​ما أبرز العقبات أمام تشكيل «حكومة ليبية موحدة»؟

ازدياد التكهنات حول أسماء المرشحين لرئاستها

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
TT

​ما أبرز العقبات أمام تشكيل «حكومة ليبية موحدة»؟

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

على الرغم من تأكيد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، البدء في إجراءات تشكيل «الحكومة الجديدة الموحدة»، فإن عدداً من السياسيين أكدوا وجود عقبات تعترض تشكيل هذه الحكومة.

وجاء حديث صالح عن هذه الحكومة الجديدة المنتظرة في إطار تبنيه مخرجات اجتماع بعض أعضاء مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، الذي عقد أخيراً بالقاهرة.

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وذكرت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أسماء بعض الشخصيات، التي سبق أن أعلنت نيتها الترشح لرئاسة هذه «الحكومة الموحدة»، التي سبق أن كرر البرلمان سعيه لتدشينها لمعالجة الانقسام الحكومي الراهن، والاضطلاع بمهمة إجراء الانتخابات المؤجلة.

ووفق عدد من المراقبين، فإن حديث بعض المشاركين في اجتماع القاهرة عن قرب تشكيل تلك الحكومة، وتقليلهم من حجم ما يواجهها من عقبات، ربما دفع بعض الشخصيات للمسارعة بإعلان نيتها الترشح لرئاستها. وفي هذا السياق، يرى رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني الليبي»، أسعد زهيو، أن السعي للوصول لهذه «الحكومة الموحدة» المنتظرة، و«إن لم يكن أمراً مستحيلاً، فهو لا يزال محفوفاً بالمخاطر». وقال زهيو لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من وجود توافق رئيسي مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) حول تشكيلها، بما يضمن توافر الدعم المحلي، وهذا غير متحقق حتى الآن»، مشدداً على «ضرورة توافر الفرص المتكافئة في عملية التصويت لاختيار رئيسها». كما عدّ زهيو أن ما سماه «التهافت» على الترشح لرئاسة الحكومة الجديدة «بات أمراً معتاداً في الساحة السياسية مع كل حديث عنها».

رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة (إ.ب.أ)

وأضاف زهيو موضحاً: «هناك 8 شخصيات تسعى بعد حديث صالح لاستكمال الشروط المطلوبة للترشح، وخاصة الحصول على 15 تزكية من أعضاء البرلمان، و20 تزكية من أعضاء المجلس الأعلى للدولة، بالإضافة لثلاث شخصيات قدمت بالفعل ملفاتها إلى رئاسة البرلمان خلال الأشهر الماضية».

ومنذ مارس (آذار) 2022 تتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، والثانية مكلفة من البرلمان ويرأسها أسامة حماد وتدير المنطقة الشرقية.

ويعتقد زهيو أن الآلية المقبولة دولياً لتشكيل حكومة ليبية ستظل تنحصر في تأسيس ملتقى حوار سياسي، ترعاه البعثة الأممية، مثلما حدث في الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات المغربية عام 2015، واتفاق «جنيف 1 و2».

أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية (الاستقرار)

وتحدثت مصادر سياسية قريبة من البرلمان لـ«الشرق الأوسط» عن تقديم كل من فضيل الأمين، وعبد الحكيم بعيو بملفيهما للترشح على رئاسة «الحكومة الموحدة»، بالإضافة إلى وزير يشغل حقيبة سيادية بحكومة حماد، دون أن تحدد اسمه.

من جهته، وصف أستاذ العلاقات الدولية، إبراهيم هيبة، بعض الأسماء التي أعلنت من قبل ترشحها لرئاسة «الحكومة الموحدة» بـ«الأوراق المحترقة»، وذلك بسبب الجدل الذي دار حولها في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، من حيث مؤهلاتها ومواقف اصطفافها السياسي طيلة العقد الماضي.

وقال هيبة لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا تغلب المجلسان على المعوقات التي تواجه تشكيل تلك الحكومة، وشرعا في إطلاق إجراءات تدشينها فستبرز أسماء جديدة للترشح؛ وهؤلاء هم من سيكون عليهم الرهان الحقيقي».

ويعد رئيس «تكتل إحياء ليبيا»، عارف النايض، الذي سبق أن رشح في منتصف العام الماضي لرئاسة الحكومة المصغرة، التي كان مجلس النواب يسعى لتشكيلها بالتشاور مع مجلس الدولة، من أبرز الأسماء التي تردد الحديث عنها أخيراً، إلى جوار المرشح الرئاسي السابق محمد المزوغي.

وفي سياق حديثه عن أبرز العراقيل التي قد تواجه الحكومة المنتظرة، تساءل هيبة عن المدينة التي ستتخذها مقراً لها. وقال بهذا: «هل ستكون مدينة بوسط البلاد، أم بالعاصمة طرابلس؟ وكيف سيتحقق لها ذلك في ظل وجود حكومة الدبيبة؟».

هيبة تساءل عن كيفية تعاطي الحكومة الجديدة مع التشكيلات المسلحة الكبرى المتمركزة بالعاصمة (أ.ف.ب)

وحول معضلة التعامل مع الميليشيات، تساءل هيبة أيضاً عن كيفية تعاطي الحكومة الجديدة مع التشكيلات المسلحة الكبرى المتمركزة بالعاصمة والمعروف أن ولاءها للدبيبة، ومع تكتلات رجال المال والأعمال، الذين لهم مصالح مشتركة مع حكومة «الوحدة».

وانتهى هيبة معتقداً أن «دولاً إقليمية وغربية، من بينها تركيا وإيطاليا، قد لا ترحب بتغيير حكومة الوحدة ورئيسها، فيما ستعارض دول أخرى تستفيد من وضعية الانقسام السياسي الراهن أي خطوة نحو وجود حكومة موحدة في ليبيا».


مقالات ذات صلة

حفتر يدعو لـ«مصالحة وطنية» ليبية

شمال افريقيا حفتر خلال لقاء وفد محلي من منطقة العربان (الجيش الوطني)

حفتر يدعو لـ«مصالحة وطنية» ليبية

شدد القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق ليبيا، المشير خليفة حفتر، على «أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا في اجتماع سابق مع لجنة دعم مرضى الأورام (حكومة الاستقرار)

«الاستقرار» الليبية تتخذ إجراءات احترازية لمواجهة «انتشار» الأمراض السرطانية

شكلت حكومة «الاستقرار» لجنة فنية لدراسة أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالأورام المسرطنة في المنطقة الشرقية.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا قوات من حكومة «الوحدة» عند معبر «رأس جدير» (أرشيفية - إدارة إنفاذ القانون)

ليبيا: «تفاقم» الوضع الأمني في معبر «رأس جدير» الحدودي

بينما دعت البعثة الأممية في ليبيا، مجلسَي «النواب» و«الأعلى للدولة» إلى ما وصفته بـ«مسار واضح لإجراء الانتخابات المؤجلة في البلاد».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المشاركون من «النواب» و«الأعلى للدولة» الليبيَّين في اجتماع القاهرة (موقع مجلس النواب الليبي)

شكوك حول تفعيل مخرجات اجتماع «النواب» و«الدولة» الليبيَّين بالقاهرة

أثارت مخرجات اجتماع أعضاء مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» الليبيَّين في القاهرة، أخيراً، تساؤلات وشكوكاً حول تفعيل هذه المخرجات.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر أمنية ليبية في معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (إدارة إنفاذ القانون)

عودة التوتر لمعبر «رأس جدير»... و«الوحدة» الليبية تلتزم الصمت

وسط صمت رسمي من حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة والسلطات التونسية، خيم التوتر الأمني مجدداً على معبر «رأس جدير» الحدودي.

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر: شنقريحة يتعهد «مواصلة دحر الإرهاب في أفريقيا»

قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
TT

الجزائر: شنقريحة يتعهد «مواصلة دحر الإرهاب في أفريقيا»

قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)
قائد جيش الجزائر مع مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا» في نهاية مباحثاتهما بالجزائر (وزارة الدفاع)

قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، في بداية محادثات جمعته وقائد «القوات الأميركية لأفريقيا» الفريق أول، مايكل لانغلي، إن بلاده «تتعهد بدعم كل مبادرة أفريقية، ومساندة جهود هيئات الاتحاد الأفريقي؛ لتمكين القارة الأفريقية من مواكبة التحديات الأمنية التي تواجهها».

ويؤدي المسؤول العسكري الأميركي الرفيع «زيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد عسكري مهم»، وفق تعبير بيان من وزارة الدفاع الجزائرية، لم يحدد مدة الزيارة.

ونقل البيان ذاته عن شنقريحة قوله إنه بحث مع لانغلي «التحديات الأمنية التي تواجهها القارة الأفريقية، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا الوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين».

رئيس أركان الجيش الجزائري مستقبلاً قائد «أفريكوم» بمقر رئاسة أركان الجيش الجزائري (وزارة الدفاع الجزائرية)

ولفت شنقريحة إلى أن الجزائر «تواصل جهودها لتعزيز المسعى الأفريقي المشترك لدحر الإرهاب والوقاية منه، آخذة بعين الاعتبار المهمة المخولة لها من طرف الاتحاد الأفريقي، كمنسق لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف على مستوى القارة»، مبرزاً أنها «رفعت العديد من المبادرات، على غرار إعداد مخطط أفريقي لمحاربة الإرهاب، وتفعيل الصندوق الأفريقي لمحاربة هذا التهديد، وإعداد قائمة أفريقية للأشخاص والكيانات المتورطة في أعمال إرهابية، وكذا إعداد مذكرة توقيف أفريقية».

وجرت المباحثات، وفق البيان نفسه، بمقر قيادة أركان الجيش الجزائري، وحضرها الأمين العام لوزارة الدفاع، وقادة القوات ورؤساء الدوائر، ومديرون مركزيون من أركان الجيش ووزارة الدفاع الوطني، وأعضاء الوفد العسكري الأميركي، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الجزائر.

من جهته، أكد مسؤول «القيادة الأميركية لأفريقيا»، المعروفة اختصاراً بـ«أفريكوم»، (مقرها شتوتغارت بألمانيا) على «توفر إمكانات لدى الطرفين لتطوير التعاون العسكري الثنائي»، وفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية

وكان الفريق أول مايكل لانغلي قد زار الجزائر في 7 مارس (آذار) 2023، وبحث مع مسؤوليها المدنيين والعسكريين سبل مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، وتنامي نشاط مجموعات «فاغنر» الموالية لروسيا، في بعض دول أفريقيا.