مصر تشدد على أن «حل الدولتين» هو المسار الوحيد لتحقيق السلام

وزير خارجيتها اعتبر دعوات التهجير «تهديداً للاستقرار الإقليمي»

الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالقاهرة (الخارجية المصرية)
الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالقاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على أن «حل الدولتين» هو المسار الوحيد لتحقيق السلام

الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالقاهرة (الخارجية المصرية)
الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالقاهرة (الخارجية المصرية)

ضمن تحركات مصرية لدعم القضية الفلسطينية، استضافت القاهرة، الاثنين، الاجتماع الرابع لـ«التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، لبحث مسارات تنفيذ مشروع «حل الدولتين»، وحشد الجهود الدولية لتثبيته، في خطوة عدّها مراقبون «حائط صد لمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة».

الاجتماع ترأسه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بحضور المفوض العام لوكالة (الأونروا)، فيليب لازاريني، وكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاخ، وأكثر من 35 دولة ومنظمة وهيئة إقليمية ودولية، حسب الخارجية المصرية.

اجتماع التحالف الدولي لدعم حل الدولتين بالقاهرة بحضور أكثر من 35 دولة ومنظمة وهيئة إقليمية ودولية (الخارجية المصرية)

واستضافت الرياض أول اجتماعات التحالف في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما عُقد الاجتماع الثاني في بروكسل، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما استضافت أوسلو الاجتماع الثالث الشهر الماضي.

وخلال اجتماع القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري «أهمية التعاون للعمل على تنفيذ مشروع حل الدولتين»، وحسب إفادة لـ«الخارجية المصرية»، شدد عبد العاطي على «ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، على كامل التراب الوطني الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيراً إلى أن «ذلك الحل الأوحد لتحقيق السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة».

وحسب «الخارجية المصرية»، أعاد عبد العاطي التأكيد على «رفض بلاده لأي تهجير للفلسطينيين من أرضهم»، مشيراً إلى أن «هذا الموقف يدعمه العالم العربي، والمجتمع الدولي الأوسع»، عاداً تلك الدعوات «تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي»، وقال إن «حل الدولتين يظل المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة».

وترفض مصر دعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولون إسرائيليون، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، إن «ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلمٌ لا يمكن أن نشارك فيه»، فيما أعلنت القاهرة أن لديها «خطة لإعادة إعمار القطاع في وجود سكانه».

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن «بلاده تعمل على تطوير تصور شامل ومتعدد المراحل للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة»، وقال إن «الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب تعافياً مبكراً، وضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مع إعادة بناء القطاع في إطار زمني واضح ومحدد»، كما جدد «تأكيد تمسك بلاده برفض أي بديل لوكالة (الأونروا)»، معتبراً أن دورها «لا غنى عنه».

عبد العاطي يلتقي كبيرة مُنسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة (الخارجية المصرية)

وأعلنت مصر، في بيان لوزارة الخارجية أخيراً، اعتزامها «طرح تصور متكامل لإعادة إعمار غزة، بصورة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم»، كما دعت لقمة عربية طارئة لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية.

بدوره، أكد المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني «أهمية استمرار دور الوكالة، للحفاظ على استدامة وقف إطلاق النار، وتنفيذ مراحله الثلاث»، مشيراً إلى «الاحتياج العاجل لتقديم المساعدات الغذائية والعمل بصورة جماعية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة»، حسب الخارجية المصرية.

ويستهدف اجتماع «التحالف الدولي لدعم حل الدولتين» مواجهة دعوات التهجير القسري للفلسطينيين، وفق مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير محمد حجازي، مشيراً إلى أن «اجتماع القاهرة يأتي ضمن مساعي مواجهة مخططات التهجير»، إلى جانب «التأكيد على تمسك المجتمع الدولي بمشروع حل الدولتين».

وباعتقاد حجازي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة تعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وحشد الدعم الدولي لاستكمال تنفيذ اتفاق الهدنة في غزة»

وخلال اجتماع التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين في القاهرة، دعت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غرة والمنسقة الأممية لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى «ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية»، وأكدت أهمية «الوصول لحل سياسي شامل للقضية الفلسطينية»، حسب «الخارجية المصرية».


مقالات ذات صلة

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

المشرق العربي سكان بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة  يتظاهرون أمس مطالبين بإنهاء الحرب (أ.ف.ب)

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

عرض «حماس» المُلّح بعد 7 أكتوبر هدنة 10 سنوات... وترك حكم غزة في تطورٍ لافتٍ، شارك المئات من سكان بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، أمس، في مسيرات احتجاجية هاجمت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان يتصاعد من موقع لدى شمال غزة عقب قصف إسرائيلي (رويترز)

8 قتلى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شمال قطاع غزة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء بمقتل ثمانية أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون فارّون من القصف يقودون سيارات تحمل أمتعتهم على محور رئيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية يحذّر من تدهور الأوضاع في قطاع غزة

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الإمدادات الأساسية في قطاع غزة لن تكفي إلا لبضعة أيام ما لم يُستأنف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مطار أبوظبي (رويترز)

الملك الأردني يبحث مع الرئيس الإماراتي جهود وقف حرب غزة

أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني بحث مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، اليوم (الثلاثاء)، جهود وقف الحرب على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لحاكم ولاية آركنسو السابق مايك هاكابي خلال فعالية في بنسلفانيا (أ.ب)

هل يفتح تعيين مايك هاكابي سفيراً لإسرائيل فصلاً جديداً في الدبلوماسية الأميركية؟

شهدت جلسة تثبيت تعيين مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأميركي لمنصب سفير لدى إسرائيل، الثلاثاء، كثيراً من الجدل والأسئلة حول الدور الذي سيؤديه حال تعيينه.

هبة القدسي (واشنطن)

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة.

وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية.

ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.

وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها.

وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم.

وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع.

وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم».

وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا».

وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا».

ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة».

ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.