محادثات مصرية - إماراتية تتناول الأزمة السودانية والحرب في غزة ولبنان

عبد العاطي وعبد الله بن زايد بحثا تعزيز التعاون

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيره الإماراتي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيره الإماراتي (الخارجية المصرية)
TT

محادثات مصرية - إماراتية تتناول الأزمة السودانية والحرب في غزة ولبنان

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيره الإماراتي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيره الإماراتي (الخارجية المصرية)

تناولت محادثات مصرية - إماراتية علاقات التعاون، والأزمة السودانية، والحرب في غزة ولبنان، والتقى وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على هامش فعاليات «منتدى صير بني ياس» بالإمارات.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الجمعة، تناول اللقاء العلاقات المتنامية بين البلدين الشقيقين، والتطلع لمزيد من التقدم على صعيد تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بينهما.

كما تناول الوزيران آخر التطورات الخاصة بالأزمة في قطاع غزة، والتصعيد الجاري في الضفة الغربية وفي لبنان، وتطرق اللقاء كذلك إلى عدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، بما فيها الأزمة السودانية، والقرن الأفريقي، والأوضاع في ليبيا.

وتحذر مصر بشكل متكرر من «استدراج المنطقة إلى (حرب إقليمية) تؤدى إلى تداعيات وخيمة على شعوب المنطقة»، وتكثّف القاهرة مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن في المنطقة.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، كونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

الرئيسان عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد خلال تدشين مشروع «رأس الحكمة» الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)

ورأس الحكمة، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.36 جنيه في البنوك المصرية).

وفي لقاء آخر لعبد العاطي في الإمارات مع نظيره القبرصي، كونستانتينوس كومبوس، أشاد بالعلاقات المصرية - القبرصية المتميزة، والتعاون المشترك على مختلف المستويات، وكذا بالطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية، والتطلع إلى تطويرها في شتى المجالات.

وأكد وزير الخارجية والهجرة المصري «حرص بلاده على عقد القمة العاشرة في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان التي تستضيفها مصر، وكذلك عقد الدورة الثانية من اللجنة الحكومية العليا برئاسة الرئيسين المصري والقبرصي».

ودشنت مصر وقبرص واليونان آلية للتعاون الثلاثي على مستوى القمة، وعُقد الاجتماع الأول لها في القاهرة نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وتناوبت الدول الثلاث استضافة اجتماعاتها بشكل دوري سنوياً، وعقدت الجولة التاسعة منها في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 بالعاصمة اليونانية أثينا، فيما اجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث في نيويورك سبتمبر (أيلول) 2023 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

بدر عبد العاطي خلال محادثات مع نظيره القبرصي في الإمارات (الخارجية المصرية)

وأكد الوزير عبد العاطي، الجمعة، حرص مصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين من خلال تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال، مشيراً إلى «أهمية تكثيف الفعاليات الاقتصادية المشتركة لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري، خصوصاً في مجالات الطاقة والزراعة والسياحة والنقل البحري والثروة السمكية»، ولفت إلى «الأهمية التي يوليها الجانب المصري لتطوير التعاون في مجال توظيف العمالة المصرية في قبرص».

وعززت آلية «التعاون الثلاثي» من تعاون القاهرة مع الجانب القبرصي واليوناني، حيث وقعت مصر في أغسطس (آب) 2020 اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع اليونان، بينما يعود اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص إلى عام 2003، ودفعت شراكة الدول الثلاث إلى تدشين «منتدى غاز شرق المتوسط» عام 2019.


مقالات ذات صلة

التحاق الجبنة بقائمة «السلع الاستفزازية» يثير اهتماماً في مصر

يوميات الشرق تسعى الحكومة المصرية إلى تخفيض فاتورة استيراد الجبن (رويترز)

التحاق الجبنة بقائمة «السلع الاستفزازية» يثير اهتماماً في مصر

حظيت الجبنة المستوردة باهتمام واسع في مواقع التواصل بعدما تصدَّرت «التريند» عقب تصريحات نائب رئيس الوزراء المصري، وزير الصناعة والنقل كامل الوزير.

أحمد عدلي (القاهرة )
الاقتصاد جانب من السلع في «سوق اليوم الواحد» (وزارة التموين)

تفاعل في مصر مع تدشين «سوق اليوم الواحد» لمواجهة الغلاء

أثار تدشين «سوق اليوم الواحد» في مصر لمواجهة الغلاء، تفاعلاً سوشيالياً، الجمعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية لوضع سيناريوهات مختلفة بشأن أزمة «الإيجار القديم»

بينما أكدت الحكومة المصرية أنها «تعمل على توفير العملة»، دخلت على خط تنفيذ حكم المحكمة «الدستورية العليا» بشأن الشقق المؤجرة بموجب قانون «الإيجار القديم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ بورسعيد يزور عدداً من المصابين في الحادث (محافظة بورسعيد)

حادث تصادم جديد بمصر يعيد الاتهامات لـ«النقل الثقيل»

أعاد حادث تصادم جديد شهدته مدينة بورسعيد (شمال مصر)، الاتهامات إلى سائقي «النقل الثقيل» بـ«التسبب في حوادث مرورية بالبلاد».

