تنظيمات مدنية ونقابية تطلق حملة لوقف الحرب ودرء المجاعة

تحت شعار «لا تنسوا السودان»

طفل على هضبة مشرفة على مخيم للاجئين الفارين من المعارك في السودان قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)
طفل على هضبة مشرفة على مخيم للاجئين الفارين من المعارك في السودان قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)
TT

تنظيمات مدنية ونقابية تطلق حملة لوقف الحرب ودرء المجاعة

طفل على هضبة مشرفة على مخيم للاجئين الفارين من المعارك في السودان قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)
طفل على هضبة مشرفة على مخيم للاجئين الفارين من المعارك في السودان قرب الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

يشهد السودان حملات واسعة لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية والتحذير من مخاطر المجاعة، دعت إليها تنظيمات مدنية ومهنية ونقابية، وأطلقت نقابة الصحافيين السودانيين حملة كبرى تحت شعار «لا تنسوا السودان»، تتضمن ندوات وكتابات وفعاليات فنية وثقافية يشارك فيها الصحافيون داخل البلاد وخارجها، للتنديد باستمرار الحرب والأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها المواطنون في مناطق الحرب والنزوح واللجوء، بما في ذلك المناطق الخارجة عن نطاق العمليات الحربية.

وكان نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي قد استهلوا حملات مناهضة للحرب والداعية لوقفها تحت شعار: «نحن الشعب تعبنا من الحرب... يا جيش أمشي التفاوض»، سرعان ما تلقفتها قوى اجتماعية ومدنية ومهنية، وحولتها لـ«ترند» سوداني، لقي تفاعلاً واسعاً من المتضررين بالحرب ودعاة التفاوض لوقفها، ولحث الجيش للاستجابة للمبادرة الأميركية السعودية لبدء مباحثات بينه وبين قوات «الدعم السريع» بجنيف السويسرية في 14 أغسطس (آب) الحالي.

وقال نقيب الصحافيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، وفقاً لمقطع فيديو بثه إعلاناً لحملة النقابة، إن مأساة السودان «منسية»، على الرغم من اعتراف العالم بأنها «أكبر كارثة انعدام غذاء في العالم». وتابع: «لزاماً على نقابة الصَّحافيين السودانيين أن تلعب دوراً في تنبيه ضمير العالم الحي إلى هذه المأساة الإنسانية التي يغطيها النسيان».

لاجئون فرّوا حديثاً من منطقة بدارفور تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في مخيم بتشاد (نيويورك تايمز)

ووجه أبو إدريس رسالة إلى المتقاتلين حثهم فيها على الانتباه للآلاف الذين يواجهون الموات جراء الجوع، بقوله: «كفوا عن القتال»، ونادى من أطلق عليه «ضمير العالم الحي» بعدم نسيان السودان. وتابع: «استيقظوا وانظروا إلى المأساة الزاحفة التي يزداد ضحاياها باطراد، ويضاف لها ضحايا جدد يومياً».

من جهته، قال السكرتير العام للنقابة، محمد عبد العزيز، لـ«الشرق الأوسط»، السبت، إن الحملة ستستمر لمدة 3 أسابيع، بطابع غير مركزي، أي أن الصحافيين السودانيين في كل أنحاء العالم سينظمون فعاليات مختلفة، وفقاً لأوضاع بلدان اللجوء وفي داخل السودان، بهدف حشد الدعم المعنوي والمادي لإنهاء الحرب ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يواجهها السودانيون جراء الحرب، وحث القوى المدنية المختلفة على العمل بفاعلية أكبر من أجل تحقيق أهداف الحملة.

وكانت لجنة المعلمين السودانيين، وهي تجمع نقابي مهني، قد أعلنت إطلاق المرحلة الثانية من حملتها الرامية لإيقاف الحرب، بالعمل على حشد الرافضين للحرب والتنظيمات التي ناصرت الحملة، وتوحيد جهودهم في مظلة واحدة رافضة للحرب ومؤيدة للسلام، وهي الحملة التي وجدت تضامناً كبيراً من تنظيمات المهنيين والقوى السياسية والمدنية، وأعلنت نقابة الصحافيين تضامنها معها.

وتوقفت العملية التعليمية بالبلاد منذ اندلاع الحرب في معظم أنحاء البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم، بل ومعظم المناطق خارج نطاق العمليات القتالية، التي تحولت مدارسها ومنشآتها التعليمية لدور إيواء للنازحين الفارين من الحرب.

