القاهرة تدعو إلى تضافر الجهود لإعادة إعمار غزة

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح في وسط قطاع غزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح في وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

القاهرة تدعو إلى تضافر الجهود لإعادة إعمار غزة

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح في وسط قطاع غزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح في وسط قطاع غزة (رويترز)

شدّدت مصر في إفادات متتالية، الجمعة، على «أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين». ودعت القاهرة إلى «ضرورة تضافر الجهود لإعادة إعمار القطاع».

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، مساء الأربعاء، توصّل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام، بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار بين الطرفين، ومن المتوقع أن يبدأ سريان الاتفاق اعتباراً من 19 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير خارجية إيطاليا، أنطونيو تاياني، «ضرورة تكثيف نفاذ المساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع خلال المرحلة المقبلة لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة»، مشدداً على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق بمراحله المختلفة في التواريخ المحددة لها، مشيراً إلى «أهمية تضافر الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة وتأهيل البنية التحتية لاستعادة الأوضاع إلى طبيعتها».

وحسب وزارة الخارجية المصرية تناول عبد العاطي، خلال الاتصال، اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غرة وتبادل الرهائن والأسرى. وأبرز ما بذلته مصر من جهود بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الرهائن والأسرى.

من جانبه، رحّب الوزير الإيطالي بهذا التطور المهم، مشيداً بالدور المحوري والجهود الحثيثة التي اضطلعت بها مصر؛ مما أسهم بشكل مباشر في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

إجلاء سكان من مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وفي اتصال آخر تلقاه عبد العاطي من وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، أكد أيضاً الأهمية التي توليها مصر لبدء تنفيذ الاتفاق دون تأخير، مشيراً إلى ضرورة التزام أطراف الاتفاق ببنوده كافّة، وفقاً للإطار الزمني الذي تمّ التوافق عليه.

كما أبرز الأهمية الملحّة للنفاذ العاجل والمستدام للمساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى «الدور المحوري الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة وتأهيل بنيته التحتية واستعادة الأمن والاستقرار للفلسطينيين».

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

أيضاً شدّد بدر عبد العاطي -خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، مساء الخميس، التي استعرض فيها الجهود المصرية الحثيثة؛ للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى- على الأهمية البالغة لبدء تنفيذ الاتفاق، وضرورة التزام أطراف الاتفاق ببنوده، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع.

وكان عبد العاطي قد أكد، خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الخميس، «ضرورة احترام جميع الأطراف لبنود الاتفاق، والعمل على تنفيذ مراحله في التواريخ المحددة لها». كما أشار إلى أهمية تكثيف نفاذ المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، وتضافر الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع وتأهيل بنيته التحتية ونظم الرعاية الصحية.

وعقب إعلان الاتفاق، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية - قطرية - أميركية»، مؤكداً «أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهل غزة لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقّق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع».


مقالات ذات صلة

ترمب سيوقّع أمراً تنفيذياً لمعاقبة «الجنائية الدولية»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب سيوقّع أمراً تنفيذياً لمعاقبة «الجنائية الدولية»

قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي سيوقع، الخميس، على أمر تنفيذي لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية لاستهدافها الولايات المتحدة وحلفائها مثل إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ب) play-circle

وزير الخارجية الإسرائيلي: ليست لدينا تفاصيل بعد بشأن خطة ترمب لغزة

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الخميس، إن إسرائيل ليست لديها تفاصيل حتى الآن بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة.

شمال افريقيا سيارات إسعاف مصرية تستقبل الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)

5 آلاف شاحنة مساعدات دخلت من مصر إلى غزة

استقبلت مصر، الخميس، الدفعة الخامسة من جرحى ومرضى غزة، حيث دخل عبر معبر رفح 36 مصاباً يرافقهم 26 من ذويهم، بحسب إحصاء رسمي من «الهيئة العامة للاستعلامات».

هشام المياني (القاهرة )
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال لقاء محمد مصطفى في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تجدد رفضها لأي تصور يستهدف «تصفية» القضية الفلسطينية

حذرت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، من تداعيات تصريحات مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية بشأن «بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز) play-circle

روسيا: تصريحات ترمب «الشعبوية» حول غزة تزيد التوتر

قالت وزارة الخارجية الروسية، رداً على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي بشأن خطة الاستيلاء على غزة، إنها تعتبر أي تصريحات شعبوية غير بناءة وتزيد من التوتر.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

حكومتا ليبيا تؤكدان رفضهما تهجير سكان غزة

حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
TT

حكومتا ليبيا تؤكدان رفضهما تهجير سكان غزة

حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)
حكومتا ليبيا تؤكدان بشكل قاطع رفضهما تهجير سكان غزة (د.ب.أ)

رفضت حكومتا ليبيا بشكل مطلق الممارسات الهادفة إلى تهجير سكان غزة، وأكدتا على موقفهما الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، على لسان وزارة خارجيتها، الخميس، إنها ضد «التهجير القسري أو الطرد التعسفي للفلسطينيين، أو تغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي المحتلة، أو فرض سياسات عنصرية تكرّس الاحتلال»، مؤكدة موقفها «الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، بما يحقق تطلعاته العادلة في الحرية والكرامة والعدالة».

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة (الوحدة)

كما شدّدت «الوحدة» على رفضها المطلق لأي ممارسات تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي المحتلة، أو فرض سياسات عنصرية تكرّس الاحتلال، وتنتهك أبسط حقوق الإنسان، وأدانت أي أعمال عنف تستهدف المدنيين، أو تُستغل ذريعة لاستدامة الاحتلال، وتقويض فرص تحقيق السلام العادل.

وأضافت حكومة «الوحدة» أنها «في ظل التصعيد الخطير للخطاب العنصري والممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني»، تُعرب عن «استنكارها الشديد» لأي شكل من أشكال العنف السياسي، أو جرائم الكراهية التي تستهدف الفلسطينيين. ورأت أن مثل هذه الممارسات «تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الجنائي الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما تمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وتقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الحل الشامل».

ورأت حكومة «الوحدة» أن «الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، وذلك من خلال تفعيل مبادرة السلام العربية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة».

كما حثت حكومة «الوحدة» المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته «بجدية أكبر»، وعدم السماح باستخدام القوة وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض، وانتهت إلى أن «السلام العادل ليس مجرد خيار أخلاقي، بل هو ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم»، داعية جميع الأطراف إلى التمسك بالحوار.

أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب (الاستقرار)

في السياق ذاته، شدّدت حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب الليبي، على «رفضها القاطع» لجميع الممارسات، التي تهدف إلى تقويض حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك «شرعنة الاستيطان، وضم الأراضي، والتهجير القسري، سواء كان بشكل مؤقت أو دائم». وحثت المجتمع الدولي على الوقوف ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة ضرورة استدامة وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما دعته إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في «وقف الانتهاكات المستمرة من الكيان المحتل».

وانتهت حكومة حماد إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة والسلام الدائمين.

يُشار إلى أن حكومتي الدبيبة وحماد تتصارعان على السلطة، ونادراً ما تجتمعان على تأييد قضية واحدة.