الجزائر: مرشحان يطلقان «حلفاً» بعد إقصائهما من سباق الرئاسة

المحكمة الدستورية ستعلن عن نتائج الطعون قبل السبت

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)
TT

الجزائر: مرشحان يطلقان «حلفاً» بعد إقصائهما من سباق الرئاسة

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)

أعلن مرشحان لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، عن مسعى ثنائي لإثبات «إجحاف» لحق بهما، إثر رفض ترشحهما للاستحقاق، بدعوى أن ملفيهما «لم يستوفيا شروط الترشح»، خصوصاً ما تعلق بجمع التوقيعات المفروضة قانوناً.

وأكد الوزير السابق بلقاسم ساحلي، الذي يرأس حالياً حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، على حسابه بالإعلام الاجتماعي، أنه أجرى، مساء الأحد بالعاصمة، «لقاء تشاورياً» مع سيدة الأعمال سعيدة نغزة، يتعلق بإقصائهما من الترشح للانتخابات، من طرف «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات».

وأوضح ساحلي أن اللقاء تمخض عن بيان إعلامي مشترك سينشر لاحقاً، مبدياً تحفظاً على ذكر ما جرى بينهما، في حين قال مؤيدون لهما، إنهما «بحثا في الخطوات القانونية والسياسية، التي ينبغي اتباعها في حال أيدت المحكمة الدستورية قرار سلطة الانتخابات»، علماً بأن القانون لا يسمح بأي إجراء، بعد أن تعطي «المحكمة الدستورية» رأيها في طعون تخص الانتخابات.

ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

والخميس الماضي، أعلنت «سلطة الانتخابات» أنها رفضت ملفات 13 مرشحاً بعد دراسة 16 ملفاً. وتم قبول ترشح الرئيس عبد المجيد تبون الذي لا ينتمي لأي حزب، وعبد العالي حساني رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، ويسميه قطاع من الإعلام «مرشح إخوان الجزائر»، ويوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، وهي أقدم حزب معارض.

وفي حال ثبَتت «المحكمة الدستورية» النتائج، ستشهد الجزائر لأول مرة انتخابات رئاسية بأقل من 4 متنافسين، منذ أول استحقاق رئاسي تعددي نظم عام 1995. ويفترض أن يتم الإعلان عن النتائج قبل السبت المقبل.

وكتب ساحلي، الوزير في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019) بحسابه على «فيسبوك»، أنه «يتعهد شخصياً وسائر مناضلي وكوادر تكتل الاستقرار والإصلاح، بالمساهمة بإخلاص وصدق في إنجاح الاستحقاق الرئاسي»، ويؤكد ضرورة «تحمل المحكمة الدستورية مسؤولياتها التاريخية عبر ضمان احترام الدستور، لأن التحديات والرهانات والمخاطر الداخلية والخارجية التي تواجه بلادنا، لا تحتمل التلاعبات والمناورات السياسية، ولا تغليب المصالح الشخصية الضيقة على حساب المصالح العليا للوطن».

رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج (الإذاعة العمومية)

وهاجم ساحلي جهات، لم يحددها، عدّها مسؤولة عن «إقصائه» من الترشح، فقال: «للمرشحين أو الأطراف الحزبية والسياسية، التي يكون قد أزعجها وربما أخافها ترشح ساحلي، لكفاءته والتزامه الوطني ونظافة يده، يقول لهم: لكم الماضي ولنا المستقبل، تحيا الجزائر والله يرحم الشهداء».

ويشار إلى أن ساحلي، رشحته أحزاب صغيرة من حيث التمثيل السياسي، وأطلقت على تحالفها معه «تكتل الاستقرار والإصلاح».

وكان ساحلي ونغزة انتقدا الأسباب التي ذكرها رئيس «سلطة الانتخابات» محمد شرفي، لتفسير رفض ملفيهما. وشددا على أنهما جمعا النصاب الذي يشترطه قانون الانتخابات بخصوص توقيعات المنتخبين، وهو 600 توقيع من 29 ولاية (من أصل 58 ولاية)، و1200 توقيع من كل ولاية على الأقل، علماً بأن القانون يتيح أيضاً جمع 50 ألف توقيع لناخبين، بشروط الصيغة الأولى ذاتها.

سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)

وما لفت أن بقية المرشحين الذين تعرضوا للإقصاء لم يقدموا طعوناً، بمن فيهم زبيد عسول رئيسة «الاتحاد من أجل الرقي»، وهي أكثرهم حضوراً في الإعلام وفي ميدان السياسة. كما يشار إلى أن أشهر امرأة سياسية في البلاد، رئيسة «حزب العمال» لويزة حنون، سحبت ترشحها في 11 الشهر الحالي، قبل مرحلة إيداع الملفات، معلنة أن «أطرافاً سياسية وضعت لها عراقيل ومطبات لتمنعها من جمع التوقيعات».


مقالات ذات صلة

حزب ميركل يستعد للعودة إلى السلطة بسياسة أكثر يمينية

تحليل إخباري شولتس متحدثاً للإعلام لدى وصوله إلى مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأربعاء (أ.ب)

حزب ميركل يستعد للعودة إلى السلطة بسياسة أكثر يمينية

تستعد ألمانيا لتغييرات قد تكون جذرية خصوصاً في سياسات الهجرة بعد الانتخابات المبكرة التي ستجري في البلاد في 23 فبراير (شباط) المقبل.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يبتسم لوزير الاقتصاد وحماية المناخ بعد إعلان نتائج التصويت على الثقة في مجلس النواب الاثنين (أ.ف.ب)

المستشار الألماني يخسر ثقة النواب في تصويت يمهّد لانتخابات مبكرة

خسر المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، كما كان متوقعاً ثقة النواب في تصويت أنهى ولايته التي قوّضها انهيار الائتلاف الحكومي، ومهّد الطريق لانتخابات تشريعية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا زورابيشفيلي، الموالية للغرب، رئيسة جورجيا منذ 2018، تقول هي الرئيسة الشرعية وترافض التنحي(ا.ب.أ)

جورجيا تنتخب رئيساً مقرباً من روسيا وسط احتجاجات

تتخبّط جورجيا، الدولة القوقازية، في أزمة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفاز بها حزب «الحلم الجورجي» الحاكم، وطعنت بنتائجها

«الشرق الأوسط» (تبليسي (جورجيا))
أوروبا آلاف المتظاهرين تجمعوا خارج البرلمان في تبليسي للتظاهر ضد تأجيل مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يوم 30 نوفمبر (أ.ف.ب)

مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب رئيس يميني مقرّب من موسكو ومناهض لأوروبا

تتفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب نواب حزب الحلم الجورجي اليميني المتطرف الحاكم مرشحه ميخائيل كافيلاشفيلي، في عملية انتخابية مثيرة للجدل.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
TT

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد، بما يضمن التمهيد لإجراء الانتخابات العامة بالبلاد.

وجاء الاتفاق، الذي توصّل له المجتمعون في مدينة بوزنيقة المغربية، بعد أيام قليلة من طرح المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، «مبادرة جديدة»، تستهدف كسر الجمود الراهن بالأزمة السياسية، والمضي قدماً نحو إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر.

من جلسة سابقة لأعضاء المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

ووسط تباين ردود الفعل حول مخرجات اجتماع المجلسين، بين مرحّب بها، بوصفها «خطوةً لتجاوز الأزمة السياسية»، ومَن عدّها تدشيناً لمسار مضاد لمبادرة خوري، ومحاولة مكررة من البرلمان لإزاحة حكومة «الوحدة الوطنية»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، في ضوء تصاعد الخصومة بينهما، تركزت التساؤلات حول مدى إمكانية تفعيل مخرجات هذا الاتفاق، خصوصاً في ظل افتقاره لأي دعم دولي أو إقليمي.

بداية، يرى رئيس لجنة الشؤون السياسية بالمجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، أن اجتماع بوزنيقة التشاوري هو «امتداد لسلسلة اجتماعات سابقة، عقدها أعضاء بالبرلمان مع كتلة من أعضاء (الأعلى للدولة) في كل من تونس والقاهرة خلال الأشهر الماضية»، مشيراً إلى أنها «لم تسفر عن أي جديد، ولم يتم تنفيذ أي من مخرجاتها، التي تَقدَّمها أيضاً مقترح تشكيل حكومة جديدة، ودعوة البرلمان لفتح باب الترشح لرئاستها».

ويعتقد معزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «الهدف الرئيسي لهؤلاء المجتمعين، الذين تجاوز عددهم 50 شخصاً، هو تغيير الحكومة القائمة بطرابلس، وليس العمل على الوصول للانتخابات»، لافتاً إلى أن بنود الاتفاق «تجاهلت الاعتراضات على القانونَين المنظِّمَين للاستحقاق الانتخابي». كما تم «التغافل عن سعي خوري لتشكيل لجنة استشارية لحلحلة المسائل العالقة بالقانونَين».

عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى وهي «الوحدة» ومقرها طرابلس، والأخرى مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.

ويعدّ ملف تشكيل «حكومة جديدة» من القضايا الخلافية بين القوى والأطراف الرئيسية في ليبيا، حيث يتمسّك البرلمان بضرورة تشكيلها بهدف إجراء الانتخابات، لكن في المقابل يرفض الدبيبة القوانين الانتخابية التي أقرّها البرلمان، ويصفها بأنها «غير عادلة»، ويطالب بقوانين تُجرى على أساسها الانتخابات، وبعدها يُسلِّم السلطة.

وانتقدت بعض الأوساط السياسية تغافل المجتمعين في بوزنيقة وجود نزاع منظور أمام القضاء، منذ 4 أشهر على رئاسة «الأعلى للدولة»، بين كل من خالد المشري ومحمد تكالة، ومعارضة الأخير لأي تقارب مع البرلمان قبل تعديل القوانين الانتخابية.

خالد المشري (المكتب الإعلامي للمجلس)

من جانبه، ذهب الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، إلى أن ما ورد في بنود اتفاق المجلسين في بوزنيقة من «تشكيل لجان مختلفة لوضع تقارير خلال شهر حول كيفية معالجة قضايا متجذرة، منها محاربة الفساد، وإعادة تكليف المناصب السيادية، يثير كثيراً من التساؤلات حول أهداف ونوايا المجلسين، قبل قدرتهما على تفعيل تلك المخرجات».

وقال التواتي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان المجلسان لا يهدفان للتشويش على مبادرة خوري، بالعمل على استنزاف الوقت لحين انتهاء مهمة البعثة في نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، فهذا يعني أنهما عرقلا طيلة السنوات السابقة التوافق بينهما بشأن معالجة الملفات المصيرية، التي كانت سبباً في معاناة الليبيين». واستبعد التواتي أن يؤدي هذا الاتفاق «لتحقيق هدف المجتمعين، المتمثل في إزاحة حكومة الدبيبة؛ التي جاءت باتفاق سياسي برعاية أممية، وفي الأغلب لن تغادر دون اتفاق مماثل».

ليبيون عدّوا مخرجات اجتماع بوزنيقة تدشيناً لمسار مضاد لمبادرة خوري (البعثة)

بالمقابل، دافع عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، عن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في المغرب، عادّاً أنه «سيقود البلاد نحو إجراء الانتخابات».

وقال الزرقاء لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجان التي انتهى إليها الاتفاق بدأت عملها؛ وبعد شهر ستضع رؤيتها لمعالجة كثير من القضايا التي سبق أن عرقلت إجراء الانتخابات»، ومن بينها توفير الموارد لمشروع التعداد الوطني.

وانتقد الزرقاء ما يتردد حول أن مخرجات بوزنيقة «هي خطوة لعرقلة مبادرة خوري»، وقال موضحاً: «بالعكس من ذلك... الاتفاق بمثابة خطة داعمة للمبادرة. واجتماع ممثلي المجلسين يرسخ استعادة القوى الوطنية زمام المبادرة لحل الأزمة السياسية، بعيداً عن أي تدخلات دولية».

ورغم إقراره بوجود خصومة بين البرلمان وحكومة الدبيبة، فقد شدَّد الزرقاء على أن «الهدف الرئيسي للاجتماع هو إيجاد حكومة موحدة تمهِّد للانتخابات، ومن ثم ستزيح الدبيبة وأيضاً حكومة أسامة حماد».

وانضم الزرقاء إلى آراء كثيرين من أعضاء البرلمان، الذين اعترضوا على دعوة خوري لتشكيل لجنة استشارية لحلحلة القضايا العالقة بقانونَي الانتخابات، موضحاً أن القوانين التي أقرّها البرلمان «هي نتاج لجنة مؤلفة من أعضاء المجلسين، ومعظمهم شارك في اجتماع بوزنيقة، وتوافقوا حول مخرجاته، وهو ما يفنِّد الاحتياج للجنة جديدة».

وأوضح: «نفضِّل أن تركز البعثة في مساعدة الليبيين على الوصول للاستحقاق، عبر دعم حلول وطنية، لا المساس بقوانين تم إقرارها من سلطة تشريعية منتخبة، وصرَّحت المفوضية الوطنية للانتخابات بأنها قابلة للتنفيذ».