رئيس موريتانيا يعلن عن «حوار سياسي جديد لترسيخ الديمقراطية»

استعرض أبرز إنجازات حكومته في خطاب الاستقلال الوطني

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
TT
20

رئيس موريتانيا يعلن عن «حوار سياسي جديد لترسيخ الديمقراطية»

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)

قال رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني إنه سيتم إطلاق «حوار سياسي يناقش الوحدة الوطنية، ويعزز المسار الديمقراطي»، داعياً إلى الاستفادة من التجارب السابقة، ووضع آلية جديدة لضمان نجاح هذا الحوار.

وأوضح رئيس الجمهورية، خلال خطاب ألقاه ليلة الخميس، بمناسبة الذكرى الـ64 لعيد الاستقلال، الذي تناقلته وكالة الأنباء الرسمية والصحف المحلية، أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة الاتصال بمختلف القوى السياسية؛ للتحضير لحوار وطني يتناول قضايا الوحدة الوطنية والمسار الديمقراطي، مشدداً على أنه يريد لهذا الحوار أن يكون «صريحاً»، وتترفع أطرافه عما وصفه بـ«المشاكسات، وعن الانسياق وراء تحقيق مكاسب شخصية، أو حزبية ضيقة على حساب الصالح العام»، داعياً في هذا السياق إلى اقتراح «آلية ومنهجية جديدتين لضمان نجاح الحوار».

وأضاف رئيس الجمهورية أن الحكومة ستبدأ في الأشهر المقبلة الاتصال بمختلف الأطراف السياسية، من موالاة ومعارضة، للتشاور حول أنسب السبل للتحضير الجيد «لحوار يتناول كل القضايا الكبرى، وخصوصاً ما تعلق منها بتعزيز الوحدة الوطنية، والانسجام المجتمعي وترسيخ نظامنا الديمقراطي»، مشدداً على أنه على قناعة بأن «تجنيب البلد كل ما قد يربك مسيرته نحو البناء والنماء ليظل حراً مستقلاً مستقراً وآمناً، يتطلب دائماً التواصل والحوار والنقاش بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، حول القضايا الوطنية الكبرى»، ولذا يضيف رئيس الجمهورية: «كان تنظيم حوار جامع لكل مكونات الطيف السياسي من أبرز عناوين البرنامج الذي تقدمت به للشعب الموريتاني».

كما خصص رئيس الجمهورية فقرة من خطابه للحديث عن قطاع العدالة، حيث أشار الرئيس إلى أن ولايته الأولى شهدت اهتماماً كبيراً بقطاع العدالة، وذلك من خلال تقوية البنى التحتية للقطاع، وتزويده بالوسائل المهمة، وتحسين ظروف القضاة مادياً، وتنظيم أيام تشاورية حول «صلاح العدالة»، تمخضت عنها وثيقة وطنية هي الآن قيد التنفيذ، بحسب تعبيره.

في سياق ذلك، أشار الرئيس في خطابه إلى أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة فتح حوار مع الموالاة والمعارضة. وتوقف عند الإنجازات التي حققتها حكومته خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن هذه الجهود تستهدف تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، وموضحاً أنه لولا ما تعرضت له موريتانيا خلال بداية ولايته الأولى من صدمات خارجية عنيفة؛ كجائحة «كورونا»، والأزمات الأمنية الإقليمية والدولية الحادة، وانعكاساتها المتنوعة الهدامة، لكانت «اليومَ النتائج الجيدة التي أحرزناها أفضل وأعمق أثراً».

وأكد الرئيس أن الإنجازات التي تحققت «تأتي في إطار رؤية شاملة لتحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين».


مقالات ذات صلة

عبد العاطي في الجزائر وتونس... زيارة ثنائية تحمل رسائل سياسية

شمال افريقيا الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

عبد العاطي في الجزائر وتونس... زيارة ثنائية تحمل رسائل سياسية

زار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الخميس والجمعة، كلاً من الجزائر وتونس، في زيارة ثنائية حملت رسائل سياسية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا مصافحة بين الرئيس الجزائري ونظيره الموريتاني على هامش القمة السابعة لـ«منتدى الدول المصدرة للغاز»... (إ.ب.أ)

الجزائر وموريتانيا توقعان اتفاقاً في مجال الدفاع

وقعت الجزائر وموريتانيا على اتفاق بمجال الدفاع، تزامناً مع مناقشتهما التطورات الأمنية بمنطقة شمال أفريقيا والقارة عموماً.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع في القصر الرئاسي بدمشق (رويترز)

العراق يوجه دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور القمة العربية في بغداد

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية.

«الشرق الأوسط» (بغداد )
شمال افريقيا الرئيس ماكرون قرر استدعاء السفير الفرنسي لدى الجزائر بسبب تفاقم الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)

باريس تطرد 12 موظفاً من الشبكة القنصلية والدبلوماسية رداً على إجراءات الجزائر

توترت العلاقات أكثر فأكثر بين فرنسا والجزائر بعد قرار الأخيرة طرد 12 دبلوماسياً وموظفاً فرنسياً في السفارة الفرنسية بالعاصمة الجزائرية والمدن الكبرى.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا أحمد أبو الغيط  خلال ندوة ضمن فعاليات «منتدى أنطاليا» بتركيا (الجامعة العربية)

أبو الغيط يناقش مع كريم خان الجرائم الإسرائيلية في غزة

ناقش الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الجرائم الإسرائيلية الخطيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الشركات الفرنسية بالجزائر تعبّر عن مخاوفها من تفاقم الأزمة بين البلدين

الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي (الرئاسة الجزائرية)
TT
20

الشركات الفرنسية بالجزائر تعبّر عن مخاوفها من تفاقم الأزمة بين البلدين

الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

في حين غادر الدبلوماسيون الفرنسيون العاملون بالجزائر البلاد الثلاثاء الماضي، إثر قرار سلطات البلاد إبعادهم على خلفية عودة التوترات بين الدولتين، أظهر مسيّرو عشرات الشركات الفرنسية الناشطة في الجزائر قلقاً على مصير أعمالهم؛ بسبب عودة التصعيد إلى نقطة الصفر، بسبب «قضية سجن دبلوماسي جزائري في فرنسا».

وأكدت مصادر سياسية جزائرية أن الدبلوماسيين، وعددهم 12، خرجوا من مبنى السفارة الفرنسية بأعالي العاصمة الجزائرية صباح الثلاثاء، محاطين بسيارات تابعة للأمن الجزائري، نحو «مطار هواري بومدين الدولي»، حيث استقلوا طائرة تابعة لشركة «إير فرنس» تُسيّر رحلة يومية بين باريس والجزائر العاصمة.

رئيس أكبر تجمع لأرباب العمل الجزائريين كمال مولى (حسابه بالإعلام الاجتماعي)
رئيس أكبر تجمع لأرباب العمل الجزائريين كمال مولى (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وتم تنفيذ قرار السلطات الجزائرية بمغادرتهم البلاد في اليوم ذاته، الذي أعلنت فيه الرئاسة الفرنسية إبعاد العدد نفسه من الدبلوماسيين العاملين في فرنسا، عملاً بـ«مبدأ المعاملة بالمثل». ولا يُعرف ما إذا كانوا قد عادوا إلى بلادهم. أما عن سفير فرنسا في الجزائر، ستيفان روماتيه، فقد التحق في اليوم التالي ببلاده، طبقاً لقرار «الإليزيه» استدعاءه لـ«التشاور».

وبما أن سفير الجزائر لدى فرنسا، سعيد موسي، تم سحبه في نهاية يوليو (تموز) الماضي؛ احتجاجاً على انحياز باريس للمغرب في نزاع الصحراء، كما أن سفير فرنسا لدى الجزائر غادر منصبه، فإن علاقات البلدين تعدّ مقطوعة في عرف الدبلوماسية. علماً أن موسي تم تعيينه لاحقاً سفيراً لدى البرتغال.

رئيس غرفة التجارة الجزائرية - الفرنسية ميشال بيساك (حسابه بالإعلام الاجتماعي)
رئيس غرفة التجارة الجزائرية - الفرنسية ميشال بيساك (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

والاثنين الماضي، أعلنت الجزائر أن الدبلوماسيين الفرنسيين «غير مرغوب فيهم»، وطلبت مغادرتهم البلاد «خلال 48 ساعة»، وهاجمت وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، الذي حمّلته مسؤولية سجن دبلوماسي لها في باريس، وتوعدت بـ«رد حازم ومناسب» على «أي تطاول على سيادتها».

