هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

أبو الغيط أكد أن الاعتراف بفلسطين يُمهد الطريق لـ«تفاوض متكافئ»

اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
TT

هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)

شهدت فعاليات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، تحركات ومساعي عربية من أجل تنفيذ «حل الدولتين». وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الاعتراف بدولة فلسطين، يمهد الطريق لـ«تفاوض متكافئ» مع إسرائيل.

وعدّ خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، التحركات العربية في هذا الصدد، بمثابة «وسيلة للضغط على إسرائيل والدفع باتجاه السلام»، لا سيما مع إعلان المملكة العربية السعودية إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين».

واستضاف مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخميس، اجتماعاً وزارياً حول «القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين»، شارك فيه ممثلون عن عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وخلال الاجتماع، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، لافتاً إلى أن الاجتماع الأول للتحالف سيعقد في الرياض.

وركز أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع، على 3 محاور رئيسية؛ وهي «أولاً ضرورة العمل بشكل فعال وعملي لتنفيذ حلّ الدولتين من خلال إضعاف الاحتلال والامتناع عن مساعدته بفرض عقوبات على الاستيطان ورموزه ومقاطعة منتجاته، وفي الوقت نفسه دعم المساعي الفلسطينية لإقامة الدولة»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي.

أما المحور الثاني فيتعلق بـ«العمل على زيادة وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تمهيداً للتفاوض البنّاء بين دولتين قائمتين»، وفق أبو الغيط، الذي أكد في المحور الثالث أن «السبيل الوحيد لتوسيع رقعة السلام والاعتراف والعلاقات الطبيعية وصون اتفاقيات السلام القائمة، هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية».

أبو الغيط في كلمته خلال الاجتماع (الجامعة العربية)

بدوره، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال الاجتماع، «ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وقيام المجتمع الدولي بدوره لوقف العدوان على فلسطين»، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية المصرية. وأشار إلى أن الأزمة الحالية ليست نتاج ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنها نتاج أعوام من الممارسات الإسرائيلية لتكريس احتلال غير شرعي»، مطالباً بـ«منح الشعب الفلسطيني حقه في التحرر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين».

والاجتماع الذي عقد في نيويورك يأتي استجابة لدعوة وجهتها مجموعة الاتصال العربية - الإسلامية بشأن غزة، التي تضم مصر والسعودية وقطر والأردن وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا، عقب اجتماع وزاري عربي - أوروبي، عقد في العاصمة الإسبانية مدريد منتصف الشهر الحالي، شارك فيه وزيرا خارجية النرويج وسلوفينيا، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى.

وعوّل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، على «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا التحالف من شأنه الضغط على إسرائيل، وتحويل المطالبات العربية من مسار الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين، إلى مسار المطالبة بإنهاء الاحتلال». وأوضح أن «تكوين تكتل عربي - دولي معترف بفلسطين من شأنه أن يفضي إلى فرض عقوبات على إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الاجتماع الأول للتحالف المقرر عقده في السعودية قد يتبنى مجموعة من المبادئ، إذا لم تستجب لها تل أبيب، فمن الممكن التصعيد ضدها».

وقال: «لا سبيل لردع إسرائيل، إلا بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية، وهذا أمر ممكن من خلال (التحالف) وزيادة تكتل الدول التي تعترف بدولة فلسطين».

جانب من الاجتماع (صفحة الخارجية المصرية على «فيسبوك»)

وكان وزير الخارجية السعودي، قد دعا، خلال كلمته في الاجتماع، «جميع الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار ذاته، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثل بـ149 دولة مُعترفة بفلسطين». وقال إن «تنفيذ حل الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة».

وبينما أكد خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعد عكاشة، «أهمية التحركات الدبلوماسية من أجل الدفع نحو السلام»، أشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الظروف الحالية ربما تكون غير مواتية لاستجابة إسرائيل لأي مطالب دولية لوقف الحرب، أو الاعتراف بدولة فلسطين، لا سيما أنها تحقق تقدماً عسكرياً دون رادع، وتحت غطاء أميركي»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة تعدّ نفسها الراعي الوحيد لعملية السلام». وقال عكاشة إن «التحركات الدبلوماسية عادة ما تكون أكثر فاعلية عقب وقف الحرب»، وإن لم ينكر «أهميتها في الوقت الحالي لمنع انزلاق المنطقة إلى منعطف أخطر».

وفي سياق الدفع نحو دعم القضية الفلسطينية، عقد أبو الغيط، لقاء، مساء الخميس، مع وزيرة خارجية الأرجنتين، ديانا موندينو، أعرب خلاله عن «أسف الجامعة العربية حيال بعض المواقف التي تم تبنيها مؤخراً من جانب الأرجنتين، والتي تم رفضها عربياً». وشدد أبو الغيط على «أهمية مراجعة التوجهات والمواقف الأرجنتينية وتصحيحها تفادياً لردود فعل عربية غير مواتية»، بحسب إفادة رسمية.

وفي جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن و«ترويكا» القمة العربية على المستوى الوزاري، بشأن «التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية»، قال أبو الغيط إن «المنطقة العربية تقف عند منعطف طرق خطير، وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية فوراً، ومن ثم التدخل الحاسم لفرض الحل العادل، على أساس رؤية الدولتين».

يذكر أن «القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية» التي عقدت بالرياض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد كلفت لجنة وزارية ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة. وأجرت اللجنة الوزارية مباحثات في عدة دول، والتقت عدداً من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وعدداً من المسؤولين في الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وعدداً من البلدان الفاعلة على الصعيد الدولي، لوقف الحرب في غزة.


مقالات ذات صلة

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع نظيره البريطاني جون هيلي في الرياض (واس)

نقاشات سعودية - بريطانية لتطوير التعاون الدفاعي

استعرض الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع نظيره البريطاني جون هيلي، الخميس، الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها عسكرياً ودفاعياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارة قصيرة إلى المغرب في وقت سابق الخميس.

وقالت الوكالة إن ولي العهد الأمير مولاي الحسن يرافقه رئيس الحكومة عزيز أخنوش استقبلا الرئيس الصيني في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء مشيرة إلى أن الزيارة تعكس روابط الصداقة والتعاون والتضامن القوية بين الشعبين المغربي والصيني. وقام شي بالزيارة بعد حضوره قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

كثفت الصين استثماراتها في قطاع البنية التحتية والسكك الحديدية في المغرب في السنوات الأخيرة. ويجذب المغرب مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية الصينيين في ظل موقعه الجغرافي بالقرب من أوروبا، واتفاقياته للتجارة الحرة مع أسواق رئيسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وصناعة السيارات القائمة في المملكة.

وفي يونيو (حزيران)، اختارت شركة "جوشن هاي تك" الصينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية المغرب مقرا لأول مصنع ضخم في إفريقيا بتكلفة إجمالية تبلغ 1.3 مليار دولار.