ليبيا: «الوحدة» تطالب بـ«الانتخابات»... وصالح يتمسك بتشكيل «حكومة جديدة»

احتجاجات شعبية غرب طرابلس بسبب «تهالك البنية التحتية»

اجتماع الدبيبة مع السفير البريطاني لدى ليبيا (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع السفير البريطاني لدى ليبيا (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: «الوحدة» تطالب بـ«الانتخابات»... وصالح يتمسك بتشكيل «حكومة جديدة»

اجتماع الدبيبة مع السفير البريطاني لدى ليبيا (حكومة الوحدة)
اجتماع الدبيبة مع السفير البريطاني لدى ليبيا (حكومة الوحدة)

لليوم الثاني على التوالي، جدّد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، تأكيده على ضرورة تشكيل «حكومة موحدة جديدة» في البلاد، بينما دعت حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى إجراء الانتخابات لإنهاء المراحل الانتقالية، تزامناً مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضدها بسبب «تهالك البنية التحتية» في بلدية صبراتة، غرب العاصمة طرابلس.

وقال صالح إن وفداً من الوجهاء والمجلس الاجتماعي «لسوق الجمعة والنواحي الأربع»، التقاه مساء الأحد بمدينة القبة، وأشاد بـ«دوره الوطني المشرف» من أجل تحقيق دولة المؤسسات والقانون، ودعم الوفد لمجلس النواب وأعضائه، في خطواته نحو تحقيق الانتخابات وإرساء دولة المؤسسات والقانون.

في المقابل، قالت حكومة «الوحدة»، إن وزيرها للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي بحث، الاثنين، مع ممثل الاتحاد الأوروبي في طرابلس، نيكولا أورلاندو، أهمية دعم وجود آلية صرف موحدة بهدف تعزيز الشفافية والرقابة وإنهاء الإنفاق الموازي، وتعزيز الشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ضمن خطة عمل مكثفة للعام المقبل، مشيرة إلى أنهما استعرضا، نتائج الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الاتحاد الأوروبي مع المجموعة الاقتصادية المشتركة واللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) وتأثير الأوضاع الإقليمية على ليبيا، والملفات الإقليمية محلّ الاهتمام المشترك.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي لاجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة الليبي بطرابلس

ووفق بيان حكومي، فقد جدّد اللافي، رؤية حكومته بضرورة الذهاب المباشر للانتخابات بهدف إنهاء المراحل الانتقالية كافة.

بدوره، أكد أورلاندو مجدداً لدى لقائه مع رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك بطرابلس، دعم الاتحاد الأوروبي لنزاهة واستقلالية ديوان المحاسبة، وشدّد على ضرورة احترام سيادة القانون في جميع التعيينات المؤسساتية.

وكان الدبيبة، أكد خلال اجتماعه مساء الأحد، مع السفير البريطاني مارتن لونغدن، والمجلس الثقافي البريطاني، بحضور وزير التربية والتعليم موسى المقريف، للاطلاع على المقترح التنفيذي لمبادرته لتجويد تعليم اللغة الإنجليزية، على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والسفارة البريطانية لتحقيق أهداف المبادرة، مشيراً إلى ضرورة تحسين المستوى اللغوي للطلاب لتأهيلهم لمتطلبات العصر الحديث.

كما أكد الدبيبة، لدى متابعته تنفيذ مشروع تطوير وتحديث وصيانة طريق مطار طرابلس الدولي، ضمن الاستعدادات لافتتاحه، على أهمية أن يكون تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الفنية، مشدداً على أهميته بوصفه واجهة للعاصمة طرابلس.

من جهة أخرى، قال خالد المشري، المتنازع على رئاسة «المجلس الأعلى للدولة»، إنه شارك في «ملتقى المصالحة ولم الشمل» الذي أقيم مساء الأحد في بلدية جنزور غرب طرابلس، بحضور عضو «المجلس الرئاسي» عبد الله اللافي، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، وذلك لمناقشة أهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب كافة.

وأعلن محمد الباروني، رئيس «جهاز الدعم والإسناد الأمني»، الذى نظم المبادرة، أنها «أنهت الخلافات والمشاحنات، وستنعكس إيجاباً في تعزيز السلم الأهلي».

إلى ذلك، أعلن وزير النفط والغاز بحكومة «الوحدة» خليفة عبد الصادق، أنه استعرض مساء الأحد، مع نواب الجنوب بمجلس النواب، بعض المشاريع التنموية بالمنطقة الجنوبية، بما في ذلك تنفيذ مشروع مصفاة الجنوب، ووحدة غاز الطهي بحقل الشرارة، لافتاً إلى حرص الحكومة على تعزيز ودعم جهود التنمية المكانية بما يحقق التقدم والازدهار للمنطقة الجنوبية ولمناطق البلاد كافة.

في شأن آخر، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في بلدية صبراتة، الواقعة على بُعد 70 كيلومتراً غرب طرابلس، بعدما أغلق محتجون مقر مجلسها البلدي، بساتر ترابي، وسط ما وصفته وسائل إعلام محلية، بحالة احتقان كبيرة وتهديدات بغلق الطريق الساحلية، إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم المتعلقة بمشاكل انهيار شبكة الصرف الصحي في منطقة الكابوط.

وكان عميد البلدية محمد الحسلوك، قد نفى سقوط ضحايا أو حدوث أعمال عنف أو فوضى من هذه الاحتجاجات، التي أكد دعمه لها، واتهم حكومة «الوحدة» بأنها «غير جادة» للوقوف معهم في مواجهة الأمطار الغزيرة، التي غمرت منطقتهم.


