ماكرون يقدم اعترافاً بقتل فرنسا أحد كبار ثورة الجزائرhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5077288-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1
ماكرون يقدم اعترافاً بقتل فرنسا أحد كبار ثورة الجزائر
مُفَنّداً الرواية الرسمية السائدة بأنه «انتحر»
صورة أرشيفية للعربي بن مهيدي (متداولة)
الجزائر:«الشرق الأوسط»
TT
الجزائر:«الشرق الأوسط»
TT
ماكرون يقدم اعترافاً بقتل فرنسا أحد كبار ثورة الجزائر
صورة أرشيفية للعربي بن مهيدي (متداولة)
في حين تمر العلاقات الجزائرية - الفرنسية بحالة جمود تام؛ بسبب خلافات مرتبطة جزئياً بالاستعمار، فإن الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن، اليوم (الجمعة)، اعتراف فرنسا بقتل العربي بن مهيدي، أحد كبار ثورة الجزائر (1954-1962)، بعد أن كانت الرواية الرسمية السائدة منذ عشرات السنين أنه «انتحر» بعد اعتقاله سنة 1957.
وأكدت الرئاسة الفرنسية في بيان أن رئيس الجمهورية «اعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني بالنسبة للجزائر، وأحد القادة الستة لجبهة التحرير الوطني الذين فجروا ثورة (فاتح نوفمبر 1954)، قتل من طرف عسكريين فرنسيين كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس».
وكان العربي بن مهيدي أحد 6 مناضلين فجَّروا الثورة، بسبب قناعتهم الراسخة يومها بأن «فرنسا لا تفهم إلا لغة السلاح».
وقال عنه الجنرال الفرنسي، مارسيل بيجار: «لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم»، وكان يشير يومها إلى صموده أثناء التعذيب، الذي تعرض له قبل إعدامه شنقاً.
وضمن سلسلة «الاعترافات» بجرائم الاستعمار، قدم الرئيس إيمانويل ماكرون، في 13 سبتمبر (أيلول) 2018، اعترافاً مهماً من «أجل الحقيقة التاريخية»، في تقدير باحثين جزائريين في تاريخ الاستعمار الفرنسي، يخص خطف وقتل -تحت التعذيب- الناشط الفرنسي اليساري من أجل استقلال الجزائر، موريس أودان، عام 1957.
وفي الثالث من مارس (آذار) 2021، قدم ماكرون اعترافاً بمسؤولية الجيش الاستعماري الفرنسي عن تعذيب وقتل المحامي والمناضل الجزائري علي بومنجل عام 1957، في حين كانت الرواية الفرنسية السائدة منذ عشرات السنين أن بومنجل «مات بعد أن قفز من طابق مرتفع»، حيث كانت الشرطة الفرنسية تستجوبه في مكاتبها بالعاصمة.
وندد ماكرون في 16 أكتوبر(تشرين الأول) 2021 بحملة دموية شنتها الشرطة على المتظاهرين الجزائريين في باريس عام 1961، ووصفها بأنها «جريمة لا تُغتفر بالنسبة للجمهورية»، وكان ذلك أقوى اعتراف من رئيس فرنسي بمذبحة ألقيت خلالها جثث كثيرة في نهر السين.
وتعد هذه الخطوة الجديدة من جانب الرئاسة الفرنسية في «مسألة الذاكرة»، بمثابة دعوة للتهدئة مع الجزائر، بعد «العاصفة» التي ضربت العلاقات الثنائية، نهاية يوليو (تموز) الماضي، عندما احتجت الجزائر بشدة على إعلان «الإليزيه» دعم باريس خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وزادت على ذلك بسحب سفيرها، وأوقفت استيراد القمح من فرنسا.
تفاعل «سوشيالي» حول الدور المصري في «حرب غزة»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5077287-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
تفاعل «سوشيالي» حول الدور المصري في «حرب غزة»
مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي حول الدور المصري في «حرب غزة» ما بين توضيح لجهود القاهرة في الوساطة والإغاثة ودعم المصالحة ورفض تهجير الفلسطينيين، و«اتهامات» يرددها البعض بشأن استقبال سفينة تحمل شحنة حربية «متجهة لإسرائيل»، ردّت عليها القاهرة واصفة إياها بأنها «أكاذيب وتشويه لدورها التاريخي والراسخ في دعم القضية والشعب الفلسطيني»، وبتأكيد أنه «لا يوجد تعاون مع إسرائيل».
