نظم الجيش المصري دورة لتدريب ضباط في قارة أفريقيا على «مكافحة الإرهاب». ووفق إفادة للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، فإنه تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بدعم الأشقاء الأفارقة لمواجهة الإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار شعوب القارة، قامت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بعقد العديد من الدورات التدريبية لـ«تعزيز علاقات التعاون العسكري مع الدول الأفريقية من خلال مركز (الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب)».
وقال المتحدث العسكري المصري، الأحد، إن مركز «الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب» نظم بالتعاون مع «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» دورة «التخطيط الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب» لعدد من قادة وضباط جيوش الدول الأفريقية على مدار عدة أيام.
وألقى مدير مركز «الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب»، اللواء محمد عبد الباسط، كلمة نقل خلالها تحيات وتقدير القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، للحضور، مشيراً إلى حرص القوات المسلحة المصرية على «تقديم الدعم لجيوش الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة لمواجهة ظاهرة الإرهاب في أفريقيا بوجهٍ عام، وفى دول الساحل والصحراء، خاصة في ظل ما تموج به المنطقة من مخاطر وتحديات».
وحسب المتحدث العسكري المصري تضمن برنامج الدورة «التدريب على أسلوب التخطيط الاستراتيجي لمواجهة الإرهاب في أفريقيا، وذلك بمشاركة عدد من ضباط دول (مدغشقر، وغينيا، ومالي، وموريتانيا، والصومال، وبنين، وجزر القمر، وكينيا، وبوركينا فاسو، وتنزانيا، وغانا، وموزمبيق، والكونغو، وتشاد، وزامبيا، وليبيريا، ومالاوي)».
وحضر الفعاليات ممثلو وزارة الخارجية المصرية، و«الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، وعدد من السفراء والملحقين العسكريين للدول الأفريقية.
وتواصلت الاتصالات والمشاورات المصرية - الأفريقية بين مختلف جوانب القارة السمراء خلال الفترة الماضية، تناولت التعاون وإقامة مشروعات ثنائية و«مكافحة الإرهاب» وتحقيق الأمن.
والشهر الماضي، تناولت محادثات أجراها وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، مع نظيره ببوركينا فاسو، كاراموكو تراوري، في القاهرة، «تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل ومنطقة بحيرة تشاد من قِبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في غرب أفريقيا». وأشار عبد العاطي حينها إلى «دعم مصر الثابت لجهود بوركينا فاسو في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، من خلال دعم القدرات المؤسسية الوطنية، وتدريب الكوادر الأمنية والشرطية البوركينية في إطار الدورات التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية».
كما أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه بعدد من وزراء خارجية الدول الأفريقية، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (التيكاد)، في أغسطس (آب) الماضي، استعداد بلاده لمشاركة خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب مع بنين بـ«مقاربة شاملة»، تضم الأبعاد الأمنية والتنموية، ومحاربة الفكر المتطرف، مشدداً على دعم مصر، وتضامنها مع بنين في مواجهتها العمليات الإرهابية التي تشهدها، وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، لما لتلك العمليات من تداعيات سلبية على دول الجوار.
كما أشار وزير الخارجية المصري إلى مُساندة بلاده جهود مكافحة الإرهاب والتطرف بدول الساحل الأفريقي الغربي، وذلك في اتصالات متتالية مع نظرائه في بوركينا فاسو، والنيجر، ومالي، في أغسطس الماضي. وأعرب حينها عن حرص مصر على الانخراط في تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية.