الدبيبة يتعهد عدم السماح لـ«الأوضاع الخارجية» بالتأثير على ليبيا

نورلاند ينتقد اتخاذ «المجلس الرئاسي» إجراءات أحادية بشأن «المركزي»  

الدبيبة خلال افتتاح أعمال منتدى تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بطرابلس (الحكومة)
الدبيبة خلال افتتاح أعمال منتدى تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بطرابلس (الحكومة)
TT

الدبيبة يتعهد عدم السماح لـ«الأوضاع الخارجية» بالتأثير على ليبيا

الدبيبة خلال افتتاح أعمال منتدى تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بطرابلس (الحكومة)
الدبيبة خلال افتتاح أعمال منتدى تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بطرابلس (الحكومة)

تعهد رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الأحد، «بعدم السماح لأي أوضاع خارجية وطارئة في الوطن العربي، بكسر همة الليبيين والتأثير عليهم في تحقيق الأهداف الوطنية»، بينما انتقد السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، أزمة «المصرف المركزي»، وقال إن «مداهمة جهاز الاستخبارات لمقر المصرف ومصادرته بعض الأوراق والملفات، أثارت المخاوف حول مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب».

الدبيبة خلال افتتاح أعمال منتدى تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي بطرابلس (الحكومة)

وقال الدبيبة في افتتاحه منتدى «أعمال تنفيذ الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي وخطة دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خلال الأوبئة والأزمات»، بالعاصمة طرابلس، إن ليبيا «كانت وستظل في طليعة الدول الداعمة للقضايا الإنسانية والاجتماعية، وفي مقدمتها العمل التطوعي، ودعم حقوق ذوي الإعاقة»، وشدد على أهمية المضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية لضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة، مع الالتزام بتحقيق التطور والإعمار.

من جهة أخرى، أبدى المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، «قلقه من تحول الجهود المبذولة لحل أزمة المصرف إلى حلقة مفرغة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترى أن ليبيا «بحاجة لتحركات سريعة لاستعادة الثقة في المصرف».

وأضاف نورلاند في تصريحات لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، الأحد، أن «المجلس الرئاسي اتخذ إجراءات أحادية محفوفة بالمخاطر تجاه المصرف».

وتزامنت هذه التصريحات، مع معلومات غير رسمية عن قرب استئناف البعثة الأممية لاجتماعاتها، الثلاثاء المقبل، لحل أزمة المصرف، بينما توجه محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، مساء السبت، إلى مدينة نيويورك الأميركية للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحث آخر التطورات على الساحة الليبية مع عدد من قادة دول العالم.

الباعور وفكي (الحكومة)

وفي إطار الدعم الأفريقي لجهود «المصالحة الوطنية» في ليبيا، قالت وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة إن الطاهر الباعور المكلَّف بتسيير الوزارة، عقد «اجتماعاً مثمراً» مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، في إطار مشاركة ليبيا في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت «الخارجية»، إن الباعور وهو ممثل دولة ليبيا في هذه الدورة، بحث مع فكي، «سبل تعزيز التعاون الأفريقي وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه القارة، مع التركيز على دعم جهود المصالحة الوطنية في ليبيا».

في غضون ذلك، قرر مجلس النواب الليبي، الأحد، تأجيل جلسته، التي كانت مقررة، الثلاثاء المقبل، بسبب وفاة نائبه عن المنطقة الجنوبية عبد السلام محمد المرابط، الذي وافته المنية، ليلة السبت، حسبما أعلن الناطق الرسمي باسمه عبد الله بليحق.

وكان عقيلة صالح رئيس المجلس، قد دعا الأسبوع الماضي، أعضاء المجلس لحضور جلسة رسمية، الثلاثاء، بمقر المجلس في مدينة بنغازي بشرق البلاد، ستخصَّص لمناقشة عدد من القوانين.

في غضون ذلك، قال وزير النفط والغاز المكلف في حكومة «الوحدة» خليفة عبد الصادق، إنه بحث، مساء السبت، مع المدير التنفيذي لشركة «سوناطراك» الجزائرية رشيد حشيشي، على هامش معرض منعقد بمدينة هيوستن الأميركية، «تعزيز التعاون الاستراتيجي في مجالات الطاقة وخدمات الحقول بما يحفظ مصالح البلدين»، لافتاً إلى أنهما جددا «التزامهما بتعزيز شراكتهما في مجال استكشاف وتطوير النفط والغاز، ومشاريع الطاقة المتجددة، وخدمات حقول النفط، بالإضافة إلى التدريب وتبادل الخبرات ونقل المعرفة، وعلى أهمية الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والتعاون الاستراتيجي».

