الحكومة المصرية لتسريع تنفيذ الاتفاقات مع السعودية

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

الحكومة المصرية لتسريع تنفيذ الاتفاقات مع السعودية

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

شدّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال اجتماع للحكومة المصرية، الأربعاء، على ضرورة الإسراع بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بشأن «تفعيل ما تم التوافق عليه بين مصر والسعودية حول التعاون في مختلف المجالات»، مشيراً إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين، خصوصاً «مجلس التنسيق الأعلى، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة».

وفي إطار التنسيق عالي المستوى بين البلدين، توافقت السعودية ومصر على رفع وتيرة التكامل الاستثماري، كما جدّدت الرياض والقاهرة تحذيرهما من اتساع رقعة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، وأكّدتا في بيان مشترك صدر، مساء الأربعاء، عقب زيارة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، للقاهرة، الثلاثاء، على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، بمسؤولياته، والعمل على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في لبنان، والسعي لهدنة مستدامة، ورفع الحصار عن قطاع غزة».

ورحّب البلَدان بإطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ومملكة النرويج، وجدّدا دعوتهما لبقية الدول للانضمام إلى هذا التحالف، وثمّن الجانب المصري مقترح المملكة لعقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في مدينة الرياض، وأكّد الجانبان تطلّعهما لخروج القمة بقرارات تُسهم في وقف العدوان الإسرائيلي، وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وزار الأمير محمد بن سلمان، القاهرة، الثلاثاء، حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تناولت «العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في غزة ولبنان، والسودان وليبيا، وأمن البحر الأحمر»، كما شهدا «التوقيع على محضر تشكيل (مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري)».

ولي العهد السعودي خلال زيارته في مصر (الرئاسة المصرية)

وعَدّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، أن تشكيل مجلس التنسيق الأعلى بين مصر والسعودية «سينقل العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أفكاراً طموحة لتنمية العلاقات الثنائية، وتقديم تسهيلات للمستثمرين السعوديين، وإزالة عوائق الاستثمار، ورفع معدلات التبادل التجاري المشترك».

أولويات التنسيق

ورأى فهمي أن «هناك تطابقاً في مواقف مصر والسعودية تجاه مجمل القضايا الإقليمية»، لافتاً إلى أن هناك «أولويات تفرض نفسها على التنسيق المشترك بين البلدين، في مقدمتها المواجهات المرتقبة بين إيران وإسرائيل»، وقال إن «التنسيق بين الرياض والقاهرة بشأن الأوضاع الإقليمية، يحتلّ الصدارة عن القضايا الثنائية، في ضوء التوترات التي تشهدها المنطقة»، متوقعاً «مزيداً من التعاون والتنسيق لتأمين منطقة البحر الأحمر، بتفعيل أدوار مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر».

ولاقت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، الثلاثاء، اهتماماً من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد مغرّدون بعلاقات التعاون بين القاهرة والرياض، معوّلين على تأثيرها لمواجهة الأزمات الإقليمية، وتصدّرت وسومات «#ولي_العهد_في_مصر»، و«#نورت_مصر»، و«#ولي_العهد_السعودي» الترند في مصر، مع منشورات ترحيبية أكّدت على عمق الروابط التاريخية بين القاهرة والرياض.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر، حتى النصف الأول من العام الحالي، 8.4 مليار دولار، بمعدل نمو 41 في المائة، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي 2023، بينما تُعدّ المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الثاني لمصر على مستوى العالم، حسب البيان المشترك. (الدولار الأميركي يساوي 48.59 جنيه في البنوك المصرية).


