«فليبق كل في مكانه»... مصريون يستعيدون عبارة عبد الناصر مع حادث ترمب

مقولة شهيرة للرئيس الأسبق خلال محاولة اغتياله بالإسكندرية عام 1954

عملاء جهاز الخدمة السرية الأميركي يساعدون ترمب بعد إطلاق النار (رويترز)
عملاء جهاز الخدمة السرية الأميركي يساعدون ترمب بعد إطلاق النار (رويترز)
TT

«فليبق كل في مكانه»... مصريون يستعيدون عبارة عبد الناصر مع حادث ترمب

عملاء جهاز الخدمة السرية الأميركي يساعدون ترمب بعد إطلاق النار (رويترز)
عملاء جهاز الخدمة السرية الأميركي يساعدون ترمب بعد إطلاق النار (رويترز)

مع الإعلان عن محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترمب، استعاد مصريون مقولةً شهيرةً لرئيسهم الأسبق جمال عبد الـناصر عقب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة أيضاً في الإسكندرية عام 1954، قال فيها «فليبق كل في مكانه».

وكان ترمب واقفاً خلف منصة يلقي كلمة أمام تجمع جماهيري في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا، عندما سمع دوي طلقات نارية، جرحت أذن ترمب اليُمنى.

ومع تداول أنباء محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترمب، تصدرت مقولة عبد الناصر «الترند» في مصر، الأحد، عقب تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. واسترجع مصريون ذكرى ما يعرف تاريخياً بـ«حادث المنشية» عندما تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتيال أثناء إلقاء خطاب شعبي في ميدان المنشية بالإسكندرية، في 26 أكتوبر (تشرين أول) عام 1954 ليقف مخاطباً الجماهير، قائلاً: «فليبق كل في مكانه أيها الرجال... فليبق كل في مكانه... حياتي فداء لكم... دمي فداء لكم سأعيش من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وشرفكم». وهو الحادث الذي اتهم فيه تنظيم «الإخوان» الذي تصنّفه السلطات المصرية «إرهابياً»، وتم محاكمة المتهمين وإعدام عدد منهم.

الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (أرشيفية - متداولة)

ونشر حساب باسم حسام يحيى على «إكس» صورة ترمب أثناء الحادث، وكتب: «جمال عبد الناصر... حادث المنشية... صورة ينقصها (فليبق كل منكم في مكانه)».

وكذلك نشر حساب باسم رشا أحمد على «إكس» صورةً لترمب وذيّلها بعبارة «حادث منشية أميركا».

وأرجع مستشار مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتور عمرو الشوبكي، أسباب استعادة المصريين ذكرى «حادث المنشية»، وربطه بمحاولة اغتيال ترمب، بما وصفه بـ«الحضور العام لنظرية المؤامرة»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ظواهر لا يستطيع المواطن العادي تفسيرها، لا سيما إذا ما ارتبطت بالسلطة التي يعدّونها صندوقاً أسود، لذلك فإنه يعدُّ كل حادث بمثابة تمثيلية، أو أن وراءه مؤامرة ما». ولفت إلى أن «المفارقة تكمن في أن حادث المنشية وقع في بداية عهد عبد الناصر ولم يكن المصريون وقتها قد اختبروا أداءه في الحكم، على خلاف ترمب الذي اختُبر وهناك ملاحظات على أدائه، وحديث عن مبالغات».

ورأى الشوبكي أن «الربط بين الحادثين جاء من باب اعتقاد البعض أنهما كانا مرتبين، رغم أنهما لم يكونا كذلك، حيث كان تنظيم (الإخوان) موجوداً في مصر منذ عام 1928، وسبق ونفذ اغتيالات»، موضحاً أن «الحديث عن أن حادث المنشية كان مرتباً تردد بعد سنوات من حكم عبد الناصر، على خلاف ما حدث في واقعة ترمب».

وبالفعل شكك عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، في حقيقة محاولة اغتيال ترمب، وعدّوها «مسرحية»، على حد وصف بعضهم.


مقالات ذات صلة

السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

شمال افريقيا السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)

السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، يعمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى طمأنة المصريين بشأن قدرة بلاده على تجاوز «الظروف الصعبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

القاهرة الخديوية «المرهَقة» تسعى إلى استعادة رونق الزمن الجميل

كلّف الخديوي إسماعيل، المعماري الفرنسي هاوسمان، بتصميم القاهرة الخديوية وتنفيذها في وسط مدينة القاهرة عام 1867، وتصل المساحة التي خُصصت لذلك إلى 20 ألف فدان.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحريق الذي نشب في حارة اليهود بالعاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)

إصابة 15 شخصاً وتدمير 12 منزلاً في حريق بالقاهرة

أصيب 15 شخصاً واحترق 12منزلاً ومصنعاً للبلاستيك من جراء حريق شب بالقرب من دير القديس سمعان بمنشأة ناصر غرب القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي ربة المنزل مروة تتسوق لشراء كميات قليلة لاستيعاب الأسعار (الشرق الأوسط)

مصريون يترقبون «منحة حكومية» ويخشون «تبعاتها»

أعلن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، عن توجيه رئاسي للحكومة بـ«وضع تصور لحزمة حماية اجتماعية تقديراً للضغوط على المواطن».

رحاب عليوة (القاهرة)

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

TT

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز)
صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز)

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم (الجمعة)، إن نحو 3.2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان الذي يشهد حرباً عنيفة.

وأوضحت إيفا هيندز، مسؤولة المناصرة والاتصال في فرع السودان في منظمة «يونيسف» لوكالة الصحافة الفرنسية: «من هذا العدد، يتوقع أن يعاني 772 ألف طفل من سوء التغذية الحاد».

وترى «يونيسف» أن صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية ومياه الشرب، بالإضافة إلى انعدام النظافة الصحية، والعادات الغذائية غير المناسبة، خصوصاً للرضع والأطفال والنساء، فضلاً عن انعدام الأمن الغذائي، أسباب هيكلية رئيسية لانتشار سوء التغذية الحاد.

وانتشرت المجاعة في 5 مناطق في السودان، وفقاً لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر حديثاً وتدعمه الأمم المتحدة.

وتوقع التقرير أن تعاني 5 مناطق إضافية من المجاعة في منطقة دارفور في غرب السودان بين الشهر الحالي ومايو (أيار) 2025.

إلى ذلك، تواجه 17 منطقة أخرى في غرب السودان ووسطه خطر انتشار المجاعة.

وقالت هيندز: «من دون تأمين إمكانية وصول المساعدات الإنسانية فوراً، وبلا عوائق، ما يسهل تعزيز الاستجابة في قطاعات عدة بشكل كبير، من المرجح أن يتفاقم سوء التغذية في هذه المناطق».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 تدور حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي». وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص وتسبب بأزمة إنسانية حادة.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر أزمة نزوح في العالم.

ورفضت الحكومة السودانية التقارير التي تؤكد انتشار المجاعة، في حين تشكو وكالات الإغاثة من صعوبة إيصال المساعدات بسبب العنف المستمر وعقبات بيروقراطية.