مصر: إخلاء سبيل 151 محبوساً «احتياطياً»

استجابة لتوصيات «الحوار الوطني»

جانب من إفراج سابق عن محبوسين مصريين (وزارة الداخلية المصرية)
جانب من إفراج سابق عن محبوسين مصريين (وزارة الداخلية المصرية)
TT

مصر: إخلاء سبيل 151 محبوساً «احتياطياً»

جانب من إفراج سابق عن محبوسين مصريين (وزارة الداخلية المصرية)
جانب من إفراج سابق عن محبوسين مصريين (وزارة الداخلية المصرية)

قررت السلطات المصرية إخلاء سبيل 151 محبوساً «احتياطياً» على ذمة قضايا يُجرى تحقيقها من النيابة العامة في البلاد. ووفق ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، الخميس، فإن القرار استجابة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بشأن ملف «الحبس الاحتياطي».

يأتي هذا في وقت تواصل الحكومة المصرية جهودها للانتهاء من التشريعات المطلوبة بشأن ملف «الحبس الاحتياطي» استعداداً لإرسالها إلى مجلس النواب (البرلمان) بناء على توجيهات السيسي.

ووجّه الرئيس السيسي، نهاية الشهر الماضي، بإحالة توصيات «الحوار الوطني» للحكومة، «وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل التوصيات المتوافق عليها». وشدد حينها على «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، والحفاظ على طبيعة الحبس الاحتياطي كإجراء وقائي تستلزمه ضرورة التحقيق، من دون أن يتحول لعقوبة»، مع «تفعيل تطبيقات بدائل الحبس الاحتياطي المختلفة، وأهمية التعويض المادي والأدبي وجبر الضرر لمن يتعرض لحبس احتياطي خاطئ»، وفق إفادة «الرئاسة المصرية».

وذكرت النيابة المصرية، في بيان، الخميس، أنه في إطار التكليفات الصادرة من النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، لكافة النيابات في ربوع البلاد بالمراجعة الدورية للمواقف القانونية للمتهمين المحبوسين احتياطياً، قرر المستشار المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا «إخلاء سبيل مائة وواحد وخمسين متهماً محبوسين احتياطياً على ذمة قضايا يُجرى تحقيقها بتلك النيابة».

وبحسب بيان النيابة «تعهد أهالي الطلاب وحديثي السن منهم أمام النيابة العامة بحسن متابعتهم والعمل على عودتهم إلى الطريق القويم».

وكان «الحوار الوطني» المصري، رفع 24 توصية بشأن «الحبس الاحتياطي» إلى السيسي، الشهر الماضي، لاتخاذ ما يلزم بشأنها، وتتناول عدداً من المحاور، منها «مدة الحبس الاحتياطي، وبدائله، والموقف في حال تعدد الجرائم وتعاصرها، والتعويض عن الحبس الخاطئ، وكذلك التدابير المصاحبة للحبس الاحتياطي».

مناقشات «الحوار الوطني» المصري لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني المصري)

وقبل نحو عامين، دعا الرئيس المصري إلى «حوار وطني» يضم جميع القوى السياسية، باستثناء جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية» لمناقشة أولويات العمل في البلاد.

وتزامن الزخم السياسي بشأن ملف «الحبس الاحتياطي» خلال الأيام الماضية مع نقاشات مكثفة لـ«اللجنة التشريعية والدستورية» بمجلس النواب المصري لمشروع قانون «الإجراءات الجنائية» الذي يتضمن مواد تتعلق بـ«الحبس الاحتياطي» بمشاركة قطاعات واسعة من الخبراء والمعنيين بالملف.

وتضمن مشروع قانون «الإجراءات الجنائية»، حسب ما تم تداوله، تخفيض مدد «الحبس الاحتياطي» بواقع 4 أشهر في قضايا الجنح بدلاً من 6 أشهر، و12 شهراً في قضايا الجنايات بدلاً من 18 شهراً، و18 شهراً في القضايا التي تصل عقوبتها للإعدام أو المؤبد بدلاً من 24 شهراً، على ألا تتخطى أطول مدة 24 شهراً. وتطالب أحزاب وقوى سياسية مصرية بإعادة النظر في قانون «الإجراءات الجنائية» لصدوره سنة 1950 وحتى يواكب التطورات القانونية والسياسية الحالية في مصر.

