«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

الوزير عبد اللطيف قال إنه يسعى للقضاء على الدروس الخصوصية

اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)
TT

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)

بالتزامن مع جدل متصاعد، أطلقت وزارة التعليم المصرية، الثلاثاء، سلسلة جلسات لحوار مجتمعي بشأن تطبيق نظام «البكالوريا» بديلاً لشهادة الثانوية العامة الحالية، ضمن خطط تطوير التعليم المصري.

بدأت أولى جلسات الحوار، الذي يستمر أياماً عدة، بمشاركة وزراء وخبراء وأولياء أمور، للنقاش حول المقترح الذي أعلنت عنه وزارة التعليم قبل نحو أسبوع.

ويهدف الحوار، وفق بيان وزارة التعليم، إلى «الاستماع لمختلف الرؤى حول التفاصيل الخاصة بالمقترح، وما يتضمنه من خفض عدد المواد الدراسية، لتخفيف العبء عن كاهل الأسر المصرية، فضلاً عن المسارات المختلفة التي يختار من بينها الطالب، ومناقشة القواعد العامة لمجموع الدرجات، والمحاولات المتعددة لدخول الامتحان في المواد المختلفة».

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف خلال جلسة «الحوار المجتمعي» أن «نظام البكالوريا يقضي على الدروس الخصوصية، ويرفع الضغط النفسي عن كاهل الطلاب وأولياء الأمور».

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال الحوار المجتمعي (مجلس الوزراء المصري)

بينما أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار أنه بعد انتهاء جلسات الحوار سيتم تقديم المقترح إلى المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، ليُعْرَض لاحقاً على مجلس الوزراء.

وترى أستاذ علم النفس التربوي بقسم التقييم التربوي بالمركز القومي للامتحانات بوزارة التعليم المصرية الدكتورة مايسة فاضل أبو مسلم أن عودة «البكالوريا» تحتاج إلى دراسة متأنية من الخبراء التربويين.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» يجب أن «يشارك كل الخبراء من كل التخصصات المعنية بقضية التعليم، فيجب أن يقتصر الأمر على مجرد اقتراح من الوزير»، وتساءلت فاضل: «يجب أن نعرف ما هي مشكلة التعليم ثم نقدم الحلول»، رافضةً أن «يظل الطلاب حقل تجارب، عبر اقتراح نظام جديد كل فترة».

وبحسب وزير التعليم محمد عبد اللطيف، فإن النظام الجديد يهدف إلى خفض عدد المواد الدراسية لتخفيف العبء عن الأسر المصرية، موضحاً أن «تطوير هذا النظام جاء بناءً على مراجعة شاملة للدراسات السابقة والأنظمة العالمية، للاستفادة منها بما يرفع من كفاءة الخريجين، ويؤهلهم لسوق العمل بشكل أفضل».

وقال عبد اللطيف إن «شهادة البكالوريا المصرية يتم تقسيمها إلى مرحلة تمهيدية (الصف الأول الثانوي) ومرحلة رئيسية (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، مع إمكانية تكرار المحاولات لدخول الامتحانات، مؤكداً «إعفاء غير القادرين من رسوم تكرار المحاولات».

وترى أبو مسلم أن تطوير التعليم «لا يحتاج إلى إعادة اختراع (العجلة)؛ فالأساسيات موجودة في كثير من النظم التعليمية بالعالم، ومن أبرز المشكلات في مصر قلة عدد المقاعد بالجامعات، ورغبة معظم الطلاب في الالتحاق بالجامعة، وهذا يحتاج إلى فتح مسارات جديدة لإعطاء قيمة مجتمعية وأدبية لأي طالب يختار الاكتفاء بالتعليم ما قبل الجامعي».

بدوره، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور إن النظام التعليمي الجديد يسعى إلى «تخفيف الأعباء عن كاهل الأسر من خلال تقليل عدد المواد الدراسية، وخلق مسار تعليمي متكامل يبدأ من المرحلة الثانوية، ما يساعد الطلاب على التركيز على تطوير مهاراتهم»، مؤكداً «أهمية تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم العام ومتطلبات المرحلة الجامعية، بما يسهم في تحسين جودة مخرجات الجامعات، وإعداد كوادر مؤهَّلة لسوق العمل».

