وسط صدمة بين الأوساط الليبية، بدأت النيابة العامة بالبلاد التحقيق في العثور على 19 جثة كانت مدفونة في «3 مقابر جماعية» داخل مزرعة بمنطقة إجخرة، الواقعة جنوب شرقي ليبيا، والخاضعة لنفوذ بعض مهربي البشر.
وكشفت مديرية أمن الواحات بجنوب شرقي ليبيا، مساء الخميس، عن العملية التي وصفتها بأنها «شديدة القسوة؛ وتخلو من الإنسانية»، وذلك بحضور عناصر من النيابة العامة.
وقالت المديرية، في بيان، إنها تلقت معلومات عن وجود «مقبرة جماعية» داخل استراحة بإحدى المزارع، التي كانت تستعملها شبكة للاتجار بالبشر، مشيرة إلى أنه بعد عملية مسح شاملة في مزرعتين ظهر لها وجود آثار حفر و«علامات غريبة» على الأرض، موضحة أنه بعد اكتشاف أول جثة تم استدعاء الهلال الأحمر (فرع جالو) لانتشال الجثث، وسرعان ما تم العثور على «مقبرة ثانية»، تضم 4 جثث، ثم «مقبرة ثالثة» عثر فيها على 14 جثة، لافتة إلى أنه تم انتشال جميع الجثث بحضور رئيس النيابة العامة، وأعضاء جمعية الهلال الأحمر، وتم نقلها إلى الطبيب الشرعي لإجراء الفحوصات اللازمة.
وسبق أن أعلن «جهاز المباحث الجنائية» العثور على «مقبرة جماعية» في مارس (آذار) 2024، تضم جثث 65 مهاجراً غير نظامي، في منطقة الشويرف جنوب غربي ليبيا.
وتعد الشويرف، الواقعة جنوب غربي مدينة غريان بالجبل الغربي، من المناطق المشهورة بكثرة مخازن الاتجار بالبشر، ومن أبرز مسالك طرق ومسارات تهريب المهاجرين غير النظاميين من الحدود المترامية، إلى الداخل الليبي.
وبخصوص استكمال التحقيقات، أوضحت مديرة أمن الواحات أنها وضعت دوريات حراسة مشددة على المزرعة «حتى استكمال التحقيقات وكشف ملابسات هذه الجريمة النكراء، التي تجرد فاعلوها من الإنسانية والقيم».
وقال مصدر بالنيابة العامة إن جهات التحقيق «بدأت عملها منذ الكشف عن هذه المقابر لمعرفة الجناة، وتقديمهم للمحاكمة»، وذلك في ظل دلائل تشير إلى أن بعض الجثث المستخرجة من المقابر تم تصفيتها بالرصاص.
يشار إلى أن ليبيا واحدة من نقاط العبور للمهاجرين غير الشرعيين في طريقهم عبر البحر الأبيض المتوسط، في رحلة عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل.
وحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد توفي أكثر من 3 آلاف مهاجر خلال رحلتهم في قوارب متهالكة إلى شواطئ أوروبا.
في سياق قريب، قال الهلال الأحمر الليبي (فرع الزاوية)، صباح الجمعة، إن عناصره انتشلت 10 جثث لمهاجرين غير نظاميين، عقب غرق قارب كان يقلهم بـ«ميناء مرسى ديلة بالزاوية»، مشيراً إلى أن عملية البحث لا تزال جارية من قبل خفر السواحل عن مهاجرين آخرين، يعتقد أنهم غرقوا.
وكان جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا قد أعلن عن ترحيل عشرات المهاجرين المصريين غير النظاميين، عن طريق البر عبر منفذ أمساعد البري.
وكانت منصة «هاتف الإنذار»، التي تتبع منظمة «واتش ماد»، قالت إن خفر السواحل الليبي اعترض 43 مهاجراً كانوا على متن قارب قبالة سواحل مالطا الجنوبية، واقتادوهم إلى سجن زوارة.