، لافتاً إلى أن «(حماس) تبحث عن بقائها في اليوم التالي، ولا يهمها الخسائر المتوالية بالقطاع، وتعدّها خسائر تكتيكية، وسوف تستمر لأبعد مدى في هذا الاتجاه».

ذلك التصعيد الإسرائيلي، جاء وسط مقترحات لاستئناف الهدنة تراوح في مكانها منذ أقل من شهر، أبرزها مقترح مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قدمه في 13 مارس (آذار) الماضي، ويشمل تمديداً لوقف إطلاق النار حتى 20 أبريل، ويتضمن إطلاق 10 رهائن، فيما قبلت «حماس» بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط.

ومع رفض «حماس»، طرحت القاهرة مقترحاً نصّ على أن تُفرج الحركة عن 5 رهائن أحياء، من بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوقف القتال لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وقال مسؤول في الحركة الفلسطينية وقتها، إنها «ردت بشكل إيجابي»، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس»، أواخر مارس الماضي.

مشيعون يحملون جثث فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية على بيت حانون خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
مشيعون يحملون جثث فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية على بيت حانون خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

وردت إسرائيل، الاثنين، بإرسال مقترح للوسطاء، يتضمن هدنة تنص على عودة نصف الرهائن الـ24 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة، ونحو نصف الـ35 الذين يُعتقد أنهم في عداد الأموات، خلال هدنة تستمر ما بين 40 و50 يوماً.

وكان الوضع في غزة بصدارة مناقشات ترمب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاتفياً، وفي منشور على حسابه على منصة «تروث سوشيال» أوضح ترمب، مساء الثلاثاء، أن المحادثة كانت «جيدة جداً»، وبحث خلالها التقدم العسكري المحرز ضد جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، و«الحلول الممكنة في قطاع غزة»، دون مزيد من التفاصيل.

ويعتقد عكاشة أن الحلول الممكنة إسرائيلياً وأميركياً، هي «خروج قادة غزة وإلقاء (حماس) سلاحها، وهذا مستبعد»، متوقعاً أن «تتمسك الحركة بعدم خسارة أفكارها بالمنطقة، ورفض المطالب المطروحة، وقد نرى احتلالاً جديداً للقطاع، وتصعيداً بالمنطقة في ضوء ذلك، حال لم تضغط واشنطن نحو اتفاق جاد وحقيقي».

ولا يرى مطاوع مستقبلاً قريباً للتهدئة في ظل هذا التصعيد، مع استمرار «حماس» في البحث عمن يضمن بقاءها في القطاع، دون أن تشكل الخسائر ضغطاً على موقفها.