مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجال «أمن الطاقة»

توافق على تسريع تنفيذ «مشروعات الغاز»

الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجال «أمن الطاقة»

الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)

تَوافقت مصر وقبرص، في إطار تعاونهما في مجال «أمن الطاقة»، على تسريع تنفيذ «مشروعات الغاز».

جاء ذلك خلال محادثات مصرية - قبرصية، السبت، في نيقوسيا بشأن التعاون في تنمية حقول الغاز بالبحر المتوسط.

وتؤكد مصر بشكل دائم على «مواصلة تفعيل أطر التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان». ويشار إلى أن لمصر علاقات وثيقة مع قبرص واليونان. وتعقد الدول الثلاث قمماً بشكل منتظم، في إطار تعاونها في مجال الطاقة بـ«المتوسط».

ودعت «قمة ثلاثية» جمعت قادة مصر وقبرص واليونان، في القاهرة، الشهر الحالي، إلى «ضرورة ضمان أمن واستقرار المجال البحري في شرق المتوسط»، إلى جانب «مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة»، و«تعزيز آلية التعاون الثلاثي، خصوصاً في مجالَي التجارة والاستثمار، والتوسع في جهود أمن الطاقة من خلال استكشاف الطاقة في المتوسط».

وأجرى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في نيقوسيا السبت، محادثات مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، الذي سلمه رسالةً من الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمَّنت دعوةً رسميةً لحضور مؤتمر ومعرض «مصر الدولي للطاقة»، المقرر انعقاده في القاهرة، فبراير (شباط) المقبل.

ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، فإن زيارة المسؤول المصري إلى نيقوسيا تأتي في أعقاب القمة العاشرة لـ«آلية التعاون الثلاثي» بين مصر وقبرص واليونان، التي عُقدت أخيراً بالقاهرة، وأسفرت ضمن مخرجاتها عن «تأكيد أهمية تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي بين البلدين».

الرئيس المصري مع نظيره القبرصي خلال لقائهما في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

ودشَّنت مصر وقبرص واليونان آلية للتعاون الثلاثي على مستوى القمة، عُقد الاجتماع الأول لها في القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وتناوبت الدول الثلاث على استضافة اجتماعاتها على مدار السنوات الماضية.

وأكد مجلس الوزراء المصري، أنه من المتوقع أن يشهد مؤتمر «مصر الدولي للطاقة» توقيع اتفاقات مهمة لتنمية حقلَي «كورنوس»، و«أفروديت» الواقعَين بالمنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة، وربطهما بالتسهيلات المصرية، مما يسهم في تعجيل إنتاج الغاز الطبيعي من الحقلين وضمان وصوله إلى الأسواق المحلية والعالمية عبر البنية التحتية المصرية المتطورة في مجالات المعالجة والنقل والإسالة.

الرئيس القبرصي من جانبه، أشار، السبت، إلى تطلعه للمشارَكة في مؤتمر «مصر الدولي للطاقة» ليشهد توقيع الاتفاقات المهمة لتنمية الحقلين القبرصيَّين. كما أبدى تفاؤله بالشروع في «تنفيذ هذه المشروعات في القريب العاجل بالتعاون مع مصر»، مشدداً على أهمية هذه الخطوات في تعزيز التكامل الاقتصادي وأمن الطاقة بين البلدين.

ووقَّعت مصر في أغسطس (آب) 2020 اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع اليونان، بينما يعود اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص إلى عام 2003، إلى جانب مشروع الربط الكهربائي إلى أوروبا. ودفعت شراكة الدول الثلاث إلى تدشين «منتدى غاز شرق المتوسط» عام 2019.

وعدَّ الرئيس المصري آلية التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان «نموذجاً للتعاون الإقليمي المتكامل». وقال الشهر الحالي إن «التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث حالياً ضروريان لمواجهة التحديات غير المسبوقة بالمنطقة». وأشاد بالتعاون في مجال الطاقة، عادّاً أن «تعاون بلاده مع قبرص واليونان في مجال الغاز، والربط الكهربائي، نقطة تحول إقليمي، وخطوة مهمة لتمديد الطاقة إلى أوروبا».

