العطل التقني العالمي يُثير سخرية وتندراً في مصر

متابعون تداولوا هاشتاغ «#مدام_عفاف_أيقونة البيروقراطية»

«الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»
«الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»
TT

العطل التقني العالمي يُثير سخرية وتندراً في مصر

«الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»
«الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»

في حين حبس العالم أنفاسه، صباح الجمعة، أمام العطل التقني العالمي ترقباً لتداعياته، وبينما ظهر تأثير الخلل على نطاق واسع وفي أماكن متباعدة، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حوَّلوا هذا الترقب إلى مادة للسخرية والتندر، واتسمت تعليقاتهم في الغالب بـ«التهكم على ما جرى حولهم على الصعيد العالمي».

وظهر التفاعل على الهاشتاغات التي ارتقت إلى صدارة «التريند»، الجمعة، ومنها: «#الأمن_السيبراني»، «#مايكروسوفت»، «#شركات_الطيران»، «#مطارات_العالم»؛ إذ عبَّر المتفاعلون معها عن فخرهم بـ«عدم تأثر مصر بأي أعطال» عبر اللجوء إلى «الكوميكسات» والتعليقات الساخرة.

ومع الساعات الأولى للعطل، أعلن مجلس الوزراء المصري، في بيان أن رئيسه الدكتور مصطفى مدبولي يتابع الأعطال التقنية العالمية التي سببت مشكلات أثرت على عدد من البلدان بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك. ووجَّه بتشكيل «خلية أزمة» من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات هذه الأزمة وتداعياتها والتعامل معها.

ظهرت أيضاً بعض الهاشتاغات التي تناقل من خلالها رواد «السوشيال ميديا» في مصر فكاهتهم، أبرزها «#مدام_عفاف»، والذي يشير إلى شخصية الموظفة الحكومية التي تلجأ دائماً إلى التعقيدات الروتينية، والتي يعدها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مصر «أيقونة البيروقراطية الإدارية»؛ إذ دائماً ما يطولها «التهكم في ظل اهتمام الحكومة المصرية بتحويل الخدمات الورقية إلى التعامل الرقمي».

واتفقت كثير من التعليقات على أن «#مدام_عفاف» المصرية تتفوق على تكنولوجيا العالم والأمن السيبراني، في حين أعلن البعض اعتذاره لها بعد ما نالها من تهكم.

وعلى الرغم من الذعر الذي أصاب المسافرين في مطارات العالم بسبب تعطل أنظمة الحوسبة، صعد هاشتاغ «#مطار_القاهرة» إلى صدارة «التريند» أيضاً، وتفاعلت عشرات الحسابات عبر الفكاهة بعدم تأثر المطار بأي خلل.

وكانت وزارة الطيران المدني المصرية قد أكدت في بيان، الجمعة، أن جميع المطارات في أنحاء مصر تعمل بشكل طبيعي، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقاً لجدول تشغيل الرحلات المقرر لها، وذلك على خلفية تعرُّض بعض المطارات العالمية لأعطال تقنية؛ ما أثر على حركة الطيران في كثير من المطارات حول العالم.

كما تداول رواد آخرون فيما بينهم سخرية الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، من العطل التقني الكبير الذي شهدته دول مختلفة حول العالم؛ إذ نشر ماسك، عبر حسابه بالمنصة، صورة ساخرة تبرز رجلاً متكئاً (يمثل إكس) وهو يدخن سيجارة بكل هدوء، ويشاهد ما يجري حوله، في إشارة إلى استمرار عمل «إكس»، في حين أن نظام «مايكروسوفت» العالمي يعاني من شلل نتيجة العطل التقني العالمي.

