توجيه تهم بـ«الفساد» لثلاثة مرشحين مرفوضين للانتخابات الرئاسية في الجزائر

من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
TT

توجيه تهم بـ«الفساد» لثلاثة مرشحين مرفوضين للانتخابات الرئاسية في الجزائر

من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

أعلنت النيابة العامة في الجزائر العاصمة، الاثنين، توجيه تهم بالفساد لثلاثة مرشحين سابقين رُفضت ملفاتهم إلى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في السابع من سبتمبر (أيلول)، للاشتباه بتورطهم في دفع أموال لجمع التوقيعات الضرورية للترشح... كما أعلنت توقيف 68 شخصا احتياطيا في القضية ذاتها.

ولم يذكر بيان النيابة العامة أسماء المرشحين الثلاثة، لكن وسائل إعلام ذكرت أن الأمر يتعلق بسيدة الأعمال سعيدة نغزة، والوزير الأسبق بلقاسم ساحلي رئيس «التحالف الوطني الجمهوري»، ومرشح غير معروف يدعى عبد الحكيم حمادي.

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)

وجاء في بيان النائب العام أنه «في إطار التحقيق الابتدائي المفتوح المتعلق بوقائع فساد شابت عملية جمع التوقيعات الخاصة بالراغبين في الترشح (...)، وبعد سماع المتهمين من طرف قاضي التحقيق، أصدر (الأخير) أوامر بوضع 68 متهما رهن الحبس المؤقت، وثلاثة متهمين تحت نظام الرقابة القضائية، وإبقاء ستة متهمين في الإفراج».

وأضاف أن المتهمين ملاحقون بـ«جنح منح مزية غير مستحقة، واستغلال النفوذ، وتقديم هبات نقدية أو الوعد بتقديمها، قصد الحصول أو محاولة الحصول، على أصوات الناخبين، وبسوء استغلال الوظيفة، وتلقي هبات نقدية، أو وعود من أجل منح أصوات انتخابية، والنصب».

وكان النائب العام لطفي بوجمعة أعلن في مؤتمر صحافي، الخميس الماضي، بدء التحقيق في قضية شراء توقيعات منتخبين من طرف بعض الراغبين في الترشح للرئاسة.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في يونيو الماضي خلال جلسة عمل حول الطاقة لمجموعة السبع في بورغو بإيطاليا (أ.ب)

وأوضح أن «أكثر من 50 شخصا من المنتخبين اعترفوا بتلقيهم مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و30 ألف دينار (بين 150 وأكثر من 200 دولار) مقابل تزكيتهم لهؤلاء الراغبين في الترشح».

ويتوجّب على الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية، جمع 600 توقيع على الأقل، لمنتخبين في مجالس محلية أو البرلمان في 29 ولاية من أصل 58 ولاية جزائرية، أو ما لا يقل عن 50 ألف توقيع لمواطنين مسجلين على القوائم الانتخابية، على أن يكون 1200 منها على الأقل في كل ولاية.

عبد العالي حساني مرشح «الإسلامية» لانتخابات الرئاسة الجزائرية (حساب حزبه)

ومن بين 16 راغبا في الترشح، قبلت المحكمة الدستورية ملفات ثلاثة مرشحين هم: يوسف أوشيشي عن حزب «جبهة القوى الاشتراكية» (يسار)، والرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون مرشحا مستقلا، وعبد العالي حساني شريف عن حزب «حركة مجتمع السلم» (إسلامي).

وحذّر النائب العام من أن «شراء الأصوات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم من دون متابعة»، وأن «سيف القانون سيكون صارما وحادا ضد كل من يسمح لنفسه بتعكير صفو الانتخابات، والمساس بمصداقيتها ونزاهتها».