جانب من لقاء وزير البترول المصري ووزير الطاقة القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)

وفي لقاء آخر، بحث وزير البترول المصري مع وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، جورج باباناستاسيو، مساء الجمعة، سبل التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تعزيز الاستفادة من احتياطات الغاز المكتشَفة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وأكد الوزيران «أهمية تسريع تنفيذ هذه المشروعات الاستراتيجية، بما يتيح نقل الغاز المكتشَف في المياه القبرصية إلى مصر بما لديها من قدرات متعددة، سواء عن طريق استغلال هذا الغاز بالسوق المحلية، أو إتاحة إسالته في منشآت إسالة الغاز المصرية وتصديره للأسواق العالمية، مما يدعم مكانة مصر بوصفها مركزاً إقليمياً للطاقة».

وبحسب مجلس الوزراء المصري، ركَّزت محادثات بدوي - باباناستاسيو في نيقوسيا، على بدء الخطوات التنفيذية لتنمية حقل «كورنوس» هذا العام، و«السعي لتنمية مناطق أخرى لإنشاء ممر طاقة يربط بين شرق البحر المتوسط وأوروبا عبر مصر»، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة للبلدين، ودعم الجهود الإقليمية لاستغلال موارد الغاز الطبيعي بشكل استراتيجي.

وأوضح بدوي أن التعاون بين مصر وقبرص «يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الإقليمية في مجال الغاز الطبيعي»، حيث «تمتلك مصر بنية تحتية تشمل محطات إسالة الغاز وشبكات النقل، التي يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والاستفادة المثلى من موارد الغاز المكتشَفة».


مقالات ذات صلة

مصر: تحركات لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي و«تقليل الاستيراد»

شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري خلال زيارته لحقل ظُهر (مجلس الوزراء المصري)

مصر: تحركات لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي و«تقليل الاستيراد»

تسعى الحكومة المصرية لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، لتلبية الاحتياجات و«تقليل فاتورة الاستيراد» من الخارج.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا جولة وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف في إحدى المدارس (التربية والتعليم)

مصر: استئناف الدراسة بالمدارس وسط جهود للحدّ من «الغياب»

عاد الطلاب في مصر لاستئناف الدراسة بالفصل الدراسي الثاني، السبت، في بعض المحافظات، في حين يكتمل، الأحد، انتظام باقي الطلاب بالمدارس.

عصام فضل (القاهرة )
المشرق العربي مواطنون يسيرون على طول طريق وسط دمار واسع النطاق ناجم عن الحرب الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في مدينة غزة (أ.ب) play-circle

وزير الخارجية المصري: «اليوم التالي» في غزة يجب أن يشمل عودة السلطة الفلسطينية

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية بأن تصورات اليوم التالي في غزة يجب أن تشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نائب رئيس الوزراء المصري ووزير النقل والصناعة خلال لقاء السفير القطري في القاهرة («النقل» المصرية)

تنسيق مصري - قطري لتعزيز التعاون في مجال المواني البحرية

تنسق مصر وقطر لتعزيز التعاون في مجال المواني البحرية، في حين تحدث مسؤول حكومي مصري عن «شراكات صناعية بين القاهرة والدوحة».

أحمد إمبابي (القاهرة )
يوميات الشرق طه دسوقي وعلي قاسم في مشهد من المسلسل (صفحة علي قاسم على فيسبوك)

نهاية مشوقة لـ«فقرة الساحر» تعزِّز الرهان على الفنانين الشباب

عززت نهاية مسلسل «فقرة الساحر»، التي وصفت بـ«المشوِّقة» من جانب متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على أبطال العمل من الفنانين الشباب.

أحمد عدلي (القاهرة )

«نقابة الصحفيين السودانيين» تندد بحملات تحريض ضد صحافية «الشرق»

من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
TT

«نقابة الصحفيين السودانيين» تندد بحملات تحريض ضد صحافية «الشرق»

من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)

نددت «نقابة الصحفيين السودانيين» في بيان، السبت، بالتحريض ضد الصحافية، مها التلب، مراسلة فضائية «الشرق»، إحدى أذرع «الشركة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG)، وعدّته امتداداً لموجات تحريض استهدفت عدداً آخر من الصحافيين، من بينهم لينا يعقوب، مراسلة فضائية «العربية»، والصحافية زمزم خاطر، والصحافي معمر إبراهيم، وامتداداً للمحاولات المتكررة لإسكات «الأصوات الحرة، وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي».

