«الدعم السريع» تعيد السيطرة على بلدة «أم القرى» بالجزيرة

7 قتلى في قصف جوي على مسجد بالخرطوم و3 مواطنين بشمال دارفور

عناصر من قوات «الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
عناصر من قوات «الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

«الدعم السريع» تعيد السيطرة على بلدة «أم القرى» بالجزيرة

عناصر من قوات «الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
عناصر من قوات «الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

قالت قوات «الدعم السريع»، السبت، إنها استعادت السيطرة على بلدة أم القرى، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شرق مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، وكانت قوات الجيش السوداني قد استولت عليها منتصف الأسبوع الماضي. بينما أكدت منصات إلكترونية موالية للجيش انسحابه من المنطقة قبل دخول القوات المهاجمة.

ونشرت «الدعم السريع» على منصة «تلغرام» مقطع فيديو لجنودها أمام مقر رئاسة محلية أم القرى، يؤكدون «تحرير» المنطقة بالكامل من قوات الجيش والفصائل المسلحة الموالية له. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات «الدعم السريع»، إن قواته ألحقت هزيمة ساحقة بقوات الجيش وكتائب الحركة الإسلامية والحركات المسلحة الموالية للجيش، بمنطقة أم القرى، بولاية الجزيرة وتمكنوا من تحرير المنطقة وبسط سيطرتهم عليها بالكامل. وأضاف: «تم تسلم 40 عربة قتالية بكامل عتادها ودبابة وكميات من المدافع والذخائر، كما تم تدمير دبابتين ومقتل أكثر من 270 من عناصر الجيش والقوى المتحالفة معه».

انسحاب قوات «درع السودان»

وذكر قرشي أن الانتصارات التي حققتها قوات «الدعم السريع» في منطقة أم القرى ومحاور الجزيرة، «مستمرة في جميع جبهات القتال حتى تحرير كامل أرض الوطن».

شاحنة تحمل مسلحين تابعين للجيش السوداني في أحد شوارع مدينة القضارف (شرق) نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وكان قائد قوات «درع السودان»، أبوعاقلة كيكل، وهو فصيل موالٍ للجيش السوداني، أكد الخميس الماضي من أمام مقر رئاسة محلية البلدة، فرض سيطرة قواته التامة عليها. وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بولاية الجزيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على خلفية انشقاق كيكل من «الدعم السريع»، وانضمامه إلى الجيش.

وأفادت منصات إعلامية مقربة من الجيش، بأن قواته وقوات درع السودان انسحبت من البلدة قبل دخول قوات «الدعم السريع». وكتب كيكل في تدوينة على موقع «فيسبوك»، قبل ساعات من سقوط البلدة: «في هذه اللحظات تخوض قواتكم المسلحة وقوات درع السودان معارك شرسة بمحور أم القرى».

وشنت قوات «الدعم السريع» خلال الأيام الماضية، سلسلة من الهجمات على عدد من البلدات حول أم القرى، لإيقاف تقدم الجيش والفصائل المتحالفة له، حيث كان يستعد لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة لاسترداد مدينة ودمدني، كبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح، حسب مصادر موالية لـ«الدعم السريع».

وتسيطر «الدعم السريع» حالياً على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل (جنوب الولاية) والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار الجنوبية، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

وتعد المعارك التي تدور في المحور الشرقي لولاية الجزيرة هي الأعنف، بعد أسابيع من تقدم الجيش واستعادته غالبية مدن ولاية سنار التي تقع في الجزء الجنوب الشرقي للبلاد.

هجومان بدارفور والخرطوم

وفي سياق آخر، أعلنت جماعة محلية في منطقة المالحة شمال دارفور (غرب البلاد) مقتل 3 أشخاص وإصابة 22 آخرين، جراء إطلاق القوة المشتركة للفصائل الدارفورية المتحالفة مع الجيش السوداني الذخيرة الحية على تجمع كبير من مواطني المنطقة. وقالت في بيان، إن «هذا السلوك الهمجي يعدّ جريمة مكتملة الأركان، وامتداداً لسلسلة طويلة من الانتهاكات التي ظلت ترتكبها القوة المشتركة ضد المواطنين في المالحة».

وأضافت أن «هذه القوات باتت تمثل تهديداً مباشراً لأمن وسلامة المواطنين، ويجب إخراجها فوراً من الأحياء السكنية لضمان سلامة أهالي المدينة».

في سياق آخر، قتل 7 أشخاص الجمعة في قصف جوي للجيش السوداني طال مسجداً في شمال الخرطوم، وفق ما أفادت مجموعة محامين سودانيين مؤيدة للديمقراطية، وهو ما أكدته لجنة من الناشطين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أطفال نازحون بسبب الحرب في مخيم زمزم بشمال دارفور أغسطس 2024 (رويترز)

وذكرت مجموعة «محامي الطوارئ» التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات «الدعم السريع»: «تعرض مسجد الشيخ أحمد الصديق في حي شمبات بمدينة بحري لقصف جوي عشوائي عقب صلاة الجمعة، مما أسفر عن استشهاد 7 من المصلين»، مشيرة إلى أن «حصر أعداد (القتلى) لا يزال جارياً». وأكدت لجنة المقاومة المحلية، إحدى لجان الناشطين على امتداد السودان والتي تقدم المساعدة للمدنيين في ظل الأعمال القتالية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى «نقل عدد من الجرحى لإسعافهم». وأوضحت مجموعة المحامين في بيان، أن «الهجوم يعدّ جزءاً من سلسلة اعتداءات عسكرية عشوائية لا تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية». وعدّت القصف «جريمة ضد الإنسانية، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والأماكن المقدسة». واتهم الجيش وقوات «الدعم السريع» على السواء، بتعمد استهداف المدنيين وبقصف مناطق سكنية بصورة عشوائية.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقاً للأمم المتحدة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. واتُهم الطرفان المتحاربان باستخدام الجوع سلاحاً في الحرب.


