القاهرة لتعزيز التواصل مع المغتربين عبر مؤتمر «المصريين في الخارج»

يُعقد الأحد ويضم جلسات حول الاستثمار والتعليم والخدمات

قلعة صلاح الدين في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قلعة صلاح الدين في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

القاهرة لتعزيز التواصل مع المغتربين عبر مؤتمر «المصريين في الخارج»

قلعة صلاح الدين في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قلعة صلاح الدين في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

في إطار جهود تعزيز التواصل مع «المصريين في الخارج»، تُطلق القاهرة النسخة الخامسة من مؤتمر «المصريين بالخارج» تحت شعار «من أم الدنيا... إلى كل الدنيا». ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الخميس، فإن المؤتمر يعقد الأحد والاثنين المقبلَين، بحضور وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، وبمشاركة عدد من الوزراء والجهات المعنية.

ويأتي المؤتمر عقب قرار ضم اختصاصات وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج (سابقاً) إلى وزارة الخارجية؛ بما يستهدف «إحداث تطوير منظومة وآليات التواصل مع الجاليات المصرية في الخارج، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمغتربين بسرعة وكفاءة، والاستفادة القصوى من دور بعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية في تنفيذ سياسة الدولة في التفاعل مع الجاليات ورعاية مصالحها وربطها بالوطن الأم»، بحسب «الخارجية والهجرة المصرية».

ووفق تقرير نشره «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء» في مصر عام 2021، فإن غالبية المصريين المقيمين في الخارج تتركز في الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ثم تأتي دول الأميركتين في المرتبة الثانية.

بنايات في العاصمة المصرية القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

نائب وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيل حبشي، أشار إلى أن المؤتمر يتضمن 4 جلسات، الأولى تشهد عرضاً للفرص التي توفرها الدولة المصرية لتشجيع الاستثمار، والثانية تتناول الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم المصرية من خلال إدارة «أبناؤنا في الخارج» لتلبية احتياجات أبناء المغتربين ومجريات عمل مدارس «المسار المصري»، وطلبات المصريين بالخارج بشأن التنسيق الجامعي والاستفادة من الشباب الدارسين والباحثين بالخارج من قِبل وزارة التعليم العالي.

أما الجلسة الثالثة من المؤتمر، بحسب حبشي، فتستعرض الدور الذي تقوم به وزارة الخارجية، وكذلك بعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية في تقديم أشكال الدعم كافة للمواطنين المصريين بالخارج، وتعريفهم بالخدمات المقدمة لهم، سواء فيما يتعلق بمبادرة التسوية التجنيدية أو الأوراق الثبوتية أو الحماية التأمينية والاجتماعية أو مبادرة السيارات، بينما تدور الجلسة الرابعة حول المزايا الجديدة والمخصصة للمصريين بالخارج.

وتعوّل مصر على المصريين في الخارج الذين يقدَّر عددهم بـ12 مليون مصري (وفق وزارة الهجرة المصرية سابقاً)، مصدراً من أهم مصادر النقد الأجنبي، وتعمل الحكومة المصرية على تنويع مبادراتها لجذب المزيد من تحويلات المصريين بالخارج.

وأعادت مصر مطلع مايو (أيار) الماضي ولمدة شهرين تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج»، مقابل 7 آلاف دولار أو يورو (الدولار الأميركي يساوي 48.70 جنيه في البنوك المصرية)، بزيادة قدرها ألفا دولار أو يورو على العام الماضي، عندما طُرحت المبادرة للمرة الأولى. وتتعلق المبادرة بمن حلّ عليهم الدور في سن التجنيد بدءاً من سن (18 عاماً) من تاريخ التسجيل على الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة، وحتى سن (30 عاماً)، وأيضاً بمن تجاوزوا سن (30 عاماً). كما انتهى العمل بمبادرة «سيارات المصريين بالخارج» في نهاية أبريل (نيسان) الماضي.

نائب وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، قال وفق بيان «الخارجية والهجرة المصرية»، الخميس، إن المؤتمر يأتي في إطار «اهتمام الدولة المصرية بأبنائها في الخارج، وحرصاً من الوزير بدر عبد العاطي على تعزيز ورفع كفاءة التواصل مع الجاليات المصرية في الخارج وإحاطتهم بالتطورات التي تشهدها مصر والتحديات المحيطة بالدولة وما تحقق من إنجازات على مختلف الصعد والمجالات».


