أحداث طبعت الجزائر منذ سقوط الرئيس بوتفليقة

أبرزها وقف الحراك الشعبي وتوتر العلاقات مع المغرب وفرنسا

الحراك الشعبي كان أبرز المحطات التي ميزت تاريخ الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية (أ.ف.ب)
الحراك الشعبي كان أبرز المحطات التي ميزت تاريخ الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية (أ.ف.ب)
TT

أحداث طبعت الجزائر منذ سقوط الرئيس بوتفليقة

الحراك الشعبي كان أبرز المحطات التي ميزت تاريخ الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية (أ.ف.ب)
الحراك الشعبي كان أبرز المحطات التي ميزت تاريخ الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية (أ.ف.ب)

شهدت الجزائر التي تنظم انتخابات رئاسية، بعد غد السبت، احتجاجات شعبية وحملة قمع منذ 2019، وهي السنة التي تنحى فيها الرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة، الذي توفي عام 2021.

وفيما يلي جرد بأهم الأحداث السياسية التي شهدتها الدولة المغاربية خلال السنوات الخمس الماضية:

استقال بوتفليقة في الثاني من أبريل (نيسان) 2019، تحت ضغط الشارع، وبعدما حضّه على مغادرة السلطة رئيس أركان الجيش حينذاك، الفريق أحمد قايد صالح، أحد مؤيديه الرئيسيين.

بدأت الاحتجاجات الشعبية بعدما أعلن بوتفليقة في العاشر من فبراير (شباط) ترشّحه لولاية خامسة، رغم تدهور صحته نتيجة إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

وفي التاسع من أبريل، عيّن البرلمان الجزائري رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، رئيساً مؤقتاً في خطوة رفضتها المعارضة، واستمر الحراك الشعبي الضخم في وسط الجزائر العاصمة، سعياً لإنهاء النظام السياسي القائم منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.

التحقيقات في قضايا فساد شملت رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى (الشرق الأوسط)

حينذاك برز رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، بعدّه صانع القرار الرئيسي. وأدت تحقيقات في قضايا فساد طالت سياسيين ورجال أعمال، مقربين من بوتفليقة إلى أحكام مشددة، شملت رئيسي وزراء سابقين، هما عبد المالك سلال وأحمد أويحيى.

 

* تبون رئيس جديد للبلاد

في 12 من ديسمبر (كانون الأول) 2019، فاز عبد المجيد تبون، رئيس الوزراء السابق في عهد بوتفليقة، في الانتخابات الرئاسية بنسبة مشاركة رسمية أقل من 40 في المائة. وفي 23 من الشهر نفسه، توفي قايد صالح إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 79 عاماً.

شهور قليلة بعد ذلك، وبالضبط في مارس 2020 توقفت الاحتجاجات، وسط قيود لاحتواء وباء كوفيد، وعلى خلفية القمع المتزايد لنشطاء الحراك والمعارضين السياسيين والصحافيين والمدونين. وفي الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، وافق الشعب الجزائري على نسخة منقحة من الدستور، لكن مع نسبة مشاركة منخفضة قياسية.

وبعد ذلك تجددت تظاهرات الحراك في فبراير 2021، لكن وزارة الداخلية فرضت في التاسع من مايو (أيار) على المتظاهرين الحصول على تصريح مسبق لتنظيم الاحتجاجات، ما يعني حظرها فعليا.

بعد ذلك، وبالضبط في 12 من يونيو، فاز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الانتخابات التشريعية المبكرة، لكن نسبة المشاركة في الاقتراع التي بلغت 23 في المائة كانت هي الأدنى على الإطلاق في تاريخ الجزائر.

 

* قطيعة مع المغرب

في 24 من أغسطس (آب) 2021، أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متّهمة المملكة بـ«أعمال عدائية»، بعد أشهر من التوترات المتفاقمة بين الدولتين الجارتين على خلفية مسألة الصحراء بشكل أساسي.

شهدت الشهور الأخيرة توتراً حاداً في علاقات الجزائر بفرنسا (أ.ف.ب)

بعد ذلك تواصلت الأزمات بين البلدين بشكل أكثر حدة، كما توترت علاقات الجزائر بفرنسا، وفي 30 من يوليو 2024، أعلنت الجزائر سحب سفيرها من باريس، بعد أن قالت فرنسا إن خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية هي الحل «الوحيد» للنزاع.

منظمة العفو الدولية أكدت أن الجزائر لا تزال تقيد الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي (الشرق الأوسط)

في فبراير 2024، وبعد خمس سنوات من بدء الحراك المطالب بالديمقراطية، قالت منظمة العفو الدولية إن الجزائر لا تزال تقيد الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي. وفي 21 من مارس من السنة نفسها، قرّر تبون تقديم موعد الانتخابات الرئاسية من ديسمبر إلى السابع من سبتمبر، وأعلن في 11 من يوليو أنه سيترشح لولاية ثانية مدتها خمس سنوات. وفي 31 من يوليو، أعلنت المحكمة الدستورية قائمة نهائية تضم ثلاثة مرشحين في الانتخابات، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته.



«الجامعة العربية» تبحث دعم الاقتصاد الفلسطيني

اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)
اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية» تبحث دعم الاقتصاد الفلسطيني

اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)
اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)

بحثت جامعة الدول العربية، الخميس، آليات «دعم الاقتصاد الفلسطيني»، ولا سيما ما يشهده من تداعيات في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وبينما يُعرض ملف دعم الاقتصاد الفلسطيني للنقاش «بصفة دورية» على اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي في سبتمبر (أيلول) من كل عام منذ نحو 30 عاماً. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إنه «يكتسب اليوم أهمية خاصة وأولوية واضحة» في ظل الحرب على غزة.

وأوضح أبو الغيط، في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ114 من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بالقاهرة، أن «التقرير المعروض على المجلس هذا العام يبرز بالأرقام الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبّدها الشعب الفلسطيني، جرّاء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي». وقال: «تؤكد تلك الأرقام والإحصائيات أن حجم القنابل والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة قد تجاوز عشرات الآلاف من الأطنان، وهو ما يفوق بمراحل قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على مدينتي هيروشيما ونغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية»، مضيفاً أن «هذه الجرائم قد خلّفت خسائر بشرية ومادية باهظة لن يكون التعافي منها أمراً سهلاً، ولن يحدث في وقت قصير».

وعدّ أبو الغيط حرب غزة «العدوان الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخاً من القانون والأخلاق والإنسانية»، مشيراً إلى أن «الجامعة ترصد بقلق شديد محاولات إسرائيل المستمرة في توسيع دائرة الصراع». وحذّر مما يترتب على ذلك من «مخاطر حقيقية باندلاع حرب إقليمية ستكون بلا شك ذات عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع».

ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن «السنوات الماضية لم تكن الأفضل عالمياً من زاوية مؤشرات التنمية الإنسانية»، مشيراً إلى «تراجع أعداد من يخرجون من دائرة الفقر لأول مرة، وهشاشة شبكات التوريد، والتراجع البيئي والتغير المناخي». وأوضح أن «المنطقة العربية ليست ببعيدة عن هذه المشكلات، بل تتحمل أيضاً عبء الصراعات المستفحلة والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كمقصد للاستثمار»، ضارباً المثل بـ«تعطل مسيرة التنمية في السودان واليمن وليبيا بسبب الصراع الداخلي».

أبو الغيط خلال اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)

ودعا أبو الغيط إلى «نقلة نوعية في التعامل مع بؤر الأزمات وانعدام الاستقرار كأولوية ملحة لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة». وشدّد على «ضرورة تسريع وتكثيف جهود التكامل الاقتصادي العربي لتكون على مستوى التحديات القائمة».

من جانبه، أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، «ضرورة تكاتف الجهود العربية في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف استثنائية، خصوصاً مع الوضع الذي يعيشه قطاع غزة بسبب الاعتداءات الاسرائيلية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قتل وتشريد وتجويع ومنع الغذاء والدواء». ووصف الوضع بأنه «بالغ التعقيد والخطورة، ما يهدد بكارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمي».

كما عدّ وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق المري، الذي ترأست دولته الاجتماع، الدورة الحالية من اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي «محطة مهمة لدفع جهود التنمية بين الدول العربية إلى مستويات أعلى»، مشيراً في كلمته إلى أن «الاجتماع يأتي في ظروف استثنائية صعبة، وتوترات جيوسياسية مستمرة تستدعي مزيداً من التعاون والعمل العربي المشترك، لمواصلة دفع عجلة التنمية».

وأقرّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الخميس، مشروع الملف الاقتصادي والاجتماعي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ34 المقرر عقدها العام المقبل في العراق. وتضمن المشروع تقرير الأمين العام عن العمل الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك، والتقدم المحرز في استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإقامة الاتحاد الجمركي العربي. ويشمل الملف أيضاً إعلان مبادئ حول مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية، والاستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة، وإنشاء الوكالة العربية للدواء.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد دعا في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي عقد ضمن تحضيرات قمة البحرين في مايو (أيار) الماضي، إلى «هبة عربية» لإغاثة قطاع غزة، في إطار مناقشة المجلس في حينه آليات تفعيل «خطة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة»، أعدّتها فلسطين، بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ذات الصلة.