الدبيبة يتجاهل حكماً قضائياً بإعادة وزير النفط إلى عمله

إشادة أميركية بإجراء الانتخابات البلدية الليبية

صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لإحصاء نتائج البلديات (المفوضية)
صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لإحصاء نتائج البلديات (المفوضية)
TT

الدبيبة يتجاهل حكماً قضائياً بإعادة وزير النفط إلى عمله

صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لإحصاء نتائج البلديات (المفوضية)
صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لإحصاء نتائج البلديات (المفوضية)

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، أنها أوشكت على إعلان النتائج النهائية للانتخابات البلدية، بينما تجاهل عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، حكماً قضائياً، الثلاثاء، يقضي بإعادة وزير النفط والغاز محمد عون إلى عمله.

صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لإحصاء نتائج البلديات (المفوضية)

وقالت المفوضية -في بيان مقتضب- إن نسبة استمارات التسوية المنجزة بلغت 78 في المائة، حتى الساعة الثانية من بعد ظهر الثلاثاء، بالتوقيت المحلى.

وكانت المفوضية قد أكدت -مساء الاثنين- وصول آخر شحنة من صناديق استمارات نتائج الانتخابات، وقالت إنها تعمل على الإعلان عن النتائج في أسرع وقت ممكن.

بدوره، أوضح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أن تقريراً أولياً تسلمه مساء الاثنين، من نائبة رئيس «المجلس الوطني للحريات وحقوق الإنسان» نعيمة العريبي، بمدينة القبة، أكد على «الدور الفاعل للمجلس في متابعة هذه الانتخابات، بما يعزز من نزاهة العملية الديمقراطية».

من جانبها، أشادت الولايات المتحدة -على لسان سفيرها ومبعوثها الخاص ريتشارد نورلاند- بإجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، في 58 بلدية بمختلف أنحاء البلاد، «وبالعمل المهم الذي قامت به الأجهزة الأمنية الليبية لضمان سلامتها».

وعدَّ نورلاند -في بيان مساء الاثنين- أن هذه الانتخابات «أبرزت رغبة الشعب الليبي في انتخاب قادته المحليين، والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياته ومجتمعاته». وأعرب عن أمله «في أن يتمكن الشعب الليبي وقادته من البناء على هذه الخطوة المهمة لإجراء انتخابات بلدية في بقية أنحاء البلاد، ووضع خريطة طريق ذات مصداقية، لإجراء انتخابات وطنية ناجحة في المستقبل».

واحتجَّت عدة بلديات على قرار الدبيبة تغيير الحدود الإدارية لنحو 47 بلدية. ورصدت وسائل إعلام محلية اندلاع احتجاجات في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، في بلدية زمزم، على قرار الدبيبة القاضي بإلغاء البلدية، وتحويلها إلى فرع تابع لمدينة مصراتة بغرب البلاد.

كما أعلن مجلس تاورغاء المحلي، وأهالي وأعيان ومنظمات المجتمع المدني بالمدينة، رفض قرار حكومة الدبيبة بشأن ضم المدينة كفرع بلدي لبلدية مصراتة، وهدد بالذهاب إلى القضاء والمنظمات الحقوقية.

كما رصدت لقطات مصورة اقتحام مسلحين تابعين لـ«اللواء 555»، و«جهاز دعم الاستقرار» برئاسة «غنيوة» الككلي، عدداً من منازل المواطنين في منطقة الكليبة بمدينة غريان.

بدوره، أعلن عميد بلدية زليتن، مفتاح حمادي، اختطاف 3 موظفين من الجنسية الهندية، يعملون بمصنع «البرج للإسمنت» في زليتن، معرباً عن تخوفه من اعتصام زملائهم، مما قد يؤثر في وتيرة الإنتاج.

اجتماع الدبيبة لمتابعة مشروعات تجريها حكومته (الوحدة)

وفى شأن آخر، طالب الدبيبة -لدى متابعته مساء الاثنين- استكمال المشروعات المدرجة بخطة «مصرف الادخار والاستثمار العقاري» بتقديم تصور عاجل لاستكمال الوحدات السكنية غير المكتملة التي يشرف عليها المصرف، ومعالجة الإشكالات القانونية التي تعيق بعض المشروعات.

