مباحثات ليبية - إيطالية حول ملف «الهجرة» ودعم الجنوب

بعد إعلان روما إنقاذ 41 شخصاً من الغرق بالمياه الدولية

لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تلتقي القنصل الإيطالي في بنغازي (المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق)
لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تلتقي القنصل الإيطالي في بنغازي (المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق)
TT

مباحثات ليبية - إيطالية حول ملف «الهجرة» ودعم الجنوب

لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تلتقي القنصل الإيطالي في بنغازي (المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق)
لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تلتقي القنصل الإيطالي في بنغازي (المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق)

فرض ملفا الهجرة غير النظامية، والأوضاع في الجنوب الليبي، نفسيهما على المباحثات التي أجرها أعضاء مجلس النواب الليبي مع القنصل العام لإيطاليا في مدينة بنغازي، فرانشيسكو دي لويجي، وجاء ذلك غداة إعلان السلطات الإيطالية عن إنقاذ 41 شخصاً من الغرق في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط.

وقال عبد الله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، اليوم (الجمعة)، إن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، ومقرر اللجنة محمد تامر، بحثا ملف الهجرة ومعوقاته مع القنصل الإيطالي بمقر ديوان مجلس النواب في بنغازي، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ونقل المتحدث باسم المجلس عن العقوري تأكيده على أهمية التعاون في ملف الهجرة غير النظامية، والاستفادة من برامج الدعم الإيطالي في عدد من الموضوعات، وفيما أكد متابعته لملف الشبان الليبيين المسجونين في إيطاليا، جدد حرص مجلسه على تعزيز التنسيق مع الجانب الإيطالي حول هذه القضية.

وأكد تامر أهمية توسيع برامج التعاون الإيطالي في الجنوب الليبي، وخاصة في مجال الزراعة، مع ضرورة فتح خدمات للشؤون القنصلية بمدينة سبها لتسهيل إجراءات السفر، موجهاً الدعوة للقنصل الإيطالي لزيارة الجنوب.

كما نقل بليحق عن القنصل الإيطالي تأكيده على جهود بلاده «لتخفيف أزمة الهجرة»، من خلال خطة «ماتي»، مبدياً رغبته في زيارة الجنوب والتعاون لفتح قنصلية في مدينة سبها.

ومنذ إسقاط النظام السابق عام 2011، يعاني الجنوب الليبي من نقص الخدمات الحكومية، وشح الوقود، وارتفاع الأسعار بشكل كبير، إضافة إلى عمليات خطف على الهوية لأبناء مدنه في العاصمة طرابلس.

وكان رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، رمضان شمبش، قد التقى القنصل الإيطالي، وبحث معه سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في الجانب التشريعي.

لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تلتقي القنصل الإيطالي في بنغازي (المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق)

من جانبه، تحدث القنصل الإيطالي عن «التطور الملحوظ» الذي تشهده مدينتا بنغازي ودرنة، معرباً عن أمله في إعادة فتح خط جوي مباشر بين بنغازي وإيطاليا، بوصفه «خطوة مهمة» لتعزيز العلاقات الثقافية والتجارية بين البلدين.

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، مساء (الخميس)، بوصول سفينة طوارئ إلى ميناء نابولي، وعلى متنها 41 مهاجراً غير نظامي، بعد عملية إنقاذ من الغرق في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا، مشيرة إلى أن المهاجرين، الذين كان بينهم ثلاثة قاصرين، وصلوا ميناء نابولي على متن قارب صغير مصنوع من الألياف الزجاجية.

ونوّهت الصحيفة بأن بعض مسؤولي هيئة الصحة المحلية والصليب الأحمر الإيطالي، وخفر السواحل والشرطة، كانوا في انتظار سفينة الطوارئ عند وصولها إلى الميناء.

في سياق قريب، ألقت السلطات الأمنية في جنوب ليبيا القبض على عدد من المهاجرين غير النظاميين بتهمة «ترويج المخدرات». وقالت مديرية أمن سبها، اليوم (الجمعة)، إنه في إطار حملة أمنية لضبط المهاجرين داهم أفراد الشرطة منزلاً، وعُثر بداخله على مهاجرين غير نظاميين «يروجون المخدرات»، واتخاد الإجراءات القانونية حيالهم.

قوات الأمن بالجنوب الليبي تضبط عدداً من المهاجرين بتهمة «ترويج المخدرات» في سبها (مديرية أمن سبها)

وكان الهلال الأحمر الليبي في طبرق (شرقي) قد أعلن عن تقديم المساعدة لـ99 مهاجراً غير نظامي عن طريق مكتب الإغاثة بالفرع؛ من طعام وشراب وإسعافات. وقالت الجمعية عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن المهاجرين موجودون بمقر البحث الجنائي في طبرق.


مقالات ذات صلة

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

شمال افريقيا قوات بحرية إسبانية تعترض قارب مهاجرين غير نظاميين انطلق من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

«رغم المسافة الكبيرة التي تفصل موريتانيا عن باكستان، والتي تقدر بنحو 7700 كيلومتر، فإنها أصبحت وجهة للمهاجرين الآسيويين».

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ تعيينات دونالد ترمب في إدارته الجديدة تثير قلق تركيا (رويترز)

ترمب يؤكد عزمه على استخدام الجيش لتطبيق خطة ترحيل جماعي للمهاجرين

أكد الرئيس المنتخب دونالد ترمب أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

عثرت السلطات الأمنية في مدينة صبراتة الليبية على «وكر» يضم 90 مهاجراً غير نظامي، تديره إحدى عصابات الاتجار بالبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».