مقالات ذات صلة

«الوحدة» تشن عملية عسكرية مكثفة في مدينة الزاوية

شمال افريقيا صلاح النمروش يُعطي تعليماته لقواته في مدينة الزاوية (المنطقة العسكرية للساحل الغربي)

«الوحدة» تشن عملية عسكرية مكثفة في مدينة الزاوية

ترجيحات تتحدث عن إعلان أعيان ومشايخ الزاوية الانشقاق عن حكومة الدبيبة بوصفها «منتهية الولاية»

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

قرار الدبيبة تحمُّل الحكومة تكاليف «حج القرعة» يفجّر جدلاً وسط الليبيين

أثار إعلان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، عبد الحميد الدبيبة، تحمل الدولة تكاليف حج المواطنين، الذين يتم اختيارهم بنظام «القرعة» جدلاً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من المهاجرين غير النظاميين بعد اعتقالهم جنوب غربي ليبيا (إدارة العلاقات والتعاون فرع المنطقة الشرقية)

سلطات شرق ليبيا تطارد «مهربي مهاجرين» إلى الحدود السودانية

قالت السلطات الأمنية في شرق ليبيا إنها تمكنت من ضبط 3 سيارات تقلّ 75 مهاجراً غير قانوني، بعد مطاردة واسعة، متحدثة عن فرار عدد آخر من السيارات إلى السودان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صالح مستقبلاً خوري في لقاء سابق بمكتبه (مكتب رئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيا تترقب «حكومة جديدة»... أو تفعيل «خريطة» خوري

يسرّع مجلسا «النواب» و«الأعلى للدولة» في ليبيا من خطوات تشكيل «الحكومة الموحدة الجديدة»، في ظل ترتيبات لعقد اجتماع قريب في مدينة القبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص الزائرة المقطوف خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك)

خاص أول عميدة بلدية منتخبة في ليبيا تشيد بعهد القذافي

تحدثت الزائرة الفيتوري، أول عميدة منتخبة لبلدية في تاريخ ليبيا عن «تقدم ملحوظ» في ملف حقوق المرأة خلال السنوات الأخيرة، في حين لا تخلو الطريق أمامها من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تستعد لـ«مراجعة دورية» لملف حقوق الإنسان في جنيف

الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)
الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)
TT

مصر تستعد لـ«مراجعة دورية» لملف حقوق الإنسان في جنيف

الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)
الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)

تستعد الحكومة المصرية لجلسة «المراجعة الدورية الشاملة» لملف حقوق الإنسان في البلاد، المقرر لها 28 يناير (كانون الثاني) الحالي، في جنيف.

وناقشت «اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان المصرية» (لجنة حكومية) تحضيرات جلسة المراجعة الدورية، في اجتماع، السبت، برئاسة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وأكدت اللجنة على «تكثيف جهود مؤسسات الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة، استعداداً للمشاركة في جلسة المراجعة بمجلس حقوق الإنسان الدولي»، حسب إفادة «الخارجية المصرية».

وتقدمت الحكومة المصرية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة»، التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر الحالي، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات، وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010 و2014 و2019.

وبحسب وزارة الخارجية، السبت، «ستشارك مصر في آلية المراجعة الدورية الأممية للمرة الرابعة، وتعتبر هذه العملية إحدى الآليات الدولية المهمة، التي تشارك فيها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من خلال استعراض الجهود الوطنية، وتتلقى خلالها توصيات من الدول الأخرى لتعزيز الجهود الوطنية للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان، في إطار تبادل الخبرات وأفضل الممارسات».

وذكرت «الخارجية المصرية» أن اجتماع «اللجنة العليا» استهدف التحضير لجلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان، وأشاد عبد العاطي بتحضيرات الجهات المعنية في بلاده لضمان نجاح جلسة المراجعة، «باعتبارها من الاستحقاقات الدولية المهمة في مجال حقوق الإنسان، وتمثل فرصة لاستعراض الجهود الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان بمصر».

وشارك في اجتماع «اللجنة العليا لحقوق الإنسان» وزراء التضامن الاجتماعي، والشؤون النيابية والقانونية، والعمل، وعدد من المسؤولين الحكوميين.

مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

كما أشار وزير الخارجية المصري إلى «تقديم التقرير الثالث للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان للرئيس عبد الفتاح السيسي»، منوهاً بتكليف السيسي بـ«استكمال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الهادفة لتمتع المواطن المصري بكل حقوقه الدستورية والقانونية».

وكان عبد العاطي قد عرض على الرئيس المصري، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج، التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي»، حسب إفادة للرئاسة المصرية.

ويرى رئيس «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» علاء شلبي أن ملف المراجعة الدورية «يشكل محور اهتمام رئيسياً للحكومة المصرية حالياً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تبنّت مقترحات المنظمات الحقوقية خلال العامين الماضيين، بتعزيز تفاعلها مع المنظومة الأممية لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن مصر «وضعت حداً لحقبة التجاهل لمنظومة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بتقديم 4 تقارير دورية».

واعتبر شلبي أن «الحوار داخل المجلس الدولي سياسي بالدرجة الأولى، كونه يجري بين الدولة مقدمة الملف وجميع أعضاء الأمم المتحدة، وينتهي إلى استحقاقات، يجب على الدولة التي قدمت الملف إنجازها خلال السنوات الأربع التالية»، وقال إن مخرجات تقرير المراجعة «يشكل معياراً لمدى مصداقية وجدية هذه الدولة في تحسين حالة حقوق الإنسان بها».