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس»: الجزائرية كايليا تدخل التاريخ... وتبهج العرب بالذهب

رياضة عالمية كايليا تحتفل بإنجازها الأولمبي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس»: الجزائرية كايليا تدخل التاريخ... وتبهج العرب بالذهب

توّجت الجزائرية كايليا نمور تألقها بإنجاز تاريخي في أولمبياد باريس 2024 لتُهدي العرب الذهبية الأولى بالمحفل الرياضي الكبير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الجزائرية نمور خلال تتويجها بالذهبية (رويترز)

الذهبية الجزائرية نمور: أشعر بالصدمة... حققت الحلم الذي انتظرته طويلاً

أصبحت الجزائرية، كيليا نمور، أول لاعبة جمباز أفريقية تفوز بميدالية أولمبية عندما حصلت على الذهبية بأداء مذهل على العارضتين غير المتماثلتين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا صورة من حساب الشرطة الإسبانية على منصة «إكس»

تفكيك شبكة تهريب أدخلت 750 سورياً و250 جزائرياً إلى إسبانيا

أعلنت الشرطة الإسبانية تفكيك شبكة من المهربين أدخلت ألف مهاجر جزائري وسوري إلى إسبانيا من الجزائر، ونقلتهم إلى دول أوروبية مقابل21 ألفا و700 دولار للشخص الواحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية إيمان خليف هزمت الإيطالية أنغيلا كاريني في مباراة الملاكمة (أ.ب)

أولمبياد باريس: الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تتقدّم بعد انسحاب كاريني

تجاوزت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، عندما انسحبت الأخيرة من مباراتهما في دور الستة عشر لوزن الوسط بعد 46 ثانية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا سفارة الجزائر في باريس (متداولة)

الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا

قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري عقب إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

سكان في مصراتة الليبية يشتكون «طردهم من ديارهم»

مدينة مصراتة (مواقع التواصل)
مدينة مصراتة (مواقع التواصل)
TT

سكان في مصراتة الليبية يشتكون «طردهم من ديارهم»

مدينة مصراتة (مواقع التواصل)
مدينة مصراتة (مواقع التواصل)

يشتكي سكان بمدينة مصراتة (غرب ليبيا) تعرّضهم للطرد من منازلهم على يد الأجهزة الأمنية، بداعي بناء مول تجاري، وسط انتقادات حقوقية للسلطة التنفيذية، وإشادة الساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي بمصراتة و«مواقفها».

وقال سكان بمنطقة القوشي في مصراتة، الاثنين، إن الأجهزة الأمنية بدأت في إخلاء 65 بناية، وسط احتجاجات وغضب من المواطنين، الذين يطالبون حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة بالعدول عن القرار.

وتقول السلطات المحلية إن أُسَراً من خارج مدينة مصراتة كانوا يسكنون هذه البنايات، مثل تاورغاء المجاورة، لكنها نزحت عنها بسبب أحداث «ثورة 17 فبراير (شباط)» عام 2011، فاستولى عليها مسلّحون وأجّروها للسكان من دون أوراق رسمية.

النائب العام الليبي الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

وتظاهر عشرات المواطنين على مدار اليومين الماضيين في شوارع مصراتة، وسط هتافات تطالب بإلغاء القرار، وراجت مقاطع فيديو لعمليات اعتداء وقبض على مواطنين معترضين على إخراجهم من ديارهم.

وبينما دافعت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» عن تنفيذ القرار، وقالت إنه جاء «تنفيذاً لأوامر من النائب العام المستشار الصديق الصور»، تضامن حقوقيون ليبيون مع السكان، مطالبين بتعويضهم، وتوفير مساكن بديلة لهم.

وطالب مواطنون ونشطاء سياسيون بمصراتة بـ«فتح تحقيق شامل ومستقل في هذه الحوادث؛ لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، واتخاذ خطوات جادة؛ لتفادي تكرارها، وضمان حماية حقوق المواطنين».