وتوقفت معظم وسائل الإعلام من صحف وإذاعات مرئية ومسموعة في معظم أنحاء البلاد، عن الصدور، وتشرد آلاف الصحافيين والإعلاميين وفقدوا وظائفهم ودخولهم، وتدمرت دور الصحف والإذاعات والتلفزيون، بل وازدادت حملات القمع، وتحول الصحافيون إلى هدف يطلق عليه أطراف الحرب الرصاص وتوجيه اتهامات الخيانة والعمالة.

وقال السكرتير العام لنقابة الصحافيين، محمد عبد العزيز، في وقت سابق من محل لجوئه في كمبالا، إن 10 صحافيين قتلوا خلال الحرب، وإن الصحافيين تعرضوا لشتى ضروب الانتهاكات، بما في ذلك فقدان المأوى والتشرد، مع توقف 90 في المائة من المؤسسات الإعلامية عن العمل.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا تحصى دون تحرك فوري لوقفها

العالم العربي آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الصراع المسلّح (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا تحصى دون تحرك فوري لوقفها

قالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، اليوم (الثلاثاء)، إن حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا حصر لها دون اتخاذ إجراءات فورية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا توزيع الطعام من أحد المطابخ العامة في الخرطوم (رويترز)

طرفا الصراع في السودان يهاجمان متطوعين يكافحون المجاعة

«في أحياء كان لدينا فيها مطبخ واحد، نحتاج الآن إلى ثلاثة مطابخ أخرى... ومع استمرار الحرب، سنرى المزيد من الناس يصلون إلى الحضيض».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج مقر وزارة الخارجية الإماراتية (الشرق الأوسط)

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

أكد سالم الجابري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا رئيس مجلس الوزراء المصري خلال لقاء عدد من المفكرين والكُتاب (مجلس الوزراء المصري)

«سد النهضة»: مصر تلوح بـ«توجه آخر» حال نقص حصتها المائية

لوّحت الحكومة المصرية باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «سد النهضة» الإثيوبي حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: اتهامات لكتائب موالية للجيش بـ«إعدام العشرات» جماعياً

وجه نشطاء حقوقيون سودانيون اتهامات لكتائب موالية للجيش وأفراد يرتدون الزي العسكري له بارتكاب ما وصفوه بـ«انتهاكات جسيمة» تضمنت عمليات «إعدام جماعي لعشرات».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

المغرب: إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع أوروبا لن يكون له تأثير

وزير الفلاحة محمد صديقي (الشرق الأوسط)
وزير الفلاحة محمد صديقي (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع أوروبا لن يكون له تأثير

وزير الفلاحة محمد صديقي (الشرق الأوسط)
وزير الفلاحة محمد صديقي (الشرق الأوسط)

قال وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، محمد صديقي، اليوم (الثلاثاء)، إن إلغاء محكمة العدل الأوروبية اتفاقيتي الصيد البحري مع أوروبا الأسبوع الماضي «لن يكون له تأثير على تنمية قطاعي الفلاحة والصيد البحري». وأضاف الوزير المغربي، في تصريحات لوكالة «رويترز» للأنباء، على هامش الاجتماع الوزاري لمبادرة «الحزام الأزرق»، التي تهتم بحماية التنوع الحيوي البحري في أفريقيا والعالم، أن قرار المحكمة الأوروبية «يعني الأوروبيين، ونحن غير معنيين به». مؤكداً: «نحن لا نقبل بأي اتفاقية لا تحترم السيادة الوطنية».

وألغت محكمة العدل الأوروبية يوم الجمعة الماضي الاتفاقيتين مع المغرب، بسبب النزاع المتعلق بإقليم الصحراء، إذ عدّت المحكمة أن من أسمته «شعب الصحراء» لم يُستشر فيهما، وأن «وجود الاتفاقيتين رهين بموافقته»، رافضة الطعون التي رفعتها المفوضية الأوروبية. والنزاع بخصوص إقليم الصحراء من أقدم النزاعات في أفريقيا، بعد ضمّ المغرب للإقليم عقب استقلاله من الاستعمار الإسباني عام 1975. ويعُد المغرب الإقليم جزءاً لا يتجزأ من أراضيه، بينما تطالب جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر بالانفصال عن المملكة.

وتابع الوزير صديقي لـ«رويترز» موضحاً أنه على الرغم من قرار محكمة العدل الأوروبية إلغاء الاتفاقيتين، فإن «هنالك مواقف لدول أوروبية تتشبث بالعلاقة مع المغرب، وتسعى إلى تطويرها في المستقبل». مشيراً إلى أن «الفلاحة والصيد البحري تعرفان نمواً كبيراً وتطوراً على مستوى القارة الأفريقية، ونحن نشتغل على إشكاليات الأسواق باستمرار، وننفتح على الصعيد الدولي».