مصر لتعزيز حضورها في «القرن الأفريقي» عبر خط بحري مع جيبوتي

نائب رئيس مجلس الوزراء المصري خلال استقباله سفير جيبوتي في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
نائب رئيس مجلس الوزراء المصري خلال استقباله سفير جيبوتي في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر لتعزيز حضورها في «القرن الأفريقي» عبر خط بحري مع جيبوتي

نائب رئيس مجلس الوزراء المصري خلال استقباله سفير جيبوتي في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
نائب رئيس مجلس الوزراء المصري خلال استقباله سفير جيبوتي في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

تُعزز مصر حضورها في «القرن الأفريقي» عبر خط بحري مع جيبوتي، وأكدت القاهرة، الخميس، حرصها على دعم جهود التنمية في القارة السمراء.

ووفق خبراء، فإن «الخط الملاحي الذي يربط بين مصر وجيبوتي سوف يُسهم في دعم جهود التعاون بين البلدين».

وتحدّث نائب رئيس مجلس الوزراء المصري للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، كامل الوزير، عن عمق الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية التي تجمع مصر وجيبوتي. وقال خلال محادثات مع سفير جيبوتي بالقاهرة، أحمد علي بري، الخميس، إن هناك رغبة مشتركة بين البلدين لـ«تعزيز أوجه التعاون على مختلف المستويات».

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، استعرض اللقاء أوجه التعاون القائم والمقترح بين البلدين في مجالات النقل المختلفة، «وتطرق إلى الفرص الاستثمارية في مجال النقل البحري، مثل تدبير سفن لخدمة الصادرات المصرية لأفريقيا، وإنشاء خط بحري بين ميناءي سفاجا وجيبوتي يُعزز توفير خدمات لنقل البضائع لمشروع منطقة لوجيستية مزمع إنشاؤها، وكذا المساهمة في حجم التبادل التجاري بين مصر ودول القرن الأفريقي».

وأكد الوزير المصري «أهمية التعاون مع جيبوتي، كونها إحدى الدول محور الاهتمام، لإنشاء منطقة لوجيستية وكذلك كونها دولة على المسار البحري لدول شرق أفريقيا، للعمل على تنمية ومضاعفة الصادرات المصرية لأفريقيا 2025».

مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتور أيمن عبد الوهاب، يرى أن التعاون البحري بين مصر وجيبوتي، هو تعزيز للنهج المصري الرامي إلى دعم التنمية بالقارة السمراء، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التعاون مع جيبوتي له خصوصية كبيرة، ويُعزز الحضور المصري في القرن الأفريقي، فضلاً عن تأكيد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين».

جانب من محادثات مصر وجيبوتي في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

وأبدى الوزير المصري خلال اللقاء، الخميس، استعداد بلاده للتعاون مع وزارة النقل الجيبوتية في «مجال البنية التحتية وتشييد الطرق والكباري، في ضوء ما تتمتع به مصر من خبرة وتجربة متميزة في هذا المجال، وتنظيم زيارة إلى مصر لمسؤولي وزارة النقل الجيبوتية للتعرُّف على التجربة المصرية، وكذلك الاستعداد لتبادل هذه الخبرات في هذا المجال المهم، بما يُعزز علاقات التعاون بين البلدين».

سفير جيبوتي بالقاهرة من جانبه، أشاد «بتجربة مصر الناجحة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في كل مجالات النقل البري والسككي والبحري خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تعكس التطور الهائل في مجال البنية التحتية والنقل بمصر»، مشيداً بربط «المواني البحرية والجافة في مصر بشبكة السكك الحديدية».

ووفق الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور وائل النحاس، فإن «التعاون في النقل البحري بين مصر وجيبوتي يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التعاون في مجال النقل البحري والبري بين مصر وجيبوتي يُعزز الصادرات المصرية بالقارة الأفريقية، وفرص مصر في الوصول لقلب أفريقيا». وأوضح أن «لمصر خططاً طموحة لتطوير أسطولها البحري، بما يخدم وجودها في أفريقيا، ويدعم مشروعات التنمية بالقارة السمراء».


مقالات ذات صلة

«مقترح» قاعدة أميركية بـ«أرض الصومال» يعيد الجدل حول الإقليم الانفصالي

شمال افريقيا شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

«مقترح» قاعدة أميركية بـ«أرض الصومال» يعيد الجدل حول الإقليم الانفصالي

جدل جديد يحيط «أرض الصومال» للعام الثاني على التوالي، عقب تجديد مقترح إنشاء قاعدة عسكرية أميركية حول مدينة بربرة الساحلية الاستراتيجية الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تُعمّق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع كينيا

ضمن مساعٍ مصرية لتعميق الحضور في القارة الأفريقية، تعزز مصر تعاونها مع كينيا عبر مشروعات في الطاقة والزراعة والصحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

تجدد القتال في «إقليم سول» يُجدد نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات عسكرية للجيش الصومالي بإقليم شبيلي الوسطى ضمن ولاية هيرشبيلي الإقليمية (وكالة الأنباء الصومالية)

مقديشو تستعين بأديس أبابا لشن غارات على معاقل «الشباب»

أكد سفير الصومال لدى أديس أبابا، عبد الله محمد ورفا، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده عازمة على دحر الإرهاب بالتنسيق مع كل الدول الصديقة ومنها إثيوبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)

أعلن الجيش السوداني، أمس أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، بعد عامين من غيابه عنه، بسبب سيطرة «قوات الدعم السريع» عليه في الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023.

وتعد استعادة القصر أحد المكاسب الكبيرة للجيش، في الصراع الذي يهدد بتقسيم البلاد. ونشر الجيش مقاطع مصورة تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص.

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» إنها لا تزال موجودة في محيط القصر، وإنها شنت هجوماً بمسيّرة أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش داخل القصر. ومن المتوقع اندلاع قتال دامٍ في ظل سعي الجيش إلى محاصرة «قوات الدعم السريع»، التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي جنوب القصر.

وكانت «الدعم السريع» قد سيطرت سريعاً على القصر، إلى جانب الجزء الأكبر من العاصمة، بعد اندلاع الحرب، بسبب خلافات حول اندماج «قوات الدعم السريع» بالجيش.

ومُني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة، لكنه حقق مكاسب مؤخراً، واستعاد أراضي في وسط البلاد، في حين عززت «قوات الدعم السريع» سيطرتها في الغرب.