«البطاطس» تصعد بنقيب الفلاحين المصريين إلى «الترند»

بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق

ثلاجة لتخزين محصول البطاطس (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي)
ثلاجة لتخزين محصول البطاطس (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي)
TT

«البطاطس» تصعد بنقيب الفلاحين المصريين إلى «الترند»

ثلاجة لتخزين محصول البطاطس (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي)
ثلاجة لتخزين محصول البطاطس (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي)

بسبب تصريحاته عن «البطاطس» بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق المصرية، تصدر هاشتاغ «نقيب الفلاحين» في مصر «الترند» على منصات التواصل الاجتماعي، السبت، وسط تعليقات تنتقد تلك التصريحات.

وكان حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، قال في تصريحات متلفزة، الجمعة، إن ارتفاع أسعار البطاطس في الوقت الحالي أمر طبيعي؛ نتيجة قلة المعروض في الأسواق، رافضاً المطالبات بوقف تصدير البطاطس، مشددًا على أن وقف تصديرها سيكون «كارثة» على المزارعين، وذكر أنها ثاني أكبر محصول مصري يتم تصديره بعد الموالح بنحو مليون طن سنوياً.

وتحتل البطاطس مركز الصدارة بالنسبة لمحاصيل الخضر التصديرية في مصر، التي صدّرت 892999 طن بطاطس في النصف الأول من عام 2024، مقابل 815963 في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة 9.9% تقريبًا، وفق الحجر الزراعي المصري.

وأوضح نقيب الفلاحين أنه سبق وحذّر في نهاية العام الماضي من قلة التقاوي المستورَدة لزراعة البطاطس، وانخفاض المساحة المزروعة، وبالتالي ارتفاع الأسعار مع مطلع مايو (أيار) الماضي، مشيراً إلى أن البعض لم يأخذ تحذيراته على محمل الجد، ودعا المواطنين إلى البحث عن بدائل للبطاطس.

وانتقد أبو صدام من يتحدثون عن غلاء سعر البطاطس بقوله: «يعني أنت عايز كل حاجة النهاردة رخيصة».

وسجّلت أسعار البطاطس، السبت، في سوق العبور (شرق القاهرة)، وهو من أكبر التجمعات للتجار والمنتجين والمستهلكين، من 13.50 إلى 18.50 جنيه للكيلو (الدولار يساوي ٤٨.٢٢ جنيه).

البطاطس من محاصيل الخضر الرئيسية في مصر (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي)

ويعدّ محصول البطاطس من محاصيل الخضر الرئيسية بالبلاد، ويصل إنتاج مصر نحو 6.5 مليون طن من البطاطس سنوياً، وفق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية.

وأحدثت دعوة نقيب الفلاحين بالبحث عن بدائل البطاطس، وانتقاد من يتحدّثون عن غلاء سعرها، موجةً من الانتقاد بين مستخدمي وسائل التواصل، في ظل حالة الغلاء التي تسيطر على الأسواق.

وقال حاتم النجيب، رئيس شعبة الخضراوات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن «أسعار البطاطس تشهد ارتفاعاً نتيجة عدم وجود محصول جديد حالياً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحصول الموجود حالياً في أماكن التخزين، والتداول اليومي لأسواق الجملة أقل من المعتاد، فالكميات التي تدخل إليها أقل من معدلاتها الطبيعية، وبالتالي ظهرت مشكلة في السوق المحلي، وارتفعت الأسعار».

إلى ذلك، وصف جانب كبير من روّاد التواصل الاجتماعي التصريحات بـ«المستفزة»، ولا تعبر عن واقع المصريين أو تقدّر ما يمرّون به.

وتوقّع النجيب ألّا تستقر أسعار البطاطس لمدة 4 أشهر قادمة حتى ظهور المحصول الجديد في الموسم الشتوي خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو الموعد الذي سيشعر فيه المستهلك بتراجع أسعار البطاطس، وفق قوله.

وانتقد البعض أن تصدُر مثل هذه التصريحات من نقيب الفلاحين، الذي من المفترض أن يشعر بالبسطاء، ويخاف على مصالح الفقراء.

ولفت رئيس شعبة الخضراوات إلى «ضرورة تنظيم تصدير البطاطس حتى لا يخرج السوق عن إطاره الطبيعي، موضحاً أن مصر تنتج نحو 7 ملايين طن بطاطس سنوياً، ويتم تصدير ما بين 800 ألف طن إلى مليون طن سنوياً».

كما قُوبلت تصريحات نقيب الفلاحين بالسخرية من جانب البعض، الذين وظّفوا «الكوميكس» والمَشاهد السينمائية الساخرة للرد على تصريحاته.


مقالات ذات صلة

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

الاقتصاد مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

حثت الصين الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد دعوات إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني

«الشرق الأوسط» (بكين)
خاص وضعت السعودية كثيراً من المبادرات لمكافحة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) play-circle 01:48

خاص «فاو»: شح التمويل والنزاعات يهددان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قدّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التمويل المطلوب لمشروعات الزراعة في المنطقة بـ500 مليون دولار سنوياً.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد عمال بحقل للشاي في ناندي هيلز غرب نيروبي عاصمة كينيا (رويترز)

أميركا والإمارات: تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ يتجاوز 29 مليار دولار

أعلنت الولايات المتحدة والإمارات خلال «كوب 29» في باكو، أن تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ التي تقودها الدولتان وصل إلى 29.2 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

تحتل زراعة الياسمين مكانة خاصة، حيث يُعد هذا النبات العطري جزءاً من تقاليد متوارثة وعصباً اقتصادياً للعديد من العائلات.


تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
TT

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)
جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد، بما يضمن التمهيد لإجراء الانتخابات العامة بالبلاد.

وجاء الاتفاق، الذي توصّل له المجتمعون في مدينة بوزنيقة المغربية، بعد أيام قليلة من طرح المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، «مبادرة جديدة»، تستهدف كسر الجمود الراهن بالأزمة السياسية، والمضي قدماً نحو إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر.

من جلسة سابقة لأعضاء المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

ووسط تباين ردود الفعل حول مخرجات اجتماع المجلسين، بين مرحّب بها، بوصفها «خطوةً لتجاوز الأزمة السياسية»، ومَن عدّها تدشيناً لمسار مضاد لمبادرة خوري، ومحاولة مكررة من البرلمان لإزاحة حكومة «الوحدة الوطنية»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، في ضوء تصاعد الخصومة بينهما، تركزت التساؤلات حول مدى إمكانية تفعيل مخرجات هذا الاتفاق، خصوصاً في ظل افتقاره لأي دعم دولي أو إقليمي.

بداية، يرى رئيس لجنة الشؤون السياسية بالمجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، أن اجتماع بوزنيقة التشاوري هو «امتداد لسلسلة اجتماعات سابقة، عقدها أعضاء بالبرلمان مع كتلة من أعضاء (الأعلى للدولة) في كل من تونس والقاهرة خلال الأشهر الماضية»، مشيراً إلى أنها «لم تسفر عن أي جديد، ولم يتم تنفيذ أي من مخرجاتها، التي تَقدَّمها أيضاً مقترح تشكيل حكومة جديدة، ودعوة البرلمان لفتح باب الترشح لرئاستها».

ويعتقد معزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «الهدف الرئيسي لهؤلاء المجتمعين، الذين تجاوز عددهم 50 شخصاً، هو تغيير الحكومة القائمة بطرابلس، وليس العمل على الوصول للانتخابات»، لافتاً إلى أن بنود الاتفاق «تجاهلت الاعتراضات على القانونَين المنظِّمَين للاستحقاق الانتخابي». كما تم «التغافل عن سعي خوري لتشكيل لجنة استشارية لحلحلة المسائل العالقة بالقانونَين».

عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى وهي «الوحدة» ومقرها طرابلس، والأخرى مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.

ويعدّ ملف تشكيل «حكومة جديدة» من القضايا الخلافية بين القوى والأطراف الرئيسية في ليبيا، حيث يتمسّك البرلمان بضرورة تشكيلها بهدف إجراء الانتخابات، لكن في المقابل يرفض الدبيبة القوانين الانتخابية التي أقرّها البرلمان، ويصفها بأنها «غير عادلة»، ويطالب بقوانين تُجرى على أساسها الانتخابات، وبعدها يُسلِّم السلطة.

وانتقدت بعض الأوساط السياسية تغافل المجتمعين في بوزنيقة وجود نزاع منظور أمام القضاء، منذ 4 أشهر على رئاسة «الأعلى للدولة»، بين كل من خالد المشري ومحمد تكالة، ومعارضة الأخير لأي تقارب مع البرلمان قبل تعديل القوانين الانتخابية.

خالد المشري (المكتب الإعلامي للمجلس)

من جانبه، ذهب الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، إلى أن ما ورد في بنود اتفاق المجلسين في بوزنيقة من «تشكيل لجان مختلفة لوضع تقارير خلال شهر حول كيفية معالجة قضايا متجذرة، منها محاربة الفساد، وإعادة تكليف المناصب السيادية، يثير كثيراً من التساؤلات حول أهداف ونوايا المجلسين، قبل قدرتهما على تفعيل تلك المخرجات».

وقال التواتي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان المجلسان لا يهدفان للتشويش على مبادرة خوري، بالعمل على استنزاف الوقت لحين انتهاء مهمة البعثة في نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، فهذا يعني أنهما عرقلا طيلة السنوات السابقة التوافق بينهما بشأن معالجة الملفات المصيرية، التي كانت سبباً في معاناة الليبيين». واستبعد التواتي أن يؤدي هذا الاتفاق «لتحقيق هدف المجتمعين، المتمثل في إزاحة حكومة الدبيبة؛ التي جاءت باتفاق سياسي برعاية أممية، وفي الأغلب لن تغادر دون اتفاق مماثل».

ليبيون عدّوا مخرجات اجتماع بوزنيقة تدشيناً لمسار مضاد لمبادرة خوري (البعثة)

بالمقابل، دافع عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، عن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في المغرب، عادّاً أنه «سيقود البلاد نحو إجراء الانتخابات».

وقال الزرقاء لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجان التي انتهى إليها الاتفاق بدأت عملها؛ وبعد شهر ستضع رؤيتها لمعالجة كثير من القضايا التي سبق أن عرقلت إجراء الانتخابات»، ومن بينها توفير الموارد لمشروع التعداد الوطني.

وانتقد الزرقاء ما يتردد حول أن مخرجات بوزنيقة «هي خطوة لعرقلة مبادرة خوري»، وقال موضحاً: «بالعكس من ذلك... الاتفاق بمثابة خطة داعمة للمبادرة. واجتماع ممثلي المجلسين يرسخ استعادة القوى الوطنية زمام المبادرة لحل الأزمة السياسية، بعيداً عن أي تدخلات دولية».

ورغم إقراره بوجود خصومة بين البرلمان وحكومة الدبيبة، فقد شدَّد الزرقاء على أن «الهدف الرئيسي للاجتماع هو إيجاد حكومة موحدة تمهِّد للانتخابات، ومن ثم ستزيح الدبيبة وأيضاً حكومة أسامة حماد».

وانضم الزرقاء إلى آراء كثيرين من أعضاء البرلمان، الذين اعترضوا على دعوة خوري لتشكيل لجنة استشارية لحلحلة القضايا العالقة بقانونَي الانتخابات، موضحاً أن القوانين التي أقرّها البرلمان «هي نتاج لجنة مؤلفة من أعضاء المجلسين، ومعظمهم شارك في اجتماع بوزنيقة، وتوافقوا حول مخرجاته، وهو ما يفنِّد الاحتياج للجنة جديدة».

وأوضح: «نفضِّل أن تركز البعثة في مساعدة الليبيين على الوصول للاستحقاق، عبر دعم حلول وطنية، لا المساس بقوانين تم إقرارها من سلطة تشريعية منتخبة، وصرَّحت المفوضية الوطنية للانتخابات بأنها قابلة للتنفيذ».