ونشر الحقوقي الليبي ناصر الهواري، عبر حسابه، مقاطع فيديو لعملية قبض على أحد سكان المدينة من قِبل جهاز أمني، قال «إنه رفض مغادرة شقته»، بينما سكان المنطقة يحاولون منع أفراد الأمن من اقتياده معهم.

مسلّحون ضمن قوات موالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة في مصراتة (أرشيفية - أ.ب)

ودعت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» بليبيا، حكومة «الوحدة الوطنية» إلى وقف ما أسمَته بـ«الانتهاكات الجسيمة» التي يتعرّض لها أهالي سكان منطقة القوشي، وقالت إنها وثّقت قيام الأجهزة الأمنيّة بمصراتة باعتقال و«الاعتداء الجسدي» على نساء وشباب من منطقة القوشي المحتجّين، والرافضين لإخراجهم من مساكنهم من دون تعويض بمساكن بديلة، بعد قرار إخلائها وإزالتها.

وطالبت المؤسسة الوطنية، في بيان لها، الحكومة بالعمل «على معالجة الأوضاع الإنسانية للسكان، وعدم تركهم في الشارع من دون مأوى، وضمان الإفراج عن الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية».

كما تطالب المؤسسة، بفتح تحقيق «عاجل» فيما تم رصده وتوثيقه من «انتهاكات واعتداءات جسمية» بحق السكان من قِبل الأجهزة الأمنية بمدينة مصراتة، و«محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي يُعاقب عليها القانون».

ومن بين المقبوض عليهم: زهير حسن الدنفرية، ورواد رجب النعاس، وعصام المدني، وذلك بعد رفضهم الخروج من منازلهم.

وسبق أن أُثيرت هذه القضية في مارس (أذار) الماضي، لكن سكان منطقة القوشي الواقعة وسط مصراتة، نظموا وقفة احتجاجية أمام المجلس البلدي للمدينة ومحكمة مصراتة احتجاجاً على استمرار هدم العمارات التي يقطنونها.

https://x.com/Asaadialqaddafi/status/1820023932415549559

وفي تعليق نادر، أشاد الساعدي القذافي بمصراتة، ووضعها الجغرافي والتاريخي والعسكري والسياسي، وقال إن «احتفاظها بالقوة العسكرية عوامل مهمة في ضمان الأمن الوطني الليبي».

وأضاف الساعدي، عبر حساب منسوب له على منصة «إكس»، إن «السبب الرئيسي في توحيد ليبيا أثناء مفاوضات توحيد البلاد، هو تنازُل مصراتة عن المطالبة بالعرش من أجل توحيد البلاد، مع أن الملك إدريس السنوسي لم يوافق على توحيد البلاد إلا من أجل أن يكون هو الملك فقط».

ويعتقد الساعدي أنه في سنة 2011 طلب «المجلس الانتقالي»، الذي تولّى إدارة شؤون البلاد، انفصال الشرق الليبي عن بقية ليبيا بدعم دولي، إلا أن معارضة مصراتة أفشلت هذا الانقسام، ويرى أن مشاركة مصراتة في العملية السياسية والمصالحة الوطنية «هي ضمان استقرار ليبيا ومستقبلها».

أرشيفية لمواطنين يغلقون طريقاً مؤدية إلى مصراتة (حسابات موثوقة على «إكس»)

وفي شأن قريب، قال مكتب النائب العام إن سلطة إنفاذ القانون «باشرت عملية إخلاء عقارات مملوكة للدولة الليبية من غاصبيها في بلدية سرت بوسط البلاد».

وأوضح مكتب النائب العام، في بيان مساء الأحد، أن «مأمورية الضبط القضائي، بمساندة منسوبي لجنة إعادة تنظيم مدينة سرت، تمكّنت من إزالة مظاهر العدوان على ممتلكات عقارية للدولة، من بينها 7 عمارات سكنية، وأرض تقع ضمن موقع محطة عرب سات، وقطع أرض متنوعة في أماكن متفرقة بالمدينة».