الجيش السوداني يتحدّى «قوات الدعم السريع» باجتياح الفاشر

بعد دعوتها مَن فيها لإلقاء السلاح والاستسلام خلال 48 ساعة

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (أرشيفية - مواقع التواصل)
آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (أرشيفية - مواقع التواصل)
TT

الجيش السوداني يتحدّى «قوات الدعم السريع» باجتياح الفاشر

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (أرشيفية - مواقع التواصل)
آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (أرشيفية - مواقع التواصل)

تحدّى الجيش السوداني وعدد من الميليشيات المُسلحة الموالية له، تهديدات أطلقتها «قوات الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي» باجتياح مدينة الفاشر، آخر معاقله بإقليم دارفور غرب البلاد، في ظرف 48 ساعة.

وقال الجيش السوداني إن إنذار «ميليشيات آل دقلو» للمقاتلين في الفاشر بمهلة 48 ساعة للاستسلام أو الخروج «فرفرة مذبوح».

وأضاف في إفادات على موقع «فيسبوك»: «بدورنا نعطي ميليشيات (قوات الدعم السريع) مهلة إضافية لتستعيد قواها، وتواجه في الميدان».

ونفى الجيش السوداني ما روّجت له «الدعم السريع» عن استسلام مجموعة من القوة المشتركة، قوامها 139 فرداً، و7 مركبات قتالية بمحور معسكري «أبو شوك» و«السلام» غرب الفاشر.

وأكد تماسك قواته والمجموعات التي تُقاتل إلى جانبها من الحركات المسلحة والمقاومة الشعبية «لهزيمة (قوات الدعم السريع) حال مواصلة هجومها على مدينة الفاشر».

النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

وأشارت «القوة المشتركة للحركات المسلحة»، التي تقاتل إلى جانب الجيش، إلى أن «قواتها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة جديدة للاقتراب من المدينة».

وتنتهي الأربعاء المُهلة التي حددتها «قوات الدعم السريع» لخروج كل المقاتلين المسلحين من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتسليم سلاحهم، مع ضمان حُسن معاملتهم وإخلاء سبيلهم فوراً.

وحذّرت «الدعم السريع» في «النداء الأخير» كل القوات الموجودة في الفاشر، بإخلائها على نحو عاجل، قبيل هجوم واسع النطاق تحضر لشنّه على المدينة.

وقالت «القوة المشتركة» في بيان الثلاثاء، إن «قواتها على أهبة الاستعداد، وستواجه العدو بقوة وحسم بلا رحمة».

وكان حاكم دارفور (رئيس حركة جيش تحرير السودان) مني أركو مناوي، قد كشف عن أن «قوات الدعم السريع» تلقّت «دعماً عسكرياً كبيراً من الخارج عبر الحدود بين السودان وليبيا».

مني أركو مناوي (أ.ف.ب)

وقال المتحدث الرسمي باسم «القوة المشتركة»، أحمد حسين مصطفى: «إن الفاشر ستظل عصيّة على الغزاة، ومقبرة لكل المرتزقة». وأضاف أن «ميليشيات (الدعم السريع) شنّت أكثر من 170هجوماً مسلحاً تم سحقها جميعاً عند أسوار الفاشر، والقضاء على قوتها الصلبة».

وصعّدت «الدعم السريع»، خلال الأيام الماضية، هجماتها في محور الصحراء، واندلعت مواجهات عنيفة في أطراف خلوية مفتوحة بالقرب من منطقة المالحة في عمق شمال دارفور، في حين يزعم كل طرف تكبيد الآخر خسائر كبيرة.

عبد الرحيم دقلو، شقيق «حميدتي»

وأكدت «القوة المشتركة» أنها دمّرت متحركات عسكرية لـ«قوات الدعم السريع»، بلغت أكثر من 6 آلاف آلية عسكرية مدعومة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وقالت في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن هذه المؤشرات والانتصارات الكبيرة ضد الميليشيات تؤكد أن ساعة الحسم باتت وشيكة».

وأظهر تسجيل مصور قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو، شقيق «حميدتي»، يقود المعارك التي تدور حالياً في محور الصحراء بدارفور.


