تنسيق مصري - جنوب أفريقي لدعم القضية الفلسطينية

القاهرة تجدد موقفها الرافض للعدوان على المدنيين في غزة

محادثات السيسي ورونالد لامولا في القاهرة تناولت دعم القضية الفلسطينية (الرئاسة المصرية)
محادثات السيسي ورونالد لامولا في القاهرة تناولت دعم القضية الفلسطينية (الرئاسة المصرية)
TT

تنسيق مصري - جنوب أفريقي لدعم القضية الفلسطينية

محادثات السيسي ورونالد لامولا في القاهرة تناولت دعم القضية الفلسطينية (الرئاسة المصرية)
محادثات السيسي ورونالد لامولا في القاهرة تناولت دعم القضية الفلسطينية (الرئاسة المصرية)

شددت القاهرة وبريتوريا على «أهمية اتخاذ خطوات تنهي التوتر في المنطقة وتمنع توسع الصراع». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «استمرار التشاور والتنسيق مع جنوب أفريقيا على جميع المستويات بهدف التقدم نحو تحقيق السلم والأمن والتنمية بأفريقيا».

جاء ذلك خلال محادثات أجرها السيسي، الخميس، في القاهرة، مع وزير العلاقات الدولية والتعاون بجنوب أفريقيا، رونالد لامولا، في حضور وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، وسفير جنوب أفريقيا جوزيف ماشيمباي.

وبحسب إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير أحمد فهمي، فإن اللقاء «تناول القضايا الأفريقية، وسبل تعزيز التعاون من خلال الاتحاد الأفريقي، وجهود تعزيز الأمن والسلم بالقارة، حيث حرص وزير العلاقات الدولية الجنوب أفريقي على تأكيد تقدير بلاده للدور المصري الداعم للدول التي تتعرض للأزمات في المحيط الإقليمي لمصر وكذلك على المستوى القاري سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني».

كما تطرقت المحادثات إلى «الأوضاع الإقليمية وجهود مصر وجنوب أفريقيا في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية بجميع السبل، حيث تم استعراض المساعي الجارية للتوصل لوقف لإطلاق النار في المنطقة، والتأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي عن التحرك بشكل موحد وحاسم لاتخاذ خطوات تنهي التوتر في المنطقة وتمنع توسع الصراع».

وتحذر مصر بشكل متكرر من «استدراج المنطقة إلى (حرب إقليمية) تؤدى إلى تداعيات وخيمة على شعوب المنطقة». وتكثّف مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن.

مشيعون يحملون جثمان قتيل إثر قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكان السيسي ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا استعرضا خلال لقاء الشهر الماضي، على هامش قمة تجمع «بريكس» بمدينة قازان في روسيا الاتحادية، جهود دعم القضية الفلسطينية، وأكد الرئيسان، وفق بيان لـ«الرئاسة المصرية»، «مواصلة التشاور والتعاون في هذا الصدد على جميع المستويات بهدف التوصل للتهدئة بالمنطقة، ووقف إطلاق النار بغزة ولبنان، ومنع الانتهاكات بالضفة الغربية، ودعم مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة».

وأعلنت مصر، في مايو (أيار) الماضي، التدخل رسمياً لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات إسرائيل، لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.

وفي إطار آخر، بحث السيسي ولامولا، سبل تعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه في جميع المجالات، خاصة في ضوء عضوية البلدين بتجمع «بريكس» ودوريهما الفاعلين إقليمياً وعلى مستوى القارة الأفريقية.

وأكد الرئيس المصري «أهمية العمل المشترك لوضع أولويات التنمية الأفريقية على الأجندة الدولية، وكذا تحقيق الاستفادة المثلى من عضوية الاتحاد الأفريقي الجديدة في مجموعة العشرين».