وجاءت هذه التطورات المفاجئة إثر سجن 3 موظفين بقنصلية الجزائر بباريس، أحدهم دبلوماسي، بعد اتهامهم بـ«خطف واحتجاز» يوتيوبر جزائري معارض، يدعى أمير بوخرص، مقيم بفرنسا. وتعود الوقائع إلى أبريل (نيسان) 2024.

وفي اليوم التالي، الثلاثاء، ردت فرنسا بالمثل على الخطوة الجزائرية، بينما كان البلدان قد دخلا في مسار تهدئة بمناسبة زيارة وزير الخارجية جان نويل بارو الجزائر في السادس من الشهر الحالي، حيث تم الاتفاق على حل المسائل الخلافية، خصوصاً قضية المهاجرين الجزائريين غير النظاميين في فرنسا، الذين تطالب باريس من الجزائر تسلّمهم. كما طرح خلال الزيارة طلب الرئيس ايمانويل ماكرون إلى نظيره عبد المجيد تبون، إصدار عفو رئاسي لفائدة الكاتب مزدوج الجنسية بوعلام صنصال، المسجون منذ قرابة 6 أشهر بتهمة «المس بوحدة التراب الوطني»، الذي صدر بحقه حكم بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ.

وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو (رويترز)
وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو (رويترز)

وألقت عودة التصعيد بين البلدين بظلالها على الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية الثنائية، حيث أعربت «غرفة التجارة والصناعة الجزائرية - الفرنسية» عن «أسفها للوضع» في بيان لها أصدره رئيسها ميشال بيساك، الخميس.

وأكد بيساك أن العلاقة الجزائرية - الفرنسية «شهدت في الأيام الأخيرة تصاعداً في التوتر، وهو ما أثر للأسف على التعاون الاقتصادي، وبخاصة على الاستثمارات، وتطوير الشركات الفرنسية ذات السمعة في الجزائر»، معرباً عن «أسفه الشديد لهذا التصعيد، الذي يندرج ضمن المناكفات السياسية». من دون ذكر الاستثمارات أو الشركات المتأثرة بشكل محدد، ولا الكيفية التي تأثرت بها.

وأشار البيان ذاته إلى أن هذا التصعيد «يأتي بعد أيام فقط من استئناف حوار بنّاء بين رئيسي الدولتين، اللذين وضعا مصلحة البلدين في مرتبة الروابط المتعددة التي تجمعهما»، في إشارة إلى اتصال هاتفي بين تبون وماكرون في 31 مارس (آذار) الماضي، وإعلانهما طي الخلافات.

وترى «الغرفة» أن «الروابط الاقتصادية تمثل رهاناً استراتيجياً يجب الحفاظ عليه وتعزيزه»، موضحة أنها «تعكس علاقات إنسانية واجتماعية، من شأنها أن تحمي المستقبل، مهما كانت الاضطرابات الحالية». ودعت الفاعلين الاقتصاديين إلى «توحيد الجهود من أجل تنفيذ استثمارات تقدم قيمة مضافة، بروح من المنافع المتبادلة، بعيداً عن التوترات السياسية الراهنة».

وأشاد بيساك بتعهد «مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري» (تجمّع أرباب العمل الجزائريين الأبرز في البلاد)، بـ«إطلاق شراكات دولية متوازنة وقائمة على الاحترام المتبادل».

الروائي المعتقل بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل بوعلام صنصال (متداولة)

كما دعت «غرفة التجارة» الشركات الفرنسية والجزائرية إلى «الانخراط في المسار الذي أطلقه الرئيسان»؛ بهدف «الحفاظ على العلاقة الاقتصادية، وحمايتها من تداعيات التصريحات الحزبية». مؤكدة «استعدادها للعمل من أجل مصلحة الشركات في كلا البلدين»، ووجّهت نداءً إلى الشركات التي تأثرت بـ«تدهور مناخ الأعمال» بأن «تتواصل مع خدمات الغرفة لتأكيد رغبتها في استدامة شراكاتها، التي لا يجب أن نغفل عن كونها تهدف أيضاً إلى الحفاظ على وظائف مستقرة في فرنسا».