واجتزأ القيادي «الإسلامي» والوزير السابق رئيس تحرير صحيفة «مصادر»، عبد الماجد عبد الحميد، تقريراً صحافياً بثته قناة «الشرق» يوم الجمعة، واستخدمه لتحريض جهاز المخابرات العامة ووزير الإعلام، ضد المراسلة مها التلب.

واتهم عبد الحميد «جهة ما» في الدولة السودانية بحماية الصحافية مها التلب، وتساءل: «مَن يقف وراء مراسلة (الشرق) في السودان... مَن يوفر لها الحماية في بورتسودان لتتجرأ على الشعب والجيش السوداني، وتنقل أخبار عصابات وميليشيات التمرد بهذه الجرأة التي لم يسبقها إليها أحد». ودعا الوزير السابق إلى «تصفية» أي صحافي «ينقل ولو سطراً واحداً، لأي معارض، ناهيك بأن ينقل على الهواء تصريحاً لميليشيات تمرد، تتوعد جيش البلاد بالهزيمة».

إدانة «الممارسات المشينة»

وأدانت «نقابة الصحفيين» بـ«أشد العبارات»، ما سمّته «الممارسات المشينة»، مبدية أسفها لصدورها ممن «يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها»، وتابعت: «لا يسعنا إلا التذكير مجدداً بأن الصحافيين السودانيين، أثبتوا قدراً كبيراً من الشجاعة والتفاني في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة».

وعدّت النقابة، استهداف مها التلب حملة «ممنهجة» وخطرة تكمن خطورتها أنها أتت «ضمن بيئة محتقنة يغذيها الاستقطاب الحاد، وتصاعد خطاب الكراهية»، عادةً ذلك تهديداً مباشراً على سلامتها وحياتها.

ولا تُعد حملة التحريض والتهديد ضد مها التلب هي الأولى من نوعها، منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021، فقد نشط أعضاء الحركة الإسلامية (الاسم السوداني لحركة «الإخوان المسلمين») في شن حملات ممنهجة للتحريض وشيطنة الصحافيين والنشطاء الرافضين للحرب، بما في ذلك التهديد بـ«القتل» وتحريض الأجهزة، والتلويح بحرمان الصحافيين اللاجئين من العودة، وشن حملات تخوين واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

ونظم الصحفيون حملة تضامن واسعة مع مراسلة «الشرق»، أعلنوا خلالها رفضهم محاولات التحريض والترهيب، وهي حملة عدّتها نقابتهم «موقفاً يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها».

توثيق الانتهاكات

وحثّت «نقابة الصحفيين» المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها «لجنة حماية الصحفيين»، على اتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحافيين السودانيين. وخلال العام الماضي وحده، وثّقت «نقابة الصحفيين السودانيين» 110 حالات انتهاك ضد الصحافيين، تضمنت 28 حالة تهديد، 11 منها موجهة ضد صحافيات.

عبد المنعم ابو إدريس، نقيب الصحافيين السودانيين

وقالت مسؤولة الحريات في «نقابة الصحفيين»، إيمان فضل السيد، في ندوة صحافية عقدت أخيراً، إن وتيرة انتهاكات الصحافيين السودانيين ارتفعت بصورة مثيرة للقلق خلال الحرب، من بينها 21 حالة قتل. وأوضحت أن 90 في المائة من المؤسسات الإعلامية السودانية توقفت عن الصدور، وتعرضت مقارها للتدمير بالكامل، وأن الصحافيين يتم اعتقالهم بسبب تغطيتهم للحرب، وينظر إليهم «أعداء» لأحد طرفي الحرب. وحسب توثيق النقابة، فإن حالات الإخفاء القسري والاعتقال والاحتجاز بلغت 40 صحافياً، بينهم 6 صحافيات، في حين أخفي قسرياً أو احتجز 69 صحافياً، بينهم 13 صحافية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023.