ورأى المتخصص في الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي بمصر، محمد فتحي، أن «التهكم والسخرية من الأحداث العالمية على منصات التواصل الاجتماعي ظاهرة لا تنحصر في المنطقة العربية، ولكنها ظاهرة عالمية أيضاً، وهذا يأتي من خلال نشر الميمز والصور الساخرة وكتابة التغريدات والتعليقات الساخرة على المنشورات المتعلقة بالأحداث الجارية، وهو ما رأيناه، الجمعة، مع العطل التقني العالمي، وحدث أيضاً قبل أيام مع حادث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب؛ إذ ربط بعض المستخدمين العرب بين الحادث وفيلم قديم للفنان المصري عادل إمام». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هاشتاغ (#الأمن_السيبراني) جاء الأعلى استخداماً؛ إذ تفاعل عليه نحو مليونَي مستخدم باللغة العربية (حتى كتابة التقرير)، وكانت أكثر المناطق تفاعلاً عليه من دول الخليج ومصر والولايات المتحدة».

بعض «الكوميكسات» الساخرة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي

وأشار فتحي إلى أنه من خلال تحليل مضمون هذه التعليقات التي تبدو طريفة في أحيان كثيرة، وأحيان أخرى لها مضامين ودلالات سياسية واجتماعية أيضاً، فإنها تأتي في إطار «التعبير عن الرأي» بطريقة غير مباشرة أو جذب الانتباه؛ إذ قد يلجأ البعض إلى السخرية بهدف «جذب انتباه المتابعين، وزيادة تفاعلهم على منصات التواصل، أو للمتعة والتسلية».


مقالات ذات صلة

تفاعل «سوشيالي» في مصر مع «صفقة السكري»

شمال افريقيا وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

تفاعل «سوشيالي» في مصر مع «صفقة السكري»

أثار الإعلان عن تنفيذ صفقة استحواذ شركة «أنغلوغولد أشانتي» على شركة «سنتامين» المسؤولة عن تشغيل منجم «السكري» في مصر، تفاعلاً «سوشيالياً».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري خلال محادثات مع نظيره الألماني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

محادثات مصرية - ألمانية تناولت «سد النهضة» ومستجدات المنطقة

أكد الرئيس المصري أنه اتفق مع نظيره الألماني على أهمية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تؤكد رغبة القاهرة وأنقرة في مزيد من تطوير العلاقات

أكدت الحكومة المصرية أن «هناك رغبة صادقة لمصر وتركيا في إحداث المزيد من تطوير العلاقات والتعاون بينهما خلال المرحلة المقبلة».

«الشرق الأوسط»
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير (د.ب.أ)

السيسي وشتاينماير يبحثان حرب غزة وسد النهضة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه بحث، الأربعاء، مع نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير الأوضاعَ في قطاع غزة وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى القاهرة (د.ب.أ)

شتاينماير يبدأ زيارة رسمية للقاهرة

بدأ الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى مصر. وتهدف الزيارة إلى تكريم الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة»: المفاوضات تتأزم في انتظار مقترح واشنطن «التقريبي»

أطفال فلسطينيون يلعبون خارج أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في خان يونس (رويترز)
أطفال فلسطينيون يلعبون خارج أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في خان يونس (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: المفاوضات تتأزم في انتظار مقترح واشنطن «التقريبي»

أطفال فلسطينيون يلعبون خارج أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في خان يونس (رويترز)
أطفال فلسطينيون يلعبون خارج أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في خان يونس (رويترز)

تراوح مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مكانها منذ نحو أسبوعين، انتظاراً لمقترح ستقدمه واشنطن، لحل عقبات الاتفاق، وصفته بأنه «تقريبي» لوجهات نظر طرفي الحرب المستمرة منذ أقل من عام، وسط مطالب عربية ومصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع لتفادي أي تصعيد محتمل بالمنطقة، وتأكيد مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب وكامالا هاريس على «ضرورة وقف الحرب».

وإزاء «تأزم المفاوضات»، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإنه لا مجال سوى انتظار المقترح الأميركي المرتقب، مشيرين إلى أن «مساعي التقريب بين طرفي الحرب يجب أن تكون جادة عبر ضغوط حقيقية على رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، من أجل رؤية اتفاق قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أو انتظاره مع وصول الرئيس الجديد للبيت الأبيض مطلع العام».

