الجزائر: تبون يعرض حصيلة ولايته الأولى بعد إعلان رغبته في «الثانية»

«الائتلاف الرئاسي» يعتزم إطلاق حملة دعائية ضخمة

الرئيس عبد المجيد تبون يستعرض حصيلة ولايته الأولى المنتهية (أ.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون يستعرض حصيلة ولايته الأولى المنتهية (أ.ب)
TT

الجزائر: تبون يعرض حصيلة ولايته الأولى بعد إعلان رغبته في «الثانية»

الرئيس عبد المجيد تبون يستعرض حصيلة ولايته الأولى المنتهية (أ.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون يستعرض حصيلة ولايته الأولى المنتهية (أ.ب)

بينما عرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حصيلة ولايته الأولى المنتهية، عقد «الائتلاف الرئاسي» المؤيد لسياساته، مساء الخميس، اجتماعاً لضبط حملة الدعاية لترشحه لولاية ثانية للانتخابات الرئاسية، المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأجرت إحدى القنوات التلفزيونية العمومية مقابلة مع تبون، بثّتها ليل الخميس، تطرَّق فيها للأعمال والقرارات والمساعي التي جرت في عهدته الأولى (2014 - 2019).

تبون برفقة قائد الجيش في زيارة لمنطقة القبائل قبل يوم من إعلان ترشحه (الرئاسة)

وكانت الرئاسة قد بثّت، مساء اليوم نفسه، على حسابها بالإعلام الاجتماعي مقطعاً صغيراً من الحوار، خصّصته لإعلانه «نزوله عند رغبة الأحزاب والمنظمات والشباب»، الذين ناشدوه، في الأسابيع الماضية، التمديد.

وأكد تبون أن البلاد «حققت إنجازات كثيرة في السنين الأخيرة»، قال إن الفضل فيها «يعود للشعب وليس لي»، منوهاً بأنه «قطع بالجزائر أشواطاً كبيرة حتى وضعناها في سكة التنمية»، على أساس أنه وجدها عند تسلم الحكم نهاية 2019 في وضع مالي سيئ بسبب الفساد الذي نخر الاقتصاد والإدارة، خلال فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019)، وفق ما يتضمنه خطاب الفريق الحالي في السلطة. وقال تبون بهذا الخصوص إن النظام السابق «تسبَّب في ضياع فرص».

ناشطون في أحزاب موالية للرئيس بصدد ضبط حملة الدعاية للولاية الثانية (حركة البناء)

ووفق الرئيس المنتهية ولايته، فإن «شعبنا بات قادراً على التمييز بين الديماغوجية وخطاب الواقع»؛ في إشارة إلى أن الوعود التي قطعتها الحكومات في وقت سابق «لم تكن واقعية»، بعكس «تعهداته الـ54»، وفقاً له، التي قدمها في حملة «رئاسية» عام 2019، والتي ذكر، في وقت سابق، أنه «نفّذ غالبيتها»، وأن ما بقي منها سيجري تنفيذه في حال انتخابه بعد أقل من شهرين.

ولمّا سئل عن «عودة الجزائر للعب دورها الإقليمي والدولي المعهود»، قال تبون إنها «تخطو خطوات بالتدريج لاسترجاع قوتها في جميع المجالات»، مبرزاً أن حضوره في «قمة مجموعة السبع» بإيطاليا، الشهر الماضي، «أعطى دلائل على استعادة الجزائر مكانتها». وأكد أن «كلمتها معترَف بها لأنها ترتكز على حقائق». وما يميز أداء البلاد على الصعيد الدولي، وفق تبون، هو «الندية في التعامل مع الدول، وأصبحت دبلوماسيتنا تعكس قوتنا في الداخل».

وعاد تبون إلى تصريحات، أطلقها في مارس (آذار) الماضي، أثارت استغراباً لدى قطاع من خبراء الاقتصاد، حينما قال إن الناتج الداخلي «سيصل إلى 400 مليار دولار»؛ أي ضِعف الرقم الحالي، في حدود عام 2026. لكن في نظر عدد من المراقبين، فإن اعتماد الاقتصاد شبه الكامل على أسعار النفط والغاز يجعله عرضة لأزمة في حال شهدت الأسعار نزولاً حاداً في الأسواق الدولية، خصوصاً أن الجزائر عاشت وضعاً كهذا عام 1986، أدخلها في حالة من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية غير مسبوقة.

وفي المقابلة الصحافية نفسها، سئل تبون عن «الترشح لولاية ثانية»، فقال إنه يريدها بعد أن ناشدته أحزاب ومنظمات، وكان يشير إلى 4 أحزاب تشكل الائتلاف الحكومي؛ وهي «جبهة التحرير الوطني» (القوة الأولى في البرلمان)، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، و«جبهة المستقبل».

والتقى قادة الأحزاب الأربعة في مقر «المستقبل»، بعد ساعتين من حديث تبون عن «الولاية الثانية»؛ لبحث إطلاق حملة الدعاية للرئيس المترشح. وسمى عبد القادر بن قرينة أحزابهم بـ«الأغلبية الرئاسية».

عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء» يملأ استمارة التوقيعات لصالح الرئيس المترشح (البناء)

ومساء اليوم نفسه، أظهرت صور التلفزيون العمومي مدير الديوان بالرئاسة بوعلام بوعلام، ومدير الإعلام بالرئاسة كمال سيدي السعيد، بمقر «السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات»؛ بغرض سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الخاصة بالترشح. كما ظهرت عربات كثيرة تقف في طابور بالمكان نفسه لحمل أطنان من الأوراق، في مشهد دل على أن فريق تبون عازم على جمع الملايين من التوقيعات، بينما يواجه قادة أحزاب المعارضة وشخصيات سياسية ترشحوا للانتخاب، صعوبات كبيرة للحصول على الإمضاءات التي يطلبها القانون، وذلك بسبب «برودة الجزائريين في التعاطي مع الحدث السياسي»، وفق قيادي من فريق حملة المترشح يوسف أوشيش، السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة، رفض الإفصاح عن اسمه.

يوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (الحزب)

ويشترط قانون الانتخابات على من يريد كرسي الرئاسة جمع 50 ألف توقيع فردي على الأقل، لناخبين مسجلين في لائحة انتخابية. ويجب أن تجمع في 29 ولاية، على الأقل، وألا يقل عدد التوقيعات المطلوبة من كل ولاية عن 1200 توقيع، أو جمع 600 توقيع فردي لأعضاء منتخَبين في المجالس الشعبية البلدية أو البرلمانية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسعار يرغم الجزائريين على قضاء عطلة الصيف في تونس

شمال افريقيا الحمامات إحدى أكثر مدن الساحل التونسي استقطاباً للسياح الجزائريين (ناشطون سياحيون)

ارتفاع الأسعار يرغم الجزائريين على قضاء عطلة الصيف في تونس

يتوقع ناشطون في مجال السياحة والسفر في الجزائر توافد أكثر من 3 ملايين ونصف مليون جزائري على تونس بغرض السياحة، عبر المعابر الحدودية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا حفل تقليدي بعاصمة الجزائر بلباس تقليدي (الشرق الأوسط)

عدد الجزائريين سيتجاوز 47 مليوناً عام 2025

«اتجاه نحو انخفاض عدد حالات الزواج منذ عام 2014، وبمعدل أكثر سرعة منذ عام 2020». وأحصى التقرير 285 ألف عقد زواج في 2023، بانخفاض 10 بالمائة مقارنة بـ2019.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال (حسابات الحزب بالإعلام الاجتماعي)

انسحاب الحزب اليساري المعارض من السباق الرئاسي في الجزائر

أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري بالجزائر لويزة حنون، السبت، انسحابها من الانتخابات الرئاسية، المقرّرة في الـ7 من سبتمبر (أيلول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع الوزير الأول ومدير الديوان بالرئاسة (الرئاسة)

المرشحون لـ«رئاسية» الجزائر يواجهون «معضلة» جمع التوقيعات

صاحَب إعلان ترشح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لولاية ثانية، الخميس الماضي، تسارعاً في وتيرة جمع التوقيعات الخاصة بالترشح للاستحقاق الرئاسي لغالبية المترشحين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (الرئاسة)

رئيس الجزائر يعلن ترشحه لولاية ثانية

أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، عن ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تدعو للتعامل مع تبعات الأزمة السودانية «على نحو عاجل»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
TT

مصر تدعو للتعامل مع تبعات الأزمة السودانية «على نحو عاجل»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

أكّد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، ضرورة «الحفاظ على الدولة السودانية ومقدّراتها ومؤسساتها، والتعامل مع التبعات الإنسانية للأزمة الراهنة على نحو جادّ وعاجل».

جاء ذلك خلال استقبال الوزير عبد العاطي، الثلاثاء، بمقر وزارة الخارجية، مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيت فيبر، وفق المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد. وأوضح المتحدث في بيان صحافي بأنه تم تبادل الرؤى حول عدد من القضايا والتحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي، حيث حرص الوزير على الاستماع لتقييم شامل من جانب المبعوثة الأوروبية للأوضاع في القرن الأفريقي، وذلك في ضوء التحديات المتواترة التي يشهدها، وتصاعُد حدة الأزمات، فضلاً عن تَنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف.

وأكّد الوزير عبد العاطي أن مصر تُولِي أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، منوّهاً بأنه توجّه في أولى رحلاته الخارجية إلى الصومال وجيبوتي؛ لافتتاح أول خط طيران مباشر بين الدول الثلاث، وهو ما يعكس عُمق وأهمية علاقات مصر مع الدولتين، وحِرص مصر على تحقيق قدر أعلى من الترابط مع دول القرن الأفريقي؛ لما تمثّله من عمق استراتيجى للأمن القومي المصري.

وفي هذا الإطار أكّد وزير الخارجية على أهمية دعم حكومة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في تحقيق الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب.

وأوضح المتحدث أن الوزير عبد العاطي تطرّق إلى قضية أمن البحر الأحمر، وتأمين حرية الملاحة الدولية، وآثار التهديدات الأمنية المتصاعدة على الاقتصاد العالمي، وعلى مصر بشكل خاص، نتيجة الموارد التي تم فقدها من عوائد قناة السويس.

كما استعرض عبد العاطي مُخرَجات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، والجهود المصرية التي تستهدف خلق أرضية مشتركة بين الفرقاء السودانيين، لبحث سبل تسوية الأزمة، وبدء عملية سياسية شاملة.

في سياق ذلك، اتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود لنزع فتيل النزاع، وضرورة التنسيق بين جميع مسارات الوساطة الفاعلة، واللجوء إلى كافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية اللازمة لتسوية الأزمة في أقرب وقت.