السيسي خلال لقاء رامافوزا على هامش قمة «بريكس» بمدينة قازان نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي (الرئاسة المصرية)

كما عقد وزير الخارجية والهجرة المصري محادثات مع لامولا في القاهرة، تطرقت إلى العدوان الإسرائيلي المتكرر في الضفة الغربية، والعدوان على لبنان، والأزمات في كل من ليبيا والسودان والأوضاع في الصومال والقرن الأفريقي ومناطق البحيرات العظمى وحوض بحيرة تشاد ومنطقة الساحل، فضلاً عن الأوضاع في منطقة جنوب القارة الأفريقية.

وأوضح الوزير عبد العاطي أنه تم الاتفاق مع لامولا على «ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووضع نهاية للمأساة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع»، مؤكداً «تقدير مصر الكامل لمواقف جنوب أفريقيا الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني».

فيما أكد وزير العلاقات الدولية والتعاون بجنوب أفريقيا، أن بلاده «تثمن جهود الوساطة التي تقوم بها مصر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، واصفاً الوضع في القطاع بـ«المأساوي»، مشيراً إلى «أهمية الدور الذى تقوم به مصر وجنوب أفريقيا لدعم الأمن والسلم في القارة الأفريقية».

مصطفى مدبولي أكد خلال اجتماع الحكومة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان (مجلس الوزراء المصري)

كما قال عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مع لامولا: «اتفقنا مجدداً على ضرورة استمرار الجهود المشتركة الهادفة إلى محاصرة وهزيمة الإرهاب، من خلال تبني استراتيجية شاملة لمختلف الأبعاد الأمنية والتنموية والفكرية، فضلاً عن القضاء على الجريمة المنظمة التي تهدد أمن وسلامة الدول والمجتمعات الأفريقية».

وتحدث عن أن «آفاق التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين تشكل مجالات عديدة من بينها إصلاح وتطوير الاتحادات الأفريقية وتعزيز الارتقاء بدور تجمع دول بريكس، حيث يولي البلدان اهتماماً خاصاً بالعمل الجماعي المشترك بين الدول الأفريقية ودول الجنوب في مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه عالمنا في مجالات السلم والأمن والتنمية المستدامة».

في غضون ذلك، جدد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، موقف بلاده الرافض للعدوان على المدنيين في قطاع غزة، وكذا رفض «جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء عبر تهجير الفلسطينيين، أو نقلهم قسرياً، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة».

جاء ذلك خلال اجتماع الحكومة المصرية الأسبوعي بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الخميس.

ونقل مدبولي تأكيدات الرئيس المصري خلال مشاركته في القمة العربية - الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض، «بالتزام الدولة المصرية بشكل كامل بتقديم العون للأشقاء في لبنان، دعماً لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وسعياً لوقف العدوان والتدمير اللذين يتعرض لهما الشعب اللبناني، وتكثيفاً للجهود الرامية للوقف الفوري لإطلاق النار».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

المشرق العربي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

كرر وزير الدفاع الأميركي، السبت، التزام بلاده التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، وذلك خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي الذي أكد تواصل التحرك «بحزم» ضد «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الأمين العام لجماعة «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أثناء إلقاء كلمة من مكان غير محدد 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

«حزب الله» يستعد سياسياً لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار

تتعاطى القوى السياسية على اختلافها مع تأكيد أمين عام «حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، بتموضعه مجدداً تحت سقف «اتفاق الطائف»، على أنه أراد أن يستبق الوعود الأميركية.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني يعملون في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطا في بيروت (رويترز)

إسرائيل تطبق الحصار على مدينة الخيام تمهيداً لاقتحامها

قطعت القوات الإسرائيلية خطوط الإمداد إلى مدينة الخيام، وأحكمت طوقاً على المقاتلين الموجودين فيها، بعد تقدمها إلى بلدة ديرميماس المشرفة على مجرى نهر الليطاني

نذير رضا (بيروت)
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

خاص «وحدة الساحات»: شبه إجماع لبناني على رفضها وانتقاد دور إيران

بعد قراره التراجع عن «وحدة الساحات» واقتناعه بـ«فصل المسارات»، باتت القوى السياسية لا تتردد باعتبار التزام «حزب الله» السابق بهذه الاستراتيجية خطأ استراتيجياً.

بولا أسطيح (بيروت)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.