وفي رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، إحدى أكبر بؤر الخلاف بين إسرائيل ومصر و«حماس»، لقي جنديان مصرعهما وجرح 7 في تحطم طائرة مروحية، وفق بيان للجيش الإسرائيلي، الأربعاء، نافياً أن يكون الحادث ناجماً عن «نيران عدو».

وجاء الحادث غداة إعلان البيت الأبيض، أن أميركا ما زالت تحاول «التوصل إلى مقترح تقريبي من أجل إنجاز اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار»، حسب ما نقلته «رويترز».

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)

وطالب وزراء الخارجية العرب، عقب اجتماع الثلاثاء، بمقر جامعة الدول العربية، بانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك «محور فيلادلفيا» والجانب الفلسطيني من معبر رفح «بعدّ الحدود الفلسطينية المصرية سيادية لا يجوز المساس بها»، وفق بيان ختامي.

ويعتقد الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن المقترح الأميركي الذي يتحدث حالياً عن «تقريب وجهات النظر سيصطدم بتعنت نتنياهو»، لافتاً إلى أن مصر مستمرة في جهود الوساطة؛ لكنها في الوقت نفسه «لا ترغب في تضييع الوقت وإطالة أمد المفاوضات من دون داعٍ».

ولعل حادث سقوط مروحية إسرائيلية في رفح، الأربعاء، «يمكن أن يكون خط رجعة لنتنياهو ليستجيب لمطالب جيشه بالانسحاب من محور فيلادلفيا، وينهي العقبة الرئيسية بالمفاوضات المتأزمة حالياً»، وفق أنور.

ولا يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن المقترح الأميركي«التقريبي»سيوجد حلاً لـ«تأزم المفاوضات»، قائلاً إن «الإدارة الأميركية تدير أزمة المفاوضات ولا تضغط نهائياً بشكل جاد لوجودها في فترة انتخابات، ونتنياهو غير مكترث بالإدارة الأميركية الديمقراطية وينتظر صديقه الجمهوري ترمب رئيساً».

نساء فلسطينيات قرب مبان مدمرة في منطقة المواصي بخان يونس (رويترز)

وفي هذا السياق، كانت هاريس في مناظرتها مع ترمب تبحث عن تقديم رؤية وسط تشمل وقف الحرب ودعم إسرائيل وحل الدولتين، لكسب أصوات انتخابية، ومثلها فعل الرئيس الأميركي السابق عقب التهرب من تقديم أي إجابة، وفق مطاوع.

وعلى خلاف مواقف نتنياهو، كشف المعارض الإسرائيلي، بيني غانتس، في منشور على «إكس»، عن أنه التقى في باريس رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وممثلي عائلات المختطفين و«تحدث معه حول الحاجة الأخلاقية والإنسانية الملحة إلى دفع صفقة لإعادة المختطفين وسبل تعزيز الاستقرار الإقليمي»، وهو ما أشارت له «هيئة البث الإسرائيلية» أيضاً دون تأكيد قطري رسمي.

وعدّت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن غانتس «تجاوز» نتنياهو بعقد هذا اللقاء، فيما عدّ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت في إفادة لمكتبه، الثلاثاء، أن «التوصل إلى اتفاق فرصة استراتيجية لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات».

وإزاء تلك الضغوط المتواصلة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي «تقف سيناريوهات المفاوضات المتأزمة حالياً عند مستقبل يحمل وجهين»، وفق أنور، الأول: إصرار نتنياهو على التعنت وإفساد المحادثات وتقديم هدية قبول الهدنة في عهد ترمب حال نجاحه، والثاني: فشل المفاوضات وتوسع الحرب بالمنطقة قبل الانتخابات الأميركية».

غير أنه ثمة تعويل من المحلل السياسي الفلسطيني، على«الضغوط غير المباشرة على نتنياهو وتحركات غانتس وغالانت وغضب الداخل الإسرائيلي»، مضيفاً: «لكن هذا لن يُحدث تغيراً حقيقياً دون مغادرة نتنياهو السلطة»، مرجحاً أن «عدم إجراء صفقة هدنة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية يعني تأجيلها لوصول رئيس أميركي جديد».