من جانبها، دعت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض إلى «طرح نظام البكالوريا المصرية في إطار حوار مجتمعي شامل بمشاركة الأطياف كلها لضمان توافُق المجتمع على النظام الجديد»، مؤكدةً «أهمية تقييم مدى استعداد الجامعات الحكومية لاستقبال الطلاب في السنوات التأسيسية، بما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة».

في المقابل، قالت الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز محددات نجاح أي حوار مجتمعي حول قضية التعليم هي مشاركة الخبراء التربويين أصحاب المدارس التربوية المختلفة، وخبراء علم النفس التربوي، والاجتماع، وموجهي المواد بالمدارس، وأولياء الأمور، ويجب ألا يقتصر الحوار على فئة بعينها».

ودعت مؤسس «ائتلاف أولياء أمور مصر» داليا الحزاوي إلى دور قوي لأولياء الأمور في الحوار المجتمعي بشأن شهادة «البكالوريا»، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأسر المصرية هي التي تدفع وتتحمل أعباء أي تغيير في النظام التعليمي، سواء كانت أعباءً مادية أم نفسية أم اجتماعية؛ لذلك يجب أن يكون أولياء الأمور شركاء أساسيين في الحوار».


مقالات ذات صلة

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

العالم العربي طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

قوبل اتجاه لإضافة مادة الدين إلى مجموع درجات طلاب الثانوية، ضمن مقترح تطوير التعليم المصري، بانتقادات وجدل واسع، في ظل مخاوف عبر عنها البعض من تأثير المقترح.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية - واس)

«في أفضل حالاتها»... مصر توضح طبيعة العلاقات مع السعودية والإمارات

أكدت مصر قوة ومتانة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفةً العلاقات بين الدول الثلاث بأنها «ركيزة أساسية للاستقرار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)

مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

أكد اجتماع للحكومة المصرية الأحد «اتجاه الدولة لزيادة عدد الغرف الفندقية بطول الساحل الشمالي الغربي» بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خيام نازحين سودانيين في بعض الدول (المنظمة الدولية للهجرة)

هل تفتح انتصارات البرهان الباب لعودة سودانيين من مصر؟

«انتصارات البرهان» الأخيرة تفاعل معها سودانيون يقيمون في ضاحية فيصل بمحافظة الجيزة بمصر، عبر احتفالات واسعة للجالية السودانية.

أحمد إمبابي (القاهرة )

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر دعمها أمن واستقرار تشاد. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشادي، محمد إدريس ديبي، الثلاثاء، عن «إدانة بلاده الكاملة للهجوم الذي استهدف أخيراً القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي: «إن الرئيس المصري أشاد خلال الاتصال بالدور الذي يلعبه ديبي في قيادة جهود بلاده للتصدي ودحر الجماعات الإرهابية»، مشدداً على دعم القاهرة المُستمر للخطوات التشادية في مُكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

كانت الحكومة التشادية أعلنت، في وقت سابق، أن الهجوم المسلّح الذي استهدف، مساء الأربعاء الماضي، القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من «24 شخصاً» سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.

وخلال المحادثة الهاتفية هنأ السيسي ديبي بمناسبة حصول حزبه على الأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، بحسب متحدث الرئاسة المصرية، الذي أشار إلى أن «الرئيس التشادي أعرب، من جانبه، عن تقديره البالغ للدعم المستمر الذي توليه مصر لأمن واستقرار بلاده»، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، ومؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في مختلف المجالات.

وقالت الهيئة المعنية بالانتخابات في تشاد، الأحد، إن حزب الرئيس ديبي، «حركة الخلاص الوطني»، حصل على 124 مقعداً من أصل 188 في الجمعية الوطنية، في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصل وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى العاصمة نجامينا في زيارة رسمية، بحث خلالها مع المسؤولين التشاديين المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، وأكد عبد العاطي آنذاك، «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».