مقالات ذات صلة

مجلدات ومخطوطات نادرة تدخل خزائن «الثقافة» المصرية

يوميات الشرق وزير الثقافة المصري يلتقي أسرة رئيس الوزراء الأسبق (وزارة الثقافة المصرية)

مجلدات ومخطوطات نادرة تدخل خزائن «الثقافة» المصرية

أهدت حفيدة رئيس وزراء مصر الأسبق يحيى إبراهيم باشا وزارةَ الثقافة المصرية مكتبتها التي تضمنت عدداً من المجموعات النادرة والمخطوطات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي (صفحته الشخصية على «فيسبوك»)

حبس معارض مصري لاتهامه بـ«تمويل الإرهاب»

قامت السلطات المصرية، الخميس، بتوقيف المعارض المصري مؤسس «الحركة المدنية الديمقراطية» يحيى حسين عبد الهادي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا أسعار تذاكر «مترو الأنفاق» ارتفعت اعتباراً من الخميس (وزارة النقل)

رفع أسعار مترو الأنفاق والقطارات يُربك أسراً مصرية

طبقت الحكومة المصرية، الخميس، زيادات على أسعار تذاكر المترو وقطارات السكك الحديدية بنسب ما بين 25 إلى 33 في المائة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة نسمة عبد العزيز في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)

مهرجان قلعة صلاح الدين للظهور بحلة جديدة في مصر

بحُلة جديدة وبرنامج يزخر بالحفلات والفعاليات المختلفة، تنطلق الدورة الـ32 لمهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء، في القاهرة، متضمنة 31 حفلاً غنائياً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا مباحثات أمير قطر مع وزير الخارجية المصري (الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية)

مباحثات مصرية - قطرية في الدوحة بشأن «حرب غزة»

تصدّرت العلاقات الثنائية وملف الحرب في غزة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، مباحثات مصرية - قطرية في الدوحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة»: ما تأثير إعلان إسرائيل «مقتل الضيف» على جهود الوسطاء؟

رجل فلسطيني يحمل طفلاً قرب أنقاض منازل دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
رجل فلسطيني يحمل طفلاً قرب أنقاض منازل دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: ما تأثير إعلان إسرائيل «مقتل الضيف» على جهود الوسطاء؟

رجل فلسطيني يحمل طفلاً قرب أنقاض منازل دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
رجل فلسطيني يحمل طفلاً قرب أنقاض منازل دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس (رويترز)

اصطدمت جهود إقرار هدنة ثانية في قطاع غزة، بـ«معضلة جديدة» مع تأكيد إسرائيل، مقتل قائد الجناح العسكري لـ«حماس»، محمد الضيف، غداة إعلان اغتيال رئيس مكتبها السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طهران، وسط تمسك من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ«مواصلة الضغط العسكري».

ووفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن إعلان إسرائيل «مقتل الضيف» قد يقود إلى «تعثر في مفاوضات الهدنة»، فترة من الوقت مع استمرار جهود الوسطاء الحريصة على مواصلة تقريب وجهات النظر، وممارسة ضغط أكثر للتوصل لتهدئة، وسط مخاوف من تداعيات التصعيد المستمر من إسرائيل.

وغداة اتهام «حماس» وإيران لإسرائيل باغتيال هنية في طهران، الأربعاء، والتوعد بـ«انتقام»، ذكر الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه في 13 يوليو (تموز) الماضي قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وتأكد بعد تقييم استخباراتي «القضاء على محمد الضيف في الغارة».

وهو ما رد عليه القيادي في حركة «حماس»، عزت الرشق، في بيان، لم يتضمن «تأكيداً أو نفياً» قائلاً: «لا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أي أطرف أخرى».

فلسطينيون بينهم مصاب خلال عودتهم للجانب الشرقي من خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (رويترز)

وسبق الإعلان الإسرائيلي، خطاب متلفز، الأربعاء، لنتنياهو، يعلن «قتل إسرائيل قيادياً عسكرياً كبيراً في حزب الله (فؤاد شكر) وتوجيه ضربات ساحقة لوكلاء إيران في الأيام الماضية»، دون إشارة لهنية، مضيفاً: «أوجدنا بالضغط العسكري الظروف التي تتيح إمكانية التوصل لصفقة أسرى».

