مصر لتدشين سد كهرومائي في الكونغو الديمقراطية

وزير الري يزور كينشاسا ضمن جولة بدول حوض النيل

وزير الموارد المائية المصري يلتقي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية (وزارة الموارد المائية والري - مصر)
وزير الموارد المائية المصري يلتقي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية (وزارة الموارد المائية والري - مصر)
TT

مصر لتدشين سد كهرومائي في الكونغو الديمقراطية

وزير الموارد المائية المصري يلتقي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية (وزارة الموارد المائية والري - مصر)
وزير الموارد المائية المصري يلتقي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية (وزارة الموارد المائية والري - مصر)

في خطوة جديدة من الحكومة المصرية؛ لتعزيز تعاونها مع دول حوض النيل، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، ترتيبات إقامة سد كهرومائي في الكونغو الديمقراطية، بتمويل من بلاده، للمساهمة في إنتاج الطاقة.

ويزور سويلم، الخميس، الكونغو الديمقراطية؛ لبحث سبل «التعاون في مجالات الموارد المائية والري»، وحسب إفادة من «الري» المصرية، أكد سويلم «تطلع بلاده، لتعزيز التعاون والتكامل، مع كينشاسا، لا سيما في مجال التنمية المستدامة للموارد المائية».

وتعدّ زيارة الكونغو الديمقراطية، المحطة الثالثة للوزير المصري ضمن جولة لدول حوض النيل، بعد زيارته لرواندا، الاثنين، وأوغندا، الأربعاء، ناقش خلالها «مشروعات مائية تنموية تنفذها بلاده في هذه الدول».

سويلم خلال مباحثاته في الكونغو الديمقراطية (وزارة الموارد المائية والري - مصر)

وفي محادثات مع وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية، إيف بازاييبا ماسودي، ناقش سويلم «الترتيبات الخاصة بمشروع سد (مابانكانا)، لتوليد الطاقة الكهرومائية، المقرر تمويله، من خلال آلية التمويل التي أطلقتها الحكومة المصرية، لتنفيذ مشروعات تنموية وبنية أساسية بدول حوض النيل»، حسب «الري» المصرية.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة المصرية، عن آلية تمويلية، لتنفيذ مشروعات تنموية بدول حوض النيل، وأشارت الخارجية المصرية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى «بدء إنشاء صندوق الاستثمار في دول حوض النيل؛ بهدف تعزيز الاستثمارات في المشروعات التنموية والبنية الأساسية في تلك الدول».

وناقش سويلم، مع نظيرته الكونغولية، «سير العمل، في البروتوكول الموقَّع بين البلدين؛ لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية، في الكونغو، والممتد حتى عام 2027»، وحسب «الري» المصرية، يتضمن المشروع «أنشطة تنموية متعددة، مثل إنشاء 12 محطة مياه شرب جوفية، في كينشاسا».

وتابع الوزير المصري عدداً من المشروعات المصرية، المقامة في الكونغو الديمقراطية، من بينها «موقف تشغيل مركز التنبؤ بالتغيرات المناخية والأمطار، في العاصمة الكونغولية»، إلى جانب «التنسيق، لتطبيق نظم الري الحديث بالكونغو»، إضافة إلى التوسع في البرامج التدريبية للأطقم الفنية بالجانب الكونغولي، خصوصاً في مجال المياه والتكيف مع التغيرات المناخية.

ومن بين سياسات مصر المائية، دعم إقامة مشروعات مائية وتنموية في دول حوض النيل، وفق وزير الري المصري الأسبق، نصر الدين علام، الذي أشار إلى أن «من أهداف مصر دعم مشروعات المياه في هذه الدول، بما يخدم مصالح مصر المائية»، ودلل على ذلك «بمشروعات المياه الجوفية في أوغندا وكينيا، وسد (جوليوس نيريري)، بتنزانيا».

ويرى علام في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعلان القاهرة، إقامة سد كهرومائي ومشروعات مائية أخرى، يأتي من منطلق التقدير المصري للمواقف الإيجابية، للكونغو الديمقراطية، في دعم مصالحها المائية، وأهمها رفض التوقيع على اتفاقية (عنتيبي)»، مشيراً إلى أن «دول حوض النيل ليست في حاجة إلى المياه، لكن إلى التمويل ونقل التكنولوجيا لدعم برامجها التنموية».

وترفض مصر والسودان، اتفاقية «عنتيبي»، التي أُبرمت عام 2010، والتي تفرض إطاراً قانونياً لحل الخلافات والنزاعات بين دول الحوض، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية من دون التوافق مع دولتَي مصر والسودان.

