الأمم المتحدة: 468 قتيلاً خلال الربع الأول من العام في جنوب السودان

أشارت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تزايد «حوادث العنف» في جنوب السودان (أرشيفية - رويترز)
أشارت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تزايد «حوادث العنف» في جنوب السودان (أرشيفية - رويترز)
TT

الأمم المتحدة: 468 قتيلاً خلال الربع الأول من العام في جنوب السودان

أشارت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تزايد «حوادث العنف» في جنوب السودان (أرشيفية - رويترز)
أشارت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تزايد «حوادث العنف» في جنوب السودان (أرشيفية - رويترز)

قُتل 468 مدنياً في اشتباكات مسلحة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) في جنوب السودان، وفق ما أكدت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، اليوم (الأربعاء)، مشيرة إلى تزايد «حوادث العنف».

وبعد مرور نحو 13 عاماً على نيلها الاستقلال عام 2011، لا تزال الدولة الأحدث عهداً في العالم تعاني من عدم الاستقرار وتفشي العنف، ما يعوق تعافيها من الحرب الأهلية الدامية بين العدوين اللدودين رياك مشار وسلفا كير، التي أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح مليون بين عامي 2013 و2018.

وينص اتفاق السلام الموقع في عام 2018 على مبدأ تقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة وطنية؛ حيث يكون كير رئيساً ومشار نائباً للرئيس.

لكنه لا يزال غير مطبق إلى حد كبير بسبب الخلافات المستمرة بين الخصمين، ما ترك البلاد عرضة للعنف وعدم الاستقرار والفقر رغم مواردها النفطية.

وجاء في بيان لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان: «قُتل 468 (مدنياً) وجُرح 328 واختطف 70 وتعرض 47 للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع» بين يناير ومارس 2024.

وأوضحت البعثة، في بيانها، أن هذه الاعتداءات نفذتها «ميليشيات مجتمعية» و«مجموعات الدفاع المدني».

كما ارتفع عدد حوادث العنف بنسبة 24 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان التي أشارت إلى أن ولاية واراب النائية (شمال غرب) هي الأكثر تضرراً.

وفي المقابل، أشارت البعثة «بشكل إيجابي» إلى تراجع عمليات الاختطاف والعنف الجنسي مقارنة بالربع الأخير من عام 2023 بنسبة 30 و25 في المائة على التوالي.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم: «نشدد على الضرورة الملحة لعمل جماعي تقوم به السلطات الوطنية، الحكومية والمحلية، بالإضافة إلى قادة المجتمعات والسياسيين الوطنيين، من أجل حل المظالم القائمة منذ فترة طويلة سلمياً، لا سيما مع اقتراب أول انتخابات في جنوب السودان».

ومن المقرر إجراء الانتخابات، وهي الأولى في تاريخ البلاد، في 22 ديسمبر (كانون الأول)، بعد أن تم تأجيلها مرات عدة.

وفي 9 يوليو (تموز)، لم يشر رئيس الدولة في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاستقلال البلاد إلى تنظيم هذه الانتخابات.


مقالات ذات صلة

غوتيريش ينتقد سياسة إسرائيل في الضفة الغربية

المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش 12 يوليو 2024 (أسوشيتد برس)

غوتيريش ينتقد سياسة إسرائيل في الضفة الغربية

انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مؤكداً أنها تقوّض حل الدولتين.

«الشرق الأوسط»
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ينتقد الولايات المتحدة بشكل مباشر (رويترز)

أوكرانيا وخمسون دولة أخرى تندد بـ«نفاق» روسيا

ندّدت أوكرانيا ونحو خمسين دولة أخرى اليوم بـ«نفاق» روسيا التي ترأس وزير خارجيتها اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول التعددية لإرساء عالم أكثر عدلاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى 2024 (الشرق الأوسط)

وزير الاقتصاد: السعودية تستثمر أكثر من 180 مليار دولار لتنمية الاقتصاد الأخضر

قال وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم إن السعودية تلعب دوراً محورياً في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ، بأكثر من 80 مبادرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الدبلوماسي العماني محمد بن عوض الحسّان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. (صورة من أرشيف الأمم المتحدة)