وأمام تلك الظروف، يعتقد المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، أن الحديث عن صفقة لإطلاق الرهائن بعد إعلان إسرائيل مقتل محمد الضيف واغتيال إسماعيل هنية «سيكون في غاية الصعوبة» في المرحلة الحالية، خصوصاً أن حركة «حماس»، «ستكون أكثر تشدداً من السابق».

وسيكون خيار مواصلة «حماس» معركتها مع إسرائيل «حاضراً بقوة الفترة المقبلة»، وفق العبادي، الذي يرى أن «سياسة الاغتيالات لا تؤثر على سير العمليات الميدانية». ودلل على ذلك بأن «إسرائيل اغتالت منذ عام 1970 وحتى اليوم عشرات الشخصيات البارزة» على صعيد القضية الفلسطينية، و«لم يؤثر ذلك على نضال الفلسطينيين».

وبالتالي، فإن الأقرب ألا يحدث «تأثير إيجابي» على مسار المفاوضات، و«لن تنهار أيضاً»، بحسب تقدير الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء محمد الغباري، في ظل «حرص نتنياهو على مواصلة الضغوط العسكرية، بجانب إطالة أمد التفاوض، مع استشعاره بتراجع القدرات العسكرية لـ(حماس)، وأنها في موقف ضعيف».

وسيبقى هدف القضاء على قيادات «حماس» حاضراً ضمن بنك أهداف نتنياهو، المتمسك باستمرار الحرب، وفق الغباري، لافتاً إلى أنه كلما حقق هدفاً، زادت ضغوطه بشكل أكبر على طاولة المفاوضات، واستمر في المماطلة كما يحدث حالياً.

الدخان تصاعد في وقت سابق فوق وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

وينبه المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، إلى احتمال أن تكون «معلومة مقتل الضيف غير صحيحة»، مع عدم تأكيد «حماس» لها، وتكون «ضمن الحرب النفسية» الإسرائيلية لاستدراج الضيف لظهور اضطراري ما يسهل استهدافه». وأضاف: «لو صح مقتل الضيف، فسوف يؤثر على مسار المفاوضات لأسابيع إن لم يكن شهوراً.

ووسط تلك المتغيرات، ظل الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة متمسكين باستكمال مفاوضات غزة. وقال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الآيرلندي، ميهول مارتن، الخميس، إن بلاده «مستمرة في جهودها مع الجانب الأميركي وطرفي الصراع للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في أقرب فرصة ممكنة، وإطلاق سراح الرهائن»، وفق بيان لوزارة الخارجية والهجرة المصرية.

ذلك التأكيد المصري يتكامل مع إعلان الطرفين الآخرين بالوساطة، قطر والولايات المتحدة، «التأكيد على أهمية مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة»، وذلك خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، بين رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، وفق بيان لـ«الخارجية القطرية». وسبق ذلك تأكيد البيت الأبيض «دعمه مواصلة مفاوضات الهدنة».

الصورة تظهر القوات العاملة في منطقة البريج وسط قطاع غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

وبحسب الغباري، فإنه ليس أمام الوسطاء إلا «مواصلة الضغط» على إسرائيل أكثر، بوصفها في هذه المرة حققت ما تريد من نقاط أهدافها، وأنه حان وقف حربها في أقرب فرصة. إلا أن «جهود الوسطاء خلال المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة من السابق مع تراجع الضغوط على نتنياهو، ومواصلة مساره العسكري»، بحسب العبادي.

فيما يرى الرقب أن «ملف الهدنة لن يفتح مرة أخرى بشكل جاد على طاولة المفاوضات، إلا بعد أسابيع على أقل تقدير»، إذ لن يقبل من يقود «حماس» بعد هنية أن يخوض المحادثات فوراً، وكأنه يعطي ذريعة لإسرائيل لتقول إن «إسماعيل هنية هو من كان يعيق مسار المباحثات»، كما أن نتنياهو ليس في عجلة من أمره، بعد أن رفع أسهمه داخل تل أبيب بعد تلك الاغتيالات، وتراجع ضغوط الخارج والداخل عليه شيئاً فشيئاً.

وفي الداخل الإسرائيلي، بدأت الإجازة الصيفية للكنيست، الخميس، وذلك لمدة 3 أشهر، وفق الرقب، ولن يستطيع أحد تهديد نتنياهو بحل حكومته في غياب انعقاده، وخارجياً الإدارة الأميركية منشغلة أكثر بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وتستخدم مساعي الهدنة ضمن خطط انتخابية لإرضاء الرافضين لاستمرار الحرب».