وأكد أهمية الانتهاء من هذه الوحدات وافتتاح المنجز منها مع بداية العام المقبل، ووضع آلية ميسَّرة لتسليم الوحدات للمواطنين بنظام أقساط مريحة، بما يسهم في تمكينهم من الحصول على السكن بسهولة.

وتجاهل الدبيبة صدور حكم من محكمة استئناف طرابلس لصالح عودة محمد عون لمنصبه مجدداً، بينما طالب الأخير «كل الجهات التشريعية والسيادية والتنفيذية والرقابية والقضائية، بالعمل على إنفاذ الأحكام القضائية، وبسط سيادة القانون».

ورفضت المحكمة «استشكال الدبيبة ببطلان قرار إيقاف عون»، وتكليف وكيل وزارة النفط خليفة عبد الصادق بمهامه.

وعشية تقديم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا، أكدت السلطات في المنطقة الغربية على لسان رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، ورئيس حكومة «الوحدة»، التزامها بمحاسبة مرتكبي «الجرائم والانتهاكات، بما يضمن عدم الإفلات من العقاب».

وكان المنفي والدبيبة قد التقيا خان مساء الاثنين، بعدما أنهى الأخير اجتماعه مع النائب العام الليبي الصديق الصور.


مقالات ذات صلة

مناورة بحرية تسلّط الضوء على ملف «توحيد الجيش الليبي»

شمال افريقيا جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)

مناورة بحرية تسلّط الضوء على ملف «توحيد الجيش الليبي»

أعادت مناورة بحرية إقليمية أجريت في تونس تسليط الضوء على ملف توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، المتجمد منذ أعوام، بعد مشاركة قوتين من شرق ليبيا وغربها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)

​ما مغزى استحضار ليبيين ذكرى معمر القذافي؟

أعاد الهتاف للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي طرح سؤال حول مغزى ذلك لا سيما بعد مرور 13 عاماً على مقتل الرجل الذي وُصف عهده بالديكتاتوري والقمعي

جمال جوهر (القاهرة)
رياضة عربية منتخب ليبيا فشل في التأهل لنهائيات «أمم أفريقيا» (الشرق الأوسط)

بنين ترافق نيجيريا إلى نهائيات «أمم أفريقيا»

تأهلت بنين إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم المقررة في المغرب، بعدما تعادلت سلبياً مع ليبيا.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا الصور خلال لقائه في طرابلس كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)

ليبيا: مدعي «الجنائية الدولية» يزور طرابلس قبل إحاطته لـ«مجلس الأمن»

قبيل تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن الوضع في ليبيا، زار كريم خان، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، طرابلس والتقى النائب العام الليبي.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)

​ما مغزى استحضار ليبيين ذكرى معمر القذافي؟

الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)
الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)
TT

​ما مغزى استحضار ليبيين ذكرى معمر القذافي؟

الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)
الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)

مألوف في ليبيا أن يأتي أنصار النظام السابق على سيرة الرئيس الراحل معمر القذافي، لكن الذي بات ملحوظاً، هو استحضار أطياف متباينة ومن أعمار مختلفة، ذكرى رئيس ربما قُتل قبل أن يعاصروا حكمه ويشهدوا أيامه.

مكث القذافي في الحكم قرابة 42 عاماً، وقُتل إثر اندلاع ثورة شعبية عام 2011، ورغم مرور 13 عاماً على إسقاط حكمه فإن شرائح مجتمعية كثيرة تتذكره، وهو ما أرجعه أستاذ القانون والباحث السياسي الليبي رمضان التويجر إلى «حالة الإحباط العام التي تشهدها ليبيا منذ رحليه».

وفجأة وعقب خروج جمهور كرة القدم الليبية من «استاد طرابلس الدولي» بعد هزيمة المنتخب أمام نظيره البنيني في تصفيات التأهل لـ«أمم أفريقيا»، استحضر الهتاف الشهير: «الله ومعمر وليبيا وبس».

وجاء هذا الهتاف على خلفية خسارة كروية. لكن هتافات أخرى كثيرة انطلقت في مناسبات سياسية مختلفة، عدّها متابعون استحضاراً لروح «الزعيم والرمز المخلص».

وإذا كان التويجر، ربط هذه الهتافات للقذافي بـ«حالة الإحباط الراهنة»، فإن آخرين يعزونها إلى «الشعبية الكبيرة التي لا يزال يحظى بها القذافي، خصوصاً بين الطبقات التي تعاني من الوضع الاقتصادي الذي ازداد سوءاً بعد رحيله». وربما هو ما يفسر مغزى هذا الهتاف الآن.

