مصر تشدد مجدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

عبد العاطي يبحث مع بيربوك جهود منع انزلاق المنطقة إلى «حرب شاملة»

نار ولهب فوق الضاحية الجنوبية بيروت بعد غارة جوية إسرائيلية (أ.ب)
نار ولهب فوق الضاحية الجنوبية بيروت بعد غارة جوية إسرائيلية (أ.ب)
TT

مصر تشدد مجدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

نار ولهب فوق الضاحية الجنوبية بيروت بعد غارة جوية إسرائيلية (أ.ب)
نار ولهب فوق الضاحية الجنوبية بيروت بعد غارة جوية إسرائيلية (أ.ب)

شددت مصر مجدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. ودعت إلى تهدئة الأوضاع لمنع انزلاق المنطقة إلى «حرب شاملة». جاء الحديث المصري خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، مع وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، للتشاور حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك في ظل التصعيد المتسارع والخطير الذي تشهده المنطقة.

ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، فإن الوزير عبد العاطي تناول خلال الاتصال الهاتفي الأوضاع المتردية في قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية على القطاع، وشدد على «أولوية الإسراع في وقف إطلاق النار والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق من الجانب الإسرائيلي».

لم تُسفر مفاوضات استمرت شهوراً بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة عن توصل إلى وقف القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأدان الوزير عبد العاطي إعلان إسرائيل مصادرة الأرض المقام عليها مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمدينة القدس، وتحويل موقعها إلى بؤرة استيطانية جديدة، محذراً من محاولات إسرائيل المتكررة وقف أنشطة الوكالة الداعمة للاجئين الفلسطينيين والحملة الممنهجة التي تشنها ضد الوكالة لتشويه سمعتها وإضعافها.

فلسطينيون يتجمّعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)

ورفضت مصر، الأحد الماضي، إعلان إسرائيل مصادرة الأرض المقام عليها مقر وكالة «الأونروا» بمدينة القدس، واستنكرت في بيان رسمي ما تمثله تلك الخطوات من انتهاكات سافرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وطالبت مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، داعية كل أطراف المجتمع الدولي إلى دعم الوكالة الأممية، في ظل الهجمة التي تواجهها من الاحتلال الإسرائيلي.

وتكثّف القاهرة مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن في المنطقة، خصوصاً باتجاه تحقيق تهدئة في لبنان، وحذّر وزير الخارجية والهجرة المصري، أخيراً، في اتصالات متعدّدة، من أن وتيرة التصعيد الحالية في المنطقة «تستوجب تكاتف الجهود للتدخل السريع في هذه المرحلة الدقيقة لاحتواء الموقف... وبذل جهود حثيثة لخفض التصعيد، وحثّ الأطراف كافةً على ضبط النفس».

وحسب بيان «الخارجية المصرية»، الثلاثاء، فإن عبد العاطي شدّد خلال الاتصال مع بيربوك على «ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان والعمل على تهدئة الأوضاع في الإقليم لمنع انزلاق المنطقة إلى (حرب شاملة)»، مؤكداً أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1701» من كل الأطراف ودون انتقائية، ودعم المؤسسات اللبنانية بما فيها الجيش اللبناني، لافتاً إلى أهمية تهيئة الظروف لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي في لبنان.

كما أعرب عن رفض مصر الكامل للتجاوزات الإسرائيلية ضد قوة «اليونيفيل» الأممية بجنوب لبنان، وأهمية تكثيف إمداد لبنان بالمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بعد نزوح أكثر من مليون لبناني.

جانب من مرفأ بيروت المدمر وفي الخلفية مبانٍ شاهقة (رويترز)

وكان وزير الخارجية والهجرة المصري قد أكّد، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن التطورات في لبنان، نهاية الشهر الماضي، أن ما يحدث في لبنان «عدوان مكتمل الأركان وانتهاك صارخ لسيادة دولة هي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة»، وأضاف أن «المأساة التي يعيشها لبنان الآن، هي نتيجة للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤوليته لوقف الحرب الدائرة منذ عام كامل في غزة».

وذكّر بأن مصر حذرت مراراً من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يخفي عدد قتلاه

شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يخفي عدد قتلاه

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال اجتماع أمني، إن «حزب الله» يخفي عدد المقاتلين الذين قتلتهم إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الولايات المتحدة​ جانب من الدمار الذي سببته الغارات الإسرائيلية على بيروت (د.ب.أ)

الخارجية الأميركية: واشنطن أثارت قضية حملة قصف بيروت مع إسرائيل

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أثارت مخاوفها مع إسرائيل إزاء حملة القصف التي تشنها في بيروت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من لبنان (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرة اقتربت من ناحية الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أنه اعترض طائرة مسيّرة اقتربت من إسرائيل من الشرق، مضيفاً أنه تم اعتراضها قبل دخولها إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة نشرها الجيش الإسرائيلي ل 3 عناصر من «حزب الله»

