دعوات ليبية لدعم جهود البعثة الأممية لإجراء الانتخابات

وفد دولي يتفقد أحوال نازحي السودان في الجنوب

اجتماع الكوني مع سفير إسبانيا لدى ليبيا (المجلس الرئاسي)
اجتماع الكوني مع سفير إسبانيا لدى ليبيا (المجلس الرئاسي)
TT

دعوات ليبية لدعم جهود البعثة الأممية لإجراء الانتخابات

اجتماع الكوني مع سفير إسبانيا لدى ليبيا (المجلس الرئاسي)
اجتماع الكوني مع سفير إسبانيا لدى ليبيا (المجلس الرئاسي)

أشادت لجنة متابعة لقاءات مجلسي «النواب» و«الدولة» في ليبيا بموقف بعثة الأمم المتحدة من اجتماع أعضاء المجلسين في القاهرة، واعتبرته «خطوة إيجابية» في اتجاه عودة التعاون للوصول إلى توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات.

وأعربت اللجنة عن أملها في استمرار «التعاون الإيجابي» مع البعثة الأممية، مطالبة بـ«دعم دولي للبعثة، وبشكل موحد، تجاه أمن واستقرار ليبيا».

وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد رحّبت باجتماع أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في القاهرة في 18 يوليو (تموز) الحالي، مؤكدة ضرورة أن «تكون أي خطوات من هذا القبيل شاملة، ومتضمنة لمسار واضح نحو الانتخابات».

من جهته، قال موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إنه بحث، الاثنين، في العاصمة طرابلس مع سفير إسبانيا لدى ليبيا سوريا كانتانا، مستجدات الأوضاع السياسية، و«دعم إسبانيا للجهود الدولية التي تهدف لاستقرار ليبيا باعتباره استقراراً لدول حوض البحر المتوسط»، مشيداً، في بيان له، بـ«دور إسبانيا للمساهمة في حل الأزمة الليبية بتواصلها مع الدول المهتمة بالشأن الليبي للوصول لإجراء الاستحقاق الانتخابي».

وكان رئيس مجلس الدولة محمد تكالة قد نقل عن السفير الإسباني، الذي التقاه مساء الأحد، تطلعه إلى المساهمة في الجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وصولاً لتنفيذ انتخابات وطنية وتحقيق التوافق بين جميع الأطراف.

وأكد تكالة، في بيان، «أهمية تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالحهما وأهمية التعاون المشترك في العديد من الملفات والقضايا بين ضفتي المتوسط».

من جهة أخرى، وفي أول اعتراف رسمي بتوقف حركة المسافرين عبر منفذ «رأس جدير» البري، على الحدود المشتركة مع تونس، قال فوزي فطيس، مسؤول وحدة الشكاوى بالمعبر، إن «الحركة عادت إلى طبيعتها بعد توقفها إثر إغلاق الطريق الساحلي المؤدي إلى المعبر».

وأوضح، في تصريحات تلفزيونية، أنه تم حل الإشكالية بعد التواصل مع أجهزة الأمن وأعيان المدينة، لافتاً إلى إصابة شخص من مدينة زوارة، خلال ما وصفه بـ«عراك بين مجموعة من المسافرين وقوة إنفاذ القانون».

بدورها، أكدت إدارة إنفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، استمرار دورياتها على مدار 24 ساعة في تأمين المنفذ، مشيرة إلى أنها ضبطت، مساء الأحد، كميات من الوقود، ومواد وسلعاً أخرى من داخل المركبات الآلية العابرة بالمنفذ.

وكان مكتب النائب العام في طرابلس قد أعلن إصدار محكمة الجنح والمخالفات حكماً يقضي بإدانة متهمين بمحاولة تهريب 812 ألف يورو، عبر منفذ رأس جدير.