وكانت الحكومة الإثيوبية، أعلنت دخول الاتفاقية حيّز التنفيذ، في أكتوبر الماضي، بعد تصديق 6 دول من حوض النيل عليها.

وحول مردود الدعم المصري لمشروعات التنمية في حوض النيل، دعا علام، إلى ضرورة تركيز القاهرة على تكثيف الدعاية الشعبية للدعم المقدم لتلك الدول، بما يخدم مصالحها وحقوقها المائية.

وتعاني مصر عجزاً مائياً، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

وتتكامل التحركات السياسية مع مسارات الدعم الفني لتعزيز حضورها وروابط علاقاتها مع دول حوض النيل، وفق خبير الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، مشيراً إلى أنه «لا يمكن فصل جولة وزير الري المصري لدول حوض النيل، عن تحركات وزير الخارجية مؤخراً لهذه الدول»، معتبراً أن تلك التحركات «تستهدف تنويع مسارات التعاون المصري مع تلك الدول».

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، زيارات عدة لدول حوض النيل، مؤخراً، ضمت أوغندا والكونغو الديمقراطية.

ويعتقد زهدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحركات المصرية بدول حوض النيل، تشهد تحولاً نوعياً مؤخراً، بالتركيز على تعزيز العلاقات الثنائية مع كل دولة على حدة»، مشيراً إلى أن «ما تقدمه القاهرة من مساعدات وخبرات لتلك الدول، يحقق أهدافاً سياسية لمصر، وخصوصاً في دعم موقفها تجاه التصرفات الأحادية من جانب إثيوبيا، خاصة في ملفَي (سد النهضة)، واتفاقية (عنتيبي)».

وتسعى مصر إلى تعزيز تعاونها الثنائي مع دول حوض النيل، لتأمين حصتها من نهر النيل، المورد الرئيسي لها من المياه، في ظل استمرار نزاع «سد النهضة»، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بداعي توليد الكهرباء، بينما تخشى دولتا المصب (مصر والسودان) من تأثر حصتيهما من مياه نهر النيل بسبب مشروع السد.


مقالات ذات صلة

تدهور الأراضي يُكلّف الاقتصادات مليارات الدولارات... البنك الدولي يُحذّر ويدعم الحلول

خاص يحاول مزارعون جمع المياه من بئر لري أراضيهم في بلدة نقوب بالقرب من زاكورة في المغرب 28 نوفمبر 2022 (أ.ب) play-circle 01:23

تدهور الأراضي يُكلّف الاقتصادات مليارات الدولارات... البنك الدولي يُحذّر ويدعم الحلول

وسط تحديات الجفاف نتيجة للتغير المناخي، وارتفاع معدلات الفقر، تواجه بعض الدول النامية أزمات بيئية تهدد استقرارها الاقتصادي، والبنك الدولي يحذر من التبعات.

عبير حمدي (الرياض)
العالم العربي وزير الموارد المائية والري المصري يزور أوغندا (الري المصرية)

مصر تعمّق حضورها في دول حوض النيل... «مائياً»

ضمن مساعٍ مصرية لتعميق حضورها في منطقة حوض النيل، تعمل الحكومة المصرية على التوسع في إقامة مشروعات «مائية وتنموية» مع دول الحوض.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الاقتصاد وزير الطاقة والموارد الطبيعية الجيبوتي يونس علي جيدي خلال «مؤتمر التعدين 2025» (الشرق الأوسط) play-circle 01:50

وزير الطاقة الجيبوتي: توقيع اتفاقية تعاون مع السعودية لتعزيز قطاع التعدين

كشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية الجيبوتي، يونس علي جيدي، لـ«الشرق الأوسط» عن توقيع بلاده اتفاقية تعاون جديدة مع السعودية، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد جانب من عمليات الحفر في أحد مواقع التعدين الأفريقية (الشرق الأوسط)

مجموعة أفريقية تتطلع للتعاون مع السعودية بقطاع المعادن الحيوية

تأمل مجموعة «أفريقيا للمعادن الحيوية» توطيد التعاون مع السعودية بقطاع المعادن الحيوية، وذلك في ظل الاهتمام السعودي المتنامي بهذا المجال على المستوى العالمي

مساعد الزياني (الرياض)

أميركا تفرض عقوبات على البرهان

البرهان وسط مناصريه في مدينة بورتسودان 14 يناير 2025 (أ.ف.ب)
البرهان وسط مناصريه في مدينة بورتسودان 14 يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT

أميركا تفرض عقوبات على البرهان

البرهان وسط مناصريه في مدينة بورتسودان 14 يناير 2025 (أ.ف.ب)
البرهان وسط مناصريه في مدينة بورتسودان 14 يناير 2025 (أ.ف.ب)

أعلن موقع وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وقالت الوزارة إن الجيش السوداني بقيادة البرهان ارتكب هجمات مميتة بحق المدنيين وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، كما أنه يتحمل المسؤولية عن المنع المتعمد لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين واستخدام الغذاء بوصفه سلاحاً في الحرب.

