مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية»

رأى أنها تستهدف «وحدة السودان»

مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية»
TT

مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية»

مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية»

ندد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار، الأحد، بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ووصفها بأنها «كيدية» تستهدف وحدة السودان.

ودعا لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، الشعب السوداني، لمزيد من التماسك وتوحيد صفوفه حتى لا تنهار البلاد، وفقاً لإعلام «مجلس السيادي الانتقالي» الذي يرأسه البرهان.

وقال عقار إن «القرارات الأميركية ليست جديدةً على السودان، وعايشها منذ عام 1999، ولم تفلح في تفكيك وانهيار الدولة السودانية، بل زادت من اللحمة الوطنية والتماسك الشعبي والتفافه حول قيادته».

واتهم عقار «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، التحالف السياسي الأكبر المناهض للحرب، بالترويج لـ«الانتهاكات الأخيرة» التي نسبها الجيش السوداني لأفراد من صفوفه، ورأى أن «تقدم» تستهدف «زعزعة الأمن وزرع الفتنة بين السودان وأشقائه»، حسب زعمه.

وأكد نائب رئيس «السيادي» أن الحكومة السودانية عازمة على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه في أي انتهاكات، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق في أحداث «كمبو طيبة» شرعت في إجراء التحقيقات اللازمة لإنفاذ القانون.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس الماضي، عقوبات على البرهان، وقالت وزارة الخزانة إن الجيش السوداني بقيادته ارتكب «هجمات مميتة بحق المدنيين، وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، كما أنه يتحمل المسؤولية عن المنع المتعمد لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين واستخدام الغذاء بوصفه سلاحاً في الحرب».

وجاءت العقوبات الأمريكية على البرهان، بعد أسبوع واحد من عقوبات مماثلة فرضتها على الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد «قوات الدعم السريع» التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني في حرب أهلية مستمرة منذ عامين.

وقبيل ساعات من صدور العقوبات، أكد البرهان أن الجيش السوداني يرحب بأي عقوبات تُفرض عليه «إذا جاءت في خدمة البلاد»، وفق قوله.

وفي الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على «الدعم السريع» والميليشيات التابعة لها بارتكاب «جرائم إبادة جماعية» و«تطهير عرقي» في إقليم دارفور، غرب السودان، في أثناء الصراع المسلح مع الجيش السوداني.

وكانت الحكومة السودانية، بقيادة البرهان، رحبت بالعقوبات على «الدعم السريع»، وحثت بقية دول العالم على اتخاذ خطوات مماثلة، واتخاذ موقف صارم ضد ما سمته «المجموعة الإرهابية» لإجبارها على وقف الحرب.

وسبق وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من المسؤولين السودانيين، شملت الأمين العام للحركة الإسلامية، علي أحمد كرتي، وقائد منظومة الصناعات الدفاعية بالجيش، ميرغني إدريس، وقائد عمليات «الدعم السريع» (عثمان عمليات)، والقائد الميداني بـ«الدعم السريع» علي يعقوب، الذي قُتل في معارك مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور قبل عدة أشهر.


مقالات ذات صلة

السودان: الجيش يتقدّم باتجاه وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهوري

شمال افريقيا الفريق عبد الفتاح البرهان يزور قاعدة بحرية في بورتسودان يوم 28 أغسطس 2023 (أ.ف.ب) play-circle

السودان: الجيش يتقدّم باتجاه وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهوري

أفاد مصدر عسكري بتقدم الجيش السوداني باتجاه وسط الخرطوم «عبر محاور عدة»، وباقتراب جنوده من القصر الجمهوري الذي تُسيطر عليه «قوات الدعم السريع».

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا أم سودانية مع طفليها في مخيم زمزم للنازحين داخلياً الذي يعاني المجاعة في شمال دارفور يوم 21 يناير (أ.ف.ب)

البرهان: اقتربنا من النصر الكامل

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لجنوده أمس: «اقتربنا من النصر الكامل».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يزور قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

البرهان يؤكد أن قواته تقترب من جسر سوبا الرئيسي عند المدخل الجنوبي للخرطوم

أفادت صحيفة «سودان تريبيون»، اليوم الثلاثاء نقلاً عن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قوله إن قواته تقترب من جسر سوبا الرئيسي الواقع عند مدخل جنوب العاصمة الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الجيش السوداني يوسّع دائرة سيطرته في ولاية الجزيرة

كثّف الجيش السوداني عملياته ضد «قوات الدعم السريع» في ولاية الجزيرة بوسط البلاد، وأعلن استرداد الحصاحيصا، ثاني أكبر مدن الولاية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا «حميدتي» قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)

«حميدتي» يتوعد بطرد الجيش من الخرطوم و«تحرير» مواقع جديدة

حث قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الجمعة، قواته على التماسك والقتال بشكل أقوى، وعدم الالتفات إلى خسارتها مواقع مدنية وعسكرية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

حكومتا ليبيا تؤكدان رفضهما تهجير سكان غزة

حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
TT

حكومتا ليبيا تؤكدان رفضهما تهجير سكان غزة

حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)

رفضت حكومتا ليبيا بشكل مطلق الممارسات الهادفة إلى تهجير سكان غزة، وأكدتا على موقفهما الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، على لسان وزارة خارجيتها، الخميس، إنها ضد «التهجير القسري أو الطرد التعسفي للفلسطينيين، أو تغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي المحتلة، أو فرض سياسات عنصرية تكرّس الاحتلال»، مؤكدة موقفها «الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، بما يحقق تطلعاته العادلة في الحرية والكرامة والعدالة».

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة (الوحدة)

كما شدّدت «الوحدة» على رفضها المطلق لأي ممارسات تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي المحتلة، أو فرض سياسات عنصرية تكرّس الاحتلال، وتنتهك أبسط حقوق الإنسان، وأدانت أي أعمال عنف تستهدف المدنيين، أو تُستغل ذريعة لاستدامة الاحتلال، وتقويض فرص تحقيق السلام العادل.

وأضافت حكومة «الوحدة» أنها «في ظل التصعيد الخطير للخطاب العنصري والممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني»، تُعرب عن «استنكارها الشديد» لأي شكل من أشكال العنف السياسي، أو جرائم الكراهية التي تستهدف الفلسطينيين. ورأت أن مثل هذه الممارسات «تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الجنائي الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما تمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وتقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الحل الشامل».

ورأت حكومة «الوحدة» أن «الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، وذلك من خلال تفعيل مبادرة السلام العربية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة».

كما حثت حكومة «الوحدة» المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته «بجدية أكبر»، وعدم السماح باستخدام القوة وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض، وانتهت إلى أن «السلام العادل ليس مجرد خيار أخلاقي، بل هو ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم»، داعية جميع الأطراف إلى التمسك بالحوار.

أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب (الاستقرار)

في السياق ذاته، شدّدت حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب الليبي، على «رفضها القاطع» لجميع الممارسات، التي تهدف إلى تقويض حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك «شرعنة الاستيطان، وضم الأراضي، والتهجير القسري، سواء كان بشكل مؤقت أو دائم». وحثت المجتمع الدولي على الوقوف ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة ضرورة استدامة وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما دعته إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في «وقف الانتهاكات المستمرة من الكيان المحتل».

وانتهت حكومة حماد إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة والسلام الدائمين.

يُشار إلى أن حكومتي الدبيبة وحماد تتصارعان على السلطة، ونادراً ما تجتمعان على تأييد قضية واحدة.