الجزائر: حزب معارض يستنكر اعتقال قيادييه «في ظروف غامضة»

تزامناً مع دعوات لإطلاق «كومندوس حكومي» قادر على حل مشاكل البلاد

الرئيس تبون مستقبلاً السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» في يونيو 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مستقبلاً السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» في يونيو 2022 (الرئاسة)
TT

الجزائر: حزب معارض يستنكر اعتقال قيادييه «في ظروف غامضة»

الرئيس تبون مستقبلاً السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» في يونيو 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مستقبلاً السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» في يونيو 2022 (الرئاسة)

بينما ندد حزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائري المعارض باعتقال قياديين من صفوفه «في ظروف يلفها الغموض»، دعا عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني» المؤيدة لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون، إلى «إيجاد كومندوس حكومي»، يكون قادراً –حسبه- على حل مشاكل البلاد، في سياق حال الترقب السائدة بخصوص تشكيل حكومة جديدة.

سعيد بن عراب أحد قياديي «جبهة القوى الاشتراكية» المعتقلين (إعلام حزبي)

وقال يوسف أوشيش، السكرتير الأول لـ«القوى الاشتراكية»، في بيان، اليوم (السبت)، إنه «يدين بشدة وحزم تام الاعتقال التعسفي» الذي طال عضو «المجلس الوطني» للحزب، سعيد بن عراب، ورئيس بلدية أوزلاغن بمنطقة القبائل (شرق) منتخب الحزب، عميروش جاروش، مؤكداً أن توقيفهما تم «في ظروف يلفها الغموض وغير مقبولة إطلاقاً»، وأشار إلى «قلق» الحزب مما جرى، من دون توضيح متى تم اعتقال العضوين القياديين.

وأوضح أوشيش بأنه «لم يتم في الوقت الحالي تقديم أي معلومات رسمية بشأن مكان احتجازهما، أو الجهات المسؤولة عن اعتقالهما، مما يشكل إساءة مؤكدة للسلطة».

يوسف أوشيش في لقاء مع المواطنين خلال حملته الانتخابية (حملة المترشح)

وحسب المسؤول الأول عن أقدم حزب معارض في الجزائر، فإن «هذا النوع من الممارسات يخالف بشكل صارخ متطلبات العدل والديمقراطية، وهو في تناقض تام مع الخطابات الرسمية وقوانين الجمهورية التي تضمن الحماية والعدالة والحرية للجميع»، داعياً إلى «احترام هذه المبادئ ضد كل أشكال التعسف».

وتساءل أوشيش في بيانه عن «الدوافع الحقيقية لهذا الاعتقال، في وقت تحتاج فيه الأمة أكثر من أي وقت مضى إلى الهدوء، والوحدة والطمأنينة»، مشدداً على أن الحزب «يطالب بالإفراج فوراً، ومن دون شروط، عن رفيقينا، ووقف جميع أشكال التعسف»، مؤكداً «عزم القوى الاشتراكية على وضع حد لهذه الانحرافات، حفاظاً على القيم الديمقراطية التي نؤمن بها».

يشار إلى أن يوسف أوشيش ترشح لانتخابات الرئاسة التي جرت في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، وحل ثالثاً في الترتيب، بعد الرئيس الفائز بولاية ثانية عبد المجيد تبون، ورئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» عبد العالي حساني. وتعرض أوشيش لانتقاد من طرف قطاع من مناضلي حزبه ومن المعارضة، بحجة أنه «شارك في الانتخابات بغرض مرافقة مرشح السلطة إلى خط الوصول».

عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء» (إعلام حزبي)

إلى ذلك، دعا عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء»، خلال مؤتمر للحزب بالعاصمة، إلى «إطلاق كومندوس حكومي يجمع بين النزاهة والكفاءة، باعتبارهما من ضرورات بناء الحزم الوطني اللازم لإحداث ثورة حقيقية في التسيير، والطموح العالي لبلوغ الأهداف، والاستجابة لطموحات المواطنين في العيش الكريم، في ظل مكتسب الأمن والاستقرار، لإنجاز برنامج ورؤية الرئيس الهامة، والقادرة على تحقيق طموح المواطن، إذا وجدت الأيدي الطاهرة والعقول الكفؤة».