تلك الرواية التي تعد الأحدث، والتي نفتها القاهرة بشكل قاطع عبر بيانين صحافيين للجيش ووزارة النقل، كان صداها لافتاً بمنصات «التواصل» مع تناول الدور المصري بشأن التطورات في غزة. وعدّ خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» العودة لذلك المسار من «المزاعم» بمثابة محاولة للنيل من دور مصر التاريخي، و«مزايدة سوف تفشل كما فشلت المحاولات السابقة»، لافتين إلى أن أدوار مصر «إيجابية ومشرّفة» في دعم الشعب الفلسطيني من قبل الحرب وبعدها.
ومنذ يومين، تضج منصات «التواصل» وتقارير أغلبها إعلامية من منابر خارج مصر بالحديث عن مسار سفينة غربية، قالوا إنها تحمل شحنة حربية «متجهة لإسرائيل»، وإنها ترسو بميناء الإسكندرية (شمال البلاد) دون الكشف عن دليل يحسم محطتها الأخيرة، ووجهوا اتهامات للدور المصري في فلسطين، وتقدم محامون في مصر ببلاغ قضائي بشأن تلك السفينة.
قبل أن يرد مصدر مصري «رفيع المستوى» في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، مساء الخميس، قائلاً إنه «لا صحة لما تردد في بعض وسائل الإعلام المغرضة بشأن استقبال ميناء الإسكندرية السفينة (كاثرين) الألمانية التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل». واعتبر المصدر أن «تلك الأكاذيب تأتي في محاولة من العناصر والأبواق المناهضة للدولة المصرية لتشويه الدور المصري التاريخي والراسخ في دعم القضية والشعب الفلسطيني».
كما نفت القوات المسلحة المصرية بـ«شكل قاطع» ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي و«الحسابات المشبوهة» وما يتم ترويجه من «مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية» جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أنه «لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل»، وفق بيان صحافي للجيش المصري، مساء الخميس. وأهاب البيان العسكري المصري بـ«تحري الدقة فيما يتم تداوله من معلومات»، مؤكداً أن «القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والزود عن شعبه العظيم».
أيضاً نفت وزارة النقل المصرية في بيان صحافي «ما تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الحكومة المصرية سمحت لإحدى السفن الألمانية بالرسو بميناء الإسكندرية»، وأكدت أن «هذا الخبر غير صحيح وعارٍ تماماً عن الصحة». ولفت البيان إلى أنه «تم السماح للسفينة (KATHRIN) برتغالية الجنسية وترفع العلم الألماني بالرسو بميناء الإسكندرية لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي (المصرية)، وإن السفينة تقدمت بطلب رسمي للسماح لها بمغادرة الميناء في اتجاه ميناء حيدر باشا بدولة تركيا لاستكمال خط سيرها».
ورغم تلك التوضيحات، خرجت حسابات بمنصات «التواصل» تهاجم الدور المصري، زاعمة أن القاهرة «شريك مع الاحتلال في ما يحدث للفلسطينيين»، وهو ما رد عليه الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري، بأن «بيان المتحدث العسكري المصري دحض أكذوبة السفينة الألمانية (كاثرين)، وعدم صحة ما نُشر حولها، وهو أبلغ رد رسمي على هذه الشائعة البغيضة التي أطلقتها الجماعات المعادية».
وشدد بكري عبر حسابه على «إكس» مساء الخميس، على أن «مصر مواقفها شريفة وواضحة»، مشيراً إلى أن «مواقف مصر في دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان على غزة، لا أحد يستطيع المزايدة عليها».
بيان المتحدث العسكري المصري ودحض أكذوبة السفينه الألمانيه كاثرين المحمله بالمتفجرات المتجهة للعدو الصهيوني وعدم صحة مانشر حولها هو أبلغ رد رسمي علي هذه الشائعه البغيضه التي أطلقتها الجماعات المعاديه . مصر مواقفها شريفه وواضحه . ومواقف مصر في دعم القضية الفلسطينيه ورفض العدوان...
كما فند الروايات التي لاحقت الدور المصري، نشطاء بمنصات «التواصل»؛ إذ وصف لؤي الخطيب تلك الأحاديث بأنها «كلام فارغ واتهام تافه ورواية إخوانية»، خاصة بعد توضيح البيانات المصرية الرسمية، واتهم نور الإخوان وأجهزة معادية بأنها «وراء تلك الشائعة».
طيب احنا كده عندنا نفي رسمي من المتحدث العسكري للرواية اللي روجها "ماتصدقش غير الإخوان" و"صحيح الآخوان" وحركة BDS الإخوانية..وعندنا توضيح من وزارة النقل ببيان رسمي بردو إن السفينة "كاترين" كانت شايلة شحنة لوزارة الإنتاج الحربي، وده يفسر ظهورها عندنا في ميناء إسكندرية قبل ما...