ونقل خليفة عن الحشيشي، تأكيده «عزم شركته استئناف نشاطها في ليبيا، واستكمال التزاماتها التعاقدية، والبدء في تطوير الحقول المكتشفة».

إحباط محاولة لتهريب ذهب من مطار مصراتة (جهاز الأمن الداخلي)

بموازاة ذلك، أعلن جهاز الأمن الداخلي، إحباط محاولة تهريب 100 كيلوغرام من الذهب و1.5 مليون يورو في مطار مصراتة، مشيراً إلى تمكُّن عناصره في أثناء تأدية مهامهم في إجراءات التفتيش على حقائب المسافرين المتجهين، يوم السبت، إلى تركيا على متن شركة «سما المتوسط»، إحباط محاولة تهريب كمية من الذهب والعملة الأجنبية.

وقدر الجهاز أنه تم ضبط كمية من الذهب تزن نحو 101 كيلوغرام، بالإضافة إلى 1.5 مليون يورو، موزعين على 4 حقائب، حيث تم العثور على الذهب في 3 حقائب، بينما وُضع المبلغ المالي في الحقيبة الرابعة.

وقال في بيان له، مساء السبت، إنه تم توقيف المسؤولين عن هذه الحقائب، وإخطار النيابة العامة التي منحت الإذن لمأموري الضبط القضائي بمباشرة الاستدلال في الواقعة.


مقالات ذات صلة

تأكيد فرنسي وأممي على ضرورة حلحلة الأزمة الليبية

شمال افريقيا اجتماع مسؤولي حكومة «الوحدة» لبحث ملف القروض الخارجية (خارجية الوحدة)

تأكيد فرنسي وأممي على ضرورة حلحلة الأزمة الليبية

قالت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» المؤقتة إنها تابعت، السبت، بطرابلس في اجتماع مشترك بحضور مسؤولي المصرفين المركزي والخارجي، ملف القروض الليبية.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس الراحل معمر القذافي (أرشيفية)

بعد 13 عاماً من رحيله... كيف يتذكر الليبيون فترة حكم القذافي؟

تدفع الظروف الحياتية في ليبيا أحياناً بعض الأطراف إلى «الحنين» لفترة حكم نظام الرئيس الراحل معمر القذافي؛ لكنها لم تمنع آخرين من تذكر ما شهدته حقبته من «تنكيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا خوري والأمين العام بمقر الأمم المتحدة في نيويورك 8 أكتوبر الحالي (البعثة الأممية)

ليبيا: عودة المطالب بتعيين مبعوث أممي جديد خلفاً لباتيلي

عادت الأصوات الليبية المطالبة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتسمية مبعوث جديد له في البلاد خلفاً للمبعوث السابق عبد الله باتيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ستيفاني خوري في صورة مع أعضاء «مجموعة العمل الأمنية» (البعثة الأممية)

ليبيا: 4 سنوات مرت على «اتفاق وقف النار» وسط «تكلس سياسي»

لا تزال ليبيا تتخبط في دروب السياسية الملتوية، فيما تحل ذكرى مرور 4 سنوات على اتفاق «وقف إطلاق النار» الذي وقّع بجنيف دون تقدم باتجاه استقرار البلاد.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع «مجموعة العمل الأمنية الدولية» في سرت (البعثة الأممية)

«مجموعة العمل الدولية» تدعو الليبيين لـ«تسوية سياسية»

وسط غياب الحل السياسي في ليبيا، وسعي أممي لإيجاد توافق بين الأطراف المتنازعة، عقدت «مجموعة العمل الأمنية الدولية» المعنية بليبيا اجتماعها في سرت للمرة الأولى.

جمال جوهر (القاهرة)

احتفاء الأزهر بـ«شهداء المقاومة» يثير جدلاً في مصر

مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
TT

احتفاء الأزهر بـ«شهداء المقاومة» يثير جدلاً في مصر

مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)

أثار احتفاء الأزهر في مصر بـ«شهداء المقاومة» جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد عَدّه دعماً للقضية الفلسطينية، ومعارض انتقد عدم ذكر أسماء قادة حركة «حماس»، أو رفض الإشادة بالحركة التي يرى أنها «أضرّت بغزة».

وكان الأزهر قد نعى، الجمعة، «شهداء المقاومة الفلسطينية»، واصفاً إياهم بـ«الأبطال الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فساداً وإفساداً».

وقال الأزهر، في بيان نشره عبر صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: «إن المجتمع الدولي يغطّ في صمت كصمت الموتى في القبور، والقانون الدولي لا تساوي قيمته ثمن المداد الذي كُتِب به».

