يسعى 60 في المائة من الشباب الأفارقة لمغادرة القارّة هرباً من الفساد غير الخاضع لأي قيود والذي يشكّل تهديداً على مستقبلهم، وفق استطلاع نشر اليوم (الثلاثاء)، وشمل أكثر من 5600 شاب في 16 بلداً.
ويُنظر إلى الفساد على أنه «العقبة الكبرى» التي يواجهها الشباب في أفريقيا لتحقيق إمكاناتهم الذاتية وتحسين حياتهم، وفق «مؤسسة عائلة إيتشيكوفيتز» ومقرّها جوهانسبرغ والتي كلّفت بإجراء الاستطلاع الذي شمل 5604 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قالت المؤسسة إن الشباب «لا يعتقدون أن حكوماتهم تبذل ما يكفي للتعامل مع هذه الآفة، وبسببها، يسعى نحو 60 في المائة للهجرة في السنوات الخمس المقبلة».
وأجري «مسح الشباب الأفارقة لعام 2024»، الذي تقول المؤسسة إنه غير مسبوق في حجمه ونطاقه عبر مقابلات شخصية في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، ببلدان تتراوح من جنوب أفريقيا حتى إثيوبيا.
وكانت أميركا الشمالية الخيار الأبرز للهجرة بالنسبة لهذه الفئة العمرية، تليها بلدان غرب أوروبا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.
وأفاد أكثر من نصف المستطلعين (55 في المائة) بأن أفريقيا تنحو في «الاتجاه الخاطئ»، رغم ازدياد محدود تصل نسبته إلى 37 في المائة بـ«التفاؤل الأفريقي»، مقارنة مع استطلاع أُجري عام 2022.
وذكرت المؤسسة أن نحو ثلثي الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم يؤمنون بالديمقراطية، ويؤيد 60 في المائة منهم تقريباً ديمقراطية بـ«طابع أفريقي».
ويعتقد شخص تقريباً من كل 3 أن الأنظمة غير الديمقراطية من الجيش أو حكم الحزب الواحد، يمكن أن تكون المفضّلة في ظل ظروف معيّنة.
نفوذ الصين
وأشار معظم المستطلعين (72 في المائة) إلى أن النفوذ الخارجي يمثّل مشكلة. وقالت المؤسسة: «يشعرون بالقلق من استغلال شركات أجنبية لبلادهم، خصوصاً ثرواتهم المعدنية الطبيعية التي يتم استخراجها وتصديرها من دون أي فوائد إضافية بالنسبة للشعب».
وعدّت غالبية كبيرة (82 في المائة) النفوذ الصيني إيجابياً، بينما قال 79 في المائة الأمر ذاته عن الولايات المتحدة.
وازدادت التصوّرات بشأن النفوذ الروسي، لا سيما في ملاوي وجنوب أفريقيا، إذ أشار أكثر من نصف الأشخاص الذين ينظرون بشكل إيجابي إلى روسيا إلى تقديمها الحبوب والأسمدة.
وأفاد معظم المستطلعين بأن انعكاسات فوز دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية ستكون أسوأ بكثير بالنسبة لأفريقيا من فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وتضم أفريقيا سكان العالم الأكثر شباباً والأسرع نمواً.
وفي عام 2020، بلغ متوسط الأعمار في القارة 19.7 مقارنة مع 31 في أميركا اللاتينية و38.6 في أميركا الشمالية و42.5 في أوروبا، بحسب «مؤسسة مو إبراهيم».
وتعد أفريقيا موطناً لنحو 420 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، ثلثهم عاطل عن العمل، بحسب بنك التنمية الأفريقي.