مصر: إخلاء سبيل التيجاني... ومساران أمام «الشيخ الصوفي»

صلاح الدين التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
صلاح الدين التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
TT

مصر: إخلاء سبيل التيجاني... ومساران أمام «الشيخ الصوفي»

صلاح الدين التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
صلاح الدين التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)

في تطور جديد لقضية رجل دين مصري يُوصف بأنه «شيخ صوفي شهير»، قررت جهات التحقيق القضائية، السبت، إخلاء سبيل صلاح الدين التيجاني، بكفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه (الدولار يساوي 48.45 جنيه في البنوك المصرية)، على ذمة التحقيقات، في اتهام ينفيه بـ«التحرش الإلكتروني»، بفتاة قبل سنوات.

تلك القضية التي كانت حديث منصات التواصل بمصر، تسير ضمن مسار قضائي يحتمل أن يقود التيجاني للبراءة من الاتهامات، أو المحاكمة حال استكمال الأدلة، وفق مصدر قانوني تحدث لـ«الشرق الأوسط».

وبعد يوم من القبض عليه، أمرت النيابة العامة بشمال الجيزة، غرب العاصمة القاهرة، السبت، بإخلاء سبيل التيجاني، على خلفية اتهامه بـ«التحرش بفتاة عن طريق رسائل على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي»، كما أمرت النيابة بصرف الفتاة ووالدتها بعد الاستماع إلى أقوالهما، لحين استكمال التحقيقات، وفق ما نشرته صحيفة «أخبار اليوم» الرسمية في مصر.

ونفى التيجاني، حسب الصحيفة ذاتها، ما ذكرته الفتاة في منشورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه «أرسل إليها صوراً خادشة للحياء»، قائلاً إنها «تعاملني زي (مثل) والدها وأنا بعاملها زي بنتي».

وخلال التحقيقات مع التيجاني، تقدمت سيدتان أخريان ضده ببلاغ تتهمانه بـ«التحرش» بهما أيضاً. وقالت كل منهما إنها كانت تتردد عليه في مقره بإمبابة (غرب القاهرة) لحضور دروس دينية، وإنه كان يتحرش بها خلال حضورها أو من خلال المحادثات (تطبيق الدردشة بمواقع التواصل الاجتماعي) بينهما، وفق الصحيفة، التي ذكرت أنه أطلق سراحه على ذمة التحقيقات عقب دفع الكفالة المالية.

من جانبه، قال المحامي المصري، عمرو عبد السلام، الذي قدم بلاغاً هو الآخر ضد التيجاني، لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير أخلي سبيله وأطلق سراحه بعد دفع الكفالة المالية المقررة، مضيفاً: «لكن هذا الإخلاء ليس معناه نهاية القضية، بل خروج مؤقت على ذمة التحقيقات في التهم الموجهة إليه».

وجاء إطلاق سراح التيجاني في البلاغ المقدم من والدة الفتاة، وفق المحامي المصري، موضحاً أن بلاغه وأي بلاغ آخر سيتم ضمه للتحقيقات للنظر فيها وفق ما هو متبع في إجراءات التقاضي.

ويحمل بلاغ المحامي المصري عبد السلام مطالبة للنيابة المصرية بفتح الموقع الإلكتروني المنسوب للتيجاني، نظراً لما يحمله من مقاطع فيديو «تحمل مخالفة لأحكام الدين»، على حد قوله، وهي اتهامات نفاها «الشيخ الصوفي» في تصريحات تلت حملة ضده بمنصات التواصل عقب اتهام الفتاة له بـ«التحرش».

وأمام مسار قضية التيجاني، طريقان، الأول تبرئته مما نسب إليه، والثاني إحالته للمحاكمة عقب استكمال الأدلة، وفق ما يرى المحامي، مرجحاً الإحالة للمحاكمة في ضوء التهم التي تواجهه والأدلة التي تحمل مقاطع الفيديو المنسوبة له، خصوصاً فيما يخص أمور الدين.

وفي 17 سبتمبر (أيلول) الحالي، ذكرت فتاة تدعى خديجة خالد أن التيجاني تحرش بها عبر تطبيق الدردشة بمنصات التواصل الاجتماعي، وفي اليوم التالي برأ الأخير نفسه، واتهم الفتاة بأنها «مريضة نفسياً»، قبل أن تتوالى اتهامات مماثلة من أكثر من فتاة. وتعلن وزارة الداخلية المصرية، في بيان الجمعة، توقيفه.