وشكَّل بن قرينة دعامة أساسية لحملة تبون الرئاسية، كما أن حزبه يعد من أشد الموالين له منذ وصوله إلى الحكم في 2019، ويملك وزيراً في الحكومة الحالية. ويأتي تصريحه في وقت ينسب للرئيس فيه أنه يبحث عن أفضل توليفة لتشكيل حكومي، يبدأ به ولايته الثانية التي تدوم 5 سنوات (2024- 2029).

وبشأن الوزراء الجدد المرتقبين، أكد بن قرينة أن «معيار اختيار الرجال والكوادر لا يكون على أسس حزبية، ولا الانتماء إلى الجهة، وإنما على أساس الكفاءة والتفاني والتخصص، واحترام القانون، والقدرة على التعامل مع التحولات والمستجدات برؤية متزنة، تأخذ بعين الاعتبار التوجه السياسي للبلاد، كما تحافظ على احتياجات القطاعات»؛ مشيراً إلى أنه «يتطلع لتكون الحكومة الجديدة أكثر قدرة على التكفل بهموم المواطنين واحتياجات الوطن، وعلى تنفيذ تعهدات رئيس الجمهورية الانتخابية».


مقالات ذات صلة

بين باريس والجزائر... «حرب تأشيرات» جديدة تلوح في الأفق

شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل اندلاع الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)

بين باريس والجزائر... «حرب تأشيرات» جديدة تلوح في الأفق

يلوح في أفق العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ عدة أسابيع شبح «حرب تأشيرات» جديدة، بعد تصريحات حادة أدلى بها مسؤولون فرنسيون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة (وزارة الدفاع)

الجزائر وأميركا توقعان مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري

وقعت وزارة الدفاع في الجزائر مع نظيرتها في الولايات المتحدة على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)

الجزائر تعلن تسلَم سائح إسباني احتجزته جماعة مسلحة بمالي

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، أن جهاز الأمن العسكري تسلم المواطن الإسباني نافارو كانادا خواكيم، الذي اختطفته جماعة مسلحة مجهولة، يوم 14 من الشهر الحالي.

شمال افريقيا من تمرين عسكري سابق للجيش الجزائري بالصحراء استعداداً للمناورات المشتركة مع روسيا (وزارة الدفاع الروسية)

الجزائر تتصدّر الدول الأفريقية المستوردة للتجهيزات العسكرية من ألمانيا

تصدّرت الجزائر قائمة الدول الأفريقية الأكثر شراءً للتجهيزات العسكرية من ألمانيا في عام 2024، بما يعادل 559 مليون يورو.

شمال افريقيا جلسة بالبرلمان الأوروبي (أرشيفية - البرلمان)

البرلمان الأوروبي يحضّر للائحة تدين سجن الكاتب صنصال

في نوفمبر (تشرين الثاني) نظم البرلمان الأوروبي «جلسة نقاش» بشأن الكاتب بوعلام صنصال، وطالب بالإفراج عنه، بمقترح من سارة خنافو برلمانية حزب «الاسترداد» الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يعلن استعادة مصفاة الخرطوم

TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مصفاة الخرطوم

صورة بالأقمار الاصطناعية لحريق يلتهم أكبر مصفاة نفط في السودان وسط معارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أ.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية لحريق يلتهم أكبر مصفاة نفط في السودان وسط معارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أ.ب)

أعلن الجيش السوداني، السبت، استعادة «مصفاة الجيلي» للبترول في شمال العاصمة الخرطوم، وهي أكبر مصفاة في البلاد، بعد حصار من عدة محاور استمر لأيام، فيما تراجعت «قوات الدعم السريع» التي كانت تتخذ المصفاة قاعدة عسكرية لها لأكثر من 21 شهراً.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش، الفريق أول محمد عثمان الحسين، إن «هذا النصر التقت فيه جهود كل المتحركات العسكرية في المنطقة إلى أن وصلت إلى مقر القيادة العامة للجيش التي تمثل رمزية القوات المسلحة وسيادة السودان». وأضاف في تصريحات صحافية، من داخل مقر القيادة العامة في وسط الخرطوم، أن «الآلاف من الضباط وضباط الصف والجنود قبروا داخل القيادة».