مقالات ذات صلة

توافق سعودي - مصري لتكثيف الجهود الرامية لصون السلم والأمن

الخليج ولي العهد السعودي والرئيس المصري بحثا العلاقات وسبل تعزيزها في المجالات كافة (واس)

توافق سعودي - مصري لتكثيف الجهود الرامية لصون السلم والأمن

جددت السعودية ومصر عزمهما على تكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين عبر بيان مشترك في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا مصر: تحقيقات «حادث الجلالة» تؤكد تعاطي سائق الحافلة «المخدرات»

مصر: تحقيقات «حادث الجلالة» تؤكد تعاطي سائق الحافلة «المخدرات»

ذكرت النيابة المصرية في بيان، الأربعاء، أن التقرير الفني أثبت «إيجابية العينة التي تشير إلى تعاطي السائق المواد المخدرة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الري المصري ونظيره النيجيري (الري المصرية)

«أسبوع المياه»... مصر توسع شراكاتها مع الصومال وكينيا ونيجيريا

عززت الحكومة المصرية من شراكاتها مع دول أفريقية في مجال المياه وإدارة الموارد المائية باتفاقيات تعاون مع الصومال وكينيا ونيجيريا.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

احتفاء في وسائل التواصل بزيارة ولي العهد السعودي لمصر

لقيت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، الثلاثاء، اهتماماً من رواد مواقع التواصل، حيث أشاد مغردون بعلاقات التعاون بين القاهرة والرياض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال لقاء نظيره الإيراني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)

القاهرة محطة ثامنة لوزير الخارجية الإيراني

جولة موسعة لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في المنطقة، تنتظر محطتها الثامنة، الخميس، في القاهرة، تحمل مطلباً رئيسياً لدعم جهود وقف الحرب في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السودان: أكثر من 24 ألف إصابة كوليرا و699 حالة وفاة

السلطات المحلية بولاية كسلا تقوم بتطهير مركز عزل ريفي للمصابين بالكوليرا في بلدة ود الحليو شرق السودان (أ.ف.ب)
السلطات المحلية بولاية كسلا تقوم بتطهير مركز عزل ريفي للمصابين بالكوليرا في بلدة ود الحليو شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

السودان: أكثر من 24 ألف إصابة كوليرا و699 حالة وفاة

السلطات المحلية بولاية كسلا تقوم بتطهير مركز عزل ريفي للمصابين بالكوليرا في بلدة ود الحليو شرق السودان (أ.ف.ب)
السلطات المحلية بولاية كسلا تقوم بتطهير مركز عزل ريفي للمصابين بالكوليرا في بلدة ود الحليو شرق السودان (أ.ف.ب)

كشفت إحصائية حديثة لوزارة الصحة السودانية عن ارتفاع حالات الإصابات بوباء الكوليرا، إلى 24 ألفاً و604 إصابات، منها 699 حالة وفاة، بينما تمدّد المرض إلى 11 ولاية من 18 ولاية سودانية.

ووفقاً لتقرير «التدخلات ضد الكوليرا»، الصادر الثلاثاء، ارتفعت نسبة الإصابة في بعض الولايات، مثل: الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، وانخفضت في ولايات أخرى، كما قلّ عدد الداخلين لمراكز العزل، خصوصاً في ولايات كسلا، والخرطوم، ونهر النيل، والشمالية، والقضارف.

ونتيجة للصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من 18 شهراً يعاني القطاع الصحي في السودان تدهوراً كبيراً، ونقصاً حاداً في المعدات الطبية والأدوية، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وعزا مسؤولون صحيون تفشّي الكوليرا وتمدّدها نتيجةً لضعف وسائل محاربتها، بسبب تكدّس النفايات في الطرق، وفي المكبّات الصغيرة بالأحياء السكنية التي تساعد في تكاثُر الذباب.

وأوضحت مديرة إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الاتحادية، ليلى حمد النيل، أن «الكوليرا من الأمراض سريعة الانتشار، وإذا تم رصد إصابة واحدة في أي منطقة تدفعنا لإعلانها منطقة وباء»، وقالت لــ«الشرق الأوسط» إن «الحد من انتشار المرض يعتمد في الأساس على توعية المواطنين، وزيادة حجم الترصد لعلاج الحالات من وقت مبكر، الأمر الذي يتطلّب مضاعفة عدد معامل الفحص لاكتشاف حالات الإصابة في حينها»، وأكّدت «أهمية الإصحاح البيئي، وصحة وسلامة المياه، بزيادة نسبة الكلور فيها بالمناطق التي لا يوجد بها المرض؛ لحماية المواطنين من الكوليرا».

نظام الترصد

وأشارت حمد النيل إلى أن الوزارة قامت بفتح مراكز علاجية في الولايات التي ينتشر فيها المرض، وزيادة حساسية نظام الترصد، ودعم المركز والمؤسسات الصحية، وصولاً إلى بلاغات صفرية، منبّهة إلى أن الفحص الطبي للكوليرا مجاني؛ لأن المرضى في مراكز العزل يحتاجون إلى فحوصات يومية؛ للتأكد من سلامتهم، وتوفير العلاج للمريض.

وكشفت عن تنسيق كبير في محاربة الكوليرا مع المنظمات والشركاء في القطاع الخاص؛ لتغطية المناطق التي يصعب على وزارة الصحة الوصول إليها.

وأضافت أن المسؤولين في مجال البيئة يقومون بعمل كبير في مراكز إيواء النازحين، بالتخلّص من النفايات؛ لمكافحة مصادر توالُد الذباب، بجانب اهتمامهم بسلامة وصحة الغذاء.

وقالت المسؤولة الصحية، إن الوزارة نشطت في حملات في الأسواق، بتقديم جرعات في مجال التنمية، وتوعية المواطنين في كيفية التعامل مع الطعام، وضرورة تقليل دخول وخروج المرضى من مراكز العزل، لمنع انتشار العدوى وسط الأصحاء. ونصحت المواطنين بضرورة الذهاب لأقرب مركز صحي أو مستشفى عند إصابتهم بأعراض المرض، مشيرةً إلى أن الكوليرا مرض سريع الانتشار وشديد العدوى، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، بسبب فقدان المريض للسوائل في جسمه، وبالتالي يصبح عرضةً للجفاف، كما حثّت المرضى على ضرورة التواصل مع المراكز الصحية، واتّباع الوصفات العلاجية، مشيرةً إلى أن الوزارة درّبت كوادر طبية لمواجهة انتشار المرض سريعاً.

جهود نوعية

وتصدّرت ولاية القضارف (شرق البلاد) التي استضافت الآلاف من النازحين جرّاء القتال في مناطق السودان، قائمةَ الولايات التي رُصدت فيها إصابات بأعداد كبيرة.

بدورها قالت عضوة إدارة تعزيز الصحة في ولاية القضارف، ابتسام حسن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مؤشرات على انحسار الكوليرا بعد تفشّيها في محليات القضارف»، عازيةً ذلك إلى الجهود الكبيرة التي بُذِلت من قِبل السلطات الصحية، بالتعاون مع الهلال الأحمر في توعية المواطنين بخطورة المرض، وكيفية التعامل معه. وأضافت أن الوزارة قامت بإضافة مادة الكلور للمياه، والتخلص من النفايات خلال الأيام الماضية.

فِرق تقصّي

وأعرب سكان في العاصمة الخرطوم عن قلقهم جرّاء انعدام الأدوية، وارتفاع أسعارها، وعلى الرغم من أن الولاية شهدت العام الماضي حملات تطعيم مكثفة، فإن السلطات رصدت حالات مؤكدة.

وتحدثت تقارير غرف الطوارئ المنتشرة في الأحياء السكنية وسط القتال بالخرطوم، عن استقبال المستشفيات والمراكز الصحية وفيات وإصابات عديدة خلال الفترة الماضية.

ووفقاً لمدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم، محمد إبراهيم، سجّلت الولاية أقل حالات إصابات بالكوليرا، حيث تم التأكد من حالتين و23 حالة اشتباه، وتم تطعيم آلاف من المواطنين في أكثر من 168 دار إيواء بالولاية، بجانب حملات رش الذباب، وتوجد في العاصمة فِرَق تقصّي لمعرفة الأمراض في الأحياء السكنية للتدخل السريع في حال حدوث أي وباء.

بدورها قالت مديرة إدارة الطوارئ في وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر، فاطمة محمد، إن إجمالي حالات الإصابة بالوباء وصلت إلى 500، من بينهم 10 وفيات، وسجلت محلية بورتسودان (العاصمة الإدارية الحالية للبلاد)، أعلى نسبة إصابة بالمرض.

وأضافت: «بعد التأكد من إصابة المريض بالكوليرا يتم نقله إلى مركز العزل المخصص»، وأوضحت أن أولى الحالات التي تم رصدها في الولاية كانت في بداية أغسطس (آب) الماضي.