في حين نبّه الناشط محمد نور إلى أن «إسرائيل اتهمت مصر بأنها تهرب أسلحة لفلسطين (بالتزامن مع شائعة السفينة)»، متسائلاً بسخرية: «هل نهرب أسلحة لفلسطين أو لإسرائيل؟»، في إشارة لحديث إسرائيلي رسمي عن «إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر».
الإخوان ولجان وصبيان الأجهزة المعادية بينشروا من إمبارح إشاعة بتقول ان مصر بتهرب أسلحة لإسرائيل ... كويس .. ايه مصدر الكلام ده ؟ قالك مصدرها صفحة "صحيح مصر" الإخوانية وصفحة "متصدقش" غير الإخوان .عملوا تحقيق صحفي خزعبلي وصلوا في الأخر ان سفينة محملة سلاح لإسرائيل وصلت ميناء... pic.twitter.com/tHrlWyaPjm
كما سلط الكاتب المصري أحمد مبارك، أيضاً الضوء على اتهامات إسرائيل لمصر بنقل سلاح لغزة عبر سيناء، معبراً عن اندهاشه من ترويج واقعة السفينة التي «ثبت عدم صحة تفاصيلها».
وتعليقاً على ذلك، اعتبر الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، أن «تلك الاتهامات الجديدة محاولات لضرب دور مصر التي قدمت مواقف عظيمة ومشرفة في دعم الفلسطينيين من قبل حرب غزة وبعدها»، مؤكداً أن «المزايدة والشائعات ستفشل كما فشلت محاولات سابقة لا تختلف عن محاولات إسرائيلية للنيل من الموقف المصري».
وشدد فرج على أن «مصر دورها واضح ونزيه ومنحاز للموقف الفلسطيني، خاصة في ملف الوساطة، وكذلك تقديم المساعدات، سواء عبر معبر رفح قبل احتلال جانبه الفلسطيني في مايو (أيار) الماضي، أو بالمشاركة في الإسقاطات الجوية مع الدول العربية لدعم غزة، بجانب استقبال المصابين الفلسطينيين وإقامة معسكرين لإيواء النازحين، وغيرها من المساعدات، فضلاً عن رفض التهجير بشكل قاطع للفلسطينيين، ولعب دور إيجابي للغاية لإتمام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية».
ويتوقع اللواء فرج أن «تلك المحاولات التي تقف وراءها جماعات ومنابر معادية لمصر منها (الإخوان) عبر منصات (التواصل)، تعد بمثابة حرب نفسية لتشويه وتعطيل وإضعاف الدور المصري أمام الضغوط الإسرائيلية»، لافتاً إلى أهمية أن ينتبه كل مصري ويستمع للحقائق ولا يستجيب لشائعات تستهدف المساس بالدور والموقف المصري.
ومنذ «حرب غزة»، قادت مصر مع قطر والولايات المتحدة الأميركية، جهود وساطة أسفرت عن هدنة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وساهمت عبر معبر رفح في إدخال أطنان من المساعدات، وكانت مدينة العريش مركز استقبال جميع الجهود الإغاثية من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن استقبال المصابين الفلسطينيين قبل غلق المعبر. إضافة إلى بيانات وأحاديث متكررة لرفض تهجير الفلسطينيين، ورفض احتلال إسرائيل للمعبر و«محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر، و«لا تزال علاقاتها متوترة بإسرائيل، لا سيما بعد اتهامات نتنياهو لمصر بتهريب أسلحة عبر الأنفاق، والتي شهدت في إثرها أول استعراض عسكري مصري غير مسبوق على الحدود مع غزة».
المواقف المصرية المتعددة، ترى العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، أنها «جزء من دور مصر التاريخي والمشرِّف في دعم القضية الفلسطينية»، مؤكدة أن «ما حدث بشأن السفينة، ليس هو المرة الأولى التي تتهم القاهرة بهذه الاتهامات، وكلها تضليل ومن منابر معادية تروج روايات كاذبة».
وبرأي عبد المجيد، فإن «مصر كما لم تستسلم للضغوط الإسرائيلية، وواصلت تقديم المساعدات الإغاثية ولعب دور كبير في الوساطة، وكذلك الدفاع عن المطالب الفلسطينية ورفض التهجير بشدة، فلن تنجح المحاولات الجديدة في إثناء القاهرة عن أدوارها التاريخية في دعم القضية الفلسطينية»، مؤكدة أهمية إعمال العقل وإظهار الحقائق في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة بالمنطقة، ومعرفة أن «هناك عدواً يريد أن يتربص بمصر لإضعاف موقفها التاريخي الداعم لفلسطين».