وأكدت «الداخلية المصرية»، في البيان ذاته، أن التيجاني «تم استبعاده من الطريقة التيجانية منذ سنوات»، مشيرة إلى أن الأخير قدم بلاغاً لدى الأجهزة الأمنية ضد فتاة ادعت عليه بـ«التحرش»، ووالدها. وأعلنت «اتخاذ الإجراءات القانونية في الواقعة، والعرض على النيابة العامة للتحقيق».

وراج بمنصات التواصل بيان سابق منسوب لـ«الطريقة التيجانية» الصوفية المعروفة بمصر، تتبرأ فيه من التيجاني، مؤكدة أنه «ثبت عنه فساد معتقده، وانحرافه عن الطريقة وتحريفه لأصولها». ونفت صلتها بالزاوية التي يوجد فيها بمنطقة إمبابة، والتي يتردد عليها عدد من مشاهير الفن والثقافة في مصر.

وعدَّ التيجاني في تصريحات صحافية أن «الهجوم ضده حملة مأجورة بهدف تحقيق أغراض أخرى»، مشيراً إلى «وجود خلاف بينه وبين ممثل الطريقة الصوفية الشيخ محمد الحافظ التيجاني». إلا أن المتحدث الرسمي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية، أحمد قنديل، أكد في بيان صحافي، الأربعاء، أن «شيخ الطريقة التيجانية المعتمد رسمياً من المشيخة العامة للطرق الصوفية، والممثل للسادة التيجانية، هو الشيخ محمد الحافظ التيجاني».

وكان «المجلس القومي للمرأة» في مصر أعلن في بيان صحافي، الخميس، تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد صلاح الدين التيجاني «عقب رصد مكتب شكاوى المرأة بالمجلس منشور الفتاة، علاوة على منشورات مماثلة لثلاث فتيات ضد الشخص نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي». وشدد المجلس على دوره في «توفير المساعدة القضائية اللازمة، وإبلاغ السلطات العامة عن أي انتهاكات لحقوق وحريات المرأة».

ولم تتوقف البلاغات ضد التيجاني، فوفق وسائل إعلام مصرية، تقدم المحامي المصري، أيمن محفوظ، المعروف ببلاغاته ضد المشاهير، السبت، ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد صلاح الدين التيجاني، للتحقيق معه في تهم بينها «ازدراء الدين وتأسيس جماعة أسست على خلاف القانون وإساءة استعمال الإنترنت»، مشيراً إلى أن ذلك مخالف للقانون المصري.

وعقب إخلاء سبيله، أكد محمد عبد الله، محامي صلاح التيجاني في القضية، في تصريحات صحافية، السبت، أن «تلك التهم التي يواجهها موكله جميعها ملفقة وغير صحيحة ولا توجد عليها أسانيد أو أدلة».


مقالات ذات صلة

الرئيس المصري يصدق على قانون اللاجئين

العالم العربي سودانيون بانتظار تسجيلهم في مفوضية شؤون اللاجئين الأممية بالقاهرة (المفوضية)

الرئيس المصري يصدق على قانون اللاجئين

صدّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، على القانون الخاص بلجوء الأجانب في مصر، الذي ينظم أوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي شهدت أزمة نقص الأدوية في مصر انفراجة خلال الشهور الأخيرة لكن لم تنتهِ بعد (الشرق الأوسط)

مصر: أزمة نقص الدواء تخفت... وأسعاره ما زالت تحلّق

خفتت أزمة نقص الأدوية في مصر، والتي ظهرت في يناير 2023، واشتدت بعد عام في مطلع 2024، ثم بدأت تنفرج يونيو الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق سمية الخشاب (إكس)

سمية الخشاب تثير جدلاً «سوشيالياً» بنصائح للشباب حول «التعليم والمال»

أثارت الفنانة المصرية سمية الخشاب حالة من الجدل على «السوشيال ميديا»، بعد مجموعة تدوينات كتبتها على حسابها بمنصة «إكس»، وتصدرت «الترند» على المنصة في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

قال وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، الاثنين، إن بلاده تطبق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من مواردها المائية المحدودة.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

هل استقبل شرق ليبيا سلاحاً روسياً منقولاً من سوريا؟

اللواء خالد حفتر وقيادة بالجيش يستقبلون في بنغازي بك يفكيروف (القيادة العامة)
اللواء خالد حفتر وقيادة بالجيش يستقبلون في بنغازي بك يفكيروف (القيادة العامة)
TT

هل استقبل شرق ليبيا سلاحاً روسياً منقولاً من سوريا؟

اللواء خالد حفتر وقيادة بالجيش يستقبلون في بنغازي بك يفكيروف (القيادة العامة)
اللواء خالد حفتر وقيادة بالجيش يستقبلون في بنغازي بك يفكيروف (القيادة العامة)

بينما تتجه أنظار العالم منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى العتاد الروسي المتمترس بالقواعد العسكرية في سوريا، تحدثت تقارير إعلامية غربية عن نقل بعض هذا العتاد إلى شرق ليبيا الخاضع لنفوذ القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر.

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة السورية على البلد، بدأت التقارير المسندة إلى «مصادر» تتحدث عن مغادرة طائرة شحن روسية قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، بالإضافة إلى «بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك». وهو ما جعل عدداً من الليبيين يطرحون هذا السؤال: هل استقبل شرق ليبيا بالفعل سلاحاً روسياً منقولاً من سوريا؟

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر الطائرة من طراز «An-124» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)

وللعلم، فإن القوات الروسية توجد في ليبيا منذ عام 2019 على شكل عناصر «مرتزقة»، يتبعون شركة «فاغنر» الروسية الخاصة، وذلك لمساندة قوات «الجيش الوطني»، لكن هذا الوجود تزايد فيما بعد بحسب تقارير دولية، وبات هناك تعاون مُعلن بين الجانبين.

ويأتي تأكيد خبر نقل عتاد عسكري روسي إلى الرجمة بشرق ليبيا، معقل حفتر، أو نفيه من طرف البعض الآخر على خلفية الانقسام السياسي الذي تعانيه ليبيا. فضلاً عن تعكّر الأجواء بين طرابلس وموسكو على خلفية توقيف مواطن روسي في طرابلس الأسبوع الماضي.

بين التأكيد والتشكيك

تحدث المحلل العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، عن «وجود دلائل على نقل عتاد روسي، وطائرات عسكرية إلى شرق ليبيا»، وعبر عن خشيته من «تزايد الوجود الروسي» في بلده لأسباب عديدة.

يشار إلى أن موسكو دفعت بـ1.800 مقاتل إلى شرق ليبيا في يوليو (تموز) 2024، وفق مجلة «منبر الدفاع الأفريقي»، الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية لقارة أفريقيا (أفريكوم)، التي قالت إن موسكو «تأمل أن تجعل من شرق ليبيا قاعدة لبسط نفوذها في بقاع أخرى من القارة».

حفتر في مكتبه مع سفير روسيا لدى ليبيا إيدار أغانين (القيادة العامة)

وفي مقابل مخاوف عبد الكافي، قللت قوى سياسية وشخصيات عسكرية، موالية لشرق ليبيا، من الأنباء المتعلقة بنقل العتاد الروسي إلى منطقتهم، وعدوها مجرد «أحاديث مرسلة ليس عليها دليل»، مشيرين إلى أن حفتر لديه علاقات معلنة بروسيا، وأن هناك زيارات متبادلة يجريها رئيس أركان الوحدات الأمنية للقيادة العامة للجيش، اللواء خالد خليفة حفتر.

وكان مسؤول أمني سوري، متمركز خارج قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية، قد صرح لوكالة «رويترز» للأنباء، عقب سقوط نظام الأسد، أن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا. وأضافت الوكالة أن المسؤول المتمركز عند بوابة القاعدة قال لها «إنه من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية خلال الأيام المقبلة»، وهو التصريح الذي سخر منه سفير ليبي سابق، متسائلاً: «كيف لمسؤول أمني جالس أمام القاعدة أن يعرف وجهة الرحلات؟».