صورة أرشيفية للرئيس الراحل مع بعض أفراد عائلته (الشرق الأوسط)

وتعاني ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي، وضعاً سياسياً واقتصادياً متأزماً. وأمام تمسك ساستها الجدد بما يرونه مناسباً، فشلت البلاد في عقد انتخابات رئاسية ونيابية. ودفع الجمود في البلاد المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي إلى القول إن الأمم المتحدة «لا يمكن أن تتحرك بنجاح لدعم العملية السياسية، في مواجهة قادة يضعون مصالحهم الشخصية فوق حاجات البلاد».

ويرى أكاديمي ليبي، أن الطبقات الاجتماعية الرقيقة اقتصادياً في البلاد «تبحث دائماً عن منقذ في ظل ما تشاهده من استشراء الفساد والمحسوبية ونهب المال العام منذ إسقاط القذافي... وهناك من كانوا يأملون بعد الثورة في قيام دولة مختلفة وعادلة».

ويعتقد أيضاً بأن «رمزية القذافي طاغية، وقد تحتاج البلاد إلى مزيد من الوقت للخروج من هذه الحالة (...) ولن نغادرها إلا برمز جديد يقبله الشعب ويلتف حوله».

ورغم ما وصف به نظام القذافي بأنه «قمعي وديكتاتوري وأقصى معارضيه»، فإن هناك من يرى أنه أبقى على ليبيا «موحدة»، ولم يستشر «الفساد» بين المسؤولين وفي المؤسسات العامة مثلما يحدث منذ سنوات. وهنا يلفت الأكاديمي الليبي حافظ الغويل، وهو زميل أول بمعهد الدراسات الدولية في جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، إلى هذه النقطة، ويقول: «أعتقد بأن التاريخ سيذكر معمر القذافي، بغض النظر على رأيك فيه، على أنه آخر رئيس وحاكم لدولة ليبيا الموحدة».

وتعاني ليبيا بشكل لافت من انتشار الفساد، فمنذ عام 2012 تراجع ترتيبها إلى الأسوأ، وصولاً إلى تصنيفها من بين «الدول العشر الأكثر فساداً»، وفقاً لـ«مؤشر مدركات الفساد»، الصادر عن «منظمة الشفافية الدولية» هذا العام.

وباستثناء التيار الداعم لسيف الإسلام القذافي لخوضه الانتخابات الرئاسية، لا توجد روافع داعمة لعموم النظام السابق، سواء من قبائل أو تكتلات سياسية مؤيدة، بل على العكس، ظهر مؤخراً ما يشبه انقسامات مكتومة بين المؤيدين لسيف، وبين كتلة الداعين لعموم النظام السابق.

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وأمام الخيبات التي مني بها الليبيون، وحالت دون عقد الانتخابات المؤجلة من نهاية 2021، لا يزال البلد النفطي يتخبط سياسياً، واقتصادياً في ظل مساعٍ أممية للوصول إلى محطة للتوافق تنهي المرحلة الانتقالية.

وتضررت فئات اجتماعية كثيرة خلال السنوات الماضية، من قلة الدخل، ومحدودية الرواتب وارتفاع أسعار السلع الغذائية، لذا ربط محمد الكميشي أحد المؤيدين لـ«ثورة 17 فبراير» بين هتاف الجماهير في استاد طرابلس، وبين ما تشهده ليبيا من تراجع راهناً.

ووجه الكميشي حديثه لأقطاب السلطة دون أن يذكر أسماء: «سيخرجون يوماً ما إلى الشوارع ويهتفون هذا الهتاف، انتقاماً لما فعلتم بالشعب. كل سيناريو له نهاية، وسيناريو ظلمكم للناس (حيولي) عليكم، هذا ما جنيتم علينا».

ومن بين الكيانات التي تتحدث باسم سيف القذافي، حراك «مانديلا ليبيا» الذي يترأسه الناشط عبد المنعم أدرنة، الذي أيد هذه الهتافات، معتقداً بأن «الخلاص في ليبيا يكمن في انتفاضة مسلحة».

وكان موالون لسيف القذافي بالزنتان قد نظّموا استعراضاً عسكرياً، وأكدوا تمسكهم مجدداً بدعمه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.