مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية

رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)
رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)
رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)

تنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»، عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية للشباب والأسر.

وبحثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، رانيا المشاط، مع وفد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، جهود مصر في ملف «الهجرة غير الشرعية»، واستضافة «ملايين المهاجرين والضيوف».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018، وقّعت مصر اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة «الهجرة غير الشرعية» وتهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، تضمنت 7 مشروعات في 15 محافظة مصرية لمعالجة الأسباب الرئيسية المسببة للظاهرة. وأكدت مصر الشهر الماضي «نجاحها في مواجهة ظاهرة (الهجرة غير الشرعية)، إذ لم تبحر أي مركب غير شرعية من سواحلها منذ 8 سنوات».

وشددت القاهرة على استمرار تنفيذ برامج توعية بـ«الهجرة الآمنة» للشباب.

وتناول لقاء الوزيرة رانيا المشاط، مع وفد الاتحاد الأوروبي، الذي ضم نائب سكرتير عام جهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، سيمون مورديو، بحضور رئيس القسم السياسي ببعثة الاتحاد الأوروبي، أنتونيا زافيري، «الجولة الرابعة للحوار رفيع المستوى حول الهجرة بين مصر والاتحاد الأوروبي» التي استضافتها مصر.

كما أشارت رانيا المشاط إلى «تنفيذ عدد من البرامج التي تدعم ضيوف مصر والمهاجرين من خلال البرامج المختلفة».

ووفق تقديرات الحكومة المصرية فإن «أعداد اللاجئين والأجانب المقيمين على أرض مصر تتعدى 9 ملايين أجنبي من نحو 133 دولة».

فعاليات «الجولة الرابعة رفيعة المستوى حول الهجرة بين مصر والاتحاد الأوروبي» منتصف الشهر الحالي (الخارجية المصرية)

يشار إلى أن فعاليات «الجولة الرابعة للحوار رفيع المستوى حول الهجرة بين مصر والاتحاد الأوروبي»، عقدت منتصف الشهر الحالي، وناقشت «فرص تعزيز القنوات القانونية للهجرة والتنقل، وضرورة اتباع نهج شامل ومتوازن حيالها»، وفق بيان لوزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.

وأكد البيان المصري حينها أن الحوار ساهم في «تعزيز التفاهم المشترك وتبادل المعلومات وأفضل الممارسات والخبرات، إضافة إلى دعم بناء القدرات الوطنية للكوادر المصرية العاملة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بناءً على الاحتياجات التي تحددها الدولة المصرية».

والجولة الرابعة التي استضافها القاهرة للحوار الرفيع المستوى حول الهجرة مع الاتحاد الأوروبي، سبقتها جلسات في ديسمبر (كانون الأول) 2017، ويونيو (حزيران) 2019، ونوفمبر (تشرين الثاني) 2021. وتأتي الجولة في ظل تطور لافت شهدته العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي هذا العام، بعدما اتفق الجانبان على ترفيع علاقات التعاون بينهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة في 17 مارس (آذار) الماضي.

وتؤكد الحكومة المصرية بشكل متكرر «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير الشرعية، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

وتنسق القاهرة مع عدد من الدول بشأن استراتيجيات مجابهة الظاهرة.

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

ووجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية 2019 بإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير الشرعية» على الشواطئ المصدرة للهجرة. واستهدفت المبادرة حينها «تحقيق حياة كريمة للمواطن المصري والحفاظ على حياته».

وتطبّق مصر منذ عام 2016 قانوناً للحد من «الهجرة غير الشرعية»؛ إذ يُعاقب بـ«السجن المُشدد وبغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه (الدولار الأميركي يساوي 48.25 جنيه في البنوك المصرية)، أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع، أيهما أكبر، كل مَن ارتكب جريمة تهريب المهاجرين أو الشروع فيها أو توسط في ذلك».

كما تكون العقوبة «السجن المشدد مدة لا تقل عن 5 سنوات، وغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه، ولا تزيد على مليون جنيه، أو غرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع، أيهما أكبر، إذا كان المهاجر المهرَّب امرأة أو طفلاً أو من عديمي الأهلية أو من ذوي الإعاقة».

