البرلمان الجزائري يبحث طلب التحقيق في «تزوير» الاستحقاق الرئاسي

تقدمت به كتلة نواب الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»

جلسة لأعضاء البرلمان الجزائري (الشرق الأوسط)
جلسة لأعضاء البرلمان الجزائري (الشرق الأوسط)
TT

البرلمان الجزائري يبحث طلب التحقيق في «تزوير» الاستحقاق الرئاسي

جلسة لأعضاء البرلمان الجزائري (الشرق الأوسط)
جلسة لأعضاء البرلمان الجزائري (الشرق الأوسط)

يبحث مكتب البرلمان الجزائري طلباً تسلمه، الثلاثاء، من كتلة نواب الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، يتعلق بإطلاق «لجنة تحقيق» في الظروف التي جرت فيها انتخابات الرئاسة، في السابع من سبتمبر (أيلول) الحالي، التي حل فيها رئيس الحزب عبد العالي حساني ثانياً بـ9 في المائة من الأصوات، بعيداً عن الرئيس الفائز بولاية ثانية عبد المجيد تبون، الذي حصل على 84 في المائة من الأصوات.

ويعود لرئاسة «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة الأولى) صلاحية قبول أو رفض طلب استحداث لجان التحقيق، علماً بأن رئيسه إبراهيم بوغالي يعد من أشد الموالين للرئيس تبَون، وقد دعا، الاثنين الماضي، النواب إلى دعمه خلال الولاية الثانية (2024-2029). كما أن غالبية أعضاء مكتب «المجلس» ينتمون لأحزاب موالية للرئيس، عدت نتائج الانتخابات «عاكسة لإرادة الشعب».

رئيس المجلس الشعبي الوطني (الشرق الأوسط)

وقالت المجموعة البرلمانية لـ«مجتمع السلم»، المعروفة اختصاراً بـ«حمس»، في بيان إنها تدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول نتائج الانتخابات الرئاسية، المعلنة من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. مشيرة إلى أن المسعى «يتيحه الدستور في إطار تفعيل آليات الرقابة، نظراً للوقائع التي عرفتها هذه الانتخابات، وقصد تحميل المسؤولية للمتسببين فيها ومتابعتهم، وضمان عدم تكرار ما حدث». كما أشارت إلى أن «القضية تبقى للمتابعة»، في إشارة إلى أنها في حالة ترقب لرد مكتب «المجلس» على طلبها.

من حملة الرئيس تبون لولاية ثانية (حملة المترشح)

وكان رئيس «سلطة الانتخابات»، محمد شرفي، قد أعلن في التاسع من سبتمبر الحالي نتائج مؤقتة للانتخابات، تضمنت عدد المصوتين ب5.6 مليون، نال منها تبون 5.3 مليون (94 في المائة)، وحصل حساني على 178 ألف صوت (3 في المائة)، فيما حصل المرشح الاشتراكي يوسف أوشيش على 122 ألف صوت (2 في المائة).

واحتج المرشحون الثلاثة في بيان مشترك على «تناقض وتعارض الأرقام»، وحمَّلوا شرفي المسؤولية. وبعد أن تسلمت «المحكمة الدستورية» محاضر فرز الأصوات غيرت كل الأرقام، فأصبح عدد المصوتين 11 مليوناً، نصيب تبون منها قرابة 8 ملايين، وأعطت حساني أكثر من 900 ألف صوت، فيما عاد 600 ألف صوت لأوشيش.

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني الخاسر في الانتخابات (حملة المترشح)

ورغم رفع نتيجة حساني بثلاثة أضعاف، فقد نددت «حمس» بـ«العبث بإحصائيات الانتخابات على مستوى سلطة الانتخابات، في استهداف واضح للوطن من خلال العملية الانتخابية، وارتكاب معلل لجرائم انتخابية موصوفة في قانون الانتخابات». وقالت إن «الإجرام بحق الانتخابات الذي استشرى من المستوى المحلي إلى المركزي، استهدف استقرار البلاد أمام العالم، وشوه العملية السياسية والانتخابية المتعلقة بأعلى منصب في الدولة، بغية تأزيم الأوضاع الداخلية، والسير بالبلاد نحو المجهول، دون أدنى تقدير للعواقب والمآلات».

يوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (حساب الحزب بالإعلام الاجتماعي)

ودعا الحزب الإسلامي إلى «فتح تحقيق قضائي معمق، ومحاكمة المتسببين في ضرب العملية الانتخابية وسمعة البلاد، من خلال تزوير المحاضر في مكاتب الاقتراع».

واستبعد نواب تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» انضمام برلمانيي الأحزاب الكبيرة إلى خطوة «حمس»، بعد أن أظهروا برودة في التوجه إلى إجراء تحقيق يخص تزويراً محتملاً لنتائج الاستحقاق، بعد أن عبرت قيادات هذه الأحزاب عن رضاها عن الأرقام بعد تعديلها من طرف المحكمة الدستورية، وقالت إنها «منطقية».

محمد شرفي رئيس سلطة مراقبة الانتخابات (الشرق الأوسط)

وأهم هذه الأحزاب «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، و«جبهة المستقبل»، وهي تشكل ما يعرف «الائتلاف الرئاسي» الداعم لسياسات الرئيس، وكانت ركيزة أساسية له خلال الولاية الأولى، وتملك وزراء في الحكومة، على الرغم من أن تبون أكد أنه ترشح للانتخابات «مستقلا عن كل الأحزاب».


مقالات ذات صلة

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس وقائد الجيش في آخر نشاط لهما معاً في 14 نوفمبر الحالي (وزارة الدفاع)

الجزائر: إقصاء الأحزاب الموالية للرئيس من الحكومة الجديدة

لاحظ مراقبون في الجزائر غياب «العمق السياسي» عن التعديل الحكومي الذي أحدثه الرئيس عبد المجيد تبون في حكومته.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي واسع يبقي الوزراء السياديين

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاثنين، تعديلاً حكومياً احتفظ فيه وزراء الحقائب السيادية بمناصبهم، بعد أن كان الوزير الأول نذير عرباوي قدم استقالة…

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي يُبقي على وزراء الحقائب السيادية والمقربين من تبون

ذكرت «وكالة الأنباء الجزائرية» أن رئيس الوزراء محمد النذير العرباوي قدّم، اليوم الاثنين، استقالة الحكومة إلى الرئيس عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».