مقالات ذات صلة

تحالف «تأسيس» يرشح حميدتي لقيادة «المجلس الرئاسي» في «الحكومة الموازية»

شمال افريقيا زعيم «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أرشيفية - الشرق الأوسط)

تحالف «تأسيس» يرشح حميدتي لقيادة «المجلس الرئاسي» في «الحكومة الموازية»

كشف مستشار قائد «الدعم السريع» عن إجماع بين أطراف تحالف «تأسيس» على تقديم قائد «الدعم» محمد دقلو (حميدتي) رئيساً للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية المزمع تشكيلها.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال لقائه هيكو نتشكا المبعوث الألماني الخاص للقرن الأفريقي (مجلس السيادة الانتقالي السوداني) play-circle

البرهان يعلن عن توجه لتشكيل حكومة تكنوقراط وعدم رغبة الجيش في السياسية

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس، إن الجيش يعمل على «تهيئة الظروف المواتية لتولّي حكومة مدنية منتخَبة مقاليد السلطة في البلاد».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

«سنعود لمنازلنا»... سودانيون يحتفلون في بورتسودان بسيطرة الجيش على الخرطوم

اكتظَّت شوارع مدينة بورتسودان، مساء الأربعاء، بعشرات السودانيين الذين خرجوا للاحتفال بإعلان الجيش سيطرته على الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا قوات للجيش السوداني في الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ب)

«الدعم السريع»: لم نخسر أي معركة... وقواتنا تعيد التموضع

قالت «قوات الدعم السريع» في السودان، اليوم (الخميس)، إنها لم تخسر أي معركة، وإن قواتها تعيد التموضع في جبهات القتال لتحقيق أهدافها العسكرية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان والرئيس سلفا كير في جوبا يوم 20 أكتوبر 2019 (أ.ب)

المعارضة: توقيف نائب رئيس جنوب السودان يعني أن اتفاق السلام بات «ملغى»

اعتبرت المعارضة في جنوب السودان أن توقيف النائب الأول لرئيس البلاد رياك مشار مساء الأربعاء يعني أن اتفاق السلام ملغى.

«الشرق الأوسط» (جوبا)

مصر تدعو لمقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب بالساحل الأفريقي

السيسي يستقبل جوليوس مآدا بيو رئيس سيراليون الخميس بقصر الاتحادية (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل جوليوس مآدا بيو رئيس سيراليون الخميس بقصر الاتحادية (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تدعو لمقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب بالساحل الأفريقي

السيسي يستقبل جوليوس مآدا بيو رئيس سيراليون الخميس بقصر الاتحادية (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل جوليوس مآدا بيو رئيس سيراليون الخميس بقصر الاتحادية (الرئاسة المصرية)

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله الرئيس السيراليوني جوليوس مآدا بيو، بقصر الاتحادية (شرق القاهرة)، الخميس، إلى «تبنى مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب في منطقة غرب أفريقيا والساحل، لا تقتصر فقط على الحلول العسكرية؛ بل تشمل أيضاً معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية المسببة للإرهاب».

وعقد السيسي ومآدا بيو مباحثات ثنائية، تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.

ووصف السيسي في مؤتمر صحافي، المباحثات بـ«البناءة» وأنها «عكست إرادة مشتركة نحو تعزيز التعاون بين البلدين»، مشيراً إلى الاتفاق خلال المباحثات على «أهمية تعزيز التعاون في بناء القدرات في المجالات المختلفة؛ وبالأخص في مجالات الزراعة والري، والبنية التحتية، والثروة السمكية، والأمن الغذائي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بوتيرة أسرع».

وتناولت الاجتماع، بحسب السيسي، «الدور المهم الذي تلعبه سيراليون، بعدّها رئيسة لجنة الدول العشر، المعنية بالترويج للموقف الأفريقي الموحد، بشأن توسيع وإصلاح مجلس الأمن الدولي».

وأكد الرئيسان «التمسك بالموقف الأفريقي الموحد، القائم على (توافق أوزولوينى)، و(إعلان سرت)، وأهمية تصويب الوضع الراهن للقارة الأفريقية، وضرورة حصولها على العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولـي».

وتطرقت المباحثات، بحسب بيان مصري، إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع في منطقة غرب أفريقيا والساحل، وأكد السيسي «التزام مصر، بدعم استقرار وأمن منطقة الساحل، وأهمية تبنى مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على الحلول العسكرية؛ بل تشمل أيضاً معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية المسببة للإرهاب».

كما تناولت تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي. وبحسب البيان، اتفق الرئيسان على «ضرورة احترام سيادة الدول، وبذل الجهود كافة، لحماية استقرار هذا الجزء المهم من القارة الأفريقية».

وفي ملف مياه النيل، أكد السيسي «ما يمثله هذا الملف من أهمية وجودية لمصر»، وشدد على «ضرورة تعزيز التوافق بين دول حوض النيل، بالشكل الذي يحقق المصالح المشتركة».

كما جرى التباحث بشأن مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، والحاجة الماسة إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، واستئناف الحوار والعودة إلى التفاوض، لتحقيق سلام عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وضمان حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.