«بكتيريا الإيكولاي»... الحكومة المصرية توضح حقيقة «مرض أسوان» الغامض

وزير الصحة أكد انحسار «النزلات المعوية»

وزير الصحة المصري في مؤتمر صحافي للإعلان عن حقيقة الحالات المرضية في أسوان (مجلس الوزراء)
وزير الصحة المصري في مؤتمر صحافي للإعلان عن حقيقة الحالات المرضية في أسوان (مجلس الوزراء)
TT

«بكتيريا الإيكولاي»... الحكومة المصرية توضح حقيقة «مرض أسوان» الغامض

وزير الصحة المصري في مؤتمر صحافي للإعلان عن حقيقة الحالات المرضية في أسوان (مجلس الوزراء)
وزير الصحة المصري في مؤتمر صحافي للإعلان عن حقيقة الحالات المرضية في أسوان (مجلس الوزراء)

بعد أيام من تصاعد حالة الجدل بشأن «أعراض مرضية» منتشرة في أسوان (جنوب مصر)، أوضحت الحكومة المصرية سبب تلك الأعراض، مشيرة إلى وجود عدوى بكتيرية قولونية «البكتيريا الاشريكية» أو (الإيكولاي)، التي أظهرتها عينات من المرضى.

ورصدت وزارة الصحة المصرية خلال الأيام الماضية، تردد عدد من المرضى على مستشفيات أسوان، مصابين بأعراض نزلات معوية (إسهال، وغثيان، وقيء)، وسط تباين التفسيرات حول سبب انتشار الأعراض.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان المصري، الدكتور خالد عبد الغفار، خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين، عقب جولة قام بها في عدد من مستشفيات أسوان، إن نتائج الفحص الظاهري للعينات التي تم الحصول عليها من المرضى تؤكد وجود عدوى بكتيرية قولونية «البكتيريا الاشريكية»، وهي بكتيريا موجودة في أي شيء معرض للتلوث، سواء مياه ملوثة بالبراز أو الطعام الملوث بالماء الذي يحتوي على الميكروب.

وأوضح عبد الغفار، أن حدة الأعراض تختلف مع اختلاف سلالات البكتيريا الاشريكية، التي هي «حالات إسهال وقيء وغثيان، وارتفاع بسيط في درجات الحرارة، وتزداد مع بعض السلالات المتحورة، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مناعتهم ضعيفة».

وبدأت هيئات رسمية لتقصي أسباب الأعراض المرضية عملها من خلال تشكيل لجان تقصي داخل المنازل والأماكن التي تم رصد الحالات بها، وهي قرى أبو الريش قبلي والرقبة بدراو، إضافة إلى الكشف عن محطات المياه.

وأشار وزير الصحة، إلى أن الوزارة نفذت 6 قوافل علاجية لمنطقة أبو الريش و6 قوافل علاجية لمنطقة دراو، مزودة بالفرق الطبية والأدوية ومستحضرات معالجة الجفاف، فضلاً عن تنفيذ زيارات لـ315 منزلاً ومناظرة لـ2179 مواطناً للاستماع إليهم والتعرف على أسباب حدوث ذلك، سواء من خلال تناولهم لطعام أو مشروبات معينة، فضلاً عن حصر المخالطين للحالات المرضية.

وبحسب الدكتورة إيمان السيد، استشاري الباطنة والعناية المركزة والحالات الحرجة في مصر، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن بكتيريا «الإيكولاي» أو (E. coli) يوجد منها أكثر من نوع، منها ما يسبب الضرر البسيط، وآخر ضرره يصل إلى إحداث قصور في وظائف الكلى، أو التسبب في فشل كلوي، ومصدر العدوى بها يكون المياه أو الطعام الملوث أو تناول لحوم غير مطهية بصورة جيدة أو شرب لبن غير مبستر.

وخلال المؤتمر أشار وزير الصحة، إلى أن «بعض الأهالي في أسوان قاموا ببناء بيارات صرف صحي قريبة من مصادر مياه الشرب، بالإضافة إلى رصد بعض وصلات المياه العشوائية».

وتعقّب «استشاري الباطنة» قائلة: «تنتشر الإصابة ببكتيريا الإيكولاي عند تناول الطعام أو شرب الماء الملوث نفسه، وهو الأمر المرجح في حالة أسوان»، مشيرة إلى أن العدوى قد «تنتقل عن طريق التلامس».

وأكد الوزير المصري «انحسار المرض»، مشيراً إلى أن إجمالي الحالات المصابة بنزلات معوية التي ترددت على وحدات الطوارئ منذ يوم 16 سبتمبر (أيلول) (الجاري) وحتى اليوم بلغ 480 حالة، تم الكشف عليها وأخذ العلاج والتوجه للمنزل لأنها كانت أعراضاً بسيطة، أما الحالات التي تم حجزها فقد بلغت أكثر من 160 حالة، من بينها 49 حالة تحسنت بالفعل وخرجت من المستشفى، وباقي 78 حالة في القسم الداخلي تتماثل للشفاء، فيما لا تزال 36 حالة في العناية المتوسطة والمركزة تعاني من أمراض مزمنة من كبار السن ومرضى غسيل الكلوي المزمن.

وأكد الوزير أن إجمالي حالات الوفيات التي شهدتها المستشفيات سواء كانت لها علاقة بالحالة المرضية أو غيرها، هي 5 حالات.

وأشار إلى أن «الانتظار لمدة 7 أيام حتى تم الإعلان عن طبيعة المرض، كان بسبب إجراء الوزارة تسلسلات جينية للسلالات ومزرعة للعينات التي تم الحصول عليها، للخروج بمعلومات مؤكدة عن سبب البكتيريا التي يمكن أن تسبب الأمراض التي تم رصدها».

وأكد أن أعداد الحالات المصابة بنزلات المعوية بسيطة جداً مقارنة بحجم المحافظة وتعدادها، إذ تضم 116 قرية و377 نجعاً.

وأشار عبد الغفار إلى أن هناك انخفاضاً في عدد الحالات المصابة، ومتوسط التردد اليومي على المستشفيات الآن يتراوح ما بين 18 و19 حالة يومياً، وأنه «خلال أسبوع ستنحسر الحالات بشكل كامل».

إلى ذلك، قال محافظ أسوان، إسماعيل كمال، خلال المؤتمر، إنه زار قرية أبو الريش وتناول الشاي والمياه مع الأهالي، مشيراً إلى أنه بصحة جيدة ولم يعان من أي أعراض مرضية.


مقالات ذات صلة

تعيين رشاد رئيساً جديداً للمخابرات العامة في مصر

شمال افريقيا السيسي متوسطاً رشاد وكامل بعد اداء رئيس المخابرات الجديد اليمين (الرئاسة المصرية)

تعيين رشاد رئيساً جديداً للمخابرات العامة في مصر

أعلنت الرئاسة المصرية، أمس، تعيين حسن محمود رشاد، رئيساً جديداً لجهاز المخابرات العامة، خلفاً للواء عباس كامل الذي تولى رئاسته منذ 2018. وأدى رشاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقائه مفكرين بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء)

مصر: حديث حكومي عن تعديل قوانين «الوافدين»... ودعوات لوقف «الإساءات»

تعمل الحكومة المصرية على تعديل قوانين تخص الوافدين وسط انتقاد لـ«الحملات غير الرشيدة» ضد «ضيوف مصر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع للحكومة (مجلس الوزراء)

مصر تجدّد تحذيرها من «حرب إقليمية شاملة» تعصف بالمنطقة

جددت مصر التحذير من مخاطر اندلاع «حرب إقليمية شاملة»، فيما طمأن رئيس الحكومة الداخل بأن بلاده تعمل على «تأمين مخزون استراتيجي من الاحتياجات الأساسية للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني بمصر لمناقشة ترتيبات مناقشات منظومة الدعم الحكومي (الحوار الوطني)

