محادثات جنيف السودانية تنطلق في غياب الجيش

المبعوث الأميركي: حان الوقت لإسكات البنادق


سودانيون يتظاهرون أمام مقر المفاوضات في جنيف لإنهاء الحرب (إ.ب.أ)
سودانيون يتظاهرون أمام مقر المفاوضات في جنيف لإنهاء الحرب (إ.ب.أ)
TT

محادثات جنيف السودانية تنطلق في غياب الجيش


سودانيون يتظاهرون أمام مقر المفاوضات في جنيف لإنهاء الحرب (إ.ب.أ)
سودانيون يتظاهرون أمام مقر المفاوضات في جنيف لإنهاء الحرب (إ.ب.أ)

انطلقت في مدينة جنيف السويسرية، أمس (الأربعاء)، محادثات دولية تهدف إلى وقف إطلاق النار في السودان، ووضع الحلول للأزمة الإنسانية الطاحنة الناتجة عنها، وذلك بغياب الجيش السوداني، ومشاركة وفد «قوات الدعم السريع»، وحضور أميركي وسعودي وسويسري ومصري وإماراتي، إلى جانب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

وبينما شهد انطلاق المحادثات اهتماماً ورقابة دوليين، وسط تطور الأوضاع في السودان، قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو، وفقاً لمنشور على صفحته في «فيسبوك»، إنه يركز على ضمان «امتثال الأطراف لالتزاماتها في جدة وتنفيذها»، ووقف الاقتتال، واحترام القانون الإنساني الدولي وتمكين وصول المساعدات الإنسانية. وقال: «حان الوقت لإسكات أصوات البنادق».

وذكر بيريلو أن «قوات الدعم السريع» أعلنت موافقتها غير المشروطة على المشاركة، وقطع باستمرار المفاوضات بمشاركة ممثلين للجيش أو من دونهم، رغم صعوبة عقد وساطة رسمية لغياب ممثلي الحكومة.


مقالات ذات صلة

«الجامعة العربية» تبدي امتعاضاً إزاء عدم دعوتها لمحادثات جنيف بشأن السودان

شمال افريقيا جانب من الاجتماع التشاوري حول السودان في يونيو 2024 (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تبدي امتعاضاً إزاء عدم دعوتها لمحادثات جنيف بشأن السودان

عدت الأمانة العامة للجامعة، في بيان صحافي، الخميس، «دعوتها، التي لم تصل حتى الآن، للمشاركة في الجهد المطلق في جنيف هي بمثابة تطبيق لقرار مجلس الأمن».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني في القضارف الأربعاء (أ.ف.ب)

مقتل وإصابة عشرات في الأبيض السودانية

تعرّضت مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان (وسط غربي السودان)، الأربعاء، لقصف مدفعي مكثّف، أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى، غالبيتهم من المدنيين.

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا سودانيون يتظاهرون أمام مقر المفاوضات في جنيف لإنهاء الحرب (إ.ب.أ)

انطلاق محادثات وقف الحرب في جنيف بغياب الجيش

بدأت في مدينة جنيف السويسرية، الأربعاء، محادثات دولية تهدف إلى وقف إطلاق النار في السودان، ووضع الحلول للأزمة الإنسانية الطاحنة الناتجة منها.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا الحرب دفعت نحو مليونين ونصف مليون شخص للفرار إلى الدول المجاورة (رويترز)

محادثات وقف إطلاق النار بالسودان تنطلق في سويسرا اليوم

من المقرر أن تبدأ المحادثات حول الحرب الدائرة في السودان بسويسرا اليوم الأربعاء، حيث ستركز المناقشات على المساعدات الإنسانية للملايين الذين يواجهون الجوع

«الشرق الأوسط» (جنيف )
شمال افريقيا خالد عمر يوسف (مواقع التواصل)

وزير سابق: البرهان و«الإخوان» رهنوا السودان والسودانيين لغاياتهم السياسية

حمّل وزير سابق وقيادي في تنسيقية «تقدم» قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، المسؤولية عن الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 15 شهراً

أحمد يونس (كمبالا)

استمرار مفاوضات جنيف رغم غياب الجيش السوداني

سودانيات تجمعن أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب)
سودانيات تجمعن أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب)
TT

استمرار مفاوضات جنيف رغم غياب الجيش السوداني

سودانيات تجمعن أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب)
سودانيات تجمعن أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب)

طرح رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، موقفاً جديداً بشأن مفاوضات سويسرا، مبدياً «عدم ممانعته من الجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ»، لكنه في الوقت نفسه جدد التأكيد على رفضه «لتوسعة قائمة المسهلين».