مصلون بالجامع الأزهر يلوحون بالعلم الفلسطيني خلال احتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي في نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي (أ.ف.ب)

وأكد الأزهر أن «شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق؛ أرهبوا عدوّهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين، كما يحاول العدو تصويرهم كذباً وخداعاً، بل كانوا مرابطين مقاومين، متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردّون كيد العدو وعدوانه».

وشدد الأزهر على «أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين»، مؤكداً أن «المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرف لا يضاهيه شرف».

وأثار البيان تفاعلاً وجدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أشاد حساب باسم إيمان السعيد، بموقف الأزهر، قائلاً: «شكراً مؤسستنا الحيادية النزيهة».

في حين انتقد حساب باسم هبة عدم ذكر الأزهر أسماء في بيانه، متسائلاً: «مَن هم هؤلاء الشهداء؟».

ومثلها طالب حساب آخر، يحمل اسم مي فاروق، الأزهر بذكر أسماء، وقال: «أبسط شيء أن تذكر الحق بأهله وأصحابه».

كما انتقد حساب آخر باسم ميمي، دفاع الأزهر عن حركة «حماس»، مشيراً إلى أن «7 أكتوبر (تشرين الأول) كان بداية النهاية».

كما عَدّ حساب آخر باسم «HHH» الإشادة بحركة «حماس»، ووصْف قادتها بـ«الشهداء»، أمراً «غير لائق»، مشيراً إلى أنهم «إرهابيون».

احتفاء الأزهر بـ«شهداء المقاومة» لم يقتصر على البيان؛ حيث نشر الأزهر، السبت، منشوراً على «إكس»، قال فيه «رَبِحَ البيع أبا يحيى... وربح بيع كل شهيد دافع عن وطنه وأرضه، ومات في سبيل ذلك»، وهو ما عَدّه رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، وإن لم يشر إليه بالاسم.

وطالب عدد من روّاد مواقع التواصل الأزهر بأن يقول «أبا إبراهيم (السنوار) بدلاً من أبا يحيى (الصحابي صهيب بن سنان بن حمزة النمري)». وقال حساب باسم محمود ربيع في هذا الخصوص: «الأمر لا يحتمل مجازاً أو تلميحاً».

من جانبه، لا يرى رئيس تحرير صحيفة «صوت الأزهر» (الصادرة عن مشيخة الأزهر)، أحمد الصاوي، ضرورة لذكر أسماء معينة في البيان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الهدف كان التعبير عن الموقف والفكرة، وعدم اختزالها في شخص بعينه، والتأكيد على مواقف (الأزهر الشريف) الداعمة للمقاومة وللحقوق الفلسطينية، والرافضة لوصم حركات المقاومة بـ(الإرهاب)».

فلسطينيون يتسوّقون في سوق مؤقتة أُقيمت بجوار المباني المدمّرة بغارة جوية إسرائيلية بخان يونس (رويترز)

وأضاف الصاوي: «أن موقف الأزهر يُعبر عن حالة الشعوب العربية التي تدين استمرار الإبادة الجماعية، وهروب المسؤولين عنها من العقاب والوصم»، مشيراً إلى أن «القوانين والمواثيق الدولية تؤكد مشروعية مقاومة الاحتلال»، مضيفاً أن الإرهاب الحقيقي «يكمن في ممارسات الاحتلال، وليس في المقاومة».

التباين في المواقف بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حركة «حماس»، والموقف من قادتها هو انعكاس لتباين مماثل في الإعلام المصري، بين إعلاميين يحتفون بـ«المقاومة وشهدائها»، وآخرون ينتقدون حركة «حماس» وقادتها؛ حيث كتب الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه على «إكس»: «إن المقاومة لن تنتهي باستشهاد السنوار أو هنية أو حسن نصر الله».

في سياق ذلك، قال الإعلامي المصري عمرو أديب، في برنامجه، مساء الجمعة، على «إم بي سي»: «إن الجيش الإسرائيلي رسم صورة لمشهد نهاية السنوار، لم يكن هو نفسه يحلم بها». مضيفاً أن السنوار «لم يستسلم، وظل بطلاً حتى النهاية، مات برمية من غير رامٍ، والإسرائيليون صدّروه في صورة البطل».

في حين كتب الإعلامي المصري، أحمد موسى، عبر حسابه على «إكس»، أن مقتل السنوار «لم يكن صدفة، ولم تكن هناك مقاومة من الأساس، بل حدثت خيانة من العملاء والجواسيس باعوا السنوار، كما باعوا هنية ونصر الله».

وكان موسى قد انتقد حركة «حماس» مراراً، سواء في برنامجه أو عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهمها بـ«تسليم قطاع غزة لإسرائيل».