الجيش الإسرائيلي يعلن أسر 3 عناصر من «حزب الله» في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه أسر 3 عناصر من «حزب الله»؛ ما يرفع إلى 4 عددَ المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يبلغ ماكرون معارضته «وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد» في لبنان

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، معارضته وقف إطلاق النار من جانب واحد مع «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (القدس)

مصر: تحقيقات مع مواقع إلكترونية أذاعت «أغانيَ قرآنية»

اجتماع أروقة القرآن الكريم بالأزهر الشريف (الأزهر الشريف)
اجتماع أروقة القرآن الكريم بالأزهر الشريف (الأزهر الشريف)
TT

مصر: تحقيقات مع مواقع إلكترونية أذاعت «أغانيَ قرآنية»

اجتماع أروقة القرآن الكريم بالأزهر الشريف (الأزهر الشريف)
اجتماع أروقة القرآن الكريم بالأزهر الشريف (الأزهر الشريف)

أعلنت السلطات القضائية بمصر عن «التحقيق في قيام بعض مواقع إلكترونية بعرض وبث آيات قرآنية على أنغام الموسيقى»، تلبية لبلاغ قدمه «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري» ضد هذه المواقع.

وتقدم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمصر (جهاز حكومي تابع لوزارة الاتصالات) ببلاغ للنائب العام المصري بالتحقيق في قيام عددٍ من المواقع مؤخراً بعرض وإذاعة آيات من القرآن الكريم، تغنى بها قراؤها على أنغام الموسيقى، ما أثار موجة اعتراضات من المؤسسات الدينية بمصر.

وأمر النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، باتخاذ إجراءات التحقيق مع هذه المواقع، حسب بيانٍ للنيابة العامة المصرية، الاثنين.

وأشار البيان إلى أن نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال أمرت «بحجب المواقع التي عرضت وأذاعت المحتوى»، موضحاً أن «محكمة جنايات القاهرة الاقتصادية أيدت هذا الإجراء لحين استكمال التحقيقات».

وأثارت إحدى القنوات الإلكترونية، التي تبث محتواها عبر «يوتيوب»، جدلاً واسعاً في مصر خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد بثها محتوى بعنوان «أغانٍ قرآنية»، يتضمن آيات وسوراً من القرآن الكريم، بشكل غنائي، تتخلله بعض النغمات الموسيقية، ما تسبب في موجة غضب من مستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي.

وتدخلت المؤسسات الدينية المصرية على خط التفاعل الرافض للمحتوى المقدم، وحذرت دار الإفتاء المصرية، في إفادة لها على موقعها الرسمي، من «مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها»، معتبرة أن هذا الأمر ممنوعٌ شرعاً.

مصلون داخل الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)

وأوضحت دار الإفتاء أنّ «متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانة على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدة له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات»، وحثَّت على «ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان».

ويرى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، إجراءات النيابة العامة المصرية ضد المواقع التي بثت محتوى «أغانٍ قرآنية»، «إجراءً ضرورياً، للحفاظ على قدسية الدين الإسلامي، خصوصاً القرآن الكريم»، عاداً محتوى تلك المواقع «يحمل ازدراء لقدسية القرآن الكريم»، ومشيراً إلى أن «ممارسة مثل هذه الأفعال محرمة شرعاً».

وشدد كريمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة «تغليظ العقوبات ضد مثل هذه الممارسات»، مشيراً إلى أن «إجراءات غلق المواقع وحجبها تتفق مع نصوص الدستور المصري، الذي يؤكد على أن الإسلام دين الدولة»، وقال إن «حالة الانفلات في محتوى بعض مواقع التواصل الاجتماعي تستوجب تشديد العقوبات حفاظاً على قدسية الأديان».

ووصفت وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري (البرلمان)، مرثا محروس، نشر هذه المقاطع بـ«الأمر الخطير»، وأن «خطورته تتجاوز فكرة محتوى مرفوض بثته مواقع إلكترونية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأمر يصنف كقضية رأي عام، لأنه يمس طبيعة المجتمع المصري التي ترفض المساس بالمقدسات الدينية»، وأشارت إلى أنه «رغم المخاطر المجتمعية لمثل هذه الممارسات على المواقع الإلكترونية، فإن مؤسسات الدولة تلتزم في مواجهتها بالآليات المنصوص عليها قانوناً».

وترى البرلمانية المصرية أن «الاستخدامات الخاطئة للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي تفرض تحديثات تشريعية باستمرار لمواكبة المتغيرات والتحولات في ممارسات المستخدمين»، وقالت: «من الضروري أن تكون هناك مواكبة تشريعية لمتغيرات الاستخدامات الرقمية، نظراً لتأثيراتها طويلة الأمد على تفكك المجتمع»، ودعت في الوقت نفسه إلى «تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة مثل هذه الممارسات، من قبل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية».