القاهرة وأنقرة... سنوات من «الخلافات» طوتها الزيارات الرسمية

تحولات إيجابية في علاقات البلدين اتجهت نحو المصالحة والتقارب التدريجي

0 seconds of 39 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:39
00:39
 
TT
20

القاهرة وأنقرة... سنوات من «الخلافات» طوتها الزيارات الرسمية

إردوغان يصافح السيسي على هامش بطولة كأس العالم في الدوحة (رويترز)
إردوغان يصافح السيسي على هامش بطولة كأس العالم في الدوحة (رويترز)

تحمل الزيارة الأولى للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى تركيا، رمزية مهمة في مسار تطور العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة، بعد خلافات وقطيعة امتدت لنحو عشر سنوات.

وتكلل زيارة السيسي لأنقرة ثمار الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، على مدار ثلاثة أعوام لطي سنوات الجمود، ودفع مسار التقارب تدريجياً، وصولاً إلى رفع مستوى التطبيع في العلاقات إلى «مرحلة الصداقة والتعاون الاستراتيجي»، بحسب وصف «الرئاسة المصرية».

ومرت العلاقات المصرية - التركية، بفترة من الجمود والقطيعة، بعد أحداث «30 يونيو» عام 2013 بمصر، التي أطاحت بحكم «الإخوان المسلمين»، بعد أن اتخذ النظام التركي موقفاً مؤيداً للجماعة، التي صنفتها السلطات المصرية «تنظيماً إرهابياً».

تحولات إيجابية

غير أن العلاقات شهدت قبل ثلاثة أعوام تحولات إيجابية، حيث اتجهت نحو المصالحة والتقارب التدريجي، وترجم ذلك سلسلة من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، بدأت بمرحلة «لقاءات استكشافية»، ثم مرحلة تبادل زيارات وزراء الخارجية، وصولاً لمرحلة عودة التمثيل الدبلوماسي، ولقاءات القمة بين رئيسي البلدين.

في مايو (أيار) 2021 بدأت «اللقاءات الاستكشافية» بزيارة وفد تركي رسمي، ترأسه نائب وزير خارجية تركيا إلى القاهرة، الذي أجرى مباحثات في الخارجية المصرية، ثم عقد لقاء آخر على مستوى نائبي وزيري خارجية البلدين في أنقرة في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.

بعد ذلك بعدة شهور، وبالضبط في 20 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية، حينما صافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، في قطر على هامش افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وفي فبراير (شباط) 2023، أرسلت القاهرة مئات الأطنان من المساعدات للشعب التركي، دعماً لأنقرة بعد تعرض تركيا لزلزال، كما قام وزير الخارجية المصري آنذاك سامح شكري بزيارة تركيا لتقديم التضامن مع الجانب التركي، وهو ما لاقى تقديراً من الجانب التركي.

أسابيع قليلة بعد ذلك، وبالضبط في 18 من مارس (آذار) 2023، قام وزير الخارجية التركي وقتها، مولود تشاويش أوغلو، بزيارة للقاهرة لإجراء مباحثات مع نظيره المصري، لدفع مسار التعاون الثنائي. وبعد ذلك في 13 أبريل (نيسان) 2023، زار وزير الخارجية المصري أنقرة لاستكمال مباحثات دفع العلاقات الثنائية.

تطور على الصعيد الرئاسي

تبادل الرئيسان التهاني بمناسبة الفوز بالانتخابات الرئاسية، حيث أجرى الرئيس المصري في 29 مايو 2023 اتصالاً هاتفياً بإردوغان لتقديم التهنئة بفوزه بالانتخابات الرئاسية التركية، وبادله الأخير التهنئة في اتصال هاتفي في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بعد فوز السيسي بانتخابات الرئاسة المصرية.

في الرابع من يوليو (تموز) 2023، تكللت الزيارات والاتصالات بين مسؤولي البلدين بإعلان مصر وتركيا رفع العلاقات الدبلوماسية لمستوى السفراء. وفي 10 سبتمبر 2023 عقد لقاء قمة بين الرئيسين المصري التركي في نيودلهي بالهند، على هامش اجتماعات قمة العشرين، أكدا وقتها «أهمية العمل لدفع مسار العلاقات بين البلدين، واستئناف مختلف آليات التعاون الثنائي».

الرئيس المصري يلتقى نظيره التركي في نيودلهي على هامش قمة العشرين في سبتمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يلتقى نظيره التركي في نيودلهي على هامش قمة العشرين في سبتمبر 2023 (الرئاسة المصرية)

عزز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الحوار المصري - التركي، عبر اتصالات متعددة على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية.

وتكللت الاتصالات الدبلوماسية بزيارة الرئيس التركي للقاهرة في 14 من فبراير 2024، التي شهدت توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة، بينها «إعلان إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى».

في 20 من أبريل الماضي، زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، القاهرة لإجراء مباحثات بشأن جهود التهدئة في المنطقة، ووقف إطلاق النار. وبعد ذلك بأسابيع قليلة، وبالضبط في 11 من يونيو الماضي، زار وزير التجارة والصناعة المصري تركيا، وبحث مع نظيره التركي عمر بولات، تطوير العلاقات الاقتصادية.

وفي الخامس من أغسطس (آب) الماضي، قام وزير الخارجية التركي بزيارة أخرى للقاهرة، استقبله خلالها الرئيس المصري، وبحث معه تطور العلاقات الثنائية، وعدداً من القضايا الإقليمية.


مقالات ذات صلة

السيسي في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز) play-circle

السيسي في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو في القاهرة (الرئاسة المصرية)

السيسي يؤكد ضرورة بدء إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه

ذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدَّد، خلال اجتماع مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو في القاهرة، على ضرورة بدء عملية إعادة إعمار غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري ترمب خلال اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين (رويترز) play-circle

تحليل إخباري ما تأثيرات قمة القاهرة الثلاثية على مقاربة ترمب لغزة؟

تساؤلات حول ما إذا كانت قمة القاهرة الثلاثية قد أدت دوراً في التأثير على مقاربة الرئيس الأميركي لملف غزة في موضوعي الحرب الإسرائيلية المتواصلة وتهجير سكانها.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستمعان إلى الطاقم الطبي في جناح للمرضى الفلسطينيين في مستشفى العريش بمدينة العريش شمال شرق مصر قرب الحدود مع قطاع غزة، 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب) play-circle

السيسي: مصر تبذل جهوداً حثيثة لوقف النار في غزة وإدخال المساعدات

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر تبذل جهوداً حثيثةً ومساعي دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب) play-circle 00:34

ماكرون من العريش: غزة هي «مليونا شخص تحت الحصار» وليست «مشروعاً عقارياً»

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن قطاع غزة يعيش فيه مليونا شخص «محاصر»، ولا يمكن الحديث عنه كـ«مشروع عقاري».

«الشرق الأوسط» (العريش (مصر))

السيسي في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
TT
20

السيسي في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت.

أفاد بيان للرئاسة المصرية بأن السيسي سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بعد هدنة هشة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل قصفها العنيف للقطاع، وباشرت عمليات برية جديدة للضغط على حركة «حماس» لتفرج عن الرهائن المتبقين.

وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دماراً هائلاً وأزمة إنسانية كارثية.

وساهم اتفاق وقف إطلاق النار في تحقيق هدوء نسبي والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع، وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

وعلى الجانب الآخر، وبحسب البيان الرئاسي، فإن السيسي سيبحث في الكويت «حرص البلدين على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري».