الإعلان عن القائمة الأولية للمترشحين المقبولين لـ«رئاسية» تونس الأحد المقبل

مع تواصل شكاوى بعض المتقدمين للاقتراع من «كثرة العراقيل والتضييقات»

جانب من اجتماعات «هيئة الانتخابات» التونسية (موقع الهيئة)
جانب من اجتماعات «هيئة الانتخابات» التونسية (موقع الهيئة)
TT

الإعلان عن القائمة الأولية للمترشحين المقبولين لـ«رئاسية» تونس الأحد المقبل

جانب من اجتماعات «هيئة الانتخابات» التونسية (موقع الهيئة)
جانب من اجتماعات «هيئة الانتخابات» التونسية (موقع الهيئة)

كشف عضو «مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» التونسية، أيمن بوغطاس، في تصريح لعدد من الصحف المحلية، عن أنّ العدد النهائي لملفات الترشح للانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، خلال المدة من 29 يوليوز (تموز) الماضي حتى 6 أغسطس (آب) الحالي، بلغ 17 ملف ترشّح.

وقال بوغطاس إنّ «مجلس الهيئة» سيتولى النظر في الملفات المقدمة، بداية من اليوم الأربعاء، وطيلة 4 أيام، على أن يعلَن عن القائمة الأولية للمقبولين الأحد المقبل، وإثر ذلك تُفتح مدة الطعون أمام القضاء الإداري في طور ابتدائي أمام الدوائر الاستئنافية، وطور استئنافي أمام الجلسة العامة القضائية للمحكمة الإدارية.

الرئيس التونسي يتمتع بحظوظ كبيرة للفوز بولاية ثانية أمام منافسيه المحتملين (د.ب.أ)

يذكر أنه أُغلق باب قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية أمس الثلاثاء، وسيُعلَن عن القائمة النهائية للمترشحين في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد استكمال مرحلة الطعون أمام المحكمة الإدارية من قبل المترشحين الذين رُفضت طلباتهم أولياً.

في سياق ذلك، أعلن الناشط السياسي نزار الشعري الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية، وذلك إثر مشاورات مع فريق عمله. وقال الشعري موضحاً: «بكل فخر؛ قررنا ألا نخوض هذه الانتخابات كديكور، معرضين الأعزة من الذين تطوعوا معنا في هذه الملحمة وعائلاتهم وعائلاتنا لمزيد من الهرسلة والحيف. إلا إننا لن نتراجع عن حلمنا في وطن يجمعنا يطيب فيه العيش للجميع».

المرشح أحمد الصافي خلال تقديمه ملف ترشحه أمام «هيئة الانتخابات»... (إ.ب.أ)

وتعثرت جهود عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية مع انتهاء أجل تقديم الترشحات أمس الثلاثاء، بسبب قيود إدارية وأخرى قضائية، فيما يواجه آخرون الإيقاف في السجن. وبدأت «العليا المستقلة للانتخابات» تسلم ملفات المترشحين منذ يوم 29 يوليو الماضي. وحتى أول من أمس الاثنين، وأودع 7 مرشحين ملفاتهم؛ من بينهم الرئيس الحالي قيس سعيّد، الذي يبدو أن الطريق مفتوحة أمامه نحو الفوز بولاية ثانية. وفيما قدم أمس زهير المغزاوي، رئيس حزب «حركة الشعب» المؤيد للرئيس سعيد، ملف ترشحه، لم يتسنَّ للعشرات تقديم ملفات مكتملة بسبب نقص الوثائق الرسمية. وفي هذا السياق، شكا المنذر الزنايدي، الوزير السابق في حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الذي حكم تونس قبل ثورة 2011، من امتناع السلطات الإدارية عن مده بوثيقة تخص سجله القضائي، وهي وثيقة تعدّ أساسية في ملف الترشح. فيما اشتكى آخرون من «كثرة العراقيل والتضييقات» المسلطة عليهم. بدوره، قال كريم الغربي، وهو مغني راب وصهر سابق للرئيس الراحل بن علي، إن طلبه بطاقة السجل القضائي قوبل بالرفض. كما قال الممثل نصر الدين السهيلي، وهو معارض لسياسات الرئيس سعيد، إن السلطات أعلمته بوجود شكوى قضائية ضده تعود إلى سنوات، مما يعني حرمانه من الترشح.

السياسي زهير المغزاوي خلال تقديمه ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

وأصدر القضاء أحكاماً عاجلة ضد المرشحين: عبد اللطيف المكي، ونزار الشعري، ومحمد عادل الدو، بالسجن لمدة 8 أشهر، بسبب مخالفات قانونية في جمع التزكيات من الناخبين، مع حرمانهم من الترشح للانتخابات الرئاسية مدى الحياة. وذكرت تقارير إعلامية أن حكماً مماثلاً صدر ضد مرشحَين اثنين آخرين محتملين. وفي هذا السياق، قال رئيس «الرابطة التونسية لحقوق الإنسان»، بسام الطريفي، عقب مؤتمر صحافي، للصحافيين إن «سلب الحق في الترشح يعدّ بدعة. العقوبات يجب أن تحدد بمدة زمنية. وما نراه اليوم خطر جداً لعدم تحديد (القضاء) مدة المنع من الترشح». وتابع الطريفي محتجاً: «السلطة وضعت يدها على القضاء لضرب الخصوم السياسيين، من بينهم 6 يقبعون في السجون، وهناك صحافيون أيضاً في السجون. هذا مناخ غير ديمقراطي يمكن أن تنظم فيه انتخابات حرة ونزيهة».



المشري يتحدى تكالة ويُنصّب نفسه رئيساً لـ«مجلس الدولة» الليبي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT

المشري يتحدى تكالة ويُنصّب نفسه رئيساً لـ«مجلس الدولة» الليبي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

تصاعد الخلاف بين الرئيسين الحالي والسابق للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، حول أيهما الفائز بمنصب الرئيس الجديد للمجلس، وفي غضون ذلك، انتقد ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص، توقف حقل الشرارة النفطي، تزامناً مع تعزيز الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، قواته العسكرية في جنوب البلاد.

وفي إشارة إلى رفضه تسليم رئاسة مجلس الدولة لرئيسه السابق، خالد المشري، قال الرئيس الحالي للمجلس محمد تكالة، في بيان الأربعاء، إن المجلس متماسك، وعدّ أن يوم العشرين من الشهر الحالي، الذي حدده موعداً لإعادة التصويت، يرفع الجدل ويحافظ على تماسك المجلس، ويصـون تجربتـه الديمقراطية، وتعهد بعدم السماح لمن يرفض ذلك، بتشويه أداء المجلس.

تكالة رفض تسليم رئاسة مجلس الدولة لرئيسه السابق خالد المشري (إ.ب.أ)

وكان تكالة قد عدّ أن التاريخ، الذي اختاره موعداً لإعادة انتخاب رئاسة المجلس، في حال لم يتم الوصول إلى قرار قضائي حاسم بشأنه، يستهدف «عدم ترك المجال مفتوحاً لمن يحاول استغلال الوضع، بهدف فرض حالة الانقسام على المجلس»، عادّاً أن هذا القرار يمثل «حلاً وسطاً».

وعرض تكالة في كلمة مصورة مساء الثلاثاء صورة الورقة الانتخابية المثيرة للجدل، ومحل الخلاف مع المشري، تظهر اسم تكالة، عادّاً أن إعادة عملية الاقتراع تمثل فرصة حقيقية للجميع لإثبات جدارتهم بثقة أعضاء المجلس، وقال بهذا الخصوص: «من يعتقد في نفسه أنه الأجدر لا يجب أن يخشى من جولة إعادة أخرى»، مشيراً إلى أن عملية انتخاب رئاسة المجلس: «رغم أنها تعكس قدراً كبيراً من التداول السلمي على السلطة، فإنها تظل ناقصة في ظل تأخر الانتخابات العامة».

المشري في لقاء سابق مع المبعوث الأممي بمقر المجلس الأعلى للدولة بطرابلس (مجلس الدولة)

في المقابل، أعلن المشري فوزه رسمياً برئاسة المجلس، وعدّ في بيان مساء الثلاثاء، أن النظام الداخلي للمجلس ينص صراحة على أن مدة ولاية مكتب رئاسة المجلس هي سنة واحدة فقط من تاريخ انتخابه، وبالتالي انتهت مدة ولايته القانونية. عادّاً أن إعلان تكالة إحالته للخلاف على الورقة الملغاة للقضاء: «محاولة لكسب الوقت»، لافتاً إلى عدم اختصاص القضاء بهذا النزاع، حيث تنص اللائحة الداخلية للمجلس على اختصاص اللجنة القانونية للمجلس بحل هذا النزاع. كما قال المشري إن إعلان تكالة تأجيل جولة الانتخابات إلى العشرين من الشهر الحالي: «هو إعلان باطل صادر عن غير ذي صفة».

إلى ذلك، قال المجلس الرئاسي إن نائبي رئيسه، موسى الكوني وعبد الله اللافي، أكدا خلال اجتماعهما مساء الثلاثاء في طرابلس، مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص، أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية المعنية بالشأن الليبي، لإعداد مشروع سياسي فاعل يعالج حالة الانسداد السياسي، ويمهد الطريق لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية. مبرزاً أن اللقاء الذي ناقش الأوضاع في المنطقة الجنوبية الخدمية منها والأمنية، بحث أيضاً جهود الرئاسي في المصالحة، والدور المهم للجنوب في ضمان استقرار ليبيا وسيادتها، وضرورة التغلب على الانقسامات السياسية والاقتصادية المتزايدة لتحقيق ليبيا موحدة ومستقرة وديمقراطية.

المبعوث الأميركي إلى ليبيا في لقاء سابق مع رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية (البعثة)

بدوره، أعلن نورلاند أنه بحث الأربعاء في طرابلس، مع تامر الحفني، القائم بأعمال السفارة المصرية، أهمية الدعم الدولي الموحد للمسار السياسي، الذي تيسره الأمم المتحدة نحو الاستقرار، وخريطة طريق موثوقة للانتخابات الوطنية.

وكان نورلاند، قد ناقش مساء الثلاثاء، مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، التوقف الحالي للإنتاج في حقل الشرارة النفطي، وعدّ أن إنتاج النفط في ليبيا هو شريان حياتها الاقتصادي. وبعدما رأى أن توقف الإنتاج يضر بجميع الليبيين، لفت إلى تأكيد بلاده على «أهمية الحفاظ على استقلالية المؤسسة الوطنية للنفط ونزاهتها التكنوقراطية».

بدورها، أعلنت المؤسسة أنها ناقشت أنشطة شركة «أكاكوس»، المسؤولة عن تشغيل حقل الشرارة للعام الحالي، خلال اجتماع فني مع مسؤولي الشركة وممثلي الشركاء الأجانب بطرابلس، مشيرة إلى بحث المشاريع المستقبلية للشركة والميزانية المقترحة لتنفيذها، ومعدلات إنتاجها المتوقعة للسنوات الـ10 المقبلة والميزانية المقترحة للعام المقبل.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (رويترز)

من جهة أخرى، استغل القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، لقاءه المفاجئ، مساء الثلاثاء، مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن عباس نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معرباً عن حرص مصر ودعمها لوحدة واستقرار ليبيا.

وأوضح حفتر في بيان أن الاجتماع ناقش التطورات السياسية للأزمة الليبية، مع التأكيد على أهمية بذل كل الجهود للدفع بالعملية السياسية، من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم المساعي والجهود، التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لتهيئة الظروف المناسبة لتنظيم العملية الانتخابية.

بدورها، أعلنت رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني، انتقال وحدات عسكرية تابعة لها إلى مختلف مدن ومناطق الجنوب الغربي في البلاد، في إطار ما وصفته بخطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية، وتعزيز الأمن القومي للبلد واستقراره في هذه المناطق الحيوية، من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة.