طعن طبيب مصري في سوهاج يُعيد مطالب نقابية بـ«تأمين المستشفيات»

مسؤولون بوزارة الصحة خلال جولة ميدانية داخل مستشفى بمحافظة أسيوط في صعيد مصر («الصحة» المصرية)
مسؤولون بوزارة الصحة خلال جولة ميدانية داخل مستشفى بمحافظة أسيوط في صعيد مصر («الصحة» المصرية)
TT

طعن طبيب مصري في سوهاج يُعيد مطالب نقابية بـ«تأمين المستشفيات»

مسؤولون بوزارة الصحة خلال جولة ميدانية داخل مستشفى بمحافظة أسيوط في صعيد مصر («الصحة» المصرية)
مسؤولون بوزارة الصحة خلال جولة ميدانية داخل مستشفى بمحافظة أسيوط في صعيد مصر («الصحة» المصرية)

جدد تعرض طبيب مصري للطعن بسلاح أبيض في محافظة سوهاج (جنوب مصر)، مطالب نقابية بـ«ضرورة تأمين المستشفيات»، خاصة مع «تكرار وقائع مماثلة من وقت لآخر». وأرجع خبراء حوادث الاعتداء على الأطباء إلى «مستوى الخدمة في المستشفيات الحكومية».

وتعرض طبيب جراحة عامة «مقيم» بمستشفى «سوهاج التعليمي» للطعن أسفل الظهر بسلاح أبيض من قبل مرافقين لأحد المرضى، وفق بيان للنقابة العامة لأطباء مصر. وأكدت النقابة أنها تتابع الحالة الصحية للطبيب المصاب، كما تتابع سير التحقيقات مع المتهم، مشددة على «ضرورة توقيع أقصى عقوبة على الجاني لشروعه في قتل الطبيب».

وطالب نقيب الأطباء المصري، الدكتور أسامة عبد الحي، مجدداً بضرورة «حماية المستشفيات وتأمينها، باعتبارها إحدى المنشآت الحيوية بالدولة المصرية، وذلك لتوفير بيئة عمل آمنة واستمرار تقديم الخدمات الطبية للمواطنين».

ودعا في إفادة رسمية، مساء الأربعاء، إلى «تغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الطبية والعاملين بها، واعتبارها جريمة لا يجوز التصالح فيها بأي حال من الأحوال». وحذر من أن «استمرار وقائع الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية، يتسبب في وقف تقديم الخدمات الطبية للمرضى بالمستشفى، مما قد يودي بحياة بعضهم»، كما أنه «سيدفع ما تبقى من الأطباء في مصر للهجرة إلى الخارج، بحثاً عن بيئة عمل آمنة، مما يهدد استقرار المنظومة الصحية بالكامل».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أصدرت محكمة مصرية حكماً بالحبس سنة مع «إيقاف التنفيذ» بحق مواطن اعتدى على طبيب استقبال بمستشفى «المطرية التعليمي» (شرق القاهرة).

وزير الصحة المصري خلال اجتماع مجلس إدارة «هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية» («الصحة» المصرية)

عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، الدكتور خالد سمير، رأى أن «جوهر أسباب تكرار الاعتداء على الأطباء، هو الرسالة التي يتم إيصالها للمواطنين، سواء من بعض وسائل الإعلام أو تصريحات المسؤولين، بأن الخدمات الصحية (عالية الجودة) متوفرة بالمستشفيات في أي وقت، وعندما يذهب المواطن إلى المستشفى، ولا يجد أياً من ذلك، يُحمل الطبيب المسؤولية فتحدث الاعتداءات». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الواقعة أعادت الحديث عن ضرورة تأمين المستشفيات والأطباء».

ويعاني القطاع الصحي المصري من مشكلات تتعلق - وفق خبراء - بـ«ضعف التمويل مما يتسبب في ضعف الخدمات المقدمة للمرضى بالمستشفيات الحكومية». وأقر مجلس النواب المصري (البرلمان) في مايو (أيار) الماضي قانوناً عُرف إعلامياً باسم «تأجير المستشفيات» الحكومية. ويسمح القانون للحكومة بـ«إمكانية منح امتياز إدارة وتشغيل المستشفيات الحكومية المختلفة لمستثمرين مصريين أو أجانب».

وبلغ عدد المستشفيات في مصر 1798 عام 2020 وفقاً لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، بينها 662 مستشفى حكومياً، في حين بلغ عدد الأَسِرّة بالمستشفيات الحكومية نحو 88597 سريراً. وبحسب «الجهاز»، فقد «انخفض عدد الأطباء في مصر إلى 97.4 ألف طبيب في عام 2022، مقابل 100.7 ألف طبيب في عام 2021 بانخفاض بلغت نسبته 3.3 في المائة».

المقرر المساعد لـ«لجنة الصحة بالحوار الوطني المصري»، الدكتور محمد حسن خليل، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الطبيب هو واجهة المنظومة الصحية، وعندما يحدث قصور في تقديم خدمة جيدة للمواطن، فإنه يصب غضبه على الأطباء». ووفق خليل، فإنه «إلى جانب ضرورة تأمين المستشفيات والأطباء، لا بد من الارتقاء بمستوى الخدمات في المستشفيات الحكومية»، موضحاً أنه «من وقت لآخر تتكرر مطالب الأطباء ونقابتهم بضرورة تأمين المستشفيات».

وأجرى نائب رئيس مجلس الوزراء المصري وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، اتصالاً هاتفياً مع «طبيب سوهاج». وأكد عبد الغفار أن «وزارته ستتابع القضية مع النيابة العامة لضمان حصول الطبيب على حقوقه القانونية كافة»، مشدداً على أهمية «حماية جميع مقدمي الخدمات الصحية، والحفاظ على سلامة المرضى، والمنشآت الطبية».


مقالات ذات صلة

مصر: رفع أسعار الوقود يعمّق المخاوف من الغلاء

شمال افريقيا عامل في إحدى محطات الوقود وسط العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر: رفع أسعار الوقود يعمّق المخاوف من الغلاء

يخشى مصريون من موجة غلاء تطال أسعار السلع والخدمات، بعد قرار الحكومة المصرية، الخميس، رفع أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من «سد النهضة» (رويترز)

«سد النهضة»... هل تُضعف «زيادة الفيضانات» موقف مصر والسودان؟

يرى خبراء أن تأثير سنوات ملء السد الإثيوبي «منخفض حتى الآن على مصر والسودان».

أحمد إمبابي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

«الخارجية السودانية»: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
TT

«الخارجية السودانية»: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، تلقيها دعوة من الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار تعقد في مدينة جنيف بسويسرا منتصف أغسطس (آب) المقبل، مضيفة: «سنجري مشاورات حولها مع الجهات الأخرى للرد عليها من حيث الشكل والمضمون».

وكان قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي» أعلن، الثلاثاء، قبوله لدعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للمشاركة في المحادثات.

وقال حميدتي في منشور على منصة «إكس»: «إنني أقدر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة».

محمد حمدان دقلو «حميدتي» أعلن قبوله دعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمشاركة في المحادثات (أ.ف.ب)

وقال وكيل الخارجية، حسين الأمين، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان (شرق البلاد)، إن السودان «يواجه بمعركة دبلوماسية تحت إطار الشأن الإنساني، وندرك أن هنالك حملة شرسة تجاه بلادنا».

وقلل من اجتماعات الفاعلين الدوليين والإقليميين المنعقدة حالياً في جيبوتي لتنسيق جهود السلام في السودان، وقال إن الحكومة السودانية لم تتلقَّ دعوة للمشاركة في الاجتماعات، و«هي غير معنية بها».

وكشف الأمين عن تقديم وزراء الخارجية والإعلام والزراعة والصحة ومفوض العون الإنساني، الخميس، «تنويراً شاملاً للسفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى البلاد، فنّدوا فيه عدم صحة ما يتم تداوله عن وجود فجوة غذائية»، على حد قوله.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (د.ب.أ)

وتقتصر المحادثات بين طرفي القتال في السودان؛ الجيش و«الدعم السريع»، وفقاً للمبادرة الأميركية، على بحث وقف إطلاق النار والعنف في جميع أنحاء البلاد، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية، بجانب تطوير آلية مراقبة تحقق قوية لضمان تنفيذ أي اتفاق.

ولا تهدف المحادثات إلى معالجة القضايا السياسية الأوسع، وفقاً لوزير الخارجية الأميركي، لكنه أكد «أهمية أن يكون للمدنيين الدور القيادي في تحديد عملية لمعالجة القضايا السياسية واستعادة الانتقال الديمقراطي».

وكانت مجلة «فورن بوليسي» نقلت، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن الرئيس جو بايدن يخطط لإطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان، من خلال محادثات سلام من المقرر أن تنطلق في 15 أغسطس (آب) المقبل.

وسيترأس المباحثات المرتقبة كل من وزير الخارجية بلينكن، وسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس.

ووفق «فورين بوليسي»، فإن سويسرا والمملكة العربية السعودية ستستضيفان المحادثات رفيعة المستوى الشهر المقبل.

بدوره، وصف وزير الزراعة، أبو بكر البشري، في المؤتمر الصحافي، التقارير التي تحذر من حدوث مجاعة في السودان بأنها «شائعات»، مشككاً في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الذي تصدره المنظمات الدولية، مؤكداً في الوقت نفسه أن مخزون البلاد من الذرة كافٍ.