ليبيا: معتصمون من زوارة يعطّلون العمل «نسبياً» بـ«رأس جدير» الحدودي

اعتراضاً على عدم سحب التشكيلات المسلحة وتحسين الخدمات

معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - داخلية الدبيبة)
معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - داخلية الدبيبة)
TT

ليبيا: معتصمون من زوارة يعطّلون العمل «نسبياً» بـ«رأس جدير» الحدودي

معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - داخلية الدبيبة)
معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - داخلية الدبيبة)

تجددت الأزمات المحيطة بمعبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس، مما تسبب في تعطيل العمل به «نسبياً» من الجانب الليبي مرة ثانية.

وخلال الساعات الماضية، أقدم مسلحون من مدينة زوارة على إغلاق الطريق الساحلي «أبو كماش - رأس جدير» بسواتر ترابية أمام المسافرين باتجاه معبر «رأس جدير»، للمطالبة بإخراج قوات لـ«الوحدة»، وصفوها بأنها «غير رسمية»، وعودة الجهات التي وصفوها بـ«الرسمية» للعمل في المعبر.

كما نقلت صفحات تابعة لمدينة زوارة، اليوم (الجمعة)، أن أهالي زوارة يواصلون «اعتصامهم السلمي» بإغلاق الطريق الساحلي (أبو كماش - رأس جدير) لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«الوعود الزائفة» التي قدمها رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، مؤخراً، وتضمنت وضع حل جذري لمشكلة الكهرباء، وصيانة محطة التحلية، واستكمال مستشفى زوارة العام، بالإضافة إلى انسحاب جميع التشكيلات المسلحة بعد عشرة أيام من افتتاح المعبر.

اصطفاف السيارات أمام معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة)

ورأى سكان من زوارة أن وعود الدبيبة لهم لم تكن «سوى مسكنات ليس أكثر ولا أقل»، وقالوا: «قررنا إعادة تفعيل الاعتصام وإغلاق الطريق من جديد، مع السماح للحالات الإنسانية وسيارات الإسعاف فقط بالمرور، والدخول إلى تونس؛ أما السيارات العائدة من تونس والقاصدة ليبيا فالطريق مفتوح لها، وتستطيع المرور بسلام».

وفي مطلع يوليو (تموز) الماضي، أعادت السلطات الليبية والتونسية فتح المعبر البري على الحدود المشتركة بينهما، بعد اتفاق مع حكومة «الوحدة الوطنية» لإعادة افتتاح المعبر المغلق منذ شهر مارس (آذار) الماضي.

وتضمن الاتفاق حينها بين قيادات سياسية وعسكرية وممثلين من اعتصام «شباب زوارة»، فتح المعبر، ومنح مهلة 10 أيام لمغادرة الوحدات العسكرية الموجودة بمحيطه، وتنفيذ مطالب المعتصمين.

وكان مقرراً عودة الحركة التجارية بشكل كامل للمعبر في 11 أغسطس (آب) الحالي، لكن جرى تأجيلها إلى 14 من الشهر ذاته، وحتى الآن لا يوجد موعد محدد لاستئناف العمل بالمعبر، كما كان متفقاً عليه بين وزيري داخلية ليبيا وتونس.

ويبعد المعبر نحو 60 كيلومتراً عن مدينة زوارة بالواقعة غرب ليبيا، و175 كيلومتراً عن طرابلس العاصمة، بينما يبعد نحو 32 كيلومتراً عن مدينة بنقردان التونسية، وتعبر منه مئات الشاحنات وآلاف المواطنين يومياً.

ونهاية الأسبوع الماضي، أقدمت عناصر مسلحة من زوارة على إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى المعبر بسواتر ترابية، للمطالبة بإبعاد القوات العسكرية عن مدينتهم.

وزير الداخلية عماد الطرابلسي (يمين) والنمروش عقب افتتاح معبر «رأس جدير» (من مقطع فيديو بثته وزارة الداخلية التابعة لـ«الوحدة»)

ويعد المعبر الشريان البري الرئيسي الرابط بين البلدين، منذ إغلاقهما له في شهر مارس الماضي، بسبب اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة في الجانب الليبي. ويدخل معبر «رأس جدير»، مثل غيره من المنافذ الحدودية، دائرة الصراع بين سلطات طرابلس و«أمازيغ زوارة»، ما يتسبب في تعطيله وإغلاقه أمام حركة التجارة.

وسعت حكومة الدبيبة أكثر من مرة إلى إزاحة قوة تتبع «المجلس العسكري» لزوارة تتولى إدارة المعبر، وسط رفض المكون الأمازيغي، الذي يقطن زوارة ومدناً أخرى بالجنوب لهذا الإجراء، ما تسبب في إغلاق المعبر منذ مارس الماضي.

في شأن متصل، تفقد نائب رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، رئيس لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة، سالم الزادمة، معبر (إيسين) الحدودي مع الجزائر برفقة عضوي اللجنة، وزير الحكم المحلي سامي الضاوي، ووزير الصحة الدكتور عثمان عبد الجليل.

وقال الزادمة في تصريحات نشرتها حكومته إنه «على الرغم من فتح المعبر للحالات الإنسانية، فإننا نستغرب من تقصير دولة الجزائر الشقيقة في موقفها خلال الأزمة التي شهدتها منطقة غات الكبرى»، ورأى أنه «كان يتوقع من السلطات الجزائرية أن تستمر في فتح المعبر، على الأقل بحكم الروابط الاجتماعية والأسرية مع أهل غات».

وكانت منطقة غات تعرضت لطقس سيئ وسيول تسببت في تضرر بلديات عديدة، ونزوح مئات الليبيين.


مقالات ذات صلة

«لجنة الرئاسي» الليبي تعلن تسلّم «المركزي»... والمصرف ينفي

شمال افريقيا مصرف ليبيا المركزي بالعاصمة طرابلس (رويترز)

«لجنة الرئاسي» الليبي تعلن تسلّم «المركزي»... والمصرف ينفي

وسط تحشيد مسلح بالعاصمة أعلنت لجنة مكلفة من المجلس الرئاسي الليبي تسلُّم إدارة المصرف وأنها ستبدأ العمل السبت، نفى الأخير الأمر وقال إن إجراءات «الرئاسي» باطلة

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا قوات ليبية في طرابلس 12 فبراير 2022 (أ.ب)

الأمم المتحدة تُعبّر عن قلقها من التعبئة المسلحة في ليبيا

قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت متأخر من يوم الخميس، إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بتعبئة قوات في طرابلس وتهديدات باستخدام القوة.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)

«الوحدة» الليبية للسيطرة على أزمة نقص الوقود

بدا أن حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في سبيلها للسيطرة على أزمة نقص الوقود التي تعاني منها مناطق بالعاصمة طرابلس، منذ عدة أيام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي مستقبلاً خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس العاصمة (المجلس الرئاسي الليبي)

تحرك أممي لاحتواء «معركة الاستحواذ» على «المركزي» الليبي

وسط تحرك أممي لاحتواء الأزمة، تنتظر قضية الصراع على رئاسة «المصرف المركزي» الليبي «حسماً قريباً» بين سلطتَي شرق البلاد وغربها.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الصديق الكبير يترأس اجتماعاً في طرابلس (المصرف المركزي الليبي)

ليبيا: تحشيد عسكري بطرابلس تزامناً مع إغلاق «المركزي»

تصاعد التوتر الأمني والعسكري في العاصمة طرابلس، بعدما تم إخلاء مقرّ المصرف المركزي، الذي تحدى محافظه الصديق الكبير محاولات المجلس الرئاسي عزلَه.

خالد محمود (القاهرة)

السودان: طرفا الحرب يوافقان على توفير ممرين آمنين للمساعدات

نازحون سودانيون من بلدة سنجة يصطفون في طوابير للحصول على حصص غذائية في مخيمهم المؤقت في مدينة القضارف بشرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون من بلدة سنجة يصطفون في طوابير للحصول على حصص غذائية في مخيمهم المؤقت في مدينة القضارف بشرق السودان (أ.ف.ب)
TT

السودان: طرفا الحرب يوافقان على توفير ممرين آمنين للمساعدات

نازحون سودانيون من بلدة سنجة يصطفون في طوابير للحصول على حصص غذائية في مخيمهم المؤقت في مدينة القضارف بشرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون من بلدة سنجة يصطفون في طوابير للحصول على حصص غذائية في مخيمهم المؤقت في مدينة القضارف بشرق السودان (أ.ف.ب)

وافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام، وذلك في بيان ختامي صدر الجمعة بعد مباحثات في سويسرا، بحسب ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكدت دول الوساطة في البيان أنها استحصلت «على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان».

وشددت الدول على أن «الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما كسلاح في الحرب».

واندلعت المعارك منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

واتسع نطاق الحرب لتطول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

وبدأت المباحثات الأسبوع الماضي في جنيف برعاية الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا، وحضرها ممثلون لقوات الدعم السريع، بينما غاب عنها الجيش واكتفى الوسطاء بالتواصل مع ممثليه عبر الهاتف. وهدفت المباحثات التي حضرها خبراء وأفراد من المجتمع المدني، إلى تحقيق وقف للقتال وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتطبيق تفاهمات يوافق عليها الطرفان.

وسبق لطرفي النزاع أن أجريا سلسلة جولات من المباحثات، خصوصاً في مدينة جدة، من دون التمكن من تحقيق خرق جدي أو الاتفاق على وقف مستدام للنار.

وفي نهاية يوليو (تموز)، دعتهما واشنطن إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا أملاً في وضع حدّ للحرب المدمّرة.

وفي حين قبلت قوات الدعم السريع الدعوة، أبدت السلطات بقيادة البرهان تحفّظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع واشنطن في شأن المشاركين.

وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي، على غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني.

وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان «انعدام الأمن الغذائي الحاد»، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في يونيو (حزيران).

دفعت الحرب بمخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب البلاد إلى المجاعة.

وأكد البيان الختامي للمباحثات أن «شاحنات المساعدات هي في طريقها لتأمين مساعدات لمواجهة الجوع في مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور»، مشدداً على ضرورة أن «تبقى الطرق مفتوحة وآمنة لنتمكن من إدخال المساعدات إلى دارفور ونبدأ بتحويل مجرى الأمور ضد المجاعة».

وشدد الوسطاء في بيانهم على مواصلة «تحقيق تقدم» بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر سنّار بجنوب شرقي البلاد.