العُماني الحسّان مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة للعراق

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، تعيين الدبلوماسي العماني محمد بن عوض الحسّان، مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة للعراق.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم العربي مبادرات شعبية يمنية لرصف الطرق الريفية في محافظة إب (الصندوق الاجتماعي للتنمية)

طرق ريفية بدعم دولي لمقاومة التغيرات المناخية في اليمن

يعمل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والبنك الدولي في اليمن على بناء طرق ريفية قادرة على مقاومة تغيرات المناخ، وتحسين الوصول إلى الغذاء والخدمات.

محمد ناصر (تعز)

وساطة ليبية تنجح في وقف اشتباكات طرابلس

عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
TT

وساطة ليبية تنجح في وقف اشتباكات طرابلس

عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)

نجحت جهود وساطة محلية في وقف قتال مفاجئ بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، اندلع في ضاحية تاجوراء الساحلية، الواقعة شرق العاصمة الليبية، قبل ساعات فقط من تدشين منتدى «الهجرة عبر المتوسط»، الذي دشّنه رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، اليوم (الأربعاء) في العاصمة طرابلس، والذي شهد «مشادة بين عناصر تابعة لجهاز دعم الاستقرار وحراسات الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي».

وجرى احتواء خلاف مفاجئ، رصدته وسائل إعلام محلية، بين الجهات الأمنية المكلفة بتأمين المنتدى، وحراسات ديبي، ما تسبب في وقف البث المباشر لفعاليات المنتدى لدقائق، علماً أن مصادر أمنية كشفت عن «رفض حراسات ديبي تسليم أسلحتها الشخصية للأمن الليبي في مطار معيتيقة فور وصوله».

وأظهرت لقطات مصورة حدوث تدافع واشتباك بالأيدي بين حراس الدبيبة والرئيس التشادي في حضورهما، لكن سرعان ما تم احتواؤه.

الدبيبة يوجه كلمته للمشاركين في فعاليات منتدى «الهجرة عبر المتوسط» (أ.ف.ب)

وقال الدبيبة، في مداخلة أمام المنتدى، الذي حضره بعض رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين من الدول الأفريقية والأوروبية، إلى جانب مسؤولي الجامعة العربية، ومنظمات دولية معنية بالهجرة وحقوق الإنسان، إن «أوروبا تستخدم كل الوسائل والطرق لمنع وصول المهاجرين، وأفريقيا تدفع بهم للهجرة». مضيفاً: «نحن تحت ضغط الطرفين... وليبيا وجدت نفسها بين ضغط الرفض الأوروبي للمهاجرين، والرغبة الأفريقية في الهجرة». معتبراً أن رحلة الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا «تمر بطريق خطرة قد تنتهي بالموت»، ومؤكداً أن مشكلة الهجرة تعززها الأزمات، التي تعانيها بعض البلدان الأفريقية.

رئيس حكومة الوحدة خلال استقباله رئيس الحكومة المالطية والوفد المرافق له قبيل انعقاد منتدى «الهجرة عبر المتوسط» (أ.ف.ب)

من جانبها، دعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى العمل بطرق متزامنة لمعالجة ملف الهجرة، بالتشارك في آليات العمل، بينما أكد رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، أن «الهجرة تبدأ في دول المصدر بسبب الحروب والنزاعات، ما يدفعهم للهجرة، وهو ما يشكل تحدياً لدول الممر والهدف».

إلى ذلك، وفى غياب أي بيان رسمي، نفى متحدث باسم «تجمع ثوار تاجوراء» لـ«الشرق الأوسط»، «مشاركة الدبيبة في جهود الوساطة لوقف الاشتباكات، التي شهدتها تاجوراء مساء الثلاثاء بين كتيبة صبرية الرثيمي، وعناصر كتيبة رحبة الدروع، المعروفة بالبقرة، نسبة لآمرها بشير البقرة، المتخذتين من تاجوراء مركزاً لهما، بسبب فتاوى الصادق الغرياني، مفتى عام البلاد المقال من منصبه».