ويأتي القرار بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد «قوات الدعم السريع» التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني في حرب أهلية مستمرة منذ عامين.

وتزامن ذلك مع إعراب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، عن «أسف حقيقي» بسبب الفشل في إنهاء الحرب السودانية، مبدياً أمله في أن تواصل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب محاولاتها لتحقيق السلام في السودان.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي بمناسبة قرب انتهاء ولايته: «بالنسبة لي، نعم، إنه أسف آخر حقيقي فيما يتعلق بالسودان، إذ لم نتمكن، خلال فترة ولايتنا، من تحقيق النجاح». وأضاف: «سُجّل بعض التحسّن في إيصال المساعدات الإنسانية من خلال دبلوماسيتنا، لكن لم ينته النزاع ولا الانتهاكات ولا معاناة الناس».

وتابع: «سنواصل العمل على ذلك في الأيام الثلاثة المقبلة، وآمل أن تواصل الإدارة المقبلة ذلك أيضاً».

أسلحة كيماوية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (د.ب.أ)

وفي سياق ذي صلة، اتهم مسؤولون أميركيون كبار الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيماوية مرتين على الأقل ضد «قوات الدعم السريع»، قبل ساعات قليلة من فرض عقوبات على البرهان، وفقاً لما نشرته صحيفة «النيويورك تايمز»، مضيفة أن «استخدام الأسلحة الكيماوية يتجاوز حدوداً أخرى في الحرب بين الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع)».

وأفاد المسؤولون الأميركيون الكبار بأن الأسلحة الكيماوية استخدمت أخيراً في مناطق نائية من البلاد، مستهدفة عناصر من «قوات الدعم السريع»، وعبروا عن قلقهم من إمكان استخدام أسلحة كهذه قريباً في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم، ولم يتضح على الفور نوع الأسلحة المستخدمة.

وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين إن معرفة برنامج الأسلحة الكيماوية كانت مقتصرة على مجموعة صغيرة داخل الجيش السوداني، لكن من الواضح أن البرهان أذن باستخدامها.

رد البرهان

سكان في أم درمان يصطفون للحصول على الماء وسط استمرار القتال في المدينة يوم 16 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وفي حديثه بين جنوده، يوم الخميس، أبدى البرهان تحديه لاستهدافه بعقوبات، قائلاً: «أسمع أن هناك عقوبات ستفرض على قيادات الجيش، أي عقوبات لخدمة البلد، نرحب بها». وأضاف أن «القوات المسلحة خرجت من أجل خدمة الناس وليس من أجل الانتقام أو التشفي، وأن الدولة هي مسؤولة عن حماية الناس ومحاسبتهم». ووصل البرهان إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان التي استردها الجيش السوداني قبل أيام من قبضة «قوات الدعم السريع».

وسبق أن أصدرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من المسؤولين السودانيين، شملت الأمين العام للحركة الإسلامية، علي أحمد كرتي، وقائد منظومة الصناعات الدفاعية بالجيش، ميرغني إدريس.

ووفقاً للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، أدت الحرب إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل ما يقل عن 150 ألف شخص، وشرد أكثر من 11 مليون شخص، والآن أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود. وأخطرت الأمم المتحدة والدول المتحالفة ومنظمات الإغاثة، يوم الأربعاء، بالعقوبات الوشيكة ضد البرهان، فيما يعد «خطوة مهمة ضد شخصية ينظر إليها البعض على أنها رئيس دولة السودان الذي يمثل بلاده أيضاً في الأمم المتحدة».

وتخشى منظمات الإغاثة أن ينتقم الجيش السوداني من قرار العقوبات من خلال تقييد عمليات الإغاثة بشكل أكبر في المناطق التي تعاني من المجاعة أو تتجه نحوها.

وتأتي العقوبات بعد أسبوع من تأكيد الولايات المتحدة أن «قوات الدعم السريع» ارتكبت «إبادة جماعية» في الحرب، وفرضت عقوبات على قائدها «حميدتي» لدوره في «الفظائع التي ارتكبت ضد شعبه». كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سبع شركات تتاجر بالأسلحة أو الذهب لصالح «قوات الدعم السريع».