الحكومة المصرية تواصل جهود مجابهة «الهجرة غير المشروعة» (أ.ف.ب)

في سياق آخر، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، «عمق العلاقات المصرية - الأوروبية»، مشيرة إلى أن «التطور الكبير الذي تحقق في تلك العلاقات أخيراً، خصوصاً مع ترفيع مستوى الشراكة بين الجانبين خلال القمة المصرية - الأوروبية التي عقدت في مارس الماضي، يؤكد الفرص الكبيرة المتاحة للعمل المشترك من أجل تعزيز جهود التنمية، من خلال التركيز على المجالات ذات الاهتمام المشترك».

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، ناقش اللقاء الانعقاد الناجح لمؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي، الذي شهد توقيع عدد كبير من اتفاقيات الاستثمار المشترك، بمشاركة شركات القطاع الخاص الأوروبية، وكذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي في جهود تعزيز التنمية البشرية، وتنفيذ برامج التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة، التي تعد أولوية في إطار برنامج الحكومة المصرية الجديدة.


مقالات ذات صلة

وفاة 4 أشخاص وإصابة 8 جراء حريق بحارة اليهود في مصر

شمال افريقيا جانب من الحريق الذي نشب في حارة اليهود بالعاصمة المصرية القاهرة (وسائل إعلام محلية)

وفاة 4 أشخاص وإصابة 8 جراء حريق بحارة اليهود في مصر

لقي أربعة أشخاص حتفهم وأصيب ثمانية آخرون جراء حريق اندلع فجر اليوم في حارة اليهود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا «الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» و«فيسبوك»

العطل التقني العالمي يُثير سخرية وتندراً في مصر

ظهر التفاعل على الهاشتاغات التي ارتقت إلى صدارة «التريند»، الجمعة، ومنها: «#الأمن_السيبراني»، «#مايكروسوفت»، «#شركات_الطيران»، «#مطارات_العالم».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي خلال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد بأكرا (الاتحاد الأفريقي)

«قمة الاتحاد الأفريقي التنسيقية» لمناقشة التكامل الإقليمي وتعزيز الاندماج

تشارك مصر بوفد رسمي، برئاسة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في «الاجتماع التنسيقي السادس للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية».

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أنغام تشوّق جمهورها لانتظار جديدها (صفحتها في «فيسبوك»)

أغنيات وألبومات مصرية تتصدَّر صيف 2024

تصدَّر عدد كبير من الأغنيات والألبومات المصرية المطروحة خلال فصل الصيف قوائم الأكثر تداولاً عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، والأكثر استماعاً عبر المنصات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«النواب» الليبي لبدء إجراءات تشكيل «حكومة جديدة»

جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
TT

«النواب» الليبي لبدء إجراءات تشكيل «حكومة جديدة»

جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)

أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، «تنفيذ ما جاء في البيان الختامي لاجتماع أعضاء بمجلسي النواب والدولة في القاهرة، والبدء في إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة، وفقاً للإعلان الدستوري وتعديلاته».

ووصف صالح في بيان مقتضب، مساء الخميس، ما جاء في بيان اجتماع القاهرة بأنه «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح».

اجتماع تكالة مع بعض عمداء البلديات (المجلس الأعلى للدولة)

في المقابل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، إنه ناقش، مساء الخميس، فى العاصمة طرابلس، برفقة نائبه الأول مسعود عبيد، وبعض عمداء البلديات، الأوضاع السياسية في البلاد، مؤكداً «ضرورة إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور، باعتباره الطريق إلى استقرار البلاد ووحدة أراضيها، كما تم أيضاً التطرق للصعوبات التي تواجه البلديات وسبل تذليلها».

ونقل تكالة عن عمداء البلديات تأكيدهم «دعم قرار المجلس الأعلى للدولة في جلسته الاستثنائية الأخيرة برفض الميزانية العامة للعام الحالي، التي أقرها مجلس النواب منفردا».