وأوضح أن سلطة التحقيق، التي واجهت المتهمين بالشروع في تهريب نقد أجنبي، انتهت إلى رفع الدعوى الجنائية قِبلهما أمام محكمة باب بن غشير الجزئية، التي قضت بإدانة المتهمَيْن، وعاقبتهما بالحبس لمدة خمسة أشهر؛ وغرمتهما ألف دينار، ومصادرة المبلغ المالي المضبوط.

من جهتها، قالت حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد إن وفداً من الأمم المتحدة زار مدينة الكفرة، لبحث التحديات الإنسانية والصحية الناتجة عن موجات النزوح من السودان.

ونقلت عن الوفد، الذي ضم جورجيت غانيون، المنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية، ورؤساء 5 وكالات تابعة للأمم المتحدة، «التزام المنظمة الدولية بدعم الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتقديم الدعم اللازم للمدينة لتحسين الاستجابة الإنسانية والصحية في مواجهة هذه الأزمة».

صورة وزعتها البعثة الأممية في ليبيا لزيارة وفدها إلى «الكفرة»

وأوضحت، في بيان، أن اللقاء «ناقش جهود الحكومة وقيادة الجيش الوطني لمساعدة مدينة الكفرة في مواجهة تحديات تزايد أعداد النازحين».

وقالت جورجيت إن «الزيارة استهدفت الاطلاع على وضع اللاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة، لتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية الموسعة للأمم المتحدة»، مشيرة إلى أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل (نيسان) من العام الماضي، أُجبر أكثر من 1.8 مليون لاجئ على الفرار إلى البلدان المجاورة بما في ذلك ليبيا، لا سيما إلى الكفرة بالجنوب الشرقي.

واعتبرت أن السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة في الكفرة ومدن أخرى في ليبيا «تساعد اللاجئين السودانيين بشكل فاعل منذ اندلاع النزاع»، لكنها لفتت إلى أن «هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم وتسهيل الوصول والتنسيق لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير سبل الحماية المتزايدة».

وأضافت أن «الخدمات المحلية تعمل فوق طاقتها؛ حيث تحتاج العديد من العائلات اللاجئة إلى المأوى المناسب... والمرافق الطبية غير قادرة على تلبية احتياجات الرعاية الصحية والتغذية بما في ذلك للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية»، موضحة أن «هناك حاجة لمزيد من الدعم للبنية التحتية المحلية لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للمجتمعات المستضيفة للاجئين».


مقالات ذات صلة

«أونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

المشرق العربي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)

«أونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

أكد المفوض العام لوكالة «أونروا»، فيليب لازاريني، أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي فلسطيني يحمل صندوق مساعدات وزعته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دير البلح وسط قطاع غزة في 4 نوفمبر 2024 (أرشيفية - رويترز)

الأمم المتحدة تتأهب لزيادة مساعدات غزة مع وقف وشيك لإطلاق النار

قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنها تستعد لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ضوء وقف إطلاق النار المحتمل.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
المشرق العربي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

لأول مرة... المفوض السامي لحقوق الإنسان يزور سوريا

وصل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى العاصمة السورية دمشق اليوم (الثلاثاء) في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الخليج الدكتور فيصل المجفل مستقبلاً نجاة رشدي في دمشق (السفارة السعودية)

السفير السعودي في دمشق يلتقي مسؤولة أممية

ناقش الدكتور فيصل المجفل، السفير السعودي في دمشق، مع نجاة رشدي نائبة المبعوث الأممي لسوريا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي غروندبرغ يأمل أن تقود مساعيه لخفض تصعيد الحوثيين وإطلاق سراح المعتقلين الأمميين (أ.ف.ب)

غروندبرغ إلى طهران أملاً في ضغوط إيرانية على الحوثيين

على وقع التصعيد الحوثي المستمر إقليمياً وداخلياً، وصل المبعوث الأممي غروندبرغ إلى طهران أملاً في ضغط إيراني على الجماعة لخفض التصعيد، وإطلاق المعتقلين الأمميين.

علي ربيع (عدن)

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.