أحمد إمبابي (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

الجزائر تطالب بـ«كثير من الشراكة» لمحاربة الإرهاب

وزير خارجية الجزائر في مؤتمر أفريقي حول الأمن ومحاربة الإرهاب في 2023 (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر في مؤتمر أفريقي حول الأمن ومحاربة الإرهاب في 2023 (الخارجية الجزائرية)
TT

الجزائر تطالب بـ«كثير من الشراكة» لمحاربة الإرهاب

وزير خارجية الجزائر في مؤتمر أفريقي حول الأمن ومحاربة الإرهاب في 2023 (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية الجزائر في مؤتمر أفريقي حول الأمن ومحاربة الإرهاب في 2023 (الخارجية الجزائرية)

اقترحت الجزائر على خبراء الأمم المتحدة، العاملين في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، تنظيم زيارات إلى مناطق معينة في أفريقيا، حيث تواجه المجتمعات المحلية هناك اضطرابات بسبب الانقلابات العسكرية، وضعف التنمية وهشاشة البنية التحتية، الأمر الذي جعل منها فريسة سهلة للمتطرفين، ومكاناً مفضلاً لإقامة قواعد خلفية للإرهاب.

جاء هذا المقترح، بمناسبة جلسة عامة عقدها مجلس الأمن، الخميس، خصّصها لتقديم تقارير أعدّها رؤساء اللجان الثلاث الرئيسية المكلفة مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأسلحة: «اللجنة 1267»، المعنية بتنظيم الدولة (داعش) وتنظيم «القاعدة»، و«اللجنة 1373»، لمكافحة الإرهاب التي ترأسها الجزائر، و«اللجنة 1540» الخاصة بمنع انتشار الأسلحة، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.

من عملية للجيش الجزائري تم خلالها اعتقال خلية إرهابية ومصادرة معداتهم بالجنوب (وزارة الدفاع)

وترأست الجلسة المملكة المتحدة، «وكانت لها أهمية خاصة في سياق يتسم بتوسع الجماعات الإرهابية في أفريقيا، وارتفاع التهديدات في أفغانستان وزيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة لأغراض تخدم الإرهاب»، حسب الوكالة الإخبارية نفسها، التي أشارت إلى عروض قدّمها رؤساء اللجان الثلاث «تبرز تطور التهديدات بشكل مقلق، حيث شددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة بشكل يحقق فاعلية أكبر».

مندوب الجزائر بالأمم المتحدة عمار بن جامع (الخارجية الجزائرية)

وبخصوص الوضع في أفريقيا، وجّه ممثل الجزائر بالأمم المتحدة، عمار بن جامع، «نداء عاجلاً» إلى الخبراء التابعين للأمم المتحدة، جاء فيه: «اختاروا زيارة البلدان الأكثر ضعفاً والأكثر تأثراً بالإرهاب... توجهوا إلى منطقة الساحل وإلى بحيرة تشاد، وليس إلى البلدان التي لا تعاني من الإرهاب».

وتضمنت نبرة حديث بن جامع لوماً وجّهه إلى الأمم المتحدة وهياكلها، فهي في نظر الجزائر «لا تولي الأهمية اللازمة» للأوضاع جنوب الصحراء، بالنظر إلى الإرهاب، الذي استشرى فيها والانقلابات العسكرية، التي وقعت بها في السنوات الأخيرة، وهو ما زاد في تفاقم الوضع.

وقتل السبت الماضي 15 جندياً من الجيش التشادي، وأصيب 32 آخرون في هجوم لمقاتلي جماعة «بوكو حرام»، يعد الثاني في أقل من أسبوعين، حيث قتل 40 عسكرياً تشادياً على أيدي عناصر نفس التنظيم نهاية الشهر الماضي.

وقال بن جامع أيضاً: «في أفريقيا، نرى يوماً بعد يوم كيف يُستغل الفقر المدقع واليأس لتغذية التطرف، ونرى مؤسسات ضعيفة تتعرض للاختراق، وغياب فرص العيش الكريم، الأمر الذي حوّل المنطقة إلى أرض خصبة للتطرف». ودعا إلى مواجهة هذا «الوضع المقلق»، على حد تعبيره، وإلى «تقديم دعم ملموس للدول الأكثر ضعفاً، فلا وعود، بل موارد، ولا شروط، بل تعاون. من فضلكم، لا مزيد من الدروس، بل شراكة حقيقية في مكافحة الإرهاب».

آثار قصف معاقل لمتشددين بالحدود الجزائرية (الشرق الأوسط)

وتنتمي الجزائر إلى منطقة جنوب الصحراء، التي لها حدود مع مالي والنيجر حيث ينشط متطرفون. وفي الـ30 سنة الماضية، واجهت تنظيمات مسلحة كثيرة، أهمها «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، و«جند الخلافة» (يتبع داعش وتم القضاء على زعيمه نهاية 2014). وتقول الحكومة إن ما بقي حالياً من هذه الجماعات «لايعدو كونه بقايا مجرمين».

وحول هذا الموضوع تحديداً، قال بن جامع في كلمته منتقداً عمل الهياكل الدولية لمكافحة الإرهاب: «لقد حاربنا الإرهاب بمفردنا في تسعينات القرن الماضي، وهذه التجربة علمتنا أن نهج مجلس الأمن غير قابل للاستدامة»، داعياً إلى «إعادة هيكلة النظام الحالي». في إشارة إلى أن الخطة المتبعة من طرف مجلس الأمن، بخصوص محاربة الإرهاب، غير مجدية، في نظر الجزائر.

كما قدّم بن جامع، خلال الجلسة، تقريراً حول أنشطة «لجنة مكافحة الإرهاب»، مشيداً بـ«التقدم الكبير الذي حقّقته أعمالها خلال العام الماضي، خصوصاً من خلال تنفيذ 9 زيارات تقييم إلى دول أعضاء مختلفة». مشدداً على «تعزيز الحوار مع منسقي الأمم المتحدة المقيمين، واعتماد المبادئ التوجيهية حول التهديدات المرتبطة بالطائرات المسيرة».