اجتماع وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الطاهر الباعور في نيويورك (خارجية الوحدة)

فى غضون ذلك، قال وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة، الطاهر الباعور، إنه أطلع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن ونوابهم، خلال لقاء موسع، مساء الخميس في نيويورك، على الوضع الحالي في ليبيا، وتطورات المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشدداً على محورية دور مجلس الأمن في دعم جهود إنهاء المراحل الانتقالية، والوصول إلى الانتخابات وفق قوانين قابلة للتنفيذ.

إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي، الذى يترأسه المشير خليفة حفتر، أن نجله اللواء صدام، رئيس أركان قواته البرية، بحث مساء الخميس فى مدينة بنغازي (شرق)، مع نائب قائد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، جون بيرنان، وقائد قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا (سوكاف)، رونالد فوي، والقائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، «سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، والعمل على تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المشتركة، بهدف الرفع من كفاءة الجيش في تأمين الحدود، والحد من الهجرة غير المشروعة».

كما أعنت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني اجتماع خالد، نجل المشير حفتر أيضاً، ورئيس أركان الوحدات الأمنية، مع الوفد الأميركي نفسه، لكنها لم تفصح عن فحوى المحادثات.

بدورها، ذكرت السفارة الأميركية، اليوم الجمعة، عبر منصة «إكس» أن الوفد الأميركي التقى في مدينة مصراتة (غرب) مع آمر المنطقة العسكرية الوسطى، محمد موسى، وقائد قوة مكافحة الإرهاب، محمد زين، وآمر الكلية الجوية، محمد رجب القصيبات، وآمر اللواء 53، أحمد هاشم. وأشارت إلى تأكيد «دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية للحفاظ على سيادة ليبيا، وتوحيد المؤسسات العسكرية».

موضحة أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، وزيادة الفرص التعليمية والتطور المهني للضباط من كل أنحاء ليبيا.

من جهة أخرى، ساد توتر أمني مدينة غريان الجبلية، التى تبعد عن العاصمة طرابلس بحوالي 90 كيلومتراً بالاتجاه الجنوبي، فيما رصدت وسائل إعلام محلية وصول أرتال عسكرية تابعة لجهاز دعم الاستقرار، الذي يترأسه غنيوة الككلي، وتمركزها داخل المدينة، وذلك على خلفية مقتل شخص فى عملية مداهمة مفاجئة استهدفت أحد المنازل.

وأظهرت لقطات مصورة تصاعد النيران بالمنزل، فيما حلق طيران مسيّر فوق المدينة، مع استمرار الفوضى الأمنية داخلها.

أعيان الزاوية أعلنوا رفضهم ما صرح به وزير داخلية «الوحدة» عماد الطرابلسي عن انفلات الوضع الأمني بالمدينة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، أعلن أعيان وحكماء مدينة الزاوية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، في بيان مساء الخميس، رفض ما صرح به وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، عن انفلات الوضع الأمني بالمدينة، وأنها باتت خارج سيطرة حكومته. وطالبوه بالاعتذار.

وكان الطرابلسي قد ناقش مساء الخميس في طرابلس، مع السفير الروسي، أيدار أغانين، آفاق التعاون الأمني المشترك بين ليبيا وروسيا.

واستعرض الأوضاع الأمنية داخل ليبيا، وجهود الداخلية في المحافظة على الأمن واستعداداتها لتأمين الانتخابات القادمة.

كما بحث الطرابلسي مع وزير الدولة السنغالي، أمادو شريف، سبل التعاون المشترك لمعالجة ملف «الهجرة غير المشروعة».

واستعرض أوضاع الجالية السنغالية الموجودة في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات الأمنية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

كما بحث الطرابلسي مع السفير الألماني، رالف طراف، سبل تعزيز التعاون الأمني المشترك بين البلدين لمعالجة ملف «الهجرة غير المشروعة»، ووضع الحلول لها، بالإضافة إلى المواضيع الأمنية المشتركة بين البلدين.