حملة جزائرية لتمكين أفريقيا من عضوية دائمة بمجلس الأمن

طالبت بـ«رفع ظلم تاريخي» عن القارة السمراء

من إحدى جلسات مجلس الأمن (إ.ب.أ)
من إحدى جلسات مجلس الأمن (إ.ب.أ)
TT

حملة جزائرية لتمكين أفريقيا من عضوية دائمة بمجلس الأمن

من إحدى جلسات مجلس الأمن (إ.ب.أ)
من إحدى جلسات مجلس الأمن (إ.ب.أ)

يقود وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، حملة في الأمم المتحدة بمناسبة الدورة السنوية للجمعية العامة (24 - 30 سبتمبر «أيلول»)، لحشد التأييد لرؤية أعدتها بلاده منذ عدة سنوات، تتعلق بإدخال إصلاحات على آلية اتخاذ القرار بمجلس الأمن، مع التركيز على «رفع الظلم التاريخي عن أفريقيا»، بمنحها مقعدين على الأقل في المجلس.

وقال عطاف، خلال تدخّل له في أحد النقاشات التي نظّمها المجلس حول قضايا السلم في العالم، إن القارة السمراء «تظل الغائب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة، والأقل تمثيلاً في المقاعد غير الدائمة»، وفق ما نشرته الخارجية الجزائرية بحساباتها بالإعلام الاجتماعي.

الوفد الجزائري في اجتماعات الجمعية العامة (الخارجية الجزائرية)

ودعا الوزير إلى «حشد الجهود ومضاعفتها من أجل إعادة الاعتبار لدور مجلس الأمن بشكل خاص، ولدور المنظمة الأممية عامة»، متحدثاً عن «5 محاور يجب الارتكاز عليها من أجل تحقيق هذا الهدف»، ذكر من بينها «الإسراع في تجاوز منطق الاستقطاب، وتحسين مناخ العمل في مجلس الأمن عبر فتح مجال أكبر وإحداث مساحة أوسع للأعضاء العشرة غير الدائمين فيه»، مؤكداً أن هذه المجموعة «أثبتت قدرتها على تقريب وجهات النظر، ومد جسور التواصل والتفاهم بين الدول دائمة العضوية بالمجلس، بهدف بلورة حلول توافقية ترضي الجميع، وتعلي راية الصالح العام، وتخدم السلم والأمن الدوليين».

ويشار إلى أن الجزائر تمارس حاليّاً ولاية بصفتها عضواً غير دائم بمجلس الأمن، بدأت مطلع 2024 وتدوم عامين.

كما يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي أطلق عام 2005، ما سُمي «لجنة العشرة الأفريقية»، عهد إليها صياغة تصور «لإصلاح مجلس الأمن»، وتتألف من 10 دول أفريقية، هي الجزائر وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وكينيا وليبيا وناميبيا وأوغندا وسيراليون والسنغال وزامبيا. وتتمثل مهمتها تحديداً في «تعزيز ودعم الموقف الأفريقي الموحد في المفاوضات الحكومية الجارية، في إطار الأمم المتحدة بشأن إصلاح مجلس الأمن».

وتعهد المسؤولون الجزائريون، خلال ولايتهم بمجلس الأمن، بـ«العمل على تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الحكومية من أجل إصلاح مجلس الأمن، وتحقيق نظام دولي أكثر تمثيلاً وعدلاً وتوازناً». وفي تقدير الجزائر، تحمل الأزمة الدولية الراهنة «بوادر تشكيل موازين جديدة للقوى على الساحة الدولية، على أفريقيا أن تكون طرفاً فاعلاً فيها بدلاً من موقف المتفرج».

تدخل الوزير الجزائري في نقاش حول السلام نظّمه مجلس الأمن (الخارجية الجزائرية)

ووفق رئيس دبلوماسية الجزائر، فإن قرارات مجلس الأمن «بحاجة إلى متابعة». كما ينبغي «محاسبة الأطراف التي يثبت تحديها لهذه القرارات، وتجاهلها لإرادة المجموعة الدولية». لافتاً إلى أن «الطابع الإلزامي يبقى لصيقاً بجميع قرارات مجلس الأمن، على غرار تلك التي جرى تبنّيها بخصوص القضية الفلسطينية، ومن ثم فإن الحرص على تفعيلها ونفاذها على أرض الواقع يظل من صلب اختصاصات مجلسنا هذا».

كما دعا عطاف إلى «تشجيع تحرّك الجمعية العامة في المواقف التي يثبت فيها مجلس الأمن عجزاً، وهذا لبناء علاقة تكاملية بين الجهازين الرئيسيين للأمم المتحدة».

وأضاف: «إصلاح مجلس الأمن، يكون عبر دمقرطة أساليب عمله، وتوسيع العضوية فيه من خلال تركيبة أوسع، تكون أكثر تمثيلاً للمجموعة الدولية في المرحلة الراهنة».

وتابع: «أولوية الأولويات بالنسبة لنا في مسعى كهذا، هو تصحيح الظلم التاريخي المُسلط على قارتنا الأفريقية، التي تظل الغائب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة».


