مصريون يشكون انقطاع الكهرباء رغم إعلان وقف «تخفيف الأحمال»

الحكومة تؤكد أنها «أعطال طارئة»... وتشير لـ«رقم قياسي» في استهلاك الوقود

شكا مصريون من انقطاع الكهرباء رغم إعلان الحكومة وقف خطة «تخفيف الأحمال» (الشرق الأوسط)
شكا مصريون من انقطاع الكهرباء رغم إعلان الحكومة وقف خطة «تخفيف الأحمال» (الشرق الأوسط)
TT

مصريون يشكون انقطاع الكهرباء رغم إعلان وقف «تخفيف الأحمال»

شكا مصريون من انقطاع الكهرباء رغم إعلان الحكومة وقف خطة «تخفيف الأحمال» (الشرق الأوسط)
شكا مصريون من انقطاع الكهرباء رغم إعلان الحكومة وقف خطة «تخفيف الأحمال» (الشرق الأوسط)

شكا مصريون من استمرار انقطاعات الكهرباء في عدد من المدن، لساعة وأكثر، على مدار يومي الأحد والاثنين، رغم إعلان الحكومة وقف العمل بخطة «تخفيف الأحمال» الكهربائية، بداية من يوم الأحد، ما دعا الحكومة لتقديم «اعتذار»، مؤكدة أن فصل التيار جاء نتيجة «أعطال طارئة» لارتفاع درجات الحرارة.

وطبقت الحكومة المصرية قبل عدة أشهر خطة لـ«تخفيف استهلاك الكهرباء»، بقطع التيار لساعتين يومياً على الأقل في معظم المحافظات، بلغت من 3 إلى 6 ساعات نهاية الشهر الماضي، بسبب موجة الحر ونقص إمدادات الوقود.

وبعد موجة انتقادات واسعة، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، الأسبوع الماضي، وقف العمل بخطة «تخفيف الأحمال» حتى نهاية فصل الصيف الجاري، إثر استيراد شحنات كبيرة من الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية.

لكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا خلال الساعات الماضية شكاوى فيما بينهم، تفيد باستمرار انقطاع الكهرباء عن مناطق سكنهم.

وأبدى آخرون انزعاجهم من طول مدة الانقطاع التي فاقت المدة التي كانت مقررة وفق خطة تخفيف استهلاك الكهرباء، إذ تجاوزت الـ3 ساعات في بعض المناطق بالقاهرة والمحافظات.

ودخل المُهاجم السابق لمنتخب مصر لكرة القدم أحمد حسام، الشهير بـ«ميدو»، على خط الأزمة، متحدثاً عبر حسابه على منصة «إكس» عن انقطاع الكهرباء في منطقة المعادي (جنوب القاهرة)، وهي التدوينة التي شهدت مئات المشاركات والتعليقات عليها.

ويشهد الأسبوع الحالي بمصر ارتفاعاً في درجات الحرارة يتراوح ما بين 44 و45 درجة مئوية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، الدكتور أيمن حمزة، في تصريحات متلفزة، مساء الأحد، إنه يتقدم بالاعتذار للمواطنين الذين شهدوا قطع الكهرباء في بعض المناطق، مؤكداً أنه لا عودة لـ«تخفيف الأحمال»، وأن ما يحدث هو «عطل طارئ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة».

وأشار المتحدث إلى أن وزير الكهرباء يتابع الموقف لحظة بلحظة، موضحاً أن «ما يحدث هو زيادة في استهلاك الكهرباء، ما يؤدي إلى وجود ضعف في بعض الأماكن»، وأنه يتم إصلاح أي أعطال طارئة في أي مكان ولا تخفيف أحمال. وأكد حمزة «توفير مليار و200 مليون دولار (الدولار يساوي 48.47 جنيه مصري)، لشراء الوقود اللازم لمحطات إنتاج الكهرباء».

وعملت مصر خلال الأسابيع الماضية على حل أزمة توفير الوقود من أجل تشغيل محطات الكهرباء، منها التعاقد على 21 شحنة من الغاز الطبيعي المسال.