وجاء حديث البرهان عقب اتصال هاتفي تلقاه، ليل الأربعاء – الخميس، من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يتعلق بسير المفاوضات الجارية حالياً في سويسرا.

من مؤتمر صحافي للمبعوث الأميركي إلى السودان عقده في مقر البعثة الأميركية بجنيف (إ.ب.أ)

ولليوم الثاني على التوالي، تواصلت، الخميس، في جنيف، مفاوضات وقف الحرب وآلياتها وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية، بمشاركة وفد «الدعم السريع»، بينما لم يحصل الوسطاء على رد قاطع من الجيش بالمشاركة.

وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، على منصة «إكس»: «نواصل عملنا الدؤوب مع الشركاء الدوليين لإنقاذ الأرواح، وضمان تحقيق نتائج ملموسة تتضمن تنفيذ مبادئ إعلان جدة».

وبدوره، أوضح البرهان، وفق إعلام مجلس السيادة، أنه أبلغ الوزير الأميركي بلينكن «بأن الموقف السوداني الثابت هو التمسك بتنفيذ إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة. وليس هنالك مانع من الجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ، مع تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين».

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت، في بيان، أن الوزير بلينكن أكد للبرهان «أهمية المشاركة في مفاوضات السلام الجارية في سويسرا للتوصل إلى التنفيذ الكامل لإعلان جدة بغرض حماية المدنيين».

البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) 31 يوليو (أ.ف.ب)

وقال بلينكن، خلال الاتصال الهاتفي: «إن المجتمع الدولي قد اجتمع لدعم هذه المفاوضات التي تتشارك سويسرا والمملكة العربية السعودية في استضافتها، بهدف وقف الأعمال العدائية، وضمان الوصول الإنساني، وإنشاء آلية جديدة لمراقبة التنفيذ».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن هناك تحركات واتصالات مكثفة من قبل مسؤولين غريبين وإقليميين لحضّ قادة الجيش السوداني على الانخراط في المفاوضات «بوصفها فرصة مهمة لما سيترتب على ذلك بعدها».

وفي السياق، قالت مسؤولة أميركية في لقاءات جانبية مع مجموعات محددة من النشطاء السودانيين: «لدينا شركاء يعملون بكل جدية على إقناع قادة الجيش السوداني للحاق بالمحادثات في جنيف».

وحول ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق مع وفد «الدعم السريع» قالت: «هذا الأمر ليس محل نقاش، نركز حالياً على القضايا المهمة المتعلقة بوقف القتال وحماية المدنيين والمساعدات الإنسانية».

عائلة سودانية نازحة في كسلا (أ.ف.ب)

وفي موازاة ذلك، عرض السفير النرويجي، أندريه ستيانسن، خلال لقائه البرهان، الأربعاء، توسط بلاده لتقريب وجهات النظر بين الحكومة في بورتسودان والإدارة الأميركية، فيما يتعلق باجتماعات جنيف.

وذكر إعلام «السيادة» أن البرهان أكد خلال لقاء السفير المنتهية ولايته، «حرص السودان على الحوار مع الجانب الأميركي»، إلا أنه تحدث عن «خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بتنفيذ مخرجات منبر جدة واختيار المراقبين لأي محادثات».

ووفق المبعوث الأميركي، توم بيرليو، فإن النقاشات في اليوم الأول من المفاوضات، «ركزت على بحث مجموعات صغيرة مع خبراء فنيين، في أفكار لامتثال الأطراف لإعلان جدة».

وتأتي محادثات جنيف في أعقاب تعثر المفاوضات التي جرت بين طرفي الصراع في السودان؛ الجيش و«قوات الدعم السريع» في جولات سابقة استضافتها المملكة العربية السعودية في جدة، وفي العاصمة البحرينية المنامة.