وعادة ما يبحث نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، خلال زيارته إلى شرق ليبيا ولقائه حفتر، سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى تعزيز الجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجود «ضروري جداً»

رصد موقع «إيتاميل رادار» الإيطالي، مطلع الأسبوع الحالي، عدداً من طائرات الشحن العسكرية الروسية، من طراز «إليوشن - 76TD»، وهي تقوم برحلات متناوبة بين روسيا وقاعدة الكاظم الجوية القريبة من بنغازي.

لكن شخصيات سياسية وعسكرية موالية لشرق ليبيا، رفضت التعليق على التقارير المتعلقة بنقل العتاد الروسي، ودافعت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» عن حق «الجيش الوطني»، الذي قالت إنه يسيطر على غالبية التراب الليبي في «إقامة علاقات عسكرية مع أي دولة».

حفتر مستقبلاً في لقاء سابق بمكتبه نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف (القيادة العامة)

ويعتقد الأكاديمي والباحث السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو، أنه «من المنطقي ذهاب روسيا نحو ليبيا لتحافظ على حضورها في المياه الدافئة، لا سيما أنها سوف تُبقي وجوداً رمزياً في سوريا على الساحل تحديداً».

وعدّ أوغلو الوجود الروسي في ليبيا «ضرورياً جداً» لاعتبارات «استراتيجية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو «ستكثف هذا الوجود لتعويض خسارة نفوذها في سوريا؛ وهذا سوف يكون له تأثير مباشر على الفاعلين في الملف الليبي لاحقاً، سواء بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة».

وفي ظل انقسام ليبيا بين حكومتين: الأولى في طرابلس العاصمة، والثانية في الشرق، تزداد مخاوف الليبيين وتتصاعد من مستقبل بلدهم، في ظل التغيرات السياسية والحسابات الدولية، التي يرون أنها تتدخل في ليبيا بقصد المساهمة في رسم خريطتها مستقبلاً.

هذه المخاوف ترجمها أوغلو خلال حديثه عن «احتمال وجود صفقة ثلاثية، تتضمن تراجع روسيا في سوريا خطوة إلى الخلف؛ لكي تتقدم خطوتين إلى الأمام في ليبيا»، معتقداً أنه ستكون لروسيا «فاعلية أكثر في الملف الليبي؛ وسوف تكون مشابهة لما كانت عليه روسيا قبل عقد من الزمن ربما في الملف السوري».

تحذير روسي

عادة ما تدعو موسكو خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة ألا تكون ليبيا «ساحة لتصفية الحسابات الدولية». وخلال الجلسة التي عقدها المجلس منتصف الأسبوع الحالي، حذر مساعد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، من «التدخل الدولي في ليبيا»؛ وقال إنه «قد يؤدي إلى تداعيات سلبية».

وأظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار» بعد الإطاحة بالأسد، أن روسيا تجمع، فيما يبدو، عتاداً عسكرياً في قاعدة جوية بسوريا. وأظهرت هذه الصور التي التقطت ما يبدو أنهما طائرتان من طراز «أنتونوف إيه إن - 124»، إحدى كبريات طائرات الشحن في العالم، ومقدمتهما مفتوحة بقاعدة «حميميم» الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية.

وقالت الشركة: «في مكان قريب، يجري تفكيك مروحية مقاتلة من طراز كيه إيه - 52، ويجري إعدادها على الأرجح للنقل، بينما تستعد أجزاء من وحدة الدفاع الجوي إس - 400 بالمثل للمغادرة من موقع انتشارها السابق في القاعدة الجوية».

نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف برفقة وفد رفيع المستوى من الحكومة الروسية في زيارة سابقة إلى بنغازي (الجيش الوطني)

في هذا السياق، يرى عبد الكافي المحلل العسكري، أن الوجود الروسي في ليبيا «يشكل خطراً عليها» لكون موسكو «تنزع إلى توسيع نفوذها في أفريقيا، وتتخذ من ليبيا معبراً».

وتعكّر صفو العلاقة بين سلطات طرابلس وموسكو على نحو مفاجئ وغير متوقع في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعد الإعلان عن اعتقال أحد المواطنين الروس في ليبيا، وقالت خارجية حكومة «الوحدة» إنه «متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في أفريقيا».

ودفع هذا التوقيف السفارة الروسية في ليبيا إلى تحذير رعاياها من زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، وقالت إن الوضع العسكري والسياسي في البلاد «لا يزال متوتراً للغاية».