مقالات ذات صلة

إعفاء السعوديين من التأشيرة القصيرة إلى طاجيكستان وأذربيجان

الخليج وزيرا الخارجية السعودي والطاجيكستاني عقب توقيع على مذكرة التفاهم (واس)

إعفاء السعوديين من التأشيرة القصيرة إلى طاجيكستان وأذربيجان

واصل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في مدينة نيويورك الأميركية عقد مباحثات ثنائية مع مسؤولي عدد من الدول، ناقشت سبل تعزيز التعاون المشترك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج جانب من توقيع اتفاقيتي التعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (واس)

اتفاقات دعم سعودي إنساني لمنظمات دولية في 3 دول

أبرمت السعودية، ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اتفاقيات تعاون مشترك مع منظمات دولية لدعم العمل الإنساني في سوريا والسودان وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية التركية)

وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران حذروا من دوامة عنف جديدة في سوريا

ناقش وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران، وهي الدول الثلاث الضامة لمسار أستانا، الأوضاع في سوريا على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)
العالم العربي ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

قال ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك، إن الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت «أدت إلى تعميق مشاغلنا»، واصفا التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

سودانيون بمصر يحتفلون بتقدّم الجيش في الخرطوم

جانب من تجمّعات السودانيين في حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (صفحة «أكتوبر هتتغير» على «فيسبوك»)
جانب من تجمّعات السودانيين في حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (صفحة «أكتوبر هتتغير» على «فيسبوك»)
TT

سودانيون بمصر يحتفلون بتقدّم الجيش في الخرطوم

جانب من تجمّعات السودانيين في حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (صفحة «أكتوبر هتتغير» على «فيسبوك»)
جانب من تجمّعات السودانيين في حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (صفحة «أكتوبر هتتغير» على «فيسبوك»)

شهد حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية احتفالات للجالية السودانية؛ تفاعلاً مع تقدّم الجيش السوداني في العمليات العسكرية بالعاصمة الخرطوم، حيث خرجت تجمّعات للسودانيين، مساء السبت، للاحتفال ببعض الشوارع، في حين يرى خبراء أن التفاعل الشعبي مع العمليات العسكرية بالخرطوم «انعكاس للدعم الشعبي للجيش السوداني».

وشنّ الجيش السوداني أخيراً عملية عسكرية موسّعة لاستعادة العاصمة الخرطوم من «قوات الدعم السريع»، حيث نقلت تقارير ميدانية قيام الجيش بتوجيه قصف مدفعي وجوي، استعاد به بعض مناطق الخرطوم.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت نحو 13 مليون سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

ومنذ اندلاع الحرب تسيطر «قوات الدعم السريع» بالكامل على الخرطوم، بما في ذلك المواقع العسكرية والسيادية، وتحاصر مقر القيادة العامة للجيش الواقع شرق المدينة.

ولاقت العمليات العسكرية للجيش السوداني في العاصمة الخرطوم تفاعلاً من الجالية السودانية بمصر، وتداولت مواقع وصحف محلية بمصر فيديوهات لاحتفالات السودانيين بالشوارع.

وتستضيف مصر آلاف السودانيين الذين فرّوا من الحرب الداخلية، وقال السفير المصري بالسودان، هاني صلاح، منتصف الشهر الحالي، إن «بلاده استقبلت نحو مليون و200 ألف سوداني بعد الحرب»، إلى جانب آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.

وتفاعل متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي مع احتفالات السودانيين بمصر، وتصدر هاشتاغ (#فيصل) مؤشرات البحث على «إكس»، الأحد، وأشار مغرّدون إلى حب «الشعب السوداني لجيشه».

كما تحدّث آخرون عن «ضرورة إنهاء الحرب».

وبينما تفاعل مصريون مع «فرحة السودانيين»، انتقد البعض «مشهد حشود السودانيين في شوارع فيصل».

وخلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، قال الفريق البرهان إن «القوات المسلحة السودانية لن تتخلّى عن دورها في ردع المعتدين»، وتحدث عن خريطة طريق لإنهاء الحرب تشمل؛ أولاً: «إنهاء العمليات القتالية»، مشيراً إلى أن ذلك لن يحدث «إلا بانسحاب الميليشيا المتمرّدة من المناطق التي احتلّتها»، على أن يعقب ذلك «عملية سياسية شاملة تعيد مسار الانتقال السياسي الديمقراطي، وتضع الحلول المستدامة لملكية وطنية تمنع تكرار الحروب والانقلابات العسكرية».

ويرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية - المصرية»، محمد جبارة، أن احتفالات السودانيين «تعكس الدعم الشعبي والثقة في الجيش السوداني»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاحتفالات كانت في مصر ودول أخرى توجد بها جاليات سودانية تفاعلاً مع العمليات في الخرطوم»، وأعاد جبارة تقدم العمليات للجيش السوداني في الفترة الأخيرة إلى «الإمدادات العسكرية التي حصل عليها الجيش أخيراً، مع عمليات استخباراتية استهدفت عناصر (الدعم السريع)».

وتوقع أن «تكتمل عمليات استعادة الخرطوم»، مضيفاً أن «الحسم العسكري ضروري للحرب الداخلية من قِبل الجيش ثم يعقبها مفاوضات».

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد أشارت في تقرير لها، مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي إلى أن «طرفَي القتال بالسودان الجيش و(قوات الدعم السريع) حصلا أخيراً على أسلحة ومعدات عسكرية حديثة من مصادر أجنبية».

وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة «التيار»، إن الاحتفالات الشعبية السودانية «رسالة للداخل السوداني وخارجه بوجود ظهير شعبي للجيش»، مشيراً إلى أن «بعض القوى السياسية كانت تروّج لعدم وجود دعم شعبي للقوات المسلحة السودانية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التفاعل السوداني مع العمليات العسكرية الأخيرة طبيعي».

ويرى ميرغني أن «هناك فرصة لاستعادة الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، في ظل المعارك الدائرة في مدينة الفاشر بدارفور، والتي حقّق فيها انتصارات، واستنزفت (الدعم السريع)»، مشيراً إلى أن «الجيش طوّر من تكتيك مواجهاته بتدريب جنود المشاة على حرب الميليشيات المسلحة، إلى جانب استحداث معدات عسكرية أعطت الأفضلية للقوات المسلحة أخيراً».