مصر: التحول لـ«الدعم النقدي» توجُّه حكومي ينتظر إقرار «الحوار الوطني»

تترقّب الحكومة المصرية مناقشات «الحوار الوطني» لمنظومة الدعم الحكومي المقدَّم للمواطنين، أملاً في الحصول على توافُق الآراء من المتخصصين والسياسيين والاقتصاديين.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ليبيا تتجاهل اتهام أحد مواطنيها بـ«التخطيط لهجوم» على سفارة إسرائيل في ألمانيا

رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مستقبِلاً السفير الألماني الجديد في طرابلس (المكتب الإعلامي للحكومة)
رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مستقبِلاً السفير الألماني الجديد في طرابلس (المكتب الإعلامي للحكومة)
TT

ليبيا تتجاهل اتهام أحد مواطنيها بـ«التخطيط لهجوم» على سفارة إسرائيل في ألمانيا

رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مستقبِلاً السفير الألماني الجديد في طرابلس (المكتب الإعلامي للحكومة)
رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مستقبِلاً السفير الألماني الجديد في طرابلس (المكتب الإعلامي للحكومة)

استيقظ الليبيون، الأحد، على نبأ توقيف أحد مواطنيهم في ألمانيا بتهمة «التخطيط لشن هجوم بأسلحة نارية» على سفارة إسرائيل في برلين.

وأعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه الألمانية، أن الليبي الذي اعتُقل للاشتباه في انتمائه لتنظيم «داعش»؛ «خطط لشن هجوم بأسلحة نارية على السفارة الإسرائيلية في برلين».

واستقبل الليبيون الاتهام الموّجه إلى لمواطن، بما بين «توجس مما هو قادم» وإلقاء اللوم «على الكيان الإسرائيلي» الذي يرون أن «جرائمه في فلسطين ولبنان سبب في عمليات انتقامية».

والتزمت السلطات الليبية في عموم البلاد الصمت حيال الواقعة، التي يرى بعض المتابعين أنها «ستزيد من عزلة بلدهم؛ من خلال فرض مزيد من قيود السفر إلى الاتحاد الأوروبي».

غير أن الخبير العسكري عادل عبد الكافي رأى أن توقيف المواطن الليبي في ألمانيا «لا يزال في مرحلة الاشتباه»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يُحاكم ولم تثبت الأدلة التي تشير إلى تورطه في انتمائه إلى جماعات إرهابية».

جهاز مكافحة الإرهاب في برلين (أرشيفية - متداولة)

وقال عبد الكافي: «إن الأعمال الإجرامية التي اقترفها الكيان الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، أحيت المشاعر في العالم ضد ما قام به من جرائم»، ورأى أن ذلك من شأنه «أن يدفع بكثير من الشباب إلى القيام بأي عمل تجاه التمثيل الدبلوماسي الصهيوني في أي مكان على الأرض».

ويتخوف المحلل السياسي الليبي أحمد أبو عرقوب، من أن تلقي الواقعة بظلالها على المهاجرين غير النظاميين الموجودين في دول الاتحاد الأوروبي، و«ازدياد مخاطر الترحيل إلى خارج دول الاتحاد».

ويدعو أبو عرقوب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى ضرورة «التريث لحين انتهاء التحقيقات مع الليبي المشتبه به... الأمر لم يتضح بعد»، متسائلاً: «هل ستدفع دول الاتحاد الأوروبي ثمن مساهمته في عدم استقرار الدولة الليبية؟»، حسب قوله.

واتخذت الحكومة الألمانية مؤخراً سلسلة إجراءات لتشديد ضوابط الهجرة غير النظامية، منها تسريع عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، وهي النقطة التي ركَّز عليها المحلل السياسي الليبي بالنظر إلى أن «العدد الأكبر من المهاجرين الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبي يأتون من ليبيا».