مقالات ذات صلة

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

العالم العربي سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

قال «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة»، اليوم (الأحد)، إن طفلاً واحداً من كل 3 يواجه سوء التغذية الحاد في السودان، وهو ما يجعل البلاد على شفا مجاعة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

السودان: هجمات لـ«الدعم السريع» تقطع الكهرباء عن معظم مناطق سيطرة الجيش

قال مسؤولون حكوميون وسكان إن الكهرباء انقطعت عن معظم المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني بعد هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على محطات توليد الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا لقطة من أحد الشوارع في جوبا عاصمة جنوب السودان (رويترز)

جنوب السودان يفرض حظر التجول بعد أعمال شغب في العاصمة

فرضت شرطة جنوب السودان حظر تجول على مستوى البلاد، بعد ليلة من أعمال الشغب بسبب مقتل مواطنين من جنوب السودان على يد الجيش وجماعات متحالفة معه في السودان.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
العالم العربي تتصاعد أعمدة الدخان من مصفاة الجيلي النفطية شمال أم درمان خلال المعارك بين القوات العسكرية السودانية «وقوات الدعم السريع» أول من أمس (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين

قال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، إن الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد مقتل أكثر من 10 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

صحيفة: الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية... وبلينكن يأسف لعدم إنهاء الحرب

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، عن «أسف حقيقي» بسبب الفشل في إنهاء الحرب بالسودان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

توقيف مسؤول أمني ليبي في إيطاليا

مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)
مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)
TT

توقيف مسؤول أمني ليبي في إيطاليا

مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)
مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)

أعلنت «مؤسسة الإصلاح والتأهيل - عين زارة» بالعاصمة الليبية طرابلس أن السلطات الإيطالية ألقت القبض على مديرها العميد أسامة أنجيم.

ولم تعلق السلطة التنفيذية في ليبيا على خبر اعتقال أنجيم، الذي يشغل أيضاً منصب آمر «جهاز السلطة القضائية»، لكن مدير «مؤسسة الإصلاح والتأهيل - عين زارة» الرئيسي (ب) المقدم عبد المعز نوري أبو عرقوب، أدان ما سمّاه «القبض التعسفي» الذي وقع بحق أنجيم، من قبل السلطات الإيطالية.

مدير مؤسسة الإصلاح والتأهيل بطرابلس العميد أسامة أنجيم الموقوف في إيطاليا (مؤسسة الإصلاح عين زارة)

ووسط تكتم على أسباب توقيف أنجيم، حتى من وزارتي العدل والداخلية، قالت صفحات ليبية على «السوشيال ميديا» إن القبض عليه تم بمقتضى طلب من «الإنتربول» الدولي، لكن لم يتم التأكد من صحة ذلك، بينما دعا أبو عرقوب السلطات الليبية إلى تحمل مسؤوليتها حيال هذا الموقف الذي وصفه بـ«المشين».

ومضى أبو عرقوب يعدّد صفات أنجيم، إذ قال إنه «معروف بحزمه وتفانيه ومهنيته» في أداء مهامه المسندة إليه على مدى سنوات طويلة.

في شأن مختلف، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن مكتب الترحيل بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية رحّل عدداً من المهاجرين غير الشرعيين المنتمين إلى الجنسية المصرية براً عبر منفذ أمساعد البري.

عشرات من المهاجرين غير النظاميين قبل ترحيلهم إلى بلدهم مصر (جهاز مكافحة الهجرة)

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها لمكافحة الهجرة غير النظامية، وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان عودة المهاجرين بشكل آمن وقانوني.

وسبق وأعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، مطلع الأسبوع الحالي، ترحيل 94 مهاجراً غير شرعي من الجنسية السوداني و88 تشادياً، لافتاً إلى أن عملية الإبعاد تمت من مركز الإيواء والترحيل بنغازي الكبرى إلى مركز إيواء وترحيل الكفرة (جنوب شرقي ليبيا).

وللعمل على الحد من ظاهرة الهجرة ووجود العمالة الأجنبية «بشكل غير منظم وغير قانوني»، قال الجهاز إن إدارة العمليات الأمنية وجهت دورياتها بشكل يومي وفقاً للخطة المكلفة بها من قبل رئاسة الجهاز لضبط المخالفين لشروط الإقامة المعمول بها.

في شأن قريب، قالت وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عصام أبو زريبة إنه بحث مع مدير أمن سبها اللواء خالد البسطة، تفعيل الغرفة الأمنية المشتركة في جنوب ليبيا، بجانب خطط المديرية لمكافحة الظواهر السلبية.

وأضافت الوزارة أن الاجتماع تناول «تفعيل دور الغرفة الأمنية المشتركة في الجنوب، بالإضافة إلى آليات التنسيق بين مختلف الجهات لمكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير القانونية».