السيسي يلتقي جون كريستمان الرئيس التنفيذي لشركة أباتشي الأميركية (الرئاسة المصرية)

وفي الإطار ذاته، استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، جون كريستمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أباتشي» الأميركية للبترول والغاز الطبيعي، برفقة المدير المالي للشركة، لبحث التعاون في مجالات البحث والاستكشاف وإنتاج البترول والغاز. وأكد السيسي، بحسب بيان للرئاسة المصرية، حرص بلاده على «تعزيز وزيادة الاستثمارات في قطاعات الطاقة ارتباطاً باحتياجات مصر المتزايدة في هذا الصدد».

ورغم ما تحمله شكاوى مصريين من التضرر نتيجة استمرار الانقطاعات، فإن ذلك لم يُغيّب السخرية والحس الفكاهي لدى البعض، الذين تفاعلوا مع الانقطاعات بتوظيف «الكوميكسات» والتعليقات الساخرة، للتعبير عن انتقادهم.

واعتبر رواد أن ما حدث هو مجرد «تغيير مصطلحات»، من تخفيف أحمال إلى «إصلاح أعطال»، لكن النتيجة واحدة، ساخرين من أن ذلك «خطة في منتهى الذكاء».

بدورها، أكدت وزارة البترول المصرية، الاثنين، أن «قطاع البترول نجح في تلبية احتياجات محطات الكهرباء من الوقود بجميع أنواعه»، مبينة أن يوم الأحد شهد تسجيل رقم قياسي في استهلاك الوقود لمحطات الكهرباء خلال أشهر الصيف من الغاز الطبيعي والوقود البترولي السائل، الذي بلغ نحو 165 مليون متر مكعب مكافئ يومياً للوقود بأنواعه.

ونقلت صحف محلية، الاثنين، عن مصادر مسؤولة في وزارة الكهرباء، أن الأحمال ليل (الأحد - الاثنين) بلغت ذروتها بالاقتراب من 37.5 ألف ميغاوات، على خلفية الموجة الحارة، مما تسبب في زيادة الاستهلاك بشكل كبير.

وأشارت المصادر إلى قيام وزارة البترول بزيادة كميات الوقود الموردة لمحطات إنتاج الكهرباء بنسبة 21 في المائة، لتصل إلى 34 ألف طن مازوت في أول أيام وقف تطبيق نظام «تخفيف الأحمال».


مقالات ذات صلة

مصر: نظام جديد لـ«تكليف» خريجي الطب بالعمل في المستشفيات الحكومية

شمال افريقيا طبيبة مصرية شابّة تكشف على أحد المرضى ضمن مبادرة #100_يوم_صحة (وزارة الصحة المصرية)

مصر: نظام جديد لـ«تكليف» خريجي الطب بالعمل في المستشفيات الحكومية

تعتزم الحكومة المصرية بدء تطبيق نظام جديد لـ«تكليف» خريجي كليات الطب، بالعمل في المستشفيات الحكومية، مبنيّ على «مبدأ الاحتياج»، وليس الإلزام للجميع، كما كان.

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (رئاسة مجلس الوزراء)

«شروط الصندوق»... جدل مصري مع إقرار «الشريحة الثالثة» للقرض

مع اقرار صندوق النقد الدولي، الشريحة الثالثة من قرض مصر، سادت مخاوف بين المصريين بشأن عزم الحكومة على اتخاذ إجراءات جديدة لخفض «الدعم» المقدم للمواطنين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

لماذا خلت بيانات «التعليم» المصرية من وصف الوزير بـ«الدكتور»؟

أثار خلوّ بيانات وزارة التعليم المصرية من وصف الوزير محمد عبد اللطيف بـ«الدكتور»، تساؤلات بشأن أسباب التخلي عن ذِكر اللقب، في ظل جدل واسع بشأن «صحة شهاداته».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لجأت لـ«تخفيف الأحمال» للحفاظ على الكفاءة التشغيلية لشبكة الكهرباء (إ.ب.أ)

مصر ستوقف تخفيف أحمال الكهرباء بدءاً من الأحد

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الأربعاء إن مصر ستوقف تخفيف أحمال الكهرباء خلال فصل الصيف بدءاً من يوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي خلال إلقائه بيان الحكومة الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

البرلمان المصري لمنح حكومة مدبولي الثقة

يتجه مجلس النواب المصري (البرلمان) لمنح الثقة لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي الجديدة، في جلسة تُعقد الخميس المقبل.

