جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بين الجزائر وباريس

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.



مصر تطالب بـ«مدى زمني محدد» لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تطالب بـ«مدى زمني محدد» لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)
لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)

طالبت مصر بـ«مدى زمني محدد» لخروج جميع القوات الأجنبية و«المقاتلين الأجانب» و«المرتزقة» من ليبيا. في حين أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في «مزاعم تعذيب» بسجن قرنادة شرق البلاد.

وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقاء القائمة بأعمال البعثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري، في القاهرة، الخميس، أن «بلاده تواصل جهودها في مساعدة الأطراف الليبية على التوافق وتعزيز مسار الحل الليبي - الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، بما يهدف للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن».

وبحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، فقد أعرب عبد العاطي خلال محادثاته مع خوري عن «تطلعه لتعزيز التعاون معها بما يسهم في نجاح مهمتها على نحو يخدم جهود التوصل لحل للأزمة في ليبيا بملكية وقيادة ليبية».

اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية مع الباعور في طرابلس (السفارة الأميركية)

وأدرجت خوري الاجتماع مع عبد العاطي في إطار مشاوراتها المستمرة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرة إلى أنها أطلعت المسؤول المصري على خطة البعثة الأممية لتعزيز عملية سياسية شاملة يقودها ويملكها الليبيون، مؤكدة تقديرها دعم مصر لجهود الأمم المتحدة لتحقيق سلام مستدام في ليبيا، لافتة إلى اتفاقهما على «ضرورة بناء توافق بين الليبيين والتوجه نحو الانتخابات الوطنية»، كما أكدا «ضرورة العمل من أجل إعادة توحيد مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي».

في غضون ذلك، أكدت أميركا على لسان القائم بأعمال سفارتها لدى ليبيا، جيريمي برنت، دعمها الكامل المتبادل مع حكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لجهود البعثة الأممية في تعزيز العملية السياسية، مشيراً إلى أنه بحث، الخميس، في طرابلس مع وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة»، طاهر الباعور، التعاون الثنائي، وآخر التطورات الإقليمية.

إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني المتمركز في الشرق الليبي رسمياً عن تشكيل لجنة للتحقيق بشأن فيديوهات مصوّرة لمشاهد «تعذيب في سجن قرنادة التابع له».

وفي أول تحرك رسمي من نوعه، بعد تداول هذه المشاهد، أعلن الأمين العام لقيادة الجيش، الفريق خيري التميمي، أنه ناقش، الخميس، في مدينة بنغازي، خلال اجتماع موسع لكبار قادة الجيش، ما تم تسريبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تعذيب سجناء داخل سجن «قرنادة» والتحقق منه.

ونقل التميمي، في بيان مقتضب عن المدعي العام العسكري الفريق فرج الصوصاع، تشكيل لجنة ومباشرتها أعمالها من أجل التحقيق في هذا الأمر، مؤكداً عدم التهاون مع المتورطين في تلك التجاوزات.

وضم الاجتماع رئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق خالد حفتر، ورئيس أركان القوات البرية الفريق صدام حفتر، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء فوزي المنصوري، ومدير إدارة الشرطة العسكرية والسجون اللواء نجيب البالط.

اجتماع كبار قادة الجيش الوطني في بنغازي بشأن وقائع «تعذيب» بسجن قرنادة (الجيش الوطني)

وكانت حكومة «الوحدة» والبعثة الأممية قد طالبتا بالتحقيق في هذه المقاطع المتداولة التي أظهرت «تعذيباً وحشياً وسوء معاملة» داخل مركز احتجاز قرنادة.

وقالت البعثة الأممية إنها تنسق مع حفتر لوصول موظفي حقوق الإنسان التابعين لها، وغيرهم من المراقبين المستقلين، إلى منشأة قرنادة دون قيود، وكذلك مراكز الاحتجاز الأخرى الخاضعة لسيطرته.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة السدود بوزارة الموارد المائية في حكومة «الوحدة»، الخميس، رفع درجة التأهب استعداداً لهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة متوقعة على المناطق الشمالية الغربية للبلاد، وفقاً لتحذيرات المركز الوطني للأرصاد الجوية.

وأكدت «الهيئة» أن فرقها الميدانية ستتابع كميات المياه المتدفقة إلى السدود، لضمان جاهزيتها لاستقبال كميات الأمطار وضمان سلامتها، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي طارئ، ودعت المواطنين لتوخي الحذر واتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، خاصة في المناطق القريبة من مجاري الأودية والسدود.