في سياق ذلك، تستعد مصر لتقديم تقريرها الرابع أمام آلية المراجعة الدورية الشاملة، التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف، قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وعرض وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، الشهر الماضي، على الرئيس السيسي، التقرير الثاني للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بمصر، متضمناً «المبادرات والبرامج» التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

ضبط «تيك توكر» مصري أجرى مشهداً تمثيلياً لـ«مراكز الإصلاح»

شمال افريقيا طورت الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

ضبط «تيك توكر» مصري أجرى مشهداً تمثيلياً لـ«مراكز الإصلاح»

أعلنت وزارة الداخلية المصرية ضبط «تيك توكر» وبصحبته 3 آخرين، على خلفية تقديمهم «مشاهد تمثيلية» بوصفهم داخل إحدى غرف «مراكز الإصلاح والتأهيل».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي وإردوغان أكدا ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)

ما تأثير التقارب المصري - التركي على حلحلة الأزمات بالمنطقة؟

زار الرئيس المصري، أنقرة، الأربعاء، بدعوة من نظيره التركي خلال زيارته للقاهرة في فبراير (شباط) الماضي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من الاكتشافات بمنطقة آثار تل الأبقعين بمركز حوش عيسى في محافظة البحيرة (وزارة السياحة والآثار المصرية - «فيسبوك»)

اكتشاف ثكنات عسكرية وسيف للملك رمسيس الثاني بدلتا مصر

اكتشفت بعثة تنقيب، تابعة للمجلس الأعلى للآثار بمصر، مجموعة من الوحدات المعمارية لثكنات عسكرية لجنود ومخازن للأسلحة والطعام من عصر الدولة الحديثة في دلتا مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا فلسطينيون يقفون بالقرب من الحدود بين قطاع غزة ومصر (د.ب.أ)

رئيس أركان الجيش المصري يتفقد الأوضاع الأمنية على الحدود مع غزة

ذكر التلفزيون المصري، نقلاً عن المتحدث باسم الجيش، أن رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد فتحي خليفة، تفقد في زيارة مفاجئة الوضع الأمني ​​على الحدود مع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

صالح يتهم المجموعات المسلحة بـ«تعطيل الانتقال السياسي» في ليبيا

حفتر وصالح والناظوري وحمّاد وبالقاسم خلال أعمال مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الليبي (صندوق الإعمار)
حفتر وصالح والناظوري وحمّاد وبالقاسم خلال أعمال مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الليبي (صندوق الإعمار)
TT

صالح يتهم المجموعات المسلحة بـ«تعطيل الانتقال السياسي» في ليبيا

حفتر وصالح والناظوري وحمّاد وبالقاسم خلال أعمال مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الليبي (صندوق الإعمار)
حفتر وصالح والناظوري وحمّاد وبالقاسم خلال أعمال مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الليبي (صندوق الإعمار)

اتهم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، التشكيلات المسلحة بتعطيل «الانتقال السياسي السلس» في البلاد، مشدداً على ضرورة إخلاء العاصمة طرابلس من الميليشيات.

وتحدث صالح أمام المؤتمر الأول لإعادة إعمار الجنوب، اليوم (الخميس)، عن ضرورة التفاهم والحوار بين الأطراف كافة «من أجل حل المشاكل الليبية والمحافظة على أمن البلاد».

حماد وبلقاسم على هامش المؤتمر الأول لإعمار الجنوب (الحكومة)

وأطلقت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حمّاد، اليوم (الخميس)، مؤتمرها الأول لإعادة إعمار مدن الجنوب، من مدينة سبها (عروس الجنوب) بحضور المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس الأركان العامة الفريق عبد الرازق الناظوري.

ومن قصر فزان بمدينة سبها، وتحت شعار «من التهميش إلى الإعمار»، بدأت فعاليات المؤتمر، بمشاركة أيضاً من أعضاء بمجلس النواب، وعمداء بلديات الجنوب، وعدد كبير من مكونات الجنوب الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وقال حفتر إن تنمية وإعمار مناطق الجنوب الليبي ستكون لها الأولوية خلال الفترات المقبلة، مبرزاً أن تنمية الجنوب «ستكون أولوية لنا»، وأن القوات التابعة للقيادة العامة في الجنوب «تحظى بتأييد شعبي كبير».

حماد رفقة الناظوري (الحكومة الليبية)

من جانبه، قال حماد في كلمته: «الحكومة بدأت عبر أدواتها التنفيذية في تنفيذ الخطط التنموية في مدن وقرى الجنوب الليبي، حيث انطلقت المشاريع الاستراتيجية في كل مجالات البنية التحتية»، مشيراً إلى أن «الجميع واصل الليل بالنهار من أجل تحقيق أعلى معدلات الجودة والإتقان في العمل والتنفيذ».

كما أعلن حماد استمرار دعم الحكومة الكامل لصندوق تنمية وإعمار ليبيا، وتوفير جميع الوسائل والإمكانات المادية واللوجستية، التي تتطلبها طبيعة العمل والمشاريع المستهدفة، مثمناً دور مجلس النواب والقيادة العامة في مجال البناء وإعادة الإعمار والتنمية. وترحم على «الشهداء الأبرار»، داعياً للجرحى والمصابين بالشفاء التام من «أبطال القوات المسلحة العربية الليبية والقوات المساندة الذين لبوا نداء الوطن».

وكان رئيس الحكومة، ونائبه سالم الزادمة، ومدير «صندوق إعادة إعمار ليبيا»، بالقاسم حفتر، قد استبقوا أعمال المؤتمر بافتتاح عدد من المشاريع، من بينها فندق «بيت سبها»، ومستشفى النساء والولادة بالمدينة.

ووصل حفتر وصالح بعد ظهر الخميس إلى مطار سبها، وكان في استقبالهما حمّاد، وعدد من القيادات العسكرية والوزراء والنواب، والمسؤولين وعمداء البلديات وجمع من المواطنين.

حماد والزادمة خلال قص شريط الافتتاح (الحكومة الليبية)

وعدّ متابعون هذه الزيارة، وإطلاق المؤتمر «تكريساً للحكومة في سيطرتها على مفاصل الجنوب، وخصماً من رصيد غريمتها (الوحدة الوطنية) في غرب البلاد»، وذلك بالنظر إلى مواجهة أزمات الجنوب بحل مشاكله، و«ليس بالتجاهل والإقصاء».

وقالت الحكومة قبيل إطلاق أعمال المؤتمر إن حمّاد وبالقاسم والزادمة، بالإضافة إلى وزير الدفاع بالحكومة أحميد حومة، ووكيل وزارة الحكم المحلي أبو بكر أمصادف، التقوا عمداء بلديات المنطقة الجنوبية بقصر فزان الدولي للمؤتمرات.

وتضمن اللقاء بحث «حلحلة المشاكل والعراقيل كافة، التي تواجه سير عمل البلديات»، إذ تعهد حمّاد بـ«معالجة الإشكاليات التي تواجه أهالي المدن والمناطق في جنوب البلاد، مع تأكيده بأن المشاريع في الجنوب لن تتوقف حتى يصل قطار التنمية والإعمار لكل المناطق دون استثناء».

كما أشار حماد إلى أن الحكومة «ستبذل كامل جهودها لتغيير الواقع المرير، الذي يعيشه أهالي الجنوب الليبي، المتمثل في تردي الخدمات العامة بشتى أنواعها، وتهالك الطرق الرابطة بين المدن».

من جهته، أكد بالقاسم ضرورة العمل المُشترك لتنمية وتطوير وإعمار مدن ومناطق الجنوب الليبي بشكل كامل، من أجل إنهاء الأزمات ورفع المعاناة عن المواطنين. فيما ثمن الحضور «الجهود المبذولة من الحكومة وصندوق التنمية، وإعادة الإعمار، المتمثلة في تدشين المشاريع الاستراتيجية المهمة بمدينة سبها وباقي مدن الجنوب».

والبلديات المشمولة باللقاء هي سبها والجفرة، وبراك الشاطئ والقرضة الشاطئ، وأدري الشاطئ، ووادي البوانيس، وبنت بية، والغريفة، وأوباري، وغات، والقطرون وتراغن، ووادي عتبة، إضافة إلى البركت، وزويلة، وتيجرهي، وبرقن، والشرقية، وزلة، وتهالا، والعوينات، والشويرف.

وكانت الحكومة قد افتتحت فندق «بيت سبها» بعد الانتهاء من أعمال صيانته وتجهيزه، بسعة 75 غرفة. ويعد وفق بيان الحكومة من «المشاريع المهمة التي أولتها الحكومة الليبية اهتماماً خاصاً، والعمل على إعادة صيانته، بعد سنوات من الإهمال والدمار الذي أصابه خلال فترة الحروب والصراعات التي شهدتها سبها».

واستعرض الزادمة إمكانات المستشفى، الذي تم افتتاحه، والذي يتميز بسعة سريرية تصل إلى 50 سريراً، مما يجعله قادراً على تلبية احتياجات الأمهات والأطفال في المنطقة، وفق بيان الحكومة.

ويعاني الجنوب الليبي منذ إسقاط النظام السابق عام 2011 من نقص الخدمات الحكومية، وشح الوقود، وارتفاع الأسعار بشكل كبير، وارتفاع مستوى البطالة. وسبق أن اشتكى مشايخ وأعيان فزان من تعرض مدن الجنوب الليبي لـ«التجويع والإقصاء والتهميش» على أيدي الحكومات المتعاقبة، محذرين من تعرض المنطقة إلى «تغيير ديموغرافي ممنهج».