أحمد عدلي (القاهرة)

تحذيرات مصرية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان

السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
TT

تحذيرات مصرية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان

السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)

كثّفت مصر من تحذيراتها من توسيع رقعة الصراع في المنطقة على ضوء التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل. ونبّهت عبر إفادات رسمية عدة، الأحد، إلى «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان»، مؤكدة «حتمية» الوقف الشامل لإطلاق النار في قطاع غزة؛ للحفاظ على استقرار وأمن المنطقة.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الوضع الإقليمي الراهن يتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة؛ لوقف حالة التصعيد التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل»، محذراً من «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي.

ودعا السيسي، خلال استقباله رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الفريق أول تشارلز براون، في القاهرة، الأحد، إلى «بذل المساعي كافة، وتكثيف الضغوط، لنزع فتيل التوتر في المنطقة»، مؤكداً «ضرورة صون استقرار لبنان وسيادته». وشدد السيسي، خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، على «ضرورة التجاوب مع الجهود المشتركة، المصرية - الأميركية - القطرية، الرامية للتوصل لاتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة بشكل فوري، وتبادل الأسرى والمحتجزين، بما يسمح بتعزيز مسار التهدئة والاستقرار بالمنطقة».

ونوه الرئيس المصري إلى «صعوبة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وما تفرضه من ضرورة وقف الحرب فوراً، لإيصال ما تحتاجه غزة من كميات هائلة من المساعدات الإغاثية والصحية»، مؤكداً «ضرورة تضافر الجهود الدولية نحو إطلاق مسار سياسي شامل، يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل الدولتين، أساساً للاستقرار الإقليمي المستدام».

تأتي التحذيرات المصرية عقب تصعيد على الجبهة اللبنانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، شنّ ضربات استباقية في لبنان بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لشنّ «هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل.

طائرة إسرائيلية تطلق شعلات حرارية قرب الحدود اللبنانية (إ.ب.أ)

وأكدت القاهرة أنها «تتابع بقلق بالغ، التصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية»، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الأحد. وجدّدت الدعوة لـ«تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة، واحتواء التصعيد». وأشارت وزارة الخارجية والهجرة المصرية إلى «أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة». وعدّت «التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان مؤشراً واضحاً على ما سبق وحذّرت مصر منه بشأن مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع».

وأكدت «الخارجية المصرية» حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار، وإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة؛ لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليَّين.

وزير الخارجية المصري خلال لقاء نظيرته اليابانية في طوكيو لبحث التطورات الجارية بلبنان (الخارجية المصرية)

وكان التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل محور مباحثات جرت، الأحد، في طوكيو، بين وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، ونظيرته اليابانية، يوكو كاميكاوا، أكد عبد العاطي خلالها «حتمية منع التصعيد في المنطقة وتكثيف جهود البلدين، بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليمين، لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية تهدد أمن المنطقة واستقرار شعوبها».

واتفق الجانبان على «أهمية مواصلة المساعي الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع بصورة غير مشروطة، لوضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني على مدار الأشهر الماضية»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد.

وأشار أبو زيد إلى أن اللقاء بين عبد العاطي وكاميكاوا هو «الثاني خلال زيارة عبد العاطي لطوكيو». وقال إنه «يأتي في إطار حرص وزيرة خارجية اليابان على بحث آخر التطورات المتصلة بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عقب التصعيد الأخير في لبنان». وأضاف أن «اللقاء يعكس الاهتمام بالتشاور والتنسيق مع مصر التي تضطلع بدور مهم منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة لمنع اتساع رقعة التصعيد في الشرق الأوسط»، كما «يؤكد حرص الجانب الياباني على وقف التصعيد، وإحلال السلام في المنطقة»، على حد قوله.

وشهدت الفترة الأخيرة، اتصالات مصرية مكثفة مع أطراف دولية وإقليمية، لا سيما إيران ولبنان والولايات المتحدة، في محاولة للحد من التوتر في المنطقة، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران، واغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت، كما زار وزير الخارجية المصري بيروت منتصف الشهر الحالي، مؤكداً دعم بلاده استقرار لبنان.