وعد الحسين وصول المتحركات العسكرية والتحامها مع القوات في القيادة العامة التي ظلت محاصرة من قبل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023، «بداية تاريخ جديد للقوات المسلحة والشعب السوداني الذي التف حول قواته منذ اندلاع حرب الكرامة». وأضاف رئيس هيئة الأركان أن «هذا النصر يشكل حافزاً للجميع للاندفاع لتطهير كل شبر متبقٍ من أرض السودان».

وتابع: «عهدنا مع إخواننا في القوات المسلحة وقيادتها والشعب السوداني أن ننزل إلى ساحة الحرب حتى نطهر كل شبر من أرض السودان من دنس هذه الميليشيا المتمردة الإرهابية»؛ في إشارة إلى طرد «قوات الدعم السريع» من المواقع التي تسيطر عليها.

مكاسب للجيش

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش، نبيل عبد الله، في تدوينة على الصفحة الرسمية للجيش على موقع «فيسبوك» إن «قواتنا بسطت بالفعل سيطرتها الكاملة على مصفاة الخرطوم». وتعرضت المصفاة، يوم الخميس الماضي، إلى حريق ضخم دمر مستودعاتها الرئيسية، فيما تبادل الجيش و«قوات الدعم السريع» الاتهامات، بإحراقها.

وأظهر مقطع مصور عناصر من الجيش داخل المصفاة، وتحرير الأسرى والرهائن من الموظفين المحتجزين لقرابة العامين، فيما أعلن ضباط من غرفة السيطرة تحرير المصفاة ودحر «قوات الدعم السريع».

وحقق الجيش في الأيام الماضية مكاسب كبيرة في محيط العاصمة الخرطوم، إذ استطاعت قواته فك الحصار عن مقر «سلاح الإشارة» في مدينة بحري، ومقر «القيادة العامة» للجيش وسط الخرطوم. ولم يصدر أي تعليق رسمي من «قوات الدعم السريع» بشأن المصفاة.

وقبيل ساعات من إعلان استرداد المصفاة، أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، زيارة تفقدية لقواته في الخطوط الأمامية بمنطقة الجيلي، حيث المصفاة.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

ومنذ عدة أشهر يدور قتال بين طرفي الحرب في مدينة بحري، حقق خلاله الجيش تقدماً كبيراً في التوغل داخل الأحياء والسيطرة عليها، ومحاصرة «قوات الدعم السريع» التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب البلاد، قُتل وأُصيب العشرات جراء استهداف «قوات الدعم السريع» المستشفى السعودي بالمدينة. ونقلت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، وهي جماعة من نشطاء مدنيين، عن مصادر طبية قولها إن عدد الضحايا بلغ 67 قتيلاً على الأقل، وأصيب العشرات، نتيجة لقصف مسيرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع» مستشفى، مساء الجمعة. وأضافت على موقع «فيسبوك»: «أدى القصف الصاروخي إلى تدمير كامل لقسم الحوادث في المستشفى، ما تسبب في خروجه عن الخدمة كلياً».

من جانبه، قال حاكم ولاية شمال دارفور، الحافظ محمد بخيت، إن «القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمستنفرين دحروا الهجوم الذي شنته ميليشيا (الدعم السريع) على مدينة الفاشر».

واعتبر الحافظ محمد بخيت في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء «سونا» أن «المعركة من أعنف المعارك التي دارت في الفاشر عاصمة الولاية، وتكبدت خلالها الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والآليات والمعدات العسكرية». وأضاف أن «محاولة إسقاط الفاشر مؤامرة من بعض دول الجوار التي تقدم أشكال الدعم كافة لميليشيا (قوات الدعم السريع) المتمردة».