وقال المتحدث، الذي طلب عدم تعريفه، إن من أوقفوا الخلاف هم آمر كتيبة فتح مكة تاجوراء محمد المعمري، وآمر كتيبة أسود تاجوراء عبد الرحيم بن سالم، بالإضافة إلى مجلس حكماء وأعيان ومشايخ تاجوراء.

وكان «تجمع ثوار تاجوراء» قد أعلن رسمياً، في بيان، حلّ النزاع بفضل جهود المشايخ والأعيان، وبدء عودة الطرفين لمقراتهم، والانسحاب الكامل للسيارات العسكرية والمسلحة، واستلام الأجهزة الأمنية لمهام تأمين الطريق وفتحها أمام المواطنين، بعد تأمينها بشكل كامل.

كما أعلنت كتيبة فتح مكة تاجوراء انتشار قواتها والأجهزة الأمنية، بعد الانسحاب الكامل للطرفين المتنازعين في الاشتباكات، التي أسفرت عن وفاة امرأة أصيبت في رأسها، وفقاً لما أعلنه الناطق باسمه جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، الذي أكد في بيان مقتضب «عودة الهدوء إلى بلدية تاجوراء بالكامل وتوقف الاشتباكات، قبل أن تعلن كليتا الاقتصاد والقانون بجامعة طرابلس تعليق الامتحانات، حرصاً على سلامة الطلبة».

الوزير الطرابلسي اعترف بأن «لا سيطرة لحكومته على مدينة الزاوية» (أ.ف.ب)

ولم يعلق وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، على هذه التطورات، لكنه ادعى مجدداً أن «الجماعات المسلحة ستخرج من طرابلس وتعود للثكنات خلال شهر، وكل قادة الجماعات رحبوا بتنفيذ الخطة الأمنية والخروج من طرابلس».

ومع ذلك، اعترف الطرابلسي بأنه «لا سيطرة لحكومته على مدينة الزاوية»، الواقعة غرب طرابلس، التي شهدت أخيراً قتالاً بين الميليشيات المسلحة، موضحاً أنه «إذا اتفق الأهالي على وقف الاشتباكات، فنحن مستعدون لتنفيذ خطة أمنية خلال 30 يوماً».

جاءت هذه التطورات، فيما أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا أن نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، جون برينان، وقائد قيادة العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا، رونالد فوي، والقائم بالأعمال جيرمي برنت، بحثوا مع الدبيبة، مساء الثلاثاء، الوضع الأمني الإقليمي، وأهمية التعاون مع الضباط العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا لحماية سيادة ليبيا، واتخاذ خطوات ملموسة نحو توحيد الجيش، ومساعدة الليبيين في «إعادة بناء ليبيا موحدة، ومستقرة، ومزدهرة».

لقاء أعمال البعثة الأممية في واشنطن (القائمة بالأعمال)

من جهتها، أعلنت القائمة بأعمال رئيس بعثة «الأمم المتحدة»، ستيفاني خوري، أنها بحثت في العاصمة الأميركية واشنطن، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، وزملائها العملية السياسية في ليبيا، وضرورة توحيد مؤسسات الدولة، وتبني نهج حوكمة أفضل للهجرة. كما أوضحت خورى أنها بحثت مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، جون باس، سبل الدفع بالعملية السياسية في ليبيا، وصولاً إلى إجراء الانتخابات. وشدّدا على أهمية دور المجتمع الدولي في العمل بالتنسيق مع البعثة الأممية لدعم سعي الليبيين للحفاظ على وحدة بلادهم وسيادتها.

وفي مؤشر على احتمال عقد اجتماع جديد بين رئيسي مجلسي لنواب والدولة، برعاية الجامعة العربية في القاهرة، وبحضور رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بحثت لجنة متابعة لقاءات مجلسي النواب والدولة الترتيبات النهائية للاجتماع الثاني الموسع بالقاهرة، وتوحيد الجهود بين المجلسين للوصول إلى تشكيل حكومة جديدة، تتولى مهام الإشراف على إجراء الانتخابات.