تحدّى الجيش السوداني وعدد من الميليشيات المُسلحة الموالية له، تهديدات أطلقتها «قوات الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي» باجتياح مدينة الفاشر، آخر معاقله بإقليم دارفور غرب البلاد، في ظرف 48 ساعة.
وقال الجيش السوداني إن إنذار «ميليشيات آل دقلو» للمقاتلين في الفاشر بمهلة 48 ساعة للاستسلام أو الخروج «فرفرة مذبوح».
وأضاف في إفادات على موقع «فيسبوك»: «بدورنا نعطي ميليشيات (قوات الدعم السريع) مهلة إضافية لتستعيد قواها، وتواجه في الميدان».
ونفى الجيش السوداني ما روّجت له «الدعم السريع» عن استسلام مجموعة من القوة المشتركة، قوامها 139 فرداً، و7 مركبات قتالية بمحور معسكري «أبو شوك» و«السلام» غرب الفاشر.
وأكد تماسك قواته والمجموعات التي تُقاتل إلى جانبها من الحركات المسلحة والمقاومة الشعبية «لهزيمة (قوات الدعم السريع) حال مواصلة هجومها على مدينة الفاشر».
وأشارت «القوة المشتركة للحركات المسلحة»، التي تقاتل إلى جانب الجيش، إلى أن «قواتها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة جديدة للاقتراب من المدينة».
وتنتهي الأربعاء المُهلة التي حددتها «قوات الدعم السريع» لخروج كل المقاتلين المسلحين من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتسليم سلاحهم، مع ضمان حُسن معاملتهم وإخلاء سبيلهم فوراً.
وحذّرت «الدعم السريع» في «النداء الأخير» كل القوات الموجودة في الفاشر، بإخلائها على نحو عاجل، قبيل هجوم واسع النطاق تحضر لشنّه على المدينة.
وقالت «القوة المشتركة» في بيان الثلاثاء، إن «قواتها على أهبة الاستعداد، وستواجه العدو بقوة وحسم بلا رحمة».
وكان حاكم دارفور (رئيس حركة جيش تحرير السودان) مني أركو مناوي، قد كشف عن أن «قوات الدعم السريع» تلقّت «دعماً عسكرياً كبيراً من الخارج عبر الحدود بين السودان وليبيا».
وقال المتحدث الرسمي باسم «القوة المشتركة»، أحمد حسين مصطفى: «إن الفاشر ستظل عصيّة على الغزاة، ومقبرة لكل المرتزقة». وأضاف أن «ميليشيات (الدعم السريع) شنّت أكثر من 170هجوماً مسلحاً تم سحقها جميعاً عند أسوار الفاشر، والقضاء على قوتها الصلبة».
وصعّدت «الدعم السريع»، خلال الأيام الماضية، هجماتها في محور الصحراء، واندلعت مواجهات عنيفة في أطراف خلوية مفتوحة بالقرب من منطقة المالحة في عمق شمال دارفور، في حين يزعم كل طرف تكبيد الآخر خسائر كبيرة.
وأكدت «القوة المشتركة» أنها دمّرت متحركات عسكرية لـ«قوات الدعم السريع»، بلغت أكثر من 6 آلاف آلية عسكرية مدعومة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وقالت في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن هذه المؤشرات والانتصارات الكبيرة ضد الميليشيات تؤكد أن ساعة الحسم باتت وشيكة».
وأظهر تسجيل مصور قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو، شقيق «حميدتي»، يقود